أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الطائفية اولاً














المزيد.....

الطائفية اولاً


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 03:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا مجال للاختلاف مع المأثور الذي يقول ان الناس طبقات ومنازل..ولا نجد مبررا لكي نستثني المثقفين من تراتب قد تختلف هرميته بتذبذب المزاج السائد,او النقطة التي نسطر على جانبيها الطابور الطويل من الاسماء التي تزدحم بها الساحة الادبية والاعلاميةاعتمادا على المناخ الذي يظلل معرفيتنا ومتبنياتنا في تلك اللحظة..
وان كان من البديهي ان تكون تلك الذاتية المفرطة سببا في التباين الكبير في الاحكام المتعجلة التي نطلقها على بعض الاقلام والتي نعود للتبرؤ منها بعد حين,ولكن يبقى ذلك الدبق المنفر المتلصق بدراهم السلطان ودنانيره,هو الوحيد الذي من الممكن ان يجعلنا نتفق على المكان الذي يستحقه مثقف السلطة دون خوف من ان ننزلق في الانسياق خلف ذواتنا المتربصة في تشخيص المثقف المتلبس بجناية التكسب المذل من عطايا الحكم العضوض..
لا اكاد اجد مهمة اصعب في ان تكتب–او تستكتب-لدنيا غيرك,والاكثر تعسرا هو ذلك البذل السخي من النفس والفكر في التقاط ما يمكن ان يكون اكثر توددا للسلطان والاقرب الى قلبه والى ما تحت يمينه,واقر بحيرتي عن تلك القدرة والتمكن الذي يتحصل عليها المرء لمعرفة نقاط الاستثارة والتقبل المسبق من قبل الحكم لما سوف يكتب,وكيف يختار المسالك التي تصل به لدغدغة عواطف اولي الامرواستدرار رضاهم.
يقر من سودنا هذه الصفحات لاجله ان" التطرف لا دين له ولا مذهب"وهذا ما قد نتفق معه فيه ,ولكنه يفرق بعدها بين نوعين من التطرف,الاول هو "المسيطر عليه"وآخر منفلت العقال,راسما بكلماته خرائط وخطوط تفصل بين تطرف يلقى به المرء ربه بقلب سليم وهو يعزوه الى حكومات بعينها تشاء الصدفة ان تكون متناثرة على احدى ضفتي الخليج وبين تطرف يفقد الانسان مواطنته وانتماؤه ويجد فيه مبررا لقذف الناس الى الضفة الاخرى الابعد عن الارض التي عاصرت افراحه وانكساراته.
وهنا قد لا نكون في موضع الوصاية على الضمائر ولكننا لا يمكننا الا ان نضع تشبثه بحصر التطرف في الشعوب التي تناهض الحكم الخليجي الا على انها فقرة في مسلسل طويل ومكلف من الترويج لمتسيدات غالبا ما تكون خيارات النخبة الحاكمة ومتطلبات استمراريتها في الحكم اكثر من كونها خيارات شعبية حرة,وان كل الغرض منها هو تمرير المنظومة الفقهية الساندة لعمليات شرعنة الاستبداد والتسلط ومشروع التشبث بالموروث الديني والتاريخي لغرض التأبد على سدة الحكم.
لسنا في معرض الانكار والتسقيط على من يرى الحق في تأييد الحكم والذب عنه ..فقد يرى البعض في الباطل ما لا نراه في الحق,ولكننا نشفق على المثقف من تلك المهمة الشاقة التي يتكبدها في ترقيع الاخاديد التي صدعتها سياسة السلطان في روح الوطن من خلال التبجيل المدلس المنحاز لآل الحكم وذويه وطائفته والتزلف الفج من خلال الغي المسدر في لحمة الشعوب وكرامتها وسلمها الاجتماعي تسولا لحظوة التكسب بفتات السحت المتساقط من مائدة الحاكم..
كما اننا لم نرى من التطرف "المسيطر عليه"الا عملا ممنهجا وموجها وممعنا في القتل والتنكيل والتكفير والتدخل في خصوصيات وشؤون الشعوب تحت دعاوي ملفقة تستحضر الصراع الطائفي كحتم اختطته يد القدر على جبين الامة المدمي بخلافات القرون,وتفرضه كركن وعماد للدين يتخلل انفاس المسلمين ويعايش الناس في واقعهم واحلامهم,وفي آمالهم وخيباتهم,ويرافق سجودهم وركوعهم ودعاءهم الذي يقربهم الى الله زلفى.
لا ننكر عليكم ان تخافوا السلطان او ان تطمعوا في ما يده..ولكننا نستصرخ فيكم بعض الرمق من الضمير ووجوه الناس المتعبة وآثار اقدامهم الطويلة على هذا الطين ..وان تستحضروا فطرتكم وانسانيتكم عندما تشرعون باسترخاص دماء وكرامة وامان العباد..فان الوطن هو الذي يمكث في الارض..واما الحاكم القامع المستبد فسيذهب جفاء وان طال ليل الشعوب
قد نجد بعض العذر لمن يكتب تحت ضغط الفواتير المستحقة او الترقيات المتأخرة,وهذا ما قد يجعلنا نتفهم موقف صاحبنا الذي الذي استطاع ان يوازن بحذق الحواة بين اسمه الفارسي"القح"وبين صورته الهاشة الباشة بعقاله العربي العتيد,ولكن حتى الطمع لن يكون مبررا للكتابة التي تقوض قرونا طوال من القيم والعلاقات والتعايش لأجل محاولة يائسة لدرء الشبهات عن أداء علني لانظمة استمرأت الولوغ في دماء الشعوب وحرياتهم وكرامتهم الانسانية.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الطائفية اولاً