أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر















المزيد.....



ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3798 - 2012 / 7 / 24 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


واحدٌ وعشرون عاماً مَرّت منذ أنْ كتبتُ لكَ رسالتي الأولى، وأعدتُ نشرَها أمس بمناسبِة العيد الوطني في 23 يوليو المجيد، وقد رأيتُ أنْ أكتب لكَ رسالة جديدة أُطـْـلـِـعـُـك فيها علىَ بعضِ مُستجدات العقدين الماضيين، فهل تتحمل سماعَها؟ أشك في هذا!
المرة الأولى التي أرسلتُ لكَ فيها رسالة حقيقية مُطولة عن نقص في دواء لحساسية العيون من أجل عيون أعزّ أصدقائي، ولم أكن قد بلغت الثامنة عشرة من العمر. وتسلمتُ الردَّ، وذهبتُ مع صديقي إلى مؤسسة الأدوية في الإسكندرية فاستقبلنا مديرها استقبال الأبطال وهو يرتعش، ويؤكد لنا أننا أولاده فلماذا نرسل إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشكوه نقص الدواء؟
كنت أعلم أنكَ لا تُهمل رسالة أو طلباً أو شكوى رغم أنني لم أكن في يوم من الأيام ناصرياً، فطبيعتي تتعارض مع انتسابي إلى رجل أو زعيم أو مرشد أو أمير للمؤمنين لأن كل الكبار عندي كانوا أصغر مما تصورهم وسائل الإعلام!
لا تتعجل، يا حبيب الملايين، فستصدمك مفاجأة عن سيد القصر الذي اختاره نصفُ المصريين فأصبح نصفَ رئيس كلما أصدر أمراً اعتذر بعده بسويعات قليلةٍ لوزير دفاعِه أو المحكمة الدستورية!
منذ سبع سنوات نشرت مقالاً بعنوان ( خوفي على مصر من الإخوان المسلمين)، وصدق حدسي، وتحققت مخاوفي، واستعرضتْ القوى الدينية عضلاتها كما فعلت من قبل في فناء الأزهر الشريف، ولكن إذا تسللت إلى العقل الظاهر والباطن لأي قيادي فيها لوجدت اسمك الكريم محفوراً وعليه شعار ( الانتقام القريب)!
وظهر جيلٌ من المصريين يرىَ كثيرٌ منه أن زبيبة الصلاة أهم من محو الأمية، وأن اللحية هي الميثاق الوطني المُلزم عقداً وعهداً للمصريين، وأن الكتب الصفراءَ المُعفـَّـرة تحت الركام في سور الأزبكية ستكون بدلا من بيان 30 مارس أو من كتاب فلسفة الثورة.
الشعب في مصر على دين زعيمه، إذا أفصح عن عروبتِه، حـَـلـِـمَ الناسُ معه بأمةٍ عربية واحدة، وإذا تفرّنج اعوجّت ألسنة المصريين لتصبح الضادُ ثاءً، وتزيح (الثانك يو) روائع المتنبي من طريقــِــها!
وإذا اعتمر قــُـبـَّـعـَـة تــَـتـَـرَكَ المصريون واستقبلوا قــِـبـْـلــَـتهم في الأستانة، وإذا تأزّهر استشهدوا في حواراتِهم بالأحاديث النبوية، وإذا تشـَـيــَّـع نجفوا، وإذا توَّهـَـب نجدوا، وإذا تأمرك باشوا( نسبة إلى بوش)، وإذا تعملق تقزموا، وإذا صـَـمـَـت صرخوا، وإذا صاح فزعوا!
وأنت كنتَ مصريا، وعربياً، وأفريقيا، فانعكس كل ذلك على آمال وأحلام وطموحات المصريين، وعبــَّـرت عنها الفنون والآداب والسياسة والاجتماع والدبلوماسية.
تكالب عليك الغرب، وابتزك بعضُ الشرق، وكلما أوجعوا ظهرَك، قمتَ كأنك لم تــُـصــَـب بأي أذىً أو هزيمةٍ أو طعنك غادرٌ من حيث لا تدري.
قالوا عنك بأنك دخلت حروباً فاشلة، فأمسكوا في خناقك وحــَـكـَـموا ضمنا بالبراءة علىَ قوىَ الاستعمار والبغي.
في عام 1948 لم ندخل حرباً لأن الإحتلال البريطاني كانت له الكلمة الفصل، والملك مشغول بنسائه وخمره وقِماره، فكانت النكبة الــمـُـرّة.
في عام 1956 لم تفعل أكثر مما يفعله أي وطني عاشق لتراب مصر وبحرها ونيلها وقناتها، فكانت ( تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية)، وجاءت أساطيل بريطانيا وفرنسا وإسرائيل برا وبحرا وجواً، وخرج الإحتلال بفضل مقاومة شعبنا، وأيضا صراع القوى الأكبر من رؤوس العدوان الثلاثي.
في عام 1962 استنجد بك عبد الله السلال لتقف مع اليمن الذي ظل عقوداً طويلة يستعبده حُكم الإمامة البغيض، ونصرتَ شعبا عربيا سقط من هامش التاريخ، لكنهم لم يتركوك فكان النزيف لخمسة أعوام.
وفي عام 1967 استفزّوك من كل صوب وحدب، ولكنك لم تهاجم، ولم تأمر بالاعتداء، ومن تُجرح عنزته فيحرق لك حظيرة دجاجك فلا ذرة هنا من صور العدل، وبسطت سيادة مصر على ممراتها المائية، فضربتْ إسرائيل الطائرات المصرية الجاثمة فوق أرض الوطن، وأعتدت، وقتلت، وذبحت الأسرى المسالمين، وأمدَّتها واشنطون بترسانة أسلحة صالحة لمجابهة دول عظمى، لكن خصومك زعموا أن هزيمتك من الله لأنك حاولت تحرير اليمن، واصطدمت مع الإخوان المسلمين عامي 1954 و1965 .
ووقفت على قدميك للمرة الأخيرة لتبني جيشا مُفكـّـكا، ومنهاراً، ومهزوما، فكانت حرب الاستنزاف بعد أسابيع معدودة، واغراق المدمرة ( إيلات ) وبناء قوة بدونها ما كان لنا أن ننتصر في حرب أكتوبر بعد رحيلك بثلاثة أعوام.
ظهر الآن، ياحبيب الملايين، جيل لم يعرفك، لكنهم لقــَّــنوه أكاذيب عنك لا تستطيع حتى الدولة العبرية أن تكذب مثلها.
أنت في ذمة التاريخ، لكن خصومك يحلمون بتدمير ضريحك، وبعثرة قبرك، وتسويد صفحات حُكمك رغم أن بقاءك في السلطة لم يزد عن ثمانية عشر عاماً، فنسوا السادات، وتناسوا مبارك، وأمسكوا في رقبتك كأنك مسؤول عن كل كوارث مصر منذ بناة الأهرام وحتى لقاء الرئيس محمد مرسي بالسفيرة الأمريكية!
جمال يا حبيب الملايين،
هل تتذكر يوم تم فتح خــَـزانتك فوجدوا أقل من خمسة آلاف جنيه مصري هي كل ثروتك كحاكم أوحد لمصر؟
هل تتذكر يوم قيل لك بأن المصريين في ألمانيا الغربية يعانون من معاملة سيئة، فأعطيت أوامرك لرجال الجمارك أن يعاملوهم بالمثل.
كان الألماني الغربي يأتي إلى مطار القاهرة الدولي بأدب جم، فيقوم رجال الجمارك بتفتيشه، وبعثرة ملابسه، وجعله ينتظر وقتا طويلا. وعندما وصل الأمر للسفارة الألمانية الغربية في القاهرة، وفهمت السلطات في برلين أن عبد الناصر لا يمزح في كرامة المصريين، تغيرت المعاملة، وعادت للمصري كرامته في زياراته للدول الغربية؟
كانت القيادات العربية تتشاجر، وتتناحر، وتتشاتم، كعادة العرب، وعندما تتخاصم تأتي بهم إليك، من الجزائر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسودان فيجلسون أمامك كتلاميذ السنة الأولى الابتدائية أمام ناظر المدرسة، وبعدها يــُـقـَـبـِّـل كل زعيم رأسَ خصمه، فعبد الناصر حاضر!
منذ سنوات كنت في طريقي من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في سيارة ميكروباص كبيرة. جلست بجانب السائق، فتشاجر يمني وسعودي على شرف الجلوس بجانب المصري، الذي هو أنا، وفاز أحدهما! في الاستراحة سألتهما عن السبب، فقال اليمني بأنه مدين لكل مصري أخرج بلده من ظلمات العصور الوسطى، ولو كان الأمر بيده لصنع تمثالا لكل جندي مصري سقط شهيداً في اليمن! السعودي قال لي: لقد تربيت على حكايات والدي عن عبد الناصر رغم مشاعر عدم الودّ بين الرياض والقاهرة في ذلك الوقت.
هل تتذكر يوم غضبك عندما قيل لك بأن السفير البريطاني ينتظرك بدون موعد مسبق، فطلبت من سكرتاريتك أن ( يلطعوه) لمدة ساعة، ثم يطلبون منه العودة إلى سفارته، فرئيس مصر يحمل معه كرامة شعبه؟
لم يسعفك الحظ أن تحارب دولة أو عدواً فارساً نبيلا، فكلهم غدروا بك. في النكبة الفلسطينية والأسلحة الفاسدة كان الاستعمار البريطاني الفرنسي لأمتك العربية الغالية هو المخطط لهزيمة العرب، وغدروا بك في العدوان الثلاثي، وغدروا بك بدعمهم للقبائل لإعادة حُكم الإمامة في اليمن، وغدروا بك في نكسة 67، وغدروا بك في رفض تمويل السد العالي، وغدروا بك في رفض بيع السلاح فجاءت الصفقة التشيكوسلوفاكية.
أوجعتهم في حرب تحرير أفريقيا من الجزائر إلى الكونغو، ولم تكن في عهدك فتنة طائفية، وخرجت روائع الفن والأدب والغناء والسينما والثقافة في السنوات القليلة التي حكمت فيها أرض الكنانة.
لا يتخيل عاقل أن تكون أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وعبد الوهاب والسنباطي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وجمال حمدان في عهد مبارك، مثلا، أو برعاية سلفه.
لا أحب الخوض في المقارنة بينك وبين الرؤساء الثلاثة الذي جاءوا بعدك: فالسادات كان متعاجبا بنفسه حتى أنه جلس أسابيع طويلة لمدة ساعتين في اليوم مع نحّات تركي لعمل تمثال ينافس تمثال رمسيس الأول، والثاني كان أعتى وأغبى وألعن طغاة مصر كلهم، واكتشف المصريون بعد ثلاثين عاماً أنه كان أيضا لصاً ومهرباً أموال الغلابة لحساباته في الخارج، أما الثالث فهو نتاج صفقة إخوانية عسكرية أمريكية متشابكة ومعقدة وطلسمية.
لكنني اضطررت لكتابة رسالتي تلك إليك لأبثك أحزاني وأوجاعي وآلامي، رغم أنني لم أكن ناصريا ولن أكون، ولا أنــَـزِهـك عن أخطاء قاتلة ارتكبتها وفي مقدمتها السجون والمعتقلات التي جعلت كل إخوانجي مشروع تشويه لتاريخك ما بقي له ولأولاده من عُمر!
لن أقصّ عليك من نبأ سوريا والعراق واليمن والجزائر والسودان والأردن والقواعد الأمريكية وحرمان المصريين من الغاز لتصديره لإسرائيل.
كنت تحافظ على أرواح الأفارقة السُمر كأنهم مصريون، ولو علمت، أيها الزعيم الغائب، أن صفقة بيع السلاح للهوتو في رواندا كانت بأوامر من مبارك وبلغت خمسة مليارات دولار انتهت إلى ذبح مليون من التوتسي في أقل من مئة يوم( عام 1994)، لما صدَّقت أن قارتــَـك السمراء دفعت ثمنا غاليا في صفقة الموت حتى تزداد حسابات لص مصر عدة أصفار على اليمين.
شباب صغير سمعوا عنك، وردّدوا كالببغاء أنك سبب مصائب مصر رغم غيابك عنا لأكثر من أربعين عاما، وقــِـصـَـر فترة حُكمك التي أتاك فيها الاستعمار من كل جانب لئلا تنهض مصر، ومع وصول الإخوان المسلمين والرجعية الدينية والسلفية الحمقاء وقناة المنقبات ودعاة تفخيذ الأطفال ورضاع الكبير وعدم جلوس المرأة على الكرسي لأنه مذكر وهي مؤنثة، فلكَ، أيها الحبيب الغائب، أن تتخيل مـِـصرَك في عهود لاحقيك.
لا أحب أن أناقش أو أجادل أو أحاور عن تاريخك وعهدك وانتصاراتك وهزائمك لأن النتيجة معروفة سلفاً، إما ناصري يجعل منك ملاكا، أو خصم يرسمك في صورة شيطان وكلاهما يعمل ضدك.
لم أحدثك عن شباب الثورة الذين لم يعرفوك فقد جاء أكثرهم إلى الدنيا بعد رحيلك بعشرين عاما، وكان كثيرون منهم يرفعون صورك وشعاراتك فأجبروا برفع أحذيتهم في وجه اللص اللعين أن يتنازل، ظاهريا، عن عرش مصر، وظل رجاله في الحُكم بعد سرقة أطهر ثورات العصر .. 25 يناير 2011.
إنها قطرة من بحر كلمات أريد أن أنصف بها تاريخك ليعلم الجاهلون به أن ظروف حُكمك في محاولات حثيثة لعودة الاستعمار باعتداءات متواصلة على مصر منذ ثورة يوليو هي التي جعلتهم يظنون بك ظن السوء.
كنت في العشرين من عمري عندما تم استدعائي لمباحث أمن الدولة في الاسكندرية في فبرايرعام 1967، وظننت أن السبب كان رسالة مطولة أدبية أرسلتها إلى السفارة السعودية في القاهرة وكتبت فيها أن الخلافات بين الفيصل وعبد الناصر لن تؤثر في شعبنا العربي. وكانت فقط بعض الاستفسارات، وصافحني رئيس الجهاز الأمني الذي يخاف منه المصريون وقال لي: انتقد من تشاء في مصر فهذا بلدك، ولكني أنصحك أن تبتعد عن أي جماعة أو فرقة يمكن أن تؤذيك أو تؤذي مصر لاحقاً.
وقضيت بعد هذا اللقاء خمسة وأربعين عاماً أنتقد فيها عبد الناصر ثم السادات فمبارك فالمشير فمرسي ولم أعرف في حياتي كبيرا إلا صغيراً، ولم أضع توقيعي على أي عضوية في جماعة أو فرقة أو مذهب أو جمعية أو حزب فكل الكبار صغار كما علمتني خبرتي المتواضعة في الحياة.
أطلت عليك، لكنني أردت أن أنبهك بأن اغتيالك الرابع بدأ منذ وقت قصير. الأول كان حادث المنشية، والثاني مؤامرة هزيمة يونيو 67 فلم تنكسر، والثالث أمركة مصر مع أربعة زعماء، انفتاحي لأحد عشر عاما، ولص لثلاثين سنة، وجنرال لعام ونصف واخوانجي في شهره الثاني، أما الاغتيال الرابع فهو مسح كل آثارك من ذاكرة المصريين، فالإخوان المسلمون وسلفيوهم بدأوا يهيلون التراب على عهدك وتاريخك ونضالك وابتسامتك وحبك لشعبك ومصريتك وعروبتك وأفريقيتك واستقلالية القرار المصري.
هذه رسالة من مواطن لم تسقط دمعة واحدة من عينيه عندما رحلتَ عنــّـا وأنا في الثالثة والعشرين من العمر، لكن دموعي سقطت على وجهي بعدها بعشرين عاماً عندما كتبتُ رسالتي الأولى في مقال عام 1991.
كنت أود أن لا أفصح لك عن أكثر الأوجاع إيلاما فأنت لن تصدق ولو أتيت لك بشعبك كله شاهدا عليها. لقد رفضت الرجعية الدينية أن تقف احتراما وإجلالا وتعظيما للعــَـلــَـم المصري، ووضعت أصابعها في أذنيها لئلا تسمع النشيد الوطني فهم لا يؤمنون بــ( بلادي .. بلادي، لكِ حبي وفؤادي)، إنما يرون أن جنسية المسلم عقيدته.
أتركك الآن بين يدي ربك، يرحمك، ويسكنك فسيح جناته، ويحمي مصر من الذين جاءوا بعدك.


هذا المقال نشرته في عام 1991 في طائر الشمال ثم في كتاب ( قراءة في أوراق مهاجر )، وأعيد نشره، فأرجو لمن يقرأه أن ينظر إليه في سياقه التاريخي.
الدافع للمقال كان وجود حسني مبارك في 23 يوليو في قصر باكنجهام خلال زيارة لملكة بريطانيا، وكانت إشارة إلى أن روح عبد الناصر ليست أهم من الذين قادوا العدوان الثلاثي عام 1956.


رسالة مفتوحة إلى روح جمال عبد الناصر

للرئيس السوري حافظ الأسد ـ الذي نختلف معه أضعاف ما نتفق ـ قول مأثور أصاب فيه قلب الواقع عندما قال: كنا أيام الرئيس جمال عبد الناصر كالأطفال نتشاجر، ونتغاضب ونتقاتل، ثم نذهب إليه ليصلح بيننا، فقد كان هو الأمان دائما.

أكثر من عشرين عاما مضت منذ رحيلك وأنت الغائب الحاضر، بين الأصدقاء كما بين الأعداء، يتذكرك الأوفياء فتختفي أصواتهم لأن الذين يثرثرون في تاريخك كثر!! لقد أصبح من حق أي دعي أو عاهرة أو كاتب مرتزق أو عميل سابق أو راقصة في كباريه في شارع الهرم الادعاء بمعرفتك معرفة وثيقة، ولا مانع من نشر كتاب يدعي فيه صاحبك أنك ـ رحمك الله ـ كنت تأتمنه على أسرارك، وتسر إليه بخلجات نفسك، وتمنحه ثقتك.
تسألني عما حدث لنا بعدك وكأنك تراهم واحدا واحدا، أو قزما قزما، وهو حديث يطول بطول العشرين عاما أو يزيد التي قضيتها بعيدا عنا، في جوار ربك، تنعم برحمته ويظللك غفرانه.....ويتوب عليك.
لو عدت إلى عالمنا ، يوما واحدا أو أقل، لما عرفت أي مشهد من مشاهد الوطن الصغير مصر، أو الكبير الذي منحته جسدك وصحتك وعقلك، ثم أسلمت الروح لبارئك، وأسلمت السلطة لمن لم يكن يستحق أن يكون عمدة لقرية مجهولة في أقاصي البلاد.
في عالمنا العربي الآن أشياء تقتل المواطن هَمّا أو غما أو ضحكا، فلا تعرف إن كان الضحك جزءا من أوجاعنا أو كانت الهموم شهادات موت نكتبها لأنفسنا دون تصريح بالدفن!
دعني قبل أن أكتب لك عن فواجع أمتنا أقص عليك من نبأ الأستاذ رشاد نبيه!!
طبعا لم تسمع بهذا الاسم من قبل، وربما ذهب بك الظن إلى أنه تاجر مواشي أو حديد مسلح. الحقيقة أنه أكبر من هذا بكثير، فقد كتب الأسبوع الماضي شيكا غير قابل للصرف بمبلغ مليار ومئات الملايين من الجنيهات المصرية!!!!!! باسم رئيس لجنة التحفظ على الأموال.
لا تظن، يا من كنت حبيب الملايين، أنني أمزح، فالمبلغ صحيح والحكاية ليست من نسج خيال أحد. ولو قلت لك كيف تلاعب هذا المحامي ـ الذي ظننته في أول الأمر تاجر حديد مسلح ـ بقلوب وعقول الشعب كله والصحافة والمثقفين ورجال القانون لاكتفيت وعدت من حيث أتيت. ستقول وهل يسمح القانون بهذا الهزل، فضلا عن السرقة والنهب؟ وهنا لا أستطيع أن أدافع عن القانون ولكنني أؤكد لك، أيها الراحل العظيم، أن كل شيء ممكن في وجود أو غياب القانون.
فقد كان بإمكان شخص يدعى سامي علي أن يحول بلايين من أموال العمال المصرين في الخليج باسمه الشخصي ويربح مبالغ خيالية، فإذا سألته الحكومة " من أين لك هذا"؟ هدد بتدمير اقتصاد مصر. وتحت سمع وبصر القانون ضحكت امرأة واحدة على البلد كله ونهبت الملايين ثم خرجت من المطار معززة مكرمة. إنهم، أيها الشهيد الراحل، ينهبون مصر قطعة قطعة، من آثارها القيمة واقتصادها وزراعتها وأرضها وقيمها وتراثها وثقافتها.
تسألني وأين مجلس الشعب؟ وكأنك تريد البكاء قبل أن تستمع إلى بقية الحكاية. هل تعرف أن في مصر الحبيبة أكثر من نصف مليون مدمن مخدرات؟ وهل تعرف أن بعض أعضاء مجلس الشعب( الموقر) يتاجرون في سموم الشعب ويتعاطونها فلا تدري إن كان العضو وهو يمثل الشعب يقظا أم ( غائبا!!!)؟ وهل تعرف أن بمصر صحافة معارضة تكتب في كل شيء تقريبا، ولكن لا أحد يستجيب لها أو حتى ينصت إليها بأوامر عليا!! وهل تعرف أن المنازل أصبحت أبراجا من حق صاحبها أن يحدد بنفسه نوعية مواد البناء شريطة أن تسقط بسكانها الأبرياء، لأن مقتل مصري أو مائة أو ألف لا يهم فلدى الدولة ( منهم) الكثير؟

أعود إلى موضوع المحامي التاجر، وهو الذي يتولى عملية إعادة الاعتبار والاحترام والتقدير للريان.

الريان! ماذا تقول؟ آه، معذرة أيها الحبيب الغالي، فأنت لم تسمع عن الريان. هل تذكر الميثاق الوطني الذي قرأته علينا في أوائل الستينات وتحدثت فيه عن الرجعية الدينية؟ لقد كنت تتنبأ به وبأعوانه، ولكنهم انتظروا مدة كافية لقتلك عدة مرات قبل أن يظهروا على الملأ بكروشهم الكبيرة، ولحاهم الكثة القذرة، وعيونهم المكحلة. انتظروا حتى تصدر دار الزهراء مجموعة من الكتب تتهمك فيها بكل موبقات الإنس والجن، ثم هجموا عليك هجمة ذئب واحد حتى لا يعرف أنصارك من أين تأتي الضربات، فنشرت اعتماد خورشيد ما أطلقت عليه (حكايتي مع عبد الناصر). وقطعا لن تجد في ذاكرتك أي صورة لهذه المرأة التي تقول إنها قامت بزيارتك وحدثتك، وأجلستها على طرف فراشك، وتناولت طعامك المتواضع أمامها، فنشرت كتابا كاملا عنك بعد أقل من عشرين عاما بقليل، أملته على شخص يدعى فاروق فهمي. لن أحدثك عن أنيس منصور(وجع في قلب إسرائيل)، وقد عاد إليه وعيه الإسرائيلي فنشر عنك كتابا أسماه(عبد الناصر المفترى عليه والمفتري علينا)

ولن أحدثك عن كثيرين من أعضاء الاوركسترا النشاز التي يقودها شخص يدعى محمد جلال كشك، الذي وضع مجموعة من المؤلفات لو قرأها إبليس في جحيمه ولعنته لرقص طربا، وانتشى فرحا، وأعاد على رب العزة قوله( لأغوينهم أجمعين...)

نعود إلى الريان فأجد نفسي عاجزا عن شرح ملهاة أبكت شعبا بكامله، ومازالت فصولها تتوالى. فلن تستطيع أن تستوعب هذه الصدمات إن شرحت لك من هو الريان، وما معنى شركات توظيف الأموال!؟ ستقول وهل هناك أموال في مصر؟ وهل تعرف الحكومة أين يستثمرون أموالهم، وماذا عن العمال والفلاحين والفقراء والعلاوات وعيد العمال و...؟؟
لن أرد على كل هذه الأسئلة والاستفسارات لأن هذا يعني أنك لن تصدق أن الحديث عن مصر والوطن العربي، وستظن أنني أخطأت العنوان!! فالعمال الذين يهمك أمرهم ذهب أكثرهم إلى دول الخليج والعراق وليبيا. أما الذين ذهبوا إلى ليبيا ـ وتسمى حاليا الجماهيرية لأن الجماهير هي التي تحكم!! ـ فقد غضب عليهم قائد الثورة، ذلك الشاب البدوي العفوي الذي كان قد قام بثورته على الملك إدريس السنوسي وأقسم أن يجعل من ليبيا جنة الصحراء، وقلت يومها إنه يُذكرك بأيام شبابك.
عمالك، أيها الشهيد الغالي، تم طردهم من الجماهيرية والاستيلاء على أموالهم وتوجيه كل قاموس الشتائم إليهم.
وتم الصلح فعادوا مرة أخرى أضعافا مضاعفة، فلا يهم إن كان الهَمُّ هنا أو هناك، فالذل له طعم واحد.
أما الذين سافروا إلى الخليج وأنعشوا الحياة في مصر وساهموا في نهضة الدول العربية الشقيقة فأمرهم أعجب من العجب. ولكن قبل أن أكمل الحديث عن عمالك في الخليج أراك، أيها الشهيد الحبيب، تتساءل عن معنى الجماهيرية، وهل ليبيا أصبحت الآن غنية جدا ومتقدمة بحكم أن الجماهير هي التي تحكم وبين أيديها أموال البترول منذ عام 1969 وثورتها المباركة؟
والحقيقة أنني لا أعرف إن كانت المليارات من الدينارات تكفي لتحسين مستوى معيشة الليبيين وجعل الجماهيرية سويسرا العالم العربي أم لا. ولكن الواقع أن العالم كله استفاد من أموال بترول ليبيا بعدالة لا نظير لها، بدءا من منظمة " إيرا" الأيرلندية والهنود الحمر في أمريكا وشقيق جيمي كارتر والميليشيات والعصابات اللبنانية وحسين حبري وجون جارانج ومحمد عبد العزيز( الأخير إن لم تكن قد سمعت عنه هو رئيس قطعة من الصحراء القاحلة ليس فيها ماء أو خضرة أو وجه حسن. لكن الجزائر وإيران( ( الإسلامية!!) قررتا جعل هذه الكثبان الرملية دولة عظيمة مثل الصين ومواجهة المغرب بها وتدمير اقتصاد الرباط وهز عرش الملك الحسن الثاني). لهذا لا أعرف إن كانت ليبيا قد أصبحت غنية أم أن 300 مليار دولار في العشرين عاما المنصرمة لم تكن كافية للجماهيرية و...تشاد؟!!
أما عمالك الذين شدوا الرحال إلى دول الخليج العربية واستقروا بها، وزاد عددهم على المليونين، فقد شهدوا مع إخوة لهم من أقطار عربية أخرى سنوات خصبة ونهلوا من خيرات الأشقاء، وأطعموا أهلهم وذويهم إلى أن جاء يوم أغبر لا أعاده الله على العرب مرة أخرى اقتحم عشرات الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح، وآلاف الدبابات، ومئات الصواريخ دولة الكويت الصغيرة!
ستقول، أيها الراحل الكبير، إنه لا شك عدوان ثلاثي جديد تقوده بريطانيا!! لا، ألم أقل لك إنك لن تصدق أن هذا هو وطنك العربي. الاستعمار الجديد الذي قتل وسلب ونهب وذبح ودمر هو العراق الشقيق بأوامر من رئيسه صدام حسين! طبعا تذكره جيدا هذا الشاب البعثي الأنيق الذي لجأ إلى مصر ثلاث سنوات واشترك في عدة محاولات اغتيال في العراق، وفي عام 1968 استتب الحكم لحزب البعث وكان نائبا للرئيس أحمد حسن البكر، لكنه العقل المدبر للحزب، وللعراق كله. لقد اختلف كثيرا عن ذي قبل وأصبح الآن متمرسا في القتل والكذب، ويمارس ضد شعبه سادية لم يعرفها ستالين في دراكيولياته، فما بالك وهو يمارسها ضد الآخرين.

سترد فورا، أيها الغائب الحاضر، بأن العالم العربي كله قد وقف دون أدنى تردد أمام أطماع وهوس ودمويات صدام حسين.

آه، أيها الزعيم الحبيب، لقد اشتقنا لطيبتك وثقتك في قومك وإيمانك بهم ودفاعك عنهم.
العالم العربي اختلف فانقسم، وخرجت مظاهرات بعشرات الآلاف من المهووسين ترفع صور القاتل، وتعاهد الله على دعمه والوقوف معه، في الوقت الذي كان فيه جنوده يعبثون بكل القيم والمبادئ والأعراف والأخلاق، فذبحوا وقتلوا ونهبوا ودمروا وأحرقوا الأخضر واليابس، وأشعلوا آبار البترول وحولوا مدارس الأطفال إلى ثكنات عسكرية، وجامعة الكويت إلى معتقل، ومعهد البحوث العلمية إلى أطلال وخراب .

هل تصدق ، أيها القائد الغائب أن الجزائر العظيمة، صاحبة أنقى ثورات العصر ، تقرر إعداد مليون شخص للوقوف بجانب صدام حسين، وتخرج الجماعات الإسلامية تستعرض قوتها وعضلاتها تهدد بها النظام، وتعرض على صدام حسين الدعم الكامل؟
والكويت ليست إسرائيل، لكن العرب، يا زعيم العرب الغائب، لا يفرقون بين العدو والصديق، ولا يعرفون الطيب من القبيح، ولا الغث من السمين. أما في الأردن، فقد أعطى الملك الحسين بن طلال الضوء الأخضر لمساندة الباطل، فخرجت المظاهرات في كل مكان تعاهد القاتل على مزيد من الدعم إن أوغل في إرهابه وترويع جيرانه الآمنين.

في جنوب لبنان، وفي مخيمات المظلومين والمضطهدين، كانت صور صدام حسين تتصدر كل المظاهرات، فالعرب لم يتعلموا بعد مناصرة الحق.

عبد الناصر أيها الغائب الحبيب؛
هل تريد أن تسمع المزيد عن مأساة العرب بعدك؟ إذن سأحدثك عن الجرح الكويتي الكبير الذي لن يندمل أبدا. طبعا تذكر الكويت، خاصة وأن أميرها السابق كان آخر من عانقت من الأشقاء في مطار القاهرة بعد ظهر الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 1970، ثم عدت إلى بيتك وأسلمت الروح إلى خالق الروح.

بعدما رحلت عنا وانتهت مدة الحداد صدر كتاب لجلال الدين الحمامصي يشكك في ذمتك المالية. وبمباركة ضمنية من الرئيس أنور السادات تناول بعض الصحفيين الأمر، انتقاما منك، أو تشفيا فيك، أو تزلفا لنائبك السابق. وهنا غضب الكويتيون، وهم لا ينسون موقفك المشرف من بلدهم وأطماع عبد الكريم قاسم، فانتهزوا فرصة زيارة السادات لهم وطالبوه بإيقاف حملة التشكيك، وانبرى أحدهم في حفل عام وعرض على السادات، باسم كل الكويتيين، تسديد ما ادعى الكاذبون أنك مدين به.

تسألني، يا قائد العروبة الشهيد، عن أحوال الفلسطينيين؟ نعرف جميعا أنك كنت تحبهم، وتفضلهم على العرب أجمعين، وقد قضيت عمرك كله تدافع عنهم، وأخيرا سكت قلبك الطيب بعد أن أوقفت مذابح الحسين بن طلال ضدهم.

لقد مرت بهم بعدك أزمات عنيفة تكفي كل منها أن تبيد شعبا بكامله، لكنهم كانوا يخرجون من كل أزمة أشد صلابة وأكثر إرادة في التحدي، لأنها كانت دائما هزائم خارجية، من الأعداء، ومن الأصدقاء أو من الأشقاء، فكانت تل الزعتر، وصبرا وشاتيلا وطرابلس الشمال... أما خروج 82 فكان وصمة عار للعرب حيث دخلت إسرائيل بيروت وجعلت تقذف حممها على مدى ثلاثة أشهر متواصلة بأكثر مما قذف الحلفاء برلين حتى خرج الفلسطينيون في مشهد لم يمر بمثله العالم العربي.
وقام الفلسطينيون بانتفاضة عظيمة مباركة تملك الإيمان والحجارة، وتحدث بها طوال أربع سنوات الجيش الإسرائيلي بكل جبروته وقسوته ووحشيته.



إلى أن جاء يوم الظلم العظيم، يوم العرب الأسود، الثاني من أغسطس عام 1990 فوقف الفلسطينيون مع القاتل صدام حسين في مواجهة العالم كله، ولأول مرة يُهزم الفلسطينيون من الداخل، وهم الذين كانوا يمنحوننا الأمل دائما بأن الظلم لا يتجزأ، وأن الاحتلال في كل صوره مرفوض، سواء كان احتلالا إسرائيليا أو بريطانيا أو جنوب إفريقي أو حتى ....عربيا.



وخسر الأشقاء منذ الثاني من أغسطس المشؤوم أكثر مما خسروا منذ عام 1948، في الكويت والسعودية ودول الخليج الأخرى، وفي مصر ولبنان وسورية.



ثم جاء قطار الحل السريع للقضية الفلسطينية التي يملك الباطل فيها ـ أي إسرائيل ـ كل أوراق اللعبة تقريبا، وما زال العرب في انتظار أن تعترف بهم إسرائيل!!

جمال يا حبيب الملايين؛



تتساءل أيها الحبيب الغائب عما حل بـ" الإقليم الشمالي" من الجمهورية العربية المتحدة؟ ونحن لا نملك أدلة، غير أن في النفس لوعتين، الأولى عندما تقفز صورة مدينة حماة إلى الذاكرة، وهذه لن نقص عليك من نبأها، فقد قتلتك في المرة الأولى مذابح سبتمبر الأسود، أما حماة فلم تكن أقل سوادا. اللوعة الثانية هي في إقامة دولة من أجهزة المخابرات، ولو قرأت تقارير منظمة العفو الدولية عن إقليمك الشمالي لذرفت دمعات على الوطن كله.

عبد الناصر أيها الهرم الكبير؛

هل أحدثك عن السودان؟ الحديث عن السودان لا يحتاج إلى أكثر من وصف البؤس بكل درجاته؛ ففيه الفقر، والمجاعة، وحكم عسكري كأنه أخطأ الطريق إلى أمريكا اللاتينية ووصل الخرطوم، وقيمة للمواطن تعادل الصفر أو أقل.

هل تصدق، أيها الهرم الغائب، أن ستمائة ألف سوداني اختفوا بين إثيوبيا والسودان ولا يعرف أحد عنهم شيئا؟ وهل تصدق أن إعدام مواطن في عهد البشير أكثر سهولة من إلقاء تحية الصباح؟ وهل تصدق أن السودان الحبيب، جنوب مصر العظيمة، وقف مع صدام حسين في عدوانه؟

لو حدثتك عن الوطن العربي الكبير بتفاصيل مآسيه ودراماته وفواجعه منذ رحيلك لما صدقتني، فاكتفيت ببقع سوداء لعلها تحكي لك عن أسباب شوقنا إليك، وإلى صوتك وإيمانك وقوتك وإرادتك وإخلاصك.. أكاد أسمعك تسأل عن عيد الثورة، عيدنا القومي!
وهل الرئيس حسني مبارك قام بتوزيع العلاوات على العمال والأراضي على الفلاحين؟ معذرة، فقد بحثنا عن الرئيس في مصر ولم نجده وعلمنا أنه في قصر باكنجهام!!!

أوسلو في 23 يوليو 2012 وأصلها في سبتمبر عام 1991




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الختم على القفا!
- الجزيرة مباشر .. علامات استفهام!
- أخاف على سوريا من النصر والهزيمة معاً!
- تغطية وجه المرأة حرام.. حرام.. حرام!
- كلهم يرقصون، فمن سينصت؟
- بول بوت السوري!
- بعض صور الظلم بعد ثورة 25 يناير
- لسان هذا الرجل أعجمي وليس عربياً!
- معذرة، ففي صدري بركان!
- الجزء الثاني من مقال طاووس وكابوس وجاموس و ...
- طاووس وكابوس وجاموس و .. أحد عشر متواطئاً!
- حوار بين المشير و .. السفيرة الأمريكية!
- لذة الذل واستعذاب المهانة في التصويت!
- صناعة الصنم
- حوار بين المشير و .. المخلوع!
- حزب( الدستور) بين الإنقاذ و .. الوهمّ!
- عادل إمام وقضاء مصر النزيه!
- تطور صناعة الإرهابي
- لكن الفلول يضحكون بعد المليونية!
- اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - ورسالة جديدة إلى روح عبد الناصر