أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل داود - صديقتي التونسية... تسال عن العراق! (2)















المزيد.....

صديقتي التونسية... تسال عن العراق! (2)


اسماعيل داود

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 08:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شكلت، وزملاء لها حزب للقراصنة! قراصنة الانترنت ، هم يأخذون على عاتقهم نشر البرمجيات الحرة ويدافعون بقوة عن اتاحة المعومات للجميع. يؤمنون بالمشاركة والديمقراطية التفاعلية المبنية على المكاشفة بكل ما يجري في مطبخ السياسة. حينما اخبرتها انني ارى في النموذج التونسي كثيراً من الامل الذي لا اراه في بلداننا الاخرى ومنها العراق، فتحت على نفسي باب ليس من السهل إغلاقه وانهالت الاسئلة من جديد.

- انا وزملائي لسنا متدينين بشكل خاص لكننا نعيش تجربة جديدة ، الاسلام المتنور والمنفتح على الديمقراطية والحداثة ، طبعا يتطلب الامر بعض ألوقت ولكن ارى انكم في العراق تعانون من اسلام غيبي، سمعت عن ضرب السلاسل وإيذاء الجسد وتقديس البشر وزواج متعة وغيرها ، هل كل هذا صحيح ؟

- نعم صحيح للاسف ! الغيبية في العراق منتشرة اليوم بشكل كبير حتى بين المتعلمين، اعرف مهندسين وأطباء صدقوا مشاركة الملائكة في معركة الفلوجة الاولى ورووا قصصا عن بطولاتهم! اخرون صدقوا ان الشجر يبكي وان الطفل الرضيع ممكن ان ينطق !
لكن حتى نفهم بعضنا البعض، ما نقوله عن امكانية تحديث الاسلام هو في الواقع امر حصل من قبل، تذكري ما درسناه عن رواد النهضة في بلداننا وسيرتهم وعملهم منذ اكثر من 100 عام. لا اقصد حزب النهضة الحالي طبعاً! لكن في العراق اتكلم عن شعراء وكتاب ومفكرين من امثال الزهاوي والرصافي والجواهري وعلي الوردي والقائمة تطول. في مصر نتحدث عن جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده وطه حسين وغيرهم، وفي تونس يكفي ان اذكرك بما قدمه الطاهر حداد.
اليوم كأننا نعود الى نقطة الانطلاق وكان كل ما قدمه هؤلاء ومنذ بواكير القرن العشرين وقبله راح هباء منثورا. بل ان انواع التطرف اليوم اكبر وأعظم ، بالأمس رأيت فيديو سجله احد المسمين بالسلفيين وهو يكفر طه حسين ويخرجه عن الاسلام ، تصوري ! وكذلك اعتقد ان الزهاوي لو عاش اليوم للاقى اشد مما لاقاه من قبل. اما في تونس فنعم حسب ما رأيته، الغيبية مازالت بحدودها الدنيا ، لكن مثلا ماذا تقولين بمن غرر بهم من شباب ارسلوا للعراق ووجدوا انفسهم قنابل موقوتة تنفجر وسط المدنيين وفي طوابير العاطلين الباحثين عن لقمة عيش من خلال انخراطهم في الشرطة. من اغوى هؤلاء قادر على ان يغوي غيرهم واشد انواع الغيبية خطرا هو ان ترسم الجنة في نهاية طريق مليء بالجثث!

- نعم للأسف ما يزال هناك ليومنا هذا من يجند الشباب ويغرر به ،وحدثت لدينا هجمات على معارض ومراكز ثقافية ، لكنهم المتطرفين. حتى لا نخرج عن موضوعك المفضل "حقوق الإنسان" ، انت تعرف انني مؤمنة بها و بنفس الوقت اعتقد ان الاسلام ممكن ان يستوعب نظام ديمقراطي مبني على أساسها، لم لا ؟

- كأساس ارى ان هناك طريقين لتناول موضوع حقوق الانسان وعلاقته مع الدين ، الاول هو العمل من داخل المنظومة الدينية وتناول نصوص ومواقف ومحاولة ربطها في اسس حقوق الانسان ( الحرية ، الكرامة الانسانية ، العدالة ، وغيرها ) بقصد تقريبها للناس، وهناك طريق اخر يبدأ بكون حقوق الانسان موضوعة تنتمي لعصر الحداثة ولها اسسها وعلينا ان نأخذها كما هي او ان نتركها ، لا ان نحشرها حشراً في الدين او العكس. هناك من يسير في الطريق الاول وهناك من اختار ألثاني و انا منهم.
ولأوضح لك لماذا ، لنأخذ مبدأ عالمية حقوق الإنسان كمثال وهو مبدأ اساسي، فحقوق الانسان عالمية بمعنى انها صالحة لك ولي وللأفريقي ومن يسكن الصين! تعطيهم نفس الحقوق ونفس القدر من ألحماية. اما الدين ، وهذا ينطبق على كل دين ، ففيه من هو مؤمن وله حقوق ومن هو غير مؤمن، وفي العادة يُحرم الاخير من الحقوق وقد يصل الامر الى سلبه حقه في الحياة.

- غير واضح ما تقوله ، اولاً هل لديك مثال محدد يقف عنده الاسلام ؟ ثانياً ما علاقة كل هذا بالعراق؟

- مثلا في حقوق الانسان ،للفرد منا حرية التفكير والمعتقد فبوسعه ان يختار دين وعبادة او ان يعيش بغير دين، و بغض النظر عن ما ورثه من عائلته. لكن في ألإسلام مثلا الطفل لا يحق له ان يختار دين غير دين ابوه، كما ان البالغ لا يستطيع ان يختار دين اخر، وقد يجرمه البعض ويحل دمه لمجرد انه فكر في نقد ما ورثه من مقدس، دين كان ام مذهب ! بالرغم من ان المنطق يقول لايمكن ان تكون كل هذه الاديان والمذاهب صحيحه! لكن هذه الحقيقة ، يتوقف الدين عند حق من امن به.
ما جرى في العراق هو انه تم تناول حقوق الانسان بشكل سطحي ولم يتم خلق اساس فكري لفهم مثل هذه الحقوق. بعد عام 2003 ورغم مرور ما يقارب عقد كامل ، لم ننجز اي تقدم لتناول موضوع حقوق الانسان وعلاقته مع الدين لا في المنهج او الطريق الاول ولا في الثاني و حتى بين النُخب! فسطحنا حقوق الانسان و اصبحت شعاراً ممجوجا لا معنى له. علينا ان نجتهد كثيرا لفهم اكثر لحقوق الإنسان، في تونس رأيت الكثير ممن يسيرون في الطريق الاول ونُخب فقط من سلكت الطريق الثاني، وأخاف ان تقلب الاغلبية عليهم الطاولة في النهاية!

- هذا عن الاساس ألنظري لكن ماذا عن الضمانات لديكم دستور وفيه ضمانات لحقوق الانسان ام لا ؟ وهل لديكم محكمة تحمي هذه الحقوق؟ في تونس نحن نسعى لكل ذلك.

- الدستور العراقي وقدر ما يتعلق بحقوق الانسان، لكن ايضا بشكل عام ، هو دستور مبني على اساس التناقض و السطحية، فهو يحوي الضدين ، الضمانات وما ينسفها!
لكن المشكلة هي ليست فقط بالنصوص بل في الحقيقة بمن يطبقها. حقوق ألإنسان تم التعامل معها على انها شعار يردده الجميع، وتسطيح هذه الموضوعة ساهم بشكل كبير في خلق الفجوة بين ماهو مُشرّع و ماهو واقع. مثلا الدستور يتكلم عن المساواة وحق المراة والطفل، بينما العراقي ،وزير كان ام سياسي او حتى ناشط في منظمة حقوق انسان ، ومع انهم يرددون يوميا كلمات عن حق المراة والطفل الى حد يجعلك تملين! لكن معظمهم لا يؤمنون مثلا بحق زوجاتهم او اخواتهم او ابنائهم في التعبير و ألاختيار او حتى ممارسة الحياة العامة بحرية! هم يفهمون الدفاع عن حق المراة في استضعافها وصرف رواتب اعانة وعطف ، وليس في منحها حقوقها ومساواتها فعليا مع الرجل.

- ربما افهم ما تقوله لا نني ارى تناقضات هنا ايضا!

- نعم ، احد نشطاء الجمعيات العراقية التقيته في عمان اثناء ندوة عن حقوق الطفل ، واستغرب كيف احاجج بضرورة التوقف عن ضرب الاطفال ، قال لي " كيف لا نضربهم، هذه مبالغة ومن سيربيهم اذاً ! الضرب من حقنا في القران ولا اقصد هنا الضرب المبرح طبعاً !"
كذلك بالنسبة للتعذيب، فهو محرم بالدستور وبالقانون ايضا، لكنه يعتبر منهج اساسي لحماية الامن! قال لي احد المشاركين في لقاء مخصص عن حقوق السجناء وهو يدرب عناصر الشرطة على حقوق الانسان، كيف لا نضرب السجين ، بالتأكيد انت تقصد السجناء السياسيين ، او الابرياء ... اما البقية ، فبدون ضرب من اين نحصل على المعلومة اذاً ؟ وهكذا يفكر منهم في سدة السلطة اليوم.
في تونس رأيت تغير في تصرف البوليس تجاه الناس ولكن بدون مناقشة التعذيب وصياغة بدائل لصناعة الامن ، لن يختفي التعذيب هنا ايضاً.

- حسننا انا بدأت اخاف هل ممكن ان يقلبوا علينا الطاولة في النهاية ؟ لا غير ممكن. اقصد مثلا لديكم زواج المتعة ونحن لم ولن نقبل به.

- قلت لك انني مؤمن بان النموذج التونسي قابل للنجاح اكثر من غيره . ثم اني قادم من تجربة تعاني ما تعانيه فلا املك لك دواء او علاج يا صديقتي، لو حق لي ان انصح فسأقول للشباب لا تضعوا البيض كله في سلة واحدة ، لا تعولوا كثير على الاسلام السياسي!

- الان قلي ، لماذا تتهرب من زواج المتعة هل هو حقيقة ام خيال؟

- تعرفين شخصيا لم ارى من تزوج متعة وارى اغلبية العراقيين لا يرضوه لبناتهم في الاوضاع الطبيعية ، لكنه موجود وهناك من يروج له ، هو كالزواج العرفي في مصر ، موجود و لا يمكن انكاره ، و انا فرح لان اي منهم لم ينتشر في تونس... لنقل لحد الان!

لحظة ، هل ترين هذا التجمع هناك ؟ هل هو حفل تخرج جامعي يقام في المساء ... ارى شابات وشبان يتجمعون ... هل هو حقاً مسرح وهؤلاء الشباب بانتظار الدخول لمشاهدة مسرحية! ما اجملهم ... رجاء لا تسأليني عن المسرح وعن الفنون في العراق !

تونس 25-07-2013



#اسماعيل_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقتي التونسية... تسال عن العراق!
- دَرسٌ في الكرامة
- مشكلة واستبيان!
- احفظوا الموروث العالمي لنهر دجلة في وادي الرافدين، الاهوار ف ...
- المنتدى الاجتماعي العراقي
- الحوار المتمدن مُتَسع للكتابة والنشر والنقد، قلّ نظيرها!
- حديثٌ في الثقافة والسفارة!
- ثمانية وثلاثون سؤال حول حقوق الإنسان في العراق
- ﻻ تنتخبوا أُُم سجاد !
- العراق و آلية الاستعراض الدوري الشامل
- عُذراً ، فبناء السلام في بِلادي يحتاجُ لموافقاتٍ أمنية !
- فيكَ الخصامُ وأنتَ الخصم والحكمُ
- نحو تاسيس الاتحاد العام للمدافعين عن حقوق الانسان ... (2-2 )
- نحو تاسيس الاتحاد العام للمدافعين عن حقوق الانسان ... (1-2 )
- إستطلاعٌ للرأي
- باص الأمانة ذي الطابقين
- المعتقلون لدى الجانب الأمريكي: ردتك إلي يَسمر عون
- الإستثمار في اللاعنف ....
- في اللاعنف ....
- إستَعنتُ بأحد التَقَنييّن


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل داود - صديقتي التونسية... تسال عن العراق! (2)