أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد همام - ذكرى يوليو بين التقديس والتدنيس















المزيد.....

ذكرى يوليو بين التقديس والتدنيس


محمد همام

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ستون عاماً على حركة الضباط الأحرار:

ذكرى يوليو بين التقديس والتدنيس


ستون عاما مرت على ثورة يوليو، اليوبيل الذهبي لحركة الضباط الأحرار يأتي فى العام الثاني من ثورة 25 يناير بمظاهر تختلف اختلافاً شديداً عما ألفناه من مظاهر الاحتفالات فى الماضي القريب. فهذه السنة لا تتصدر صور المخلوع وهو يضع أكاليل الزهور على قبر جمال عبد الناصر ولا نقرأ فى مانشيتات الجرائد الحكومية مقتتفات من خطبة السيد الرئيس التى تتحدث فى مفارقة هزلية عن تمسكه بثوابت ثورة يوليو وانحيازه للمواطن محدود الدخل وسط حضور كبير من أعضاء الحزب ولجنة السياسات برموزها من كبار رجال الأعمال الذين التهبت أيديهم من التصفيق لخطبة الرئيس.

تحل علينا ذكرى يوليو هذا العام وسط موجة جديدة عاصفة من موجات الاحتجاج الاجتماعي، في القلب منها كان إضراب عمال غزل المحلة الذى استمر لمدة تسعة أيام وذلك فى أولى شهور تولي الدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمون منصب رئاسة الجمهورية.

وفي خلفية هذه الموجة الاجتماعية نشهد حالة من الشاحن والتلاسن بين طرفي النخبة السياسية، القوى الإسلامية فى قلبها الإخوان المسلمين من جانب والتيارات التي تدعي الليبرالية وتحاول تنظيم كتلة ذات تركيبة معقدة وتطلق على نفسها التيار الثالث من جانب آخر. فيصبح موقف كل طرف من ذكرى ثورة يوليو هذا العام انعكاساً للصراع بين أطراف النخبة الحاكمة المصرية.

فكتلة الأحزاب المدنية تعطي هذا العام تمجيداً عظيماً لثورة يوليو، ومحاولة للحفاظ على بريقها وذكراها من الطمس والذهاب كضحية لثورة يناير، كما يبالغ إعلاميو ومثقفو هذا التيار فى تأصيل فكرة أن عسكر اليوم هم امتداد تاريخي لعسكر52 الذين أطاحوا بالإخوان من الساحة السياسية وألقوا بهم فى السجون بعد سلسلة من المحاكمات العسكرية الهزلية فى إيحاءات صريحة غير شريفة للعسكر،وهم يتمنون تكرار أحداث 54، وفى أذهانهم أحلام بأن يتم الخلاص من البعبع الإخواني مرة أخرى الذى ويا للأسف، كلسان حالهم، أتى على مقعد الرئاسة بإرادة شعبية حرة.

أما الإخوان المسلمون فلهم عداء تاريخي مع ضباط يوليو، فهم يأتون اليوم ومرشدهم السابق الذى قضى عشرون عاماَ في سجون ناصر والكثير من أسلافهم ذاق مرارة الحبس بل والإعدام فى الخمسينيات والستينات، يكيلون الضربات القوية لذكرى يوليو التي قضت على الحريات والحياة النيابية وهم يتحسسون خطواتهم حتى لا يتكر ماضى الأمس الأسود مع ضباط اليوم.

رغماً عن الموقف المتناقض الظاهر للقوتان، إلا أن الاثنان يشتركان فى عدائهما الشديد لمكتسبات ثورة 52 الاجتماعية، فيكفي الإشارة من بعيد إلى التأميم أو تحديد الملكية الزراعية وزيادة نفقة التعليم المجاني وتوسيع مظلة الرعاية الصحية حتى تنطلق سهام الهجوم اللاذع على تلك التوجهات فى تناغم عظيم بين الطرفين المتصارعين.

وعلى الرغم المكتسبات الاجتماعية لثورة يوليو، إلا أنها كانت حركة نخبوية استبدلت فيها مجموعة من الضباط إرادة الجماهير، وفى أول اختبار لها مع الحراك الجماهيري كان للضباط موقف حاسم معادي للطبقة العاملة تجلى في إعدام العاملان "خميس والبقرى" في أغسطس 1952، عقب احتجاج عمال مصنع كفر الدوار للغزل والنسيج.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فجريدة الحرية والعدالة اليوم التى شنت حملة مسمومة ضد إضراب غزل المحلة متهمة قرابة العشرين ألف عامل من المحلة بالعمالة للنظام السابق، كان أيضاً موقف الإخوان المسلمين من أحداث كفر الدوار 1952 الدامية جلياً فى تصريح سيد قطب "إن حركة العمال ورائها أخطبوط الرجعية والاستعمار".

هذا الصراع الهزلي بين طرفي النخبة السياسية المصرية (الإسلاميون وأصحاب التيار المدني) يقف عند أعتاب الاحتجاجات الاجتماعية، ويتحول إلى تحالف شديد بين رفاق مقربين، فتصريحات البلتاجي التي هاجمت بقوة تظاهرات عمال سيراميكا كليوباترا أمام قصر الرئاسة يستنجدون بالرئيس المنتخب ضد تشريدهم من قبل محمد أبوالعينين ورغم أنه رمز النظام السابق. وتقف آلة الدعاية الإخوانية صامتة بغرابة أمام تشريد خصمهم اللدود ساويرس لتسعة عمال تم فصلهم من مصنع الوطنية للصلب بعد قيادتهم لزملائهم للمطالبة بحقوقهم المنهوبة.

حتى الجمعية التأسيسية التى كانت إحدى مسارح الصراع بين طرفى النخبة، لم تتفق بسلاسة على أمر ما إلا على ضرورة العمل على إصدار تشريع دستورى يقيد حق العامل فى الإضراب لصالح صاحب العمل!!

هذا الصراع الأجوف ينكشف يوماً بعد يوم على أنه صراع على السطة بعيد كل البعد عن مصالح الجماهير، صراع بين قوة تمسك بتلابيب العسكر وتتمسح بهم لتحميهم من خصومهم الإسلاميين، قوة تريد ديمقراطية على مقاس مصالحها وتعلي من سلطات الدولة العسكرية والقضائية فوق إرادة الجماهير الحرة. وعلى الجانب الآخر قوة تتبنى مشروعاً اقتصادياً أشد يمينية من جمعية رجال أعمال مبارك، يمسك بخيوط صنع القرار بها من يحلم بتحويل مصر إلى شركة استثمارية كبرى تتخطى فيها أرباحه سقفاً ما كان للنظام القديم أن يسمح به - على حد تعبير رجل الأعمال الإخواني الشهير حسن مالك.

إن الضمانة الحقيقية والأساسية لاستمرار الثورة المصرية وتجذيرها هم هؤلاء الذين يناضلون من أجل بدل الوجبة وبدل المخاطر والتثبيت وإقالة الإدارات الفاسدة. إن أولئك الذين يناضلون فى أماكن عملهم من أجل تحسين معيشتهم وظروف عملهم هم من لهم مصلحة مباشرة لاستمرار الثورة المصرية، فهم فى كل خطوة من نضالهم يحصلون على مكاسب صغيرة واحدة تلو الأخرى تزيد من ثقتهم فى إرادتهم على الفعل وتعطي دافعاً لمزيد من المعارك، سيواجهون من يسرقون لقمة عيشهم وبناضلهم فقط يمكن تحطيم الدولة الأمنية المنحازة لرجال الأعمال.

ولا سبيل لاستمرار الطبقة العاملة فى نضالها والفوز بمكاسب دون الانخراط في أشكال تنظيمية لها، فالدولة المصرية التي في طريقها لإعادة تشكيل منظومتها فى ثنائية عسكرية إسلامية منحازة لمصالح رجال الأعمال، يجب أن يناوئها تنظيم للطبقة العاملة المصرية وذلك لن يتأتى إلا بوجود حزب سياسي ثوري لها. هذا هو السبيل الوحيد لاستمرار مسار الثورة المصرية، وحتى لا تتحول إلى مجرد حدث عابر يُكتب تاريخه على نتائج الحائط كثورة يوليو.



#محمد_همام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفزاعة


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد همام - ذكرى يوليو بين التقديس والتدنيس