أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راما بشار - هاربة














المزيد.....

هاربة


راما بشار

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


هاربة
يأتي صوت الهاتف من بعيد يرن بأذني وكأنه ناقوس كنيسة ألأحزان........
يخبرني عن أشتياقه لي وكم كان مغفلا حين بدد الوقت سدى معها هي من دون الكل .... صديقتي ... او هذا ماكن يتصوره الجميع.... صديقتي


قبل عشر سنوات او اكثر دخلت مرسمه بكل جرأة استفزتني الوانه الجميلة واعربت له عن اعجابي بألوانه وصفاءها ولما أشار لي بالجلوس مع رفاقه تفاجاء الجميع لجوابي على
سؤاله : هل أعجبتك لوحاتي ؟؟؟............. بكل زهو وتبختر

أجبته : بل اعجبتني الوانها.......... وعينيك اكثر التي ابصرت هذا الضوء في اللون نفسه وجسدته..... احمر خجلا ولم اكن كذلك


لمح ساقيها من كانت برفقتي فتجاوب مع التفافهما حول بعضهما وكانت نظراته لا ترتفع لفوق ركبتيها .... وارتفع دخان سيكارتي واحدة بعد ألأخرى وانا اتابع عينيه لمدة شهر كامل وهو يتحين الفرص لمهاتفتي او دعوتي لحضور معارض فنية اخرى ليس بالضرورة ناجحة .... لكن فقط ليملي عينيه منها حتى .......

وتركها ........ وسافرت مع من سافروا من احبه ورفاق واصدقاء واهل وخلان ولم يعد لي من حياتي الا الذكريات

تابعت يومي يوما بعد آخر أقفل باب هذا واشقر على بيت ذاك واكمل لهم معاملاتهم فأصبحت خازنهم وكلبهم ألأمين على منازلهم وممتلكاتهم وما تبقى لهم من أطلال ولم يبق لي من حياتي............... غير فنجان قهوتي.................. ووسادتي.......... وكتب استنسخت لتهريبها من بين فكي الغول .... ونصف سرير صنع لأثنيين فهجره ساكن النصف الآخر ولم يبق لي منه الا رائحته وبعض ماتبقى من آخر سيكارة دخنها معي بعد ليلة حب شرقيه ليعلن لي عن رحيله القادم وهجرته ألأبدية .... لم ينشف عرقي بعد واختلطت انفاسه بانفاسي حين اخبرني بانه راحل غدا .... خلال سنة ان لم ارسل في طلبك ... طلقيني
وطلقت حياتي من يومها ...

واليوم تتذكرني انت بالذات يامن لمحت ساقيها ولم تنظر لغيره ؟؟؟؟


هو :أشتقت اليك ... مازالت كتاباتك في دفتر الزوار ترن في اذني ...أين انت ؟؟؟ ماذا تفعلين ؟؟؟ هل من الممكن ان تزوريني في مرسمي نفسه ... نعم نعم نفس العنوان

اليوم ومن دون كل ألأيام أرتديت تنورتي القصيرة والتي لم أرتديها من سنيين عدة , بعد ان كثر الحجاب من حولي و صارت التنورة شيئا غريبا حين تنزل السيقان من بين حافاتها واصبح الزي الرسمي في شارع احتضننا بكل انواع الأزياء هو الحجاب والعباءة وقبل أن أخرج تعطرت بعطر احببته وارتديت معطفي وتلفت وانا اصعد سيارتي لأتأكد من ان احدا لم يلحظ سيقاني.............وكأنها عورتي التي خرجت بها لهذه الدنيا
ودخلت مرسمه متخفية مستظلة بالذكريات وتمنيت لو انه قد حدث قبل العام بعشر اعوام وسلمته نفسي .................
ولملمت نفسي من بعدها لأعود لسريري وقهوتي وسيكارتي ورائحته التي التصقت بجسدي .............
رن الهاتف من جديد .......... فخلعته ورميته ........... ولملمت فراشي ونمت في صالتي وهجرت غرفتي وأغلقتها ورميت المفتاح

وكأنني ثأرت من ذكرياتي دفعة واحدة.......................... وهربت




التوقيع
جبانه



#راما_بشار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحناءات
- اعترافات طاولة
- الوحشة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راما بشار - هاربة