أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - زوجة الكاهن والنار التي تحت الرماد














المزيد.....

زوجة الكاهن والنار التي تحت الرماد


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سمعنا بقصة وفاء قسطنطين -46 عاماً- زوجة كاهن أبو المطامير، والتي كاد الإخوان المسلمون المناكيد وبعض أعضائهم المتسللين إلى أجهزة الأمن أن يوقظوا بها نار الفتنة الطائفية النائمة –الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها كما قال رسولنا الكريم- فعلى الرغم من أنه حدث فردي كان يمكن أن يحدث أو لا يحدث في هدوء وبدون أن يشعر به أحد، لكن السؤال الهام هو: لماذا يستغل الإخوان المسلمون بسهولة مثل هذه الأحداث البسيطة ليحولوها إلى مشاكل كبيرة تكاد أن تشعل نار الفتنة التي لو اشتعلت –لا قدر الله ولا كان- لأتت على أخضر مصر ويابسها، والتي لم تتوقف إلا بتدخل مباشر من الرئيس مبارك –أطال الله في عمره-؟
لابد من الاعتراف أولاً بأن هناك تعتيم على إخواننا الأقباط شركائنا في الوطن الذين استوطنوه منذ ليل التاريخ، وهناك جهل بتاريخهم، وبدينهم، كل هذا أدي إلى إشعارهم بأنهم غرباء في وطنهم، أو بأنهم مازالوا كما كانوا أهل ذمة ولم يصبحوا بعد مواطنين ،أو على أحسن الفروض مواطنين من الدرجة الثانية.
لابد من فتح ملف الأقباط بحياد وموضوعية، وإخراجه من نطاق المسكوت عنه حتى نقضي على جذور الفتنة الطائفية التي تكفي نفخة واحدة من الإخوان المسلمين وعملائهم في الأجهزة الإدارية لإشعالها، فملف الأقباط من الملفات الساخنة التي تهدد أمن مصر وآمانها.
لكن كيف نغلق هذا الملف مرة واحدة وإلى الأبد؟
أعتقد أنه قد آن الأوان للحديث بصراحة عن أسباب هذا العداء، فالمشكلة الأساسية في العلاقة بين الأقباط والمسلمين تتمثل في ثقافة نفي الآخر المغاير (المسيحي واليهودي) أو على أحسن حال التقليل من شأنه والسخرية منه ومن دينه كما يفعل الإخوان المسلمون في التعليم والإعلام والخطاب الديني، فعدم إلمامنا بخصوصية شركائنا في الوطن (الأقباط) لا تمكننا من تفهمهم، إذ كيف نحترمهم ونفهمهم وهم منفيون تماماً من كتب تاريخنا، ومن الحياة العامة، حتى أعيادهم لا نعرفها ولا نحترمها.
كيف وصلنا إلى هذه الدرجة من نفي الآخر، الذي هو في الحقيقة نفي للذات لأن القبطي هو في الحقيقة المصري، وكلمة قبطي باليونانية تعني المصري سواء كان مسلماً أو قبطياً ؟
ثلاثة مؤسسات مسئولة عما وصلنا إليه من نفي للآخر وهي: نظام تعليمنا، وإعلامنا المسموع والمرئي، وخطابنا الديني (خطبة الجمعة).
فيما يخص نظام تعليمنا، لا أعرف لماذا لا ندرس لصغارنا منذ نعومة أظفارهم تاريخ الأقباط –أو فصل الحقبة القبطية من كتاب خريف الغضب للأستاذ محمد حسنين هيكل – باعتباره جزء هام من تاريخ مصر، لنعلم الأطفال منذ صغرهم أن لهم شركاء في الوطن متساوون معهم في الحقوق والوجبات ، وأن مصر لكل المصريين، بذلك نكون أكدنا في وعيهم مبكراً حقوق المواطنة؟ لماذا لا تكون أعياد الأقباط عطلات رسمية مساواة بإخوانهم المسلمين؟ ولا يفوتني هنا أن أشيد بالرئيس مبارك الذي جعل رأس السنة القبطية عطلة رسمية رغم أنف الإخوان المسلمين، وأذكر إنني عندما كنت أعمل مدرساً في مصر في العام 1987 أن ذكرت لي طالبة مسيحية أنها كانت ترجم بالحجارة أثناء خروجها من مدرستها في الابتدائي، كانت ترجم لا عن ذنب فعلته ولكن لكونها مسيحية، فمن الذي أخبر هؤلاء الصغار برجم هذه الفتاة؟ إنهم المدرسين المتأثرين بسموم الإخوان المسلمين الطائفية الذين خانوا أنفسهم ودينهم ووطنهم، فبذور الفتنة الطائفية موجودة في نظام تعليمنا، وأذكر أن إحدى المعلمات كانت تفرض الحجاب على التلميذات وتقول للتلميذات المسيحيات أنكن أول من يدخلن النار، وأن المسلمات السافرات سيعذبهن الله يوم القيامة بتعليقهن من شعورهن في نار جهنم، وللعلم الأستاذة هي أستاذة فلسفة في التعليم الثانوي!
أما الإعلام، فلن نقضي على جذور الفتنة طالما لم نستبعد كل أعضاء شيوخ الإخوان المسلمين الذين يغزون بيوتنا عبر الإذاعة والتلفزيون ويسممون بأفكارهم عقول شبابنا، وأذكر على سبيل المثال كيف أن الشيخ الشعراوي ظل ولمدة عشرين عاماً مسيطراً على التلفزيون المصري، وظل يلمح من طرف خفي بإشاراته وحركاته البهلوانية المشهور بها بتكفير الآخر ونفيه في تفسيره للآية "إن الدين عند الله الإسلام" وكذلك تفسيره لآية "ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" وأخذ يشرح لمستمعيه كيف أن الديانات الأخرى ضلال وكفر، وأن الدين الوحيد الصحيح هو الإسلام. والمطلوب بعد تغيير هؤلاء الشيوخ تخصيص برامج خاصة للتعرف على خصوصية الدين المسيحي، وكذلك نقل صلاتهم كل يوم أحد من أحد الكنائس كما تنقل صلاة الجمعة في الإذاعة والتلفزيون.
أما فيما يتعلق بالتحريض على الفتنة الطائفية في الخطاب الديني وخطبة الجمعة فحدث ولا حرج، فإذا كان الشيوخ المتأثرين بالإخوان المسلمين في التلفزيون يلمحون بتكفير الآخر ونفيه من الوجود لوجود رقابة، فإن خطباء الجمعة علناً وفي مكبرات الصوت يعلنون جهاراً نهاراً دونما خوف أو خشية، بل ويصبون عليهم اللعنات وينعتوهما بحفدة القردة والخنازير.
فنحن بحاجة لتحديث هذا الثالوث:التعليم ،والإعلام ،وخطبة الجمعة، لغرس فلسفة التسامح والتعايس السلمي وقبول الآخر (المسيحي واليهودي) وحقوق المواطنة، وعندما يتم ذلك لن يستطيع الإخوان المسلمون ومن خرج من عباءتهم وتأثر بسمومهم أن يستغل أي حدث فردي كإسلام زوجة الكاهن وغيرها، لأنها ستكون أحداث فردية عابرة لا قيمة لها، ولن تكون هناك نار تحت الرماد لأن روح المحبة والتسامح والإخاء والمواطنة ستكون برداً وسلاماً على أمنا الحبيبة "مصر" وسنعيش جميعاً أقباطاً ومسلمين في أمن وامان، وسيكون شعارنا دائماً وأبدا "عاش الهلال مع الصليب"، ولن يكون هناك فرق بين محمد وبطرس، وستتناغم أجراس الكنائس مع آذان المساجد، وستعانق القبطي المسيحي والقبطي المسلم، وسينشد الجميع أنشودة حب الوطن.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل راشد الغنوشي فقيه إرهاب ؟
- رسالة مفتوحة لمحمود عباس -أبو مازن-كن في شجاعة السادات
- محكمة دولية لمحاكمة دعاة الإرهاب
- القنابل لها ذقون
- البيان الأممي المبين
- عرفات رحل في الوقت المناسب
- رسالة تهنئة لجورج بوش
- سيف التكفير البغيض
- لنا ديننا الحنيف ولكم دينكم العنيف
- الحجاب والقبعة
- نص إدانته ورده عليها ! المفكر الإسلامي جمال البنا يلقي حجراً ...
- أقباط مصر ليسوا عورة !
- القدوة الحسنة
- مصر : حكومة الفرصة الأخيرة والرئيس المنتظر
- حرب الظلاميين الفيروسية ضد المسلمين المستنيرين
- إذا وصلوا إلى الحكم: ماذا سيفعل الإخوان بأقباط مصر..؟
- التجربة التونسية رائدة في مكافحة الفقر
- تعليق علي : -الحملة اللاأخلاقية الظالمة- ضد رمز -الاعتدال وا ...
- المأزق العربي العرب في مواجهة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة
- مؤتمر -الحداثة والحداثة العربية- خطوة على طريق الحداثة


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - زوجة الكاهن والنار التي تحت الرماد