أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الدين.. والسيرة (1-3)















المزيد.....

الدين.. والسيرة (1-3)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وديع العبيدي
الدين.. والسيرة (1-3)
"الكتاب المقدس هو سيرة الاله!"
السيرة (biographical text) نص يتناول ظروف ميلاد ونشأة شخصية معينة ويركز على الناحية الاستثنائية والظروف غير العادية وتأثيرها المنعكس على الناس، وذلك بصورة معجزية. وقد تكون السيرة شفاهية أو تدوينية، وقد تكون الشخصية محور السيرة واقعية أو خيالية (اسطورية)، وفي كلّ الأحوال، تخرج السيرة بصاحبها من إطار الواقع والمعقول إلى فضاء الخرافة والاسطورة، بما يجعل منها مادة للتعليم أو التوجيه أو الوعظ والقص. وتجمع السيرة الدينية بين السيرة الشعبية وميثولوجيا الدين وربط مسببات الأحداث بقوة غيبية محددة بكونها الأله (المحلي/ القومي). ويمكن اعتبار السير الدينية اعلانات مباشرة للدعاية الالهية وتوسيع قاعدته الشعبية والقومية.
وفي ثراث كلّ أمة وجماعة من القصص الشعبي والخرافي الذي كان سائدا في أيام الجهل والتخلف، وتراجع مع التطور المدني والحضاري وانتشار حركة التعليم والعقل العلمي. ولم يختفِ من حياة تلك الشعوب المتقدمة تماما.. انما وجد مكانه الأرشيفي في بطون الكتب والمكتبات. وربما استخدم اهل القرى بعضها كقصص أطفال أو تسلية أو تنويم، ضمن تراثهم القومي. وفي بعض البلدان عرف كتاب ومؤلفون برعوا في صوغ قصص شعبية خرافية تتعامل في رموز الأساطير، موجهة في الغالب للأطفال، وتتضمن قيما اخلاقية.
وإذا كان القصص الشعبي قد تراجع من أدب الكبار إلى أدب الصغار، فقد شهد هذا الأخير قفزة أخرى خرجت من مجال الخرافة إلى مجال قصص الحيوان والقصص العلمي والتوجيهي.
وتحفل الذاكرة العربية وتراث مجتمعات غرب آسيا بقصص وسير كثيرة تدور حول شخصيات تحولت مع حركة الزمن إلى أساطير، وهي في الغالب قصص شفاهية، يزيد فيها والرواة وينقصون من مكان إلى آخر، وقد تتلبّس بصفات وخصائص في مكان ما لا تجدها في مكان آخر. وقد عني بعض الباحثين بجمع التراث الشعبي –بحسب مناطقهم- من قصص وسير وسواليف وأمثال وحكم وشعر زجل. ومن هؤلاء أنستاس ماري الكرملي وعبد الحميد العلوجي في العراق وروكس بن زائد العزيزي في الأردن، وحمد الجاسر في السعودية.
ومن الثصص الشعبية الشائعة قصص عنتره ومجنون ليلى والزير سالم، والسندباد من سير الأشخاص، تختلط فيها الخرافة بالواقع وبالعكس. ومن القصص الدينية ثمة قصص (شفاهية) عن سيرة ابراهيم وموسى وخضر الياس وذي القرنين وسليمان وبلقيس وعيسى ومريم المجدلية ومحمد وعلي والحسين والحر الرياحي والمهدي المنتظر والحلاج ورابعة العدوية.
يقسم علماء الأديان تاريخ (الخطاب) الديني إلى تاريخ أشخاص (individuals)، وتاريخ أحداث (events). ويقابل ذلك عربيا سير (الأنبياء) وسير (المغازي). ويرى فيليب حتي أن المحدثين استخدموا عبارة (أيام العرب) للدلالة على قصصهم التاريخية، أو قصص تاريخهم، مثل داحس والغبراء، وتعتبر قصص (الطفّ) وما نسج في سياقها حول المواجهة بين جيش ابن زياد وجيش الحسين والحر الرياحي، من أكثرها شيوعا اليوم، سيما مع تفاقم أجواء الاحتفالات الدورية السنوية وما تستغرقه من أيام وأسابيع.
يتشكل البناء الفني للقصة الشعبية/ السيرة من ثلاثة مستويات رئيسة..
- النواة الواقعية أو خيط الواقع وتتمثل في حدث أو شخص مسمى.
- قصة ميثولوجية تنسجم معها وتكون بمثابة العمق التاريخي لقصة الغيب أو السيرة الدينية..
- نسيج من خرافات يرسم خصائص الشخصية أو الحدث ويجعلها فوق مستوى الواقع أو منطق العقل، مثل الطيران، أو مخاطبة الموتى، أو امتلاك معارف الغيب وسلطانه.
وظيفة الخيط أو المسمى الواقعي هو تحديد هوية القصة أو غرضها المسبق.
وظيفة الميثولوجيا تأمين عنصر الاقناع من خلال الارتباط بثقافات وعقائد قديمة، ومعظم الفكر الشعبي الديني يعتمد فكرة الحلول أو التناسخ، وهذا العنصر يدهم عقل المتلقي ويفجعه فيضطر للتسليم والانسياق في اللعبة. فشخصية موسى تتعاشق مع شخصية سرجون القديمة. بل قد تتداخل الشخصية مع أكثر من شخصية وقصة ميثولوجية متراكبة في إطار سرد حدث أو قصة شخص واحد. والقول بكون شخص معاصر أو حديث هو تجسد لشخصية سابقة أو قديمة، له وقع وضغط خارق على آليات العقل. وقد استخدم يسوع المسيح هذا التكنيك الخطابي مع حوارييه عندما قال:..
"جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبّأوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع أن يأتي" (متى 11: 13، 14)، والاشارة هنا لما ورد في (ملاخي 4: 5) "ها أنذا أرسل إليكم ايليا النبي قبل مجئ يوم الربّ".
"وسأله تلاميذه قائلين، فلماذا يقول الكتبة أن ايليا ينبغي أن يأتي أولا. فأجاب يسوع وقال لهم: ان ايليا يأتي أولاً ويردّ كلّ شيء. ولكني أقول لكم، ان ايليا جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كلّ ما أرادوا. كذلك ابن الانسان أيضا سوف يتألم منهم. حينئذ فهم التلاميذ، أنه قال لأهم عن يوحنا المعمدان."/ (متى 17: 10- 13).
ويرى بعض اللاهوتيين ان بوذا وزرادشت والاسكندر المقدوني يمكن أن يكونوا تجسّدات وقتية مبكرة للسيد المسيح قبل ظهوره وتجسده الكامل. فقد جاء بوذا ودعا لنشر المحبة والترفع عن ضعفات الجسد الدنيوية، ودعا زرادشت لمعرفة الخير والشر والسلوك بالخير، وظهر الاسكندر الملك العدل الذي سعى لتوحيد البشرية تحت إمرة ملك واحد. وكل من هذه تمثل جانبا من رسالة يسوع الروحية لتحرير البشر من عبودية الشرّ والماديات.
وينسب إلى عبدالله ابن سبأ قوله بخلود علي ابن ابي طالب وكونه مخلوق قبل الكون، والبعض أضافوا على ذلك أو اختزلوا، ومنهم أنكر عليه ذلك، زاعمين منه من مخلفات عقيدته السابقة. وتمثل فكرة المهدي المنتظر أحد تجليات فلسفة الحلول الشائعة عند الهنود، والتعويل على الحياة الأخرى أو الفكر الارجائي. وقد استخدم عبيدالله بن اسماعيل تلك الفكرة مدعيا انه المهدي لجمع الأنصار واعلان الدولة. وأشاع الحاكم بأمر الله الفاطمي أنه هو (الله) المتجسد، وآمنت به جماعة يقال لهم (الدروز) وانتهت حركته بقتله ومطاردة أتباعه الذين التجأوا إلى شمالي فلسطين في جبل العرب وما زالوا فيها حتى اليوم على عقيدتهم.
وفي السنوات الأخيرة تضافرت عوامل عدة، أعادت ترويج الخرافات الدينية، وبين حين وآخر يتم اطلاق إشاعة حول ظهور المهدي أو قرب ظهوره، على هامش أوضاع سياسية مأزومة، سواء في العراق أو اليمن، أو الخلاف الايراني السعودي، أو الوضع الفلسطيني الاسرائيلي*. بما لا ينفصل عن مظاهر الانحطاط العام وانتشار الفساد على مختلف الأصعدة، سيما المجتمعات التي تروج للفكر الشيعي، كما سبق. وفي أيام احتجاجات ميدان التحرير تم تسريب فيديو يتضمن خيال حصان أخضر يخترق الجموع، في إشارة إلى رؤيا يوحنا اللاهوتي (6: 8) "فنظرت وإذا فرس أخضر والجالس عليه اسمه الموت، والهاوية تتبعه، وأعطيا سلطانا على ربع الأرض، أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض.".
*



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين.. والدراسة / 2
- الدين.. والدراسة/1
- الدين.. والبيئة..
- الدين.. والمحبة..
- الدين.. والاختبار
- الدين.. والاختيار
- الدين.. والاختلاف
- الدين.. والتجارة..
- الدين.. والتبعية!..
- الدين.. والسيطرة*!
- الدين.. والطبيعة
- اللغة والزمن..
- فيزياء الروح وروح الفيزياء
- يسألونك عن الروح..
- المفهوم المادي لسرعة الزمن..
- الدين.. وعبادة الموتى
- مصطفى سعيد الآن!..
- الدين.. وتغليف فكرة اللا جدوى بالشوكولاته
- هل الدولة شرّ؟!!
- عمال بلا عيد


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الدين.. والسيرة (1-3)