أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رمضان















المزيد.....

كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رمضان


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3804 - 2012 / 7 / 30 - 14:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاحترام الحقيقي للشخص يبدأ من ذاته، أي من احترامه هو نفسُه لذاته، حيث لا يكذب ولا ينافق ولايرتشي او يغتاب الآخرين او يرمي الأوساخ حيث صادف وجوده دون أي مراعاة لمشاعرهم ( الآخرين)..إلخ..إلخ.. المؤسف حقا اننا نحن المسلمين نتميز بكل هذه الصفا ت ، أعني أغلبنا..هكذا نمارس حياتنا، وفي نفس الوقت ننتظر من الآخرين احترامنا ، ونحتج عليهم بمختلف الطرق إذا رأينا أو تصورنا انهم لا يحترموننا، ونفرض عليهم - إذا ما كنا نمتلك قوة ردعهم - ما نعتقد أن فيه احترامنا.. ولنأخذ رمضان كمثال على ما أقول..ندعو غير الصائمين إلى ضرورة احترامنا واحترام ديننا وقدسية رمضاننا بالابتعاد عن الأكل والشرب امامنا ، وإذا كانوا من بني جلدتنا نفرض عليهم الصيام مثلنا ، ونشهِّر بهم ونعاقبهم إذا أفطروا، ونمنع المطاعم من فتح أبوابها لهم ..لكننا في المقابل لا نطلب ممن يتهاون في عمله مثلا احترامنا المتمثل في ضرورة القيام بعمله على اكمل وجه..لا نطلب من التاجر الذي يغشنا أو يحتكر السلع لرفع أسعارها أن يكف عن الغش والاحتكار..لا نطلب من المبذر ان يتوقف عن تبذيره ، ولا نطالب في نفس الوقت بمعاقبتهم ..لا نطالب بناة القصور ومزخرفوها وبناة الزائد كثيرا عن حاجاتهم من الغرف ومغيري السيارات الفخمة كما تغير القمصان والأحذية عن التوقف عن ذلك والامتناع عن فعله مرة اخرى كونه يؤدي إلى رفع أسعار مواد البناء وإثارة غريزة الحسد في نفوس الذين يسكنون في الأكواخ او يتكدسون في العمارات الشعبية أو يتحاشرون في حافلات النقل العمومي المهترئة في معظم الحالات ..إننا نتركهم يفعلون ما يشاؤون ليلحقوا الأذى والمضرة بفقرائنا وبتماسك مجتمعنا.. إننا – للألم الشديد - لا نرى احترام نفوسنا إلا في وجوب فرض الصيام على الجميع ، وهو ما يؤدي حتما إلى ترسيخ ظاهرة النفاق اكثر، والتي تبرز بشكل بارز في هذا التدين المفرط من الجميع ، من الصالح والطالح ، دون ان يغير ذلك من سلوكاتهم التي تعودوا عليها شيئا، حيث يبقى الغشاش غشاشا، والمرتشي مرتشيا، ومغتاب الناس مغتابا، ومستغل منصبه لخدمة مصالحه ومصالح المقربين منه يمارس نفس سلوكه..إلخ..إلخ .. حتى مع الصينيين الذين نقر بجديتهم في العمل واحترامهم الوقت - كما كتبت إحدى الجرائد اليوم واظنها الشروق – نحبذ احترامهم لنا حيث نراهم يمتنعون عن الاكل في رمضان امامنا ..لكننا مقابل ذلك لا نعمل على اتخاذهم قدوة لنا في احترام الوقت والعمل ، ونحقق بذلك الاحترام لأنفسنا امامهم..بل نمارس نقيض ذلك تماما فنتكاسل أمامهم في القيام بأعمالنا بدعوى اننا صائمون ، ودون أن نشعر بأي خزي أوعار .. لماذا لا نكف عن كثرة الشراء من اجل أن تنخفض أسعار اللحوم والفواكه والخضروات احتراما لفقرائنا الذين يعودون غالبا من الأسواق إلى منازلهم وقففهم فارغة والأسى يضغط عليهم ، بدل أن يعودوا فرحين وقد جاؤوا إلى أسرهم بما يحتاجون إليه منها ، أعني اللحوم والفواكه والخضروات؟.. و..و.. أخذت أمس صديقي المريض إلى المركزالصحي بعيد الإطار من اجل وضع حقنة له..انتظر نا والكثير من المرضى حتى نهاية صلاة التراويح ، حيث جاء الممرض المكلف بالحقن..
منذ يومين توجهت إلى الملحق البلدي في الحي القريب من الحي الذي أسكنه لاستخراج وثيقة احتجت إليها..انتظرت مع بعض المواطنين حتى العاشرة والنصف حيث جاء العون المكلف بإمضاء الوثائق.. ها هم صحافيو الشروق الجزائرية يقومون بجولة في بعض المكاتب فيقفون على الكارثة:
(تشهد مختلف المؤسسات العمومية والخاصة هروبا جماعيا للموظفين وحتى المسؤولين من العمل، خلال شهر رمضان وسط كسل ونوم ونرفزة، حين تلمح العمال شبه نائمين على مكاتبهم ممددين على الكراسي والمكاتب، وآخرون يسيرون بخطى متثاقلة جفون أعينهم تكاد تكون مغلقة، والتثاؤب شقق شفاههم نتيجة حتمية للسهر طوال الليل، وعيونهم موجهة بحسرة وأسى إلى عقارب الساعة...
هذا في الوقت الذي عجزت فيه معظم الإدارات عن جدولة الإجازات الصيفية، خاصة المتزامنة مع حلول شهر رمضان المعظم، لاسيما وأن أغلبية الموظفين يحرصون على قضاء العطلة السنوية في البيوت تحت المكيفات الهوائية تزامنا مع حلول شهر رمضان، الأمر الذي انعكس سلبا وعطل مصالح المواطنين والزبائن بالنسبة للشركات والمؤسسات الخاصة، لكن السؤال الذي يطرح كيف يتأقلم الموظفون الذين يلتقي عليهم حر الصيف وصيام الشهر، وضغوطات العمل التي تتضاعف بخروج زملائهم في عطل سنوية؟ واقع وقفت عليه "الشروق" خلال جولتها بمختلف المؤسسات ومراكز الوظيف العمومي . ) الأحد 29 جويلية 2012
لماذا لا نحتج على مثل هذه السلوكات ونفرض على ممارسيها ضرورة احترام الوقت والعمل ، ونعاقبهم على اختلالهم بها؟..لماذا لا نفرض احترام الوقت والعمل في المؤسسات والنزاهة في التجارة..إلخ..إلخ..؟..ألا يندرج ذلك ضمن ضرورة احترام الاخرين لنا واحترام ديننا؟..لماذا لا نرى ذلك الاحترام في وجوب القيام بحملات تنظيفية لأحيائنا الشعبية وقرانا نُزيل من خلالها ما نراه من أوساخ مرمية في شوارعها وأزقتها وأمام منازلها؟..ولماذا لا نرى ذلك الاحترام إلا في وجوب ألا ياكلوا؟..ألا يصوم الكثير منا في غير رمضان: تصوم الأم مثلا وتطبخ لأسرتها ، ويأكل الجميع ، وغالبا هي من يقدم لهم الأكل ؟..لماذا لا تطالبهم بوجوب أن يصوموا جميعا احتراما لها؟..لماذا لا يطلب الأب الصائم آنذاك من زوجته غير الصائمة أو أبنائه الصيام مثله احتراما له؟..لا تفعل الأم ذلك..لا يفعل الأب..لماذا؟..لأنهما يدركان أن القضية شخصية، وهي في الأساس قضية قناعات..لماذا إذن لا يكون تعاملنا مع الناس في رمضان مثل ذلك؟..لماذا لا يكون مثل الصلاة ، حيث لا أحد يفرض على الآخر الصلاة أو يطالب بمعاقبته، مع قولنا بأن الصلاة عماد الدين ومعرفتنا بأنها تذكر في أركان الإسلام الخمسة بعد الشهادة مباشرة ومعرفتنا بتأخير ذكر الصيام عليها لما قبل الحج ؟..( أرجو ألا يفهم من هذا انني ادعو إلى فرض الصلاة على الناس بالقوة ، بل استعملت هذا المثال فقط لأبين متى تخبطنا ولا منطقيتنا..بل على النقيض من ذلك تماما ادعو إلى بناء مجتمعنا على أساس اٌلإقناع والاقتناع قبل كل شيء ، لا على أساس الفرض القمعي الذي لا يؤدي إلا إلى جعل المجتمع قطيعا يحاصره النفاق من كل الجهات )..
المؤسف حقا اننا صرنا مجتمع قطيع بامتياز..مجتمع تعصب مطلق ورفض مطلق أيضا للمخالف منا والمنتقد لسلوكاتنا السلبية الكثيرة والفاضح لما نحن عليه من تخلف وجمود..مجتمع يهتم اكثر بالشكليات ويهمل ما يجب الاهتمام به فعلا من اجل اللحاق بركب المجتمعات العقلانية المسؤولة..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يفتح البحر أعماقه
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...
- صخرة
- هيفاء
- لأديب الطيب طهوري للصقر :- تغيير جلد السياسة الثقافية في الج ...
- المغزل*
- عن الدين والعلمانية والأحزاب الإسلامية
- ممرات ضيقة للكلام لكنزة مباركي.. إرادة التحدي التي لا تلين..
- لماذا عجز عن القيام بالثورة شباب عشرات الالاف من المساجد في ...
- عندما تحتقر السلطة شعبها
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟
- بدمي .وقعت
- في الشكل الشعري.. في الأنوثة والذكورة ...مناقشة لبعض آراء سه ...
- ليس في القبو سواه
- كيف نسي الكرز؟
- ردا على مختار ملساوي.. نعم، السلطة تتحمل المسؤولية أكثر..
- إضعاف مستوى التعليم في الجزائر..كيف تم؟ ولصالح من؟
- ما صار.. ما سيصير
- إسلام الواقع تحدده المصالح


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رمضان