أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!














المزيد.....

عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 14:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصحافة عندنا، والجريدة اليومية (الورقية) منها على وجه الخصوص، هي الآن في أزمة حادة؛ فدَوْرها التقليدي، والعريق في القِدَم، في صناعة الرأي العام، وفي صناعته سياسياً على وجه الخصوص، يتراجع ويتضاءل وينكمش، في استمرار، وعلى نحو متسارِع؛ وقد ترتَّب على ذلك أنْ أصبحت عقول الناس تزداد وتتسارَع تحرُّراً من تأثيرها؛ وإنَّ جيش العاطلين عن قراءة الصُّحُف (وعن قراءة محتواها السياسي، خبراً ومقالةً..، على وجه الخصوص) ينمو ويتَّسِع، مقيماً الدليل، بذلك، على اشتداد الحاجة إلى "ثورة صحافية"، تُنْتِج صحافة تستطيع أنْ تلبِّي أكثر، وعلى نحو أفضل، حاجات القارئ الحقيقية الجديدة.
وأشدُّ ما نحتاج إليه الآن، حيث "الربيع العربي" ثَوَّر الرؤى والأفكار والمفاهيم والمشاعر عند المواطنين العاديين، وعند الشباب منهم على وجه الخصوص، إنَّما هو "المعارَضة الحقيقية، الحُرَّة من الضغوط والإغراءات الحكومية"، على المستويين الحزبي والصحافي؛ فلا ديمقراطية حقيقية، مهما زَعَمْنا، في مجتمع يرتفع كثيراً منسوب الموات في حياته الحزبية، إنْ وُجِدَت، ويعاني فَقْراً مُدْقِعاً في صحافته الحزبية "الشعبية"، أيْ التي تتمتَّع بنفوذ شعبي واسع؛ ولقد ثَبُتَ وتأكَّد الآن أنَّ صحافة القطاع الخاص، في بلادنا، ليست مؤهَّلة لتأدية ذلك الدور التقليدي للصحافة، وهو صناعة الراي العام؛ وإنِّها لمقارَنة جائرة تلك التي تُعْقَد بين صحافة القطاع الخاص عندنا وبين مثيلتها (اسماً وصفةً ليس إلاَّ) في المجتمعات الغربية؛ أمَّا السبب فهو ضآلة، إنْ لم يكن انعدام، أوجه الشبه بين هذين القطاعين الخاصَّيْن.
ولعبة الاستثمار في صحافة القطاع الخاص عندنا باتت مكشوفة، وبات لاعبوها (الظاهرين والمستترين) عاجزين عن خداع الناس؛ كيف لا ونحن في زمن سمته الجوهرية أنْ أحداً فيه ما عاد في مقدوره خداع أحد.
وإنَّ بعضاً من هذه اللعبة يتمثَّل في "المالِك الصوري"؛ ولقد رأيْنا هذا واضحاً جلياً في بلاد عربية عدة، كالعراق بعد إطاحة نظام حكم صدام حسين.
حدَّثني عن هذا الأمر صديق عراقي، خبير في الشأن الصحافي في بلده، فقال إنَّ جهة غربية (تشتغل بالسياسة) أرادت السيطرة على جريدة عراقية يومية معارِضة، وتتمتع بنفوذ شعبي واسع؛ وكان مالِك هذه الجريدة مُهْتَمَّاً كثيراً (وهذا ليس بالأمر الغريب في صحافة القطاع الخاص) بالمال وزيادة ثروته، أيْ كان غير مكترِثٍ كثيراً لأمر مَنْ يكون الشاري ما دامت صفقة البيع رابحة؛ أمَّا ما شدَّد لديه هذا الميل فكان تضاؤل الدَّعم المالي الذي يأتيه من جهات داخلية، وظَّفَت جريدته زمناً طويلاً في خدمة أجندة فئوية (داخلية).
يُضاف إلى ذلك أنَّ حكومة بلاده لا تملك من الإرادة السياسية المستقلة عن الغرب ما يسمح لها بالتَّصدي لهذه الظاهرة، ظاهرة احتلال جهات غربية، احتلالاً خفيَّاً مستتراً، للصحافة العراقية.
وشَرَح لي وسائل وأساليب هذا الاحتلال الصحافي في مثالين عراقيين؛ ففي المثال الأوَّل، اشترت تلك الجهات الغربية (السياسية) جريدة عراقية من مالكها العراقي عبر مستثمِر عراقي معروف، فأصبح هذا المستثمِر "مالكاً صورياً" لها، لم يدفع سنتاً واحداً من جيبه؛ لكنَّه كان يتقاضى مبالغاً جيِّداً من المال مقابل هذه الخدمة؛ وما كان في مقدور أحد أنْ يسأله "من أين لكَ هذا؟"؛ فهو مستثمِرٌ من كبار الأثرياء. وقاد هذا "المالِك الصوري" عملية تغيير واسعة في جريدته، أيْ في جريدتهم، بما جعلها تفي بالغرض السياسي (وغير السياسي) لتلك الجهات، التي تسيِّر وتُوجِّه الأمور عن بُعد، ومن وراء البحار.
أمَّا في المثال العراقي الثاني فروى لي قِصَّة مهاجِر عراقي (ترك العراق في عهد صدام حسين وهو فقير الحال) أقام زمناً طويلاً في دولة غربية، فاكتشفت فيه "أجهزتها" كثيراً من "الصفات الجيِّدة"، فوظَّفته عندها، ثمَّ موَّلت له "مشروعاً تجارياً خاصَّاً"، فبدا لِمَن يعرفه مستثمِراً عصامياً بدأ من "لا شيء"، فرزَقَه مُوزِّع الأرزاق.
وبعد إطاحة صدام حسين، عاد هذا "المستثمِر ـ الموظَّف" إلى وطنه "الحر" و"الديمقراطي" ليؤدِّي على خير وجه "واجبه" في خدمته، فَلَمْ يَجِد خدمة أفضل يؤدِّيها إلى الوطن من شراء جريدة يومية، كانت من الصحافة المعارِضة ذات النفوذ الشعبي؛ وما كان في مقدور أحد أنْ يسأله السؤال نفسه "من أين لك هذا؟"، فـ "عصاميته" أشْهَر من نارٍ على عَلَم.
وتولَّت الجهات الغربية التي وظَّفته عندها منذ زمن طويل شراء الجريدة (من مالكها العراقي الخاص الذي عانى أزمة مالية) جاعِلةً إيَّاه "مالكاً صورياً" لها، وكأنَّه "الرأس (العراقية)" التي تحرِّكها "رَقَبَة غربية"؛ وبدعوى مساهمتها في صناعة الرأي العام، وتطوير وتحديث أنماطه واتِّجاهاته، شرعت الجريدة (بحلَّتها الجديدة) تُبُثُّ سمومها في عقول ومشاعر الناس، مؤدِّيةً على خير وجه الخدمة السياسية (وغير السياسية) التي يريدها "المالِك الفعلي والحقيقي الأجنبي".
إنَّ القطاع الخاص في بلادنا، والذي دَلَّ الله بعض أربابه على تجارة جديدة هي الصحافة، هو الآن كـ "حصان طروادة" لجهات غربية (سياسية) في شارعنا الصحافي والإعلامي؛ فالحيطة والحَذَر!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يَشْمَلَ إسرائيل ب -شمشونيته-!
- والَّذين هُمْ باللَّغْوِ مُشْتَغِلون!
- نظام الحُكْم الكيميائي!
- هذا الخلل في -طريقة التفكير-!
- كيف نفهم الموقف السعودي من الثورة السورية؟
- -الولاء اليساري- للحُكْم السوري!
- قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جواد البشيتي - عندما يَشْتَغِل -القطاع الخاص- بالصحافة!