أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - مرسى يأخذك إلى الجنة














المزيد.....

مرسى يأخذك إلى الجنة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحرص كل رئيس فى بداية حكمه على رسم صورة محددة لدى شعبه، ويعمل بكافة الطرق والوسائل على تثبيت هذه الصورة الذهنية وتدعيمها، وبالطبع هذه الصورة الذهنية تبعث برسائل سياسية إلى الداخل والخارج عن شكل الحكم ومحددات المرحلة. حرص الرئيس الراحل السادات على تصوير نفسه على أنه عكس الرئيس عبد الناصر الاشتراكى العلمانى، ولهذا اطلق على نفسه لقب " الرئيس المؤمن" وعلى عهده " دولة العلم والايمان"، وغير ميعاد خطابه الرئيسى من 23 يوليو إلى المولد النبوى، وكما يقول الصحفى الباكستانى دليب هيرو فى كتابه " الأصولية الإسلامية فى العصر الحديث" فأن السادات كان ضمن أربعة اعضاء فى مجلس قيادة ثورة يوليو ينتمون للأخوان المسلمين، وأصدر تعليماته للتليفزيون والراديو باذاعة أذان الصلوات الخمس يوميا،وأعاد الاخوان المسلمين للنشاط العام بوساطة سعودية، ثم اصدر تعليماته للواء عبد المنعم أمين لكى يؤسس حوالى الف جمعية إسلامية بالجامعات والمصانع بهدف محاربة الشيوعية، واطلق أسم " بدر" على معركة 6 اكتوبر 1973، وحاول تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية، وطبعا غير أسمه الذى كان معروفا به طوال عهد عبد الناصر وهو انور السادات إلى محمد انوار السادات، وفى 5 سبتمر 1981 أعلن فى خطاب عام بأنه رئيس مسلم لدولة مسلمة. هذا ما فعله السادات خلال عشر سنوات لأسلمة الدولة المصرية، فماذا فعل الرئيس محمد مرسى خلال عدة أيام أو عدة أسابيع على أكثر تقدير؟، وما هى الصورة الذهنية التى يريد الرئيس مرسى إيصالها إلى الناس؟.
طبعا الرئيس مرسى قادم من جماعة دينية ايدولوجية معروف تاريخها وتوجهاتها، ولا يحتاج ليغير جلده ويقول أنه رئيس إسلامى كما فعل السادات، فماذا يريد الرئيس الجديد أن يقول؟.
فى تقديرى أن الرئيس مرسى يريد توصيل رسالة أعمق مما فعله السادات، يريد أن يقول أنه الرئيس الذى ارسلته العناية الالهية لبعث الإسلام من جديد فى مصر وتكملة أسلمة الدولة من جميع جوانبها وإعادة الخلافة الإسلامية،أو عودة اليقظة الإسلامية كما قال عنه على خامنئى. الرئيس مرسى يريد أن يرسل عن نفسه صورة ذهنية أنه الرئيس التقى الورع الذى سيعيد أيام الخليفة عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز، ولهذا لم يكن مستغربا أن يعيد ديوان المظالم من العصر الأموى بديلا عن مكتب المقترحات والشكاوى،وأن يفسر زيارته الأولى خارج مصر إلى السعودية لأنها مهبط الوحى، ويذهب فى أول زيارة خارجية له لاداء العمرة ويبكى ويتهدج فى الحرم المكى،ليس هذا فحسب بل أنه يأمر المرافقين له بأداء العمرة، وفى أول خطبة له فى ميدان التحرير يتجه قلبه الرهيف مباشرة إلى أمريكا حيث يوجد عمر عبد الرحمن ويعد الجماهير الحاشدة بالسعى لإطلاق سراحه، ويبدأ خطابه بمناسبة رمضان بجملة أصولية وهى احييكم بتحية الإسلام ،وعندما يزوره الدكتور عصام العريان ينقل للمشاهدين بأنه كان يؤم الحراس والعاملين بالقصر الجمهورى أثناء صلاة المغرب،أى أن الرئيس الورع أمير المؤمنين يترك كل مشاغله من آجل جمع كل العاملين فى القصر الجمهورى لكى يصلوا صلاة الجماعة معا، وطبعا يقدم نفسه كما فعل الخلفاء بأنه عبد الله وخادم للشعب وأجير عند المواطنين،أما زوجته فلا تعدو سوى كونها خادمة أيضا للشعب ولهذا فأن لقبها الرسمى كما طلبت من الناس هو الأخت أم احمد.
ولم ينس بالطبع تأدية صلاة التراويح فى الليلة الأولة من رمضان، بل زاد على ذلك بأنه القى خطبة دينية عصماء متسائلا: أين البواكير من أمة محمد، خاتما بدعاء للمؤمنين قائلا: نسأل الله الخير والثبات،وأن يتقبل الله الصيام والقيام والقرآن.
وعندما تحدث عن مشروع النهضة( أو مشروع الفنكوش الجديد) أثناء حملته الأنتخابية شبه هذا المشروع بالطائر على حد قوله، له رأس وله اجنحة وله جسد ويغطيه ريش وله مؤخرة كالزعانف. المهم عندما تحدث عن الأجنحة التى ستطير بهذا المشروع إلى كل العالم عرفها بأنها الحركة الإسلامية التى تنبع من مصر،أى الحركة الإسلامية التى ستطير بالفكر المصرى الإسلامى إلى كل العالم، وهى بالتفصيل كما قال الاخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية والجمعية الشرعية وأنصار السنة وجماعة التبليغ والدعوة والأزهر الشريف وكل المحبين،ويأمل سيادته أن يكون الأقباط جزء من هذه الأجنحة التى تطير بالمشروع الإسلامى إلى المنطقة والعالم!!!.
بأختصار نحن أمام مشروع أمير المؤمنين الملا محمد مرسى الذى يتهدج ويبكى خشوعا وعرفانا وشكرا لله، والذى يسعى لخلافة عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيزحتى يقال عنه إذا فقدت دابة فى دشنا سئل عنها مرسى. نحن هنا أمام رئيس كل عمله حتى الآن هو التخطيط لإدخال المواطنين الجنة،أما التعليم والصحة ومستوى المعيشة والسكن والملبس والأكل والخدمات العامة والزبالة التى تملأ الشوارع، فهذه أمور ثانوية أمام عظمة المهمة التى يعمل من آجلها فخامة الرئيس.
وعلى الشعب أن ينسى خطة المائة يوم أو حتى الالف يوم،فهذه أمور تدل على طمع الدنيا ونكران الأخرة، فماذا يهم أذا تخلفنا فى الدنيا وربحنا الأخرة؟،وماذا يهمنا إذا امتلأت الشوارع والعقول بالزبالة طالما أن القلوب عامرة بالايمان ؟.
الحقيقة أيضا أن هذه الصورة الذهنية تتماهى مع تاريخ الاخوان المسلمين، فلم يقولوا ابدا أنهم مهتمين بالمسائل الخاصة بتقدم الدولة وتحديثها واحتياجات المواطن الطبيعية للرقى والتقدم،وأنما قالوا أنهم جماعة دعوية تهدف لهداية المسلمين لإدخالهم الجنة وتهدف لعودة الخلافة الإسلامية الراشدة من آجل نقل مشروع الجنة إلى كافة الدول الإسلامية.
نحن أمام صورة ذهنية تقول أن المشروع القادم هو مشروع للأخرة وليس للدنيا، وبالطبع لا وجود للأقباط فى هذا المشروع لأنهم ليس لديهم جنة وبالتالى لن يوردوا على جنة.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جماعة الاخوان المسيحيين
- اختزال حل المشاكل فى نائب الرئيس
- رئيس مدنى أم رئيس إسلامى
- لماذا فاز مرسى؟
- ملاحظات على الأنتخابات الرئاسية
- الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر
- حول الوضع الراهن فى مصر
- صحة الرؤساء فى النظام الديموقراطى
- ألاعيب الأخوان المسلمين
- بأى صفة يحاكمون الأقباط؟
- الكنيسة القبطية وأنتخابات الرئاسة
- من غزوة الصناديق إلى غزوة الرئاسة
- دلالات الحكم على عادل إمام
- لماذا ينغمس المصريون فى نظرية المؤامرة؟
- دراسة إستطلاعية عن أقباط المهجر
- المؤشر العربى خطوة نحو الأمام.... ولكن
- الحرب الباردة العربية الجديدة
- الأخوان: من الإستضعاف إلى المغالبة
- البابا شنودة معلم الشعب
- شرعية الأنتخابات بعد الثورة


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - مرسى يأخذك إلى الجنة