أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - راتبٌ تقاعُدي














المزيد.....

راتبٌ تقاعُدي


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" أحد أصدقائي إتصلَ بي قبلَ شهر .. ولأنه يعرف بأنني لستُ مُتقاعداً ولا أستلم راتباً من أي نوع ولا من أية جهة .. ولأنه يمتلك بعض النفوذ .. فلقد طلبَ مني ، أن اُجّهِز هوية الاحوال المدنية والجنسية العراقية وصور شخصية .. لأنه رّتبَ لي " تقاعُد بيشمركة " برتبةٍ عسكرية جيدة ! .. ولقد شكرتهُ على موقفه النبيل .. لكنني إعتذرت عن قبول عرضه الكريم .. فإستغرب من ذلك وسألني عن السبب ؟ فقلتُ له : كما تعرف .. فأنني لم ألتحق بالحركة المسلحة ولم أصبح بيشمركة ولو ليومٍ واحد . فقال : ألم تترك الوظيفة في 1979 هرباً من ملاحقة البعث والأمن ؟ قلتُ : نعم .. ولكني بقيت في الداخل وعملت في محافظةٍ اخرى بعيدة .. الى ان اُستدعيت الى الخدمة العسكرية خلال الحرب مع ايران وكنتُ في الداخل لغاية إنتفاضة آذار 91 . حاولَ الرجل ان يقنعني قائلاً ، ان " الجميع " يفعلون ذلك ! .. لكنني شكرته مرةً ثانية على إهتمامهِ .. ورفضت " .
شريكة حياتي وأولادي .. عندما علموا للوهلة الاولى .. بأنني لم أقبل عَرض صديقي .. إستغربوا في البداية " لمعرفتهم بِحاجتي الماسة الى مثل هذا الراتب ".. وأوردوا عشرات الأمثلة من المحيطين بنا الذين لم يلتحقوا بالثورة ولم يكونوا بيشمركة ، بل ان بعضهم كانوا بعثيين متحمسين وجحوشا .. واليوم يحملون رُتباً عسكرية عالية .. او اُحيلوا على التقاعُد برواتب كبيرة ، من خلال مناصب ورُتبٍ وهمية لا أساسَ لها ! . فقلتُ لهم : هل انتمْ مُقتنعونَ حقاً ، بأن الذين يفعلون ذلك .. هُم على حَق ؟ أجابوا : كلا .. ولكن ذلك اصبح شيئاً عادياً في مجتمعنا !. ألا تعتبرون ذلك نوعا من الفساد والتحايُل ؟ قالوا : بلى . فسألتهُم : هل تقبلون أن أكون جزءاً من آلة الفساد هذه ؟ قالوا : كلا على الإطلاق ! .
كتبتُ عشرات المقالات في السنين الأخيرة ، أنتقدُ فيها هذه الظواهر السلبية الخطيرة والتحايل على القوانين ، والمناصب الوهمية والتقاعدات الزائفة وإستلام أكثر من راتب والحصول على عدة قطع أراضي وإمتيازات غير مُستحقة ... الخ . حاولتُ أن أُعّري هذه الممارسات الخاطئة التي تشترك فيها ، السُلطة والمجتمع .. السُلطة بتقنينها للفساد وتشجيعها لهذه الممارسات من أجل غايات ضيقة .. والمجتمع ، من خلال تكالب الكثيرين للحصول على مكاسب وإمتيازات ورواتب ، بِكُل الطرق ..حتى لو كانت مُخالفة للقانون والمنطق .. حتى لوكانتْ بعيدة عن المبادئ والنزاهة والإستقامة .
فكيفَ تريدني يا صديقي .. أن اُضّحي بالقليلِ من المبادئ التي أدّعي ، بأنني مازُلتُ أمتلكها .. في سبيلِ راتبٍ تقاعُدي .. أشعرُ في قرارة نفسي ، بأنني لا أستحِقهُ ؟



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَرُ الكافِر في العراق
- حمايةٌ عراقية لأولمبياد لندن !
- لا نتفائل كثيراً بِمُستقبَل سوريا
- الدليلُ على ضحالةِ الوضع
- لا أحزنُ لِموت المُجرمين الطُغاة
- اليوم الموعود
- برميل نفط .. مقابل برميل ماء
- بُشرى .. الأزمة العراقية على وشك الحَل
- لو ... عادتْ عقارب الزمن الى الوراء
- المالكي والهروب الى الأمام
- - سرسنك - التي كانتْ
- - ديكارت - كانَ مُحِقاً
- إضراب الرئيس عن العمل
- ما بعدَ مرحلة الطالباني
- زاوية في السوق السياسي العراقي
- مُحّلِل سياسي
- الموصل .. بؤرة التوتُر
- إستراحة .. مع الحروف والنقاط
- مُجّرد أصفار
- في كُلٍ مِنّا ... شئٌ من صَدام


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - راتبٌ تقاعُدي