أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - الغرفة الباردة














المزيد.....

الغرفة الباردة


هناء شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


جدران صامتة تعانق أرضًا حبلى وَلَدت للتو ثلاث أسرةٍ من غير مخاض،
كيف تتماشى الولادات كهبات من الله؟
ولادة هذه الأسرة كالزنى بحق الشرع غير المشروع، وحكم الزنى في الولادة سجن ظالم للوليد بالمؤبد.

السرير الأول

يدي ترتعش في تأرجحها وهي تكتب إثم الأبرياء. كيف تُعلقين يا سهام في لثامِ ظالم وتجرجرين حتى ينسلخ شرفك عن أسمك؟
عروس بالألوان واللبوس، بيضاء البشرة، شفيفة القلب، ملائكية الخيال.
هو: مستلق يعانق أرض الرغبة.
سهام: بالطهر! تهشم الظهر العاري من أسرار صمت اللاتي مررن قبلها.
هو: ملثمٌ، يحوطه إلحاح الغواية.
سهام: بداخلها حلم عذب.
هو: يحتشد برأسه إنغماس دائري.
صخب المكان بالزغاريد، استسلمت سهام لتقاسيم الأيام، صار لونها بلا لون، ومذاقها طيوبًا تُسحر"هو" وكأنها زيت قدسي لا يشح من سراج اللذة.
أخذ انغماس"هو" الدائري يشكل منحنيات إلى أن ارتسم خللاً في الإنقسام.
آنست" هو" طفرة جنون في ذهنٍ مجنون: كيف تقطر سهام كل هذه الطيوب وهي بغير لون؟
بهتت حياته من دسِّ الظنون، انطفأ لمعان لدغاته، لمعت طيوب سهام في عنان الأنوثة، أخذت أسوار"هو" تنهار وأطراف سهام تتشرنق من جديد حتى أكل"هو" طُعم الشيطان.
هو مراوغ! يعاشر النساء، يعود مثقلا لإمرأة نبيهة، غاب عنها لونها لكشفها سر خيانته وتلألؤ طيبها ليطوّح "هو" نحو ظنّ مرتقب.
تفكر سهام في خلوتها، تضع أولويات إدراجات خصوصياتها: إلى متى هذه الشروخ؟ لقد تجذرت بكبريائي فخدشته! لنعود زمننا الغابر، بذاتي ولوني وطيوبي، وليسكب ملذات أنهاره كما شاء، فلا تحسب من نصيبي خيانتة.
لأنه جائر، ممزق المبدأ، مهترئ الإنسانية، جلجل صوته جوانب البيت، ملأ جنبات صدرها خوفًا ورعبًا، ولأنها جريحة، مكللة بالشوك، ترنحت بين كبريائها وتغليف مسام أوجاعها لتعاود المطلب في حضرة الرفض، حدق وصرخ، صال وجال إلى ان شكك سهام في أرضها، أمطر بغزارة جعل سهام تلوذ اختباء بقابض روحها. فتر المقال بحضرة المقام وأخذ الخدر لبوس العروس. شريط بالذاكرة مرّ لبرهات، عروس تحت القُبل تجتاح ارض العذراوات وتنهدات تضرب صولجاناتها قروع طريقها لتصير بحرف النون من النسوة، فتسقط بمستنقع ملوث، لا ينتشلها كلبٌ يلهث كان زاده لحمًا نيئًا.

السرير الثاني

يزيد وراوي: صنفان من صنوف البشر حميمان مختلفان في آن.
كل الأبواب تُطرق إلا غرفة يزيد نوافذها محكمة الإغلاق بستائر مهترئة وظلال لا تدخل الغرفة دون إستئذان.
يزيد يقضي وقته أنصاف حاجات، وقتًا في دروسه ووقتًا في المعصيات، لقد أوصل الوقت بأولادنا لأن يصبح الواجب فرضًا مؤلمًا ويستعير المتعة إعارة دائمة، فما عاد يجيد الفصلَ بين الحاجة والغاية.
راوي يطيل السجود في الركعات، يطلق إلى الله صافرات الدعاء خوفا وطوعا من سموم المجريات. كان يميل للعزلة تحسبًا من الوقوع في حُفر الغوايات( كثرٌمن يخافون الخوض في الجديد كي لا تُفتح أعينهم على دروب قد توصد المسالك الاولى بصخر فيصيرون لا يعرفون أنفسهم).
أكل الملل أيام يزيد، أخذ يبحث عن الإثارة، طفر في عقله لقاء الذين إسترضوه قبل أسابيع معدودة.. كانوا يتحلقون حول النار في أطراف البلدة يتآنسون، يُمزَجون بتجارب ليست آمنة يمتلئون غرابة فتصير أبوابهم مشرعة إلى بيت واحد يدعى الضلال. يحرقون الملل بفتيل الإنقسام فتتزاوج مخيلاتهم بتجاربهم فتنطمر أوراقهم بوحل الحرام.
كدّ راوي في الإقناع، غرق يزيد في المزيد. القامة والهامة والشباب صاروا خرابًا، فانقلب المتحمس متخاذلا حتى أكل الخوف صدر راوي على يزيد...
لَحِقَ به ذات إختفاءٍ مسائي التحولق. مؤشرات جعلته يلاحق أقدام المنفلت ليردهُ عن الضياع.
البلدة نائمة مستسلمون أهلها في خدر، الشبان جياع يستنيرون باللهب ليطفئوا العقل بترّاهات اللذة! وأي لذة في فراق العقل إذا آنسته حبوب مخدرات.
أدمن يزيد الهروب فصار موطن ضعف وراوي يحاول إعادة البواقي فيه ليستجمعها فيصيرا موطن قوة لكن! الدماغ المثقل والجيوب رخوة ومن لا يدفع ثمن ثِقل دماغه موطنه القبر( قانون التعاطي) اليقظ بقي يقظـًا يصارع الحرب فيقف جدارا ً واقيًا من الرصاص والرصاص غزير حتى الممات...
راوي ويزيد يجاوران سهام في السرير البارد في الغرفة الباردة.

السرير الثالث

خافتوا النور شياطين مرسلون من رحم يزني بإسم الحق.
"هو"! زوج سهام في السرير الأول، ما ولد ظالمًا ولا حرًا أتعبته الوحدة وحشرته الظلمة حتى أَظلم.
كان زاده في الليالي الحالكات ذعرًا وخيبات، شرب الويلات وهو فتي حتى أسقاها الجرعات الكالحات.
واصل"هو" العهر في حضن عاهرته فكان فأر المصيدة ليُكشف اللثام عنه.
أأنصفك الرب يا سهام حيث ترقدين على سريرك البارد فيشاركك الغرفة المكحل بالغبن المشوه بالضلال، أم الموت يبقى موتًا؟
ذنبك صار ذيلاً يلتف حول عنق الغابرين، والأسرة الباردة في إكتظاظ وما من معين، صار الحق بلا أرجل مشوهًا في الإستقامة.
ملاك الليل زار سهام ليدغدغ جوانبها المتيبسة، ألقى في سرها إغفاء "هو" إلى جانب جانبها.
: طافت نحوه مخترقة العزلة محدقة في وجهه المختنق، سكن الشيطان تفاصيله فتوعك وجهه صار أسود مزرقا، كل بقعة تفسر أذيته..
قبل أن يحتضن القبر ضلوع سهام أمعنت النظر بتقزز إلى"هو" المزرق، سقطت بصقة من شدة اللوعة على فراقها جسدها والبصقة على الميت حرام مهما إتسم بالعار ومضت لدفء غفوتها ...

:
الليل طويل هذا المساء
انا المسافرة
أسلك درب الرب
لا أخاف الرحيل
لا اخشى الموت
أويت إلى ترابي
والتراب حميم
لطخني العبد
فطهرني المسير
مسافرة بحقيبتين في يدي
يميني فراق أحبتي
يساري نواقص مسيرتي
أكملوها ولا تقضوا مضجع نومتي...



#هناء_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمس الرحيل
- أشباه حب( جزء جديد)
- الأزمة الأخيرة
- الصبر مفتاح الفرج
- السيدة البيضاء
- أشباه ابداع
- إلى حين ...
- حوار لا ينتهي
- زهدي السكير
- حبيبي والمطر
- حبيسة الجدران
- الكتابة إرث القادم
- مشروع احتملات
- أشباه حب
- حلم على غدير الشوق
- خيوط حب
- غادة ٌ وقسيم
- كل ألف عام
- قصص قصيرة جدا
- خربشات في الحضور


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء شوقي - الغرفة الباردة