أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى القرة داغي - البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم















المزيد.....

البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هنالك برأيي المتواضع ثلاثة أستحقاقت أساسية يجب على البرلمان العراقي المنتخب أن يحسمها قبل المباشرة بأي عمل أو نشاط أن أردنا بناء العراق الجديد على أسس صحيحة وأفكار سليمة لاتحمِل في طياتها قنابل موقوتة قد تَهدُم كل ما بنيناه وسنبنيه خلال الفترة القادمة وقد تعيدنا لاسمح الله الى ماوصلنا أليه قبل 9 نيسان 2003 .. فقبل أيام فقط بدأنا كشعب نضع أقدامنا على أول الطريق نحو بناء العراق الديموقراطي الدستوري التعددي الفيدرالي وأن كنا نريده فعلاً كذلك علينا أن نترجم كلامنا هذا الى أفعال وأن كانت بعض هذه الأفعال قد لاتتوافق مع مشاعر بعضنا التي يجب أن لاتكون طرفاً في عملية بناء العراق الجديد الذي حلم به أكثرنا طويلاً .
أول هذه الأستحقاقات هو أدانة ماحدث في الثلاثة أيام الأكثر شؤماً في تأريخ العراق وهي 14 تموز 1958 و 8 شباط 1963 و 17 تموز 1968 .. ففي صباح هذه الأيام الثلاثة وبدون أستثناء فتح العراقيون عيونهم على نداء بأسمهم عبر المذياع تعلن فيه مجموعة من العسكر يرافقهم بعض المدنيين عن سطوها على السلطة بأنقلاب عسكري كانت ضحيته على الدوام دماء بريئة لاناقة لها ولاجَمل فيما خُطط له وما حدث.. فقد أثبتت الأيام أن هؤلاء وبعد توليهم للسلطة لم يكونوا يملكون برنامج سياسي وأقتصادي واضح لأدارة البلاد وأن ما قاموا به لم يكن سوى أندفاع طائش من مجموعة من العسكر الطامحين بالسلطة ومَن سار في ركبهم من مدنيي أحزاب الخمسينات والستينات.. لذا نتمنى من جميع أعضاء البرلمان القادم المنتخب أن يعلنوا أدانتهم لما حدث في 14 تموز 1958 و8 شباط 1963 و17 تموز 1967 لأنها وجوه مختلفة لعملة واحدة أسمها أستخدام الأنقلاب العسكري للسطو على السلطة وتسليم مقدرات البلاد الى مجموعة من العسكر والمدنيين ليست لديهم أية مؤهلات لحكم ولاحتى قرية وهذا مايجب أن لايُسمح بالأستمرار بتصويره على أنه عمل وطني للأجيال الحاضرة والمستقبلية وبالتالي فتح الطريق أمام تكرار نفس الماساة في المستقبل.. ( فمن المفترض ) أن يكون جميع السياسيين العراقيين بشكل عام وجميع أعضاء البرلمان القادم بشكل خاص هم ممن ناضلوا ضد الديكتاتورية والشمولية والطغيان التي كان يمثلها النظام السابق وبالتالي من دعاة المجتمع المدني ودولة القانون التي تحكمها المؤسسات الدستورية الشرعية المنتخبة من قبل أبناء الشعب.. ( أما المطلوب أثباته ) بالقول والفعل من قبل هؤلاء السياسيين والأعضاء في الأيام القادمة فهو أعلانهم وعلى الملأ رفضهم وأدانتهم الشديدة لما حدث في التواريخ الثلاثة آنفة الذكر وأيمانهم وتعهدهم بشكل لالَبس ولامُداهنة فيه بضرورة الأحتكام الى الدستور ونخب البلاد السياسية الواعية ومؤسسات مجتمعه المدني عند حدوث أي مشكلة سياسية مهما كان حجمها وخطورتها بدلاً من الأحتكام الى الدبابة والبندقية وبالتالي أعتبار أي سلطة تصل الى سدة الحكم في المستقبل لاسمح الله عن طريق الأنقلاب العسكري هي سلطة غير شرعية وغير وطنية مهما كانت مبرراتها ويجب الوقوف بوجهها وبوجه من يقف معها ومحاسبتهم بكل قوة وحزم من قبل جميع أبناء الشعب .
وهنا لابد من تنبيه مُحبّي الزعيم عبد الكريم قاسم والذين سيثير بعضهم هذا الكلام بكل تأكيد بأن حب الزعيم الراحل شيء وحب العراق ومصلحته شيئاً آخر وبالتالي لامانع بل أنه من أرقى درجات الوعي والحس الوطني أن نُدين ما قام به الزعيم الراحل ومن معه من العسكر صبيحة 14 تموز 1958 بأستخدام الجيش لقلب نظام الحكم والأستحواذ على السلطة مع أحتفاضهم له بالحب في قلوبهم.. فحُبّهم لشخصه ولطيبته ولنزاهته ولوطنيته شيء وأدانتهم لما قام به في 14 تموز 1958 مع رفاقه العسكر من عمل غير حضاري يتنافى مع كل مباديء المجتمع المدني ودولة القانون والذي أصبح تقليداً متبعاً لمن جاؤا من بعده وأغتالوه في تأريخ مشؤوم آخر شيء آخر.. مذكراً هنا بالموقف الوطني الرائع للأستاذ أبراهيم أحمد وهو المناضل اليساري الذي طالما وقف بوجه النظام الملكي وساسته حينما طالب في أحدى مقالاته التي أثارت نقاشاً سياسياً حاداً بين رفاق دربه وأصدقائه وفي مراجعة جريئة للتأريخ بأجراء محاكمة أعتبارية لمن قاموا بأنقلاب 14 تموز 1958 بأعتبارهم يتحملون مسؤولية ماحدث للعراق بعد هذا التأريخ وأعادة الأعتبار لساسة العهد الملكي وعلى رأسهم نوري السعيد وسعيد القزاز .
أما الأستحقاق الثاني فهو طرح موضوع تبديل علم الدولة العراقية وشعارها ونشيدها الوطني للأستفتاء الشعبي العام ليقول الشعب العراقي رأيه في هذا الموضوع بعد أن فُرِضت عليه أعلام وشعارات وأناشيد سُمّيت وطنية رغم أنها لم تكن كذلك.. فكفى العراقيين تحية لعلم ليس فيه شيء منهم ولايُعبّر في كل جزء منه لاعَن وجودهم ولاعَن حضارتهم بل ولاحتى عن واقعهم فألوان العلم العراقي الحالي وكما هو معروف مأخوذة عن قصيدة الشاعر العربي صفي الدين الحلي التي قالها في معركة الزوراء التي جرت بين قبيلتين على أطراف بغداد والتي أنتهت بأنتصار قبيلة الشاعر على القبيلة الأخرى ومِن ثم قتل رجالها وسَبي نسائها ونَهب ممتلكاتها فقد قال الشاعر يومها..
بيض صنائعنا .... سود وقائعنا .... خُضر مرابينا .... حُمر مواضينا
وبأعتقادي فأن هذا الكلام لايمُت لا للعراق ولا لأهله أصحاب أقدم الحضارات الأنسانية بصلة بل لايُشرّفهم أن يرتبط علم بلادهم وأرضهم المليئة بالألوان الزاهية بهذه القصيدة التي تقطُر دموية وجهلاً.. وأذا كان بيننا حتى الآن من لايزال ينظر الى سبي النساء على أنه من بيض الصنائع وغزو الجيران ونهبهم على أنه من سود الوقائع وقتل أولاد العمومة على أنه من حُمر المواضي أذاً فالنقرأ على عراقنا الجديد السلام.. أما رموز العلم وأقصد هنا النجمات الثلاث فبعدهم عن العراق وأهله أضعاف بُعد الألوان عنه فهذه النجمات الثلاث اليتيمة من يومها الأول ترمز الى الوحدة العربية التي ولدت ميتة منذ ساعاتها الأولى لكونها تتنافى مع واقع حال موجود على أرض الواقع وهي حالة القطرية التي أفرزها العصر الحديث فشعوب الأقطار التي تسمى الآن عربية ليست كلها عربية بل هي خليط من عدة شعوب بعضها أكثر قدماً في هذه الأقطار حتى من شعوبها العربية التي تمثل الآن الغالبية في هذه الأقطار وبالتالي ليس من الممكن ولامِن الواقعية تجاوز وألغاء وجود هذه الشعوب التي ترتبط بشعوب أقطارها العربية بوشائج وعلاقات أجتماعية وتأريخ مشترك يفوق تلك التي تربط شعوب هذه الأقطار العربية مع بعضها البعض.. كما أن سيرة هذه الوحدة التي حدثت لأيام بين مصر وسوريا لايُشرّف أحداً فقد أصبحت سوريا خلال تلك الفترة مَرتعاً وملعباً مفتوحاً لمخابرات عبد الناصر التي أخذت تتحكم بمقدرات الشعب السوري بشكل سافر جعله يعيش حينها أسوء أيامه .
ورغم أنني شخصياً وبشدة من دعاة تبديل العلم والشعار بشكل جذري وبدون أبقاء أي أثر لعلم وشعار الفترة الماضية كما أنني وبشدة أكبر من دعاة تبديل النشيد الوطني الذي فرضه النظام السابق على العراقيين وأعادة أعتماد نشيد ( موطني ) الرائع كنشيد للعراق الجديد ألا أن أدعائنا بأننا من دعاة الديموقراطية وحقوق الأنسان يحتم علينا أن نأخذ رأي الشعب العراقي بأجمعه في هذا الموضوع ليقول كلمته الفصل التي قد تتفق أو لا تتفق مع رؤانا وأمانينا كأفراد جزء من هذا الشعب .
ولاننسى طبعاً الأستحقاق الثالث وهو موضوع الفيدرالية الذي يجب أن يُحسَم باسرع وقت ممكن بعد أن أستحوذ وبدون داعي على جزء كبير من النقاشات السياسية للمرحلة السابقة ولم يعد من مبرر لعدم حَسمِه قبل الشروع في بناء العراق الجديد.. فالفيدرالية حق مشروع للشعب الكردي في العراق كفلته له القوانين الدولية والأنسانية وهو وحده المسؤول عن أختيار وأقرار هذا الموضوع كما نصّت على ذلك هذه القوانين كما أن الفيدرالية نظام أداري مُتّبَع في أغلب دول العالم كأمريكا وكندا والهند والبرازيل وأستراليا وروسيا الأتحادية ونيوزيلاندا وألمانيا وأيطاليا وسويسرا وغيرها كثير من الدول لذا لاداعي للجر والعر واللك والعجن في هذا الموضوع أن كانت نوايا الجميع صادقة .
هذه الأمور الحسّاسة والمصيرية في حياة الأمة العراقية يجب أن يُبَت فيها وتُحسم حال تشكيل البرلمان العراقي الجديد بل وفي أول جلسة سيعقدها هذا البرلمان أن أمكن.. هذا أذا كنا جادين فعلاً في بناء عراقنا الجديد على أسس سليمة وصحيحة.. والله سبحانه من وراء القصد .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام
- أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني
- المعركة الفاصلة في تأريخ العراق والمنطقة والبشرية جمعاء
- شعوب أم بذرة فناء
- الأنتخابات العراقية وحماية الديمقراطية
- عنصرية العروبيين تطال أكراد بغداد
- حرب العراق .. والحديث عن الشرعية
- برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى القرة داغي - البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم