أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الكذب مرض أم ضرورة .














المزيد.....

الكذب مرض أم ضرورة .


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 15:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الزمن المعاصر يتميز بالكثير من القيم المعكوسة والتي تقلب الحقائق في سبيل الحصول على مكاسب مادية أو معنوية . إن قيمة الصدق كانت في الماضي قيمة أساسية للفرد بها يتميز المعلم الجيد والتاجر الناجح والأب ورجل الدين المتميز , إلا أن التطور الحضاري أدى كما هو معروف الى صعود الأسس المادية ونكوص الأسس المعنوية ومنها القيم فهبطت رايات الصدق وإرتفعت عالياً راية الكذب .
إن الطفل يتعلم منذ نشأته أن يطالب بحقه في الطعام والشراب والنظافة لكنه بعد أن يصبح في السادسة أو السابعة تُلقى عليه واجبات مع الحقوق وقد يبدأ في الهروب من بعضها ولكي يدفع عنه العقاب يبدأ في الكذب لكي يضع جداراً واقياً أمامه يتلقى الصدمات , فهو يكذب للتخلص من الدوام المدرسي ويكذب حين يلقي بطعامه المدرسي في القمامة ويكذب حينما يضرب زميله ويدعي العكس , وهكذا يصبح لديه وسيلة نافعة للخلاص من العقاب الإجتماعي ولا ينطبق هذا طبعاً على كل الأطفال بل يمت هذا بصلة الى العلاقة الأُسرية ونموذج ( القدوة ) في البيت والمدرسة .
يكبر الطفل وتكبر أيضاً حاجته للكذب فهو يكذب حينما يضع أوراق الغش في أكمامه ويكذب حينما يغازل فتاة بمجرد اللهو وقد يكذب على الوالدين في أسباب خروجه وهكذا يصبح لديه نهجاً للحياة .
إن هذه المرحلة تُعد تحضيراً للمرحلة القادمة حينما يتخرج الشاب ويضطر الى مجاملة مديره وهو يزدريه أو إتهام زملائه بالتقصير ظلماً ويدور هذا كله في الواقع في نقطة واحدة وهو أن الشخص الكاذب هو شخص يعاني من الضعف والخوف فهو مرعوب دائماً من عقاب الوالدين أو المجتمع ومن إزدراء الزملاء ومن فقدانه لوظيفته , فهو قد يدعى الغنى وهو فقير أو النجاح وهو فاشل لذا يصبح الكذب مفتاحاً تُفتح به كل الأبواب وتظهر حالة الخوف هذه مع الأطفال الذين يتسمون بالكذب ويتبين ذلك في ظاهرة التبول اللا إرادي والكوابيس الليلية فيستخدم هذا الطفل الكذب لدرء الأخطار عنه بسبب خوفه , والمشكلة هنا إن بعض الوسائل التربوية تعتمد على الكذب دائماً والخيال الجامح كقصص الأساطير وقصص ( الجن ) وقصص الخيال العلمي وعوالم الفضاء , كل هذه تعتمد على تغيير الحقائق وتضخيمها ثم تصبح لدى الأطفال نهجاً سلوكياً وخاصة لدى الأطفال الذين يبنون عوالمهم بأنفسهم وليس لديهم فاصل ما بين الخيال والواقع ويفضلون الخيال على الحقيقة ويتضمن هذا ايضاً لُعب الأطفال الخيالية مثل لُعب الساحرات ووحوش الفضاء .
إن العنصر الضعيف الآخر في الجنس البشري هم النساء حيث تعرضت المرأة دائماً وعلى مر العصور الى ضغوط صعبة ومضنية وكان دائماً لها أسياد كالأب والزوج ثم رئيسها في العمل وقد لا حقتها النظرة الدونية فأحست المرأة دائماً بالضعف وبما أنها لا تتميز بالقوة العضلية وقد تفتقد الى المستوى العلمي أو المادي فقد تضطر أحياناً الى إستخدام الكذب والدهاء والمراوغة للدفاع عن ذاتها فكثيراً ما تكذب في مشاعرها للوصول الى أهداف محددة وتكذب في تغطية الشكل الخارجي في إستخدام المساحيق والألوان لرفع مستوى جمالها وهي تهمل بهذا الجمال الداخلي , كما أن النساء وبشكل خاص الشرقيات منهن يعانين من خوف مزمن من المستقبل ويعانين من التشكيك في نوايا الرجال المحيطين بهن , فتثقل المرأة نفسها بالحلي تحسباً للمستقبل المجهول وهذا بإعتقادها هو ما يحميها لذا فهي تكذب للحصول على المزيد منها . إن التكنيك الآلي للكذب هو تغيير الحقيقة للوصول الى أهداف معينة وهي مادية في الغالب فقلما يكذب الفرد للحصول على مزايا معنوية إن حالة الكذب هذه الى هذا الحد هي في حدود الطبيعة المرفوضة والشائعة , أما الحالة المرضية والتي يصاب بها مرضى ( الوسواس القهري ) أو مرضى ( الشيزوفرينيا ) فتكون مزمنة وليست بالآنية وتخرج عن إرادة المريض ومخططاته المستقبلية بل ينظر مريض الوسواس الى ما لديه من أطباق فيجدها مليئة بالأوساخ والمكروبات وهي نظيفة وقد يتصور وجود ذئب في غرفة نومه أو ينظر الى ستائره فيرى عليها وجوهاً غريبة ومخيفة فيبث مخاوفه الى والديه وهو مصدق لأكاذيبه المرضية , أما مرضى الشيزوفرينيا فقد تبلغ حالتهم حداً أخطر وربما يعتقد المريض أن أحداً ينوي الإعتداء عليه أو قتله فيبادر هو بالإعتداء عليه أو قتله وقد يتصور المريض بأن مخلوقاً فضائياً ينام في غرفته وقد يصادقه أو يدخل في حالة قتال معه وهذا النوع من الكذب المؤلم يصاب به أطفال وشباب لديهم خلل عقلي في السيطرة الدماغية ومشاكل في كمياء المخ وهم لا يستحقون إلا الرعاية الصحية والنفسية .
إن الكذب العادي واليومي قد يتحول الى مرض مزمن لا يستطيع الفرد عنه فصاماً وقد تتملكه هذه العادة الى حد تصديق أكاذيبه ويأخذ في التعايش معها كأن تعيش المرأة أُكذوبة الشباب والجمال وتجعل من نفسها مسخاً مضحكاً وهي مصدقة لأُكذوبتها ويصبح الخيال واقعاً معاشاً ويعاني مثل هؤلاء الأفراد من العزلة عن مجتمعاتهم .
إن هذه القيمة المعكوسة كثيرة الإنتشار بين رجال الأعمال والسياسيين المولعين في الدعاية والتي هي نوع من أنواع الكذب التجاري والسياسي يستخدمها أصحاب رؤوس الأموال في زيادة أموالهم وتلوين منتجاتهم بأنواع من الدعاية التجارية والتي تعتمد الكذب على المستهلك وإضافة ميزات ملفقة لمنتجاتهم التجارية , أما الساسة فيستخدمون الدعاية للصعود السياسي ويكتشف الناخبون بعد ذلك أن كل ما وعدو به كان مجرد أكاذيب يتداولها السياسيون جيلاً بعد جيل , وهكذا إنهزمت القيمة القديمة والتي هي الصدق وإرتفعت قيمة الكذب وأصبحت قيمة حضارية يتسم بها بعض المثقفون والسياسيون .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب والكراهية .
- الأعلام النفسي
- اللا إنتماء في الشارع العراقي .
- أسئلة مراهق .
- الإدمان وأنواعه
- إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم ال ...
- اللاعُنف منذ الطفولة .
- الطلاق هل هو الحل .
- لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى ... حتى ؟
- حينما يثور الطلاب .. لماذا !؟
- أطفال الشوارع ( المتسربين ) .
- نحن أُمة لا تقرأ .
- المُحاكاة ماذا بشأنها .
- أولاد سمك القرش .
- الحزن سمة أساسية في شخصية الفرد العربي .
- بمناسبة الثامن من آذار ... الخوف مرض أزلي لدى النساء في البل ...
- أخلاقية المرأة من يفرضها ؟
- متسولون .
- الذوق العام أم الذوق الخاص .
- هل المرأة العربية غبية !؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الكذب مرض أم ضرورة .