أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام















المزيد.....

الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 11:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إنتهت الانتخابات و خرج من مولدها الشيعة و الکورد بمعظم الحمص فيما نأت الفئة التي کانت مستأثرة بالسلطة في العراق لعقود طويلة بنفسها جانبا و هي ترى فيئها يتقاسمه خصومها السابقين . هکذا تترائى الصورة الاجمالية لعراق مابعد الانتخابات لدى الاعلام العربي و ترکيا وهي صورة قد لاتکون وفق المقاسات المطابقة للواقع لکنها منسجمة و مطابقة للحسابات السياسية و الفئوية بإتجاهات معينة . وقد يکون منبع التخوف العربي مرده الاساسي الى التوجس من المزاعم المتعلقة بالهلال الشيعي الذي کثر الحديث عنه بعد سقوط نظام البعث في العراق وهو مايعني أن اليد الايرانية سوف تکون أطول من اللازم و سيکون بمقدورها أن تعبث بالکثير من الحسابات التقليدية و المألوفة للمنطقة . في حين يميل البعض من المراقبين و المحللين السياسيين الى النظر الى هذه المسألة من زاوية أخرى لها علاقة بالجذور التأريخية من حيث تلک الحزازة التأريخية التي تمثلت في کون المذهب الرسمي للدول الاسلامية الاساسية المتعاقبة على حکم المسلمين هو المذهب السني، وعلى هذا الاساس تمت صياغة معظم الرؤى الفقهية و الفکرية وفق مبادئ هذا المبدأ . في حين بقي الشيعة منزوون عن السلطة و بعيدون عنها " ماخلا فترة إستحواذ الفاطميين على مقاليد الامور في مصر" وهذا الامر بحد ذاته ولد نوعا من الاحساس لدى الاکثرية السنية بحقها التأريخي في تولي الحکم و تمشية أمور البلاد و الناس ومن المفيد أن نشير الى أن الشيعة قد تعرضوا على مر العصور الى إظطهاد و ظلم تأريخيين نادري المثال من قبل معظم الدول التي تولت الحکم في مراحل التأريخ المختلفة و صوروا على أساس أنهم فئة ضالة خارجة عن الاسلام سيما حين کانوا يدعون الى فترات قريبة بالرافضة. ومن هنا فإن سيطرة العرب الشيعة على مقاليد الحکم في بغداد قد لاتکون موضع ترحيب من سائر العرب، خصوصا وأن غالبية العرب من السنة " وفق مذاهبها الاربعة المعروفة" في حين أن هناک أقلية من العرب تترکز غالبيتها في العراق مع تواجد محدود في جنوب لبنان و قلة آخرين في السعودية و البحرين . إلا أن الرؤيا الترکية رغم إلتقاءها المذهبي مع العرب " ذلک أن الغالبية العظمى للاتراک من المذهب السني مع أقلية " علوية" تختلف في جوهرها و تتخذ سياقا آخرا يصب في منحنيات ثلاث مهمة بالنسبة لترکيا هي :
1 ـ الاطماع التأريخية لترکيا في جزء حيوي من العراق " کان في السابق ما أصطلح عليه بولاية الموصل" وخصوصا وأن الجزء الذي تطمع فيه ترکيا بذرائع واهية غني بالبترول .
2 ـ الزعم بحماية الترکمان من الکورد وهو زعم قد يکون بعيدا عن الحقيقة سيما وأن الکورد و الترکمان قد عاشوا الى جنب بعضهم البعض لفترات تأريخية طويلة .
3 ـ الخوف من زحف الوعي القومي التحرري الکوردي بإتجاه المناطق الشرقية و الجنوبية الشرقية منها ذات الغالبية الکوردية .
وقد يکون المنحني الاخير هو الاهم بالنسبة لترکيا من حيث خطورته الفعلية على الخارطة السياسية لترکيا نفسها ، ومن هنا کانت الدعوة الترکية الملحة لإعادة النظر في نتائج الانتخابات بإعتبار إنها لاتعکس الواقع ! وربما تکون هذه الدعوة محقة لو نظرنا اليها من زاوية عدم مشارکة العرب السنة في الانتخابات لکن المشکلة في أن الاتراک لايعنون ذلک تحديدا و إنما يهمهم و يشغلهم کرکوک التي باتت مثل الکابوس لهم خصوصا وأن النتائج التي أحرزها الکورد فيها جاءت مقلقة و مثيرة بالنسبة لهم . وبين العرب و ترکيا تأتي إيران بصمتها المطبق نوعا ما تجاه النتائج المعلنة و هي تنظر بشئ من الترقب الذي يشوبه الحذر نحو آفاق و تداعيات المحصلة النهائية للعملية الانتخابية التي جرت بمبارکة و " مراقبة دقيقة" منها ورغم أن هناک تيار واسع من الشيعة العراقيين الذين يرغبون في نيل حقوقهم الديمقراطية بعيدا عن کل التأثيرات الجانبية " ولاسيما المتعلق منها بطهران" لکن إيران متلهفة کي تجعل من نفوذها داخل شيعة العراق ورقة ضغط قد تحتاجها في مواجهتها المحتملة مع الغرب " أمريکا على وجه التحديد"بالاضافة الى أحلامها الاستراتيجية بخصوص مستقبل المنطقة و لعبة التوازنات فيها . أما سوريا المهمومة بأکثر من معضلة عويصة ، فرغم عدم رضاها الضمني عن النتائج المعلنة إلا أنها في نفس الوقت لاتملک أدنى قدرة للتأثير فيها ، و لذا فهي تحبذ السکوت و مراقبة الاحداث عن کثب . والحقيقة أن القوى الشيعية العراقية تدرک جيدا أن الولايات المتحدة الامريکية لم تقطع کل تلک المسافات و لم تنفق کل تلک الاموال الطائلة کي تحقق أحلام الحاکمين في حسينية جماران وإنما يعون أن الکيل الامريکي قد يطفح لو تجاوزوا الخطوط الامريکية المسموحة في اللعبة و بالاخص في مدى و إتجاه علاقتهم بإيران . وقد تکون الاشادة الامريکية بالسيد السيستاني من حيث الدور الايجابي الذي لعبه قبل الانتخابات و دعوته للعب نفس الدور بعد الانتخابات هو بمثابة تنبيه للقوى الشيعية أن يسيروا على نفس النمط السابق " المحافظ في علاقته مع إيران" وأن لايدفعهم غرور تملک السلطة و النفوذ للذهاب الى أبعد من ماهو محدد لهم . وقد تکون الورقة الافضل للشيعة لعبور حاجز الاختبار الصعب هو إقامة تحالف قوي لهم مع ثاني قوة منتخبة على صعيد العراق وهم الکورد . وتأتي أهمية الکورد من حيث أنهم قد يکونون صمام الامان و التوازن في إتجاه و ماهية الدولة العراقية الجديدة " التي لايريدها الغرب و دول المنطقة عموما بإستثناء إيران أن تکون إسلامية" ولعل بعض الاشارات القوية من الکونکرس الامريکي بخصوص أهمية الکورد من حيث کونهم عامل توازن و أمان في اللعبة السياسية بالعراق هي أکثر من إشارة ذات مغزى لقائمة الائتلاف الشيعية الفائزة .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا
[email protected]



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيوان في الشرق هل له حقوق أم إنه لاشئ؟
- قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نزار جاف - الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام