أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان عادل - - ظلت دعوي الشاي مؤجلة .. حتى مات الذي- فى مقام الأب .














المزيد.....

- ظلت دعوي الشاي مؤجلة .. حتى مات الذي- فى مقام الأب .


إيمان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 03:54
المحور: الادب والفن
    



عبوة بسكويت وكوب عصير برتقال , وجمهور ما بين متراص وحائم , وأصوات مختلطة بعضها مطروبا والآخر مندهش وصوت منفرد يضفي حالة مرح على الجموع , وبطلا محاطا بأجنحة محبيه ..آه .. أروني حلمي سالم .

هبطت أجنحة الحضور فى انسياب سريع حينما جاء فصل قوله .. " دعونى أشدو .. دعوني أشفي " بدأ يشدو.. وفرد جناحاه وغطي الأرض وما حوت , كان كملاك ُكلّف بأن يهبط برسالته الأخيرة " معجزة التنفس " , ملاكا مندوب الجسد , أربطة على أوردة اليدين , لصاقات طبية على العنق , وجسد عصفور بلله المطر والسقيع .
كان يشدو معجزة التنفس ونحن نشهد معجزة الشفاء , الأوردة المثقلة بالأربطة تحلق و تسكب الألوان فنغتسل , ترتفع وهي موجوعة وتحمل مينا دانيال بعدما مرت الدبابة فوق جسده أمام ماسبيرو , عنقه العليل يرتفع عاليا فى شموخ , بأقصي ما تستطيع زرافة اتقنت قطف المعاني من علو شجرة شاهقة , عنقه الطويل أطل على الجنود أصحاب "الزعانف الوحشية " وهم يضربون الناس على أكبادهم وهي عليلة أمام مجلس الوزراء .

كنا حضورا قد ترنح بعدما تفنن الطائر وصدح واتقن سكب خمر الكلام , كان عشا وملجأ للحائرين التائهين فى البحث عن اشباههم , سرح الليل القوم , وبقيت وحدي منزوية بالقرب منه , أخشي الإقتراب وأنا لا اتقن فن العزف المباح , اقتربت لأسمع اغنية أخري يحكيها مع قلة متبقية تودعه , كنت قد اقتربت كتيرا , سألنى أحد أصدقاءه الأفارقة : " انتى بنتو ؟ " . ابتسمت , ورد سالم : " بنتى طبعا "
صافحته وطلبت زيارته فى المستشفي إن أمكن مرة أو مرتان أسبوعيا , رحب بشدة وتبادلنا ارقام الهواتف .
حدثت نفسي من وقتها أنى سأطير فور حصولى على راتبي الشهري إلى مستشفي القوات المسلحة بالمعادي , وأحط قرب سريره كل مساء , نقرأ سويا جرائد الغد , وأجلو معه الليل لنعدد الأسرار التى لا يعرفها أحد , أتفقد فى غفوته الثقب الصغير فى حائط الغرفة حيث تخرج الجنيات الشقيات بجلدهن الممزوج بالأصفر والفيروزي والأخضر ليداعبن وحدته , ويملأن ليله بالأغنيات , وعلي استحياء منه سأصالح بينه وبين الفئران التى تقرض من رئتيه كل مساء وسأخرج دفترا رمادي اللون مكتوب عليه " مختارات من قصائد الشعراء العظام " فأقرأ , ويتلوي , اقرأ ويفتح عينيه على اتساعهما مطلا على شرفة ليلي مراد , ويحدق في خيال بعيد , حبيبته البيروتية تأتيه على وقع قصائد ابن الفارض , وابراهيم البشبيشي , تنفض عن جبينها غبار الحرب وتأخده على مهل الى أدغال الأرز , تروضه كأنكيدو , يغمض عينيه ويحتضن وحده المستور , أعرف سعالا كان سيأتى شاهرا سيفه , قاسما تلك اللحظات الجميلة بينه وبين حبيبته البيروتية التى مضي معها بغير هدي , لا علاج للسعال سوي بالياسمين , طبق خشبي مملوء بأوراق الياسمين الدمشقي كاف لأن يهزم السعال من أول جولة , لا يعرف الكثيرون من آتي بالياسمين الدمشقي فى القاهرة بأوراقه العريضة ورائحته التى هى كلام الرب حين يُشم , الياسمين سيجعله ينشد مجددا " أدخل امتحانك الملون كي تخرج .. اخا للياسمين " , فأشاطره : " هل كنت إلا زهرة فُحتُ ؟ "

أبى الروحي " حلمي سالم " , اشتقت لدعوي الشاي وحكي المساء بالغرفة , أشتقت لأن أتفهم أنى وبعد أيام قليلة من انتظار زيارتك و-راتبي الشهري- قد سطرت نعيك اليوم في الجريدة .



#إيمان_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيزبون تعدل طقم اسنانها وتلوك أوراق القضية
- -ضباط لكن شرفاء- تتضامن مع قضية الغنام وتدعو الحكومة المصرية ...
- الغنام وقصة معاناة لاجئ سياسى مصرى بسويسرا
- أيها المواطن المغفل اكسر كردونك الشبيه بالمصيدة .


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان عادل - - ظلت دعوي الشاي مؤجلة .. حتى مات الذي- فى مقام الأب .