أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - لنسحب الثقة من وكلاء الله على الأرض














المزيد.....

لنسحب الثقة من وكلاء الله على الأرض


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 11:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وأنا أشاهد مايصلني عبر البريد الألكتروني او الفيس بوك ، أتفاجأ أحياناً بتعابير وصور من بضع كلمات تحرك المشاعر وتنشط الذاكرة وتجعل الفكر يسبح ببرك التقاليد ووحل الممارسات والاستشهادات الدينية غير المنطقية . منها صورة شخصين مع تعليق من أحدهم يقول" إذا كان منهجي يغضب الله دعه هو ينبهني وليس أنت " .

التخلف كالعظمة المعترضة القصبة الهوائية ، والكاتب أو المفكر إما أن يلفظها مع ما تتسببه من جروح وتقرحات في الحلق ، أو أن يبتلعها لتكون عارضاً مسبباً الآلام المبرحة لكل أعضاء الجسم ، هناك كما يظهر عبر الرسائل من يصدق نفسه بأنه مخول إلهياً لمحاسبة البشر . أعطيت هذا التشبيه كي أقرب فكرة التخلف السائد لدى من يصدق نفسه بأنه مخوّل إلهياً لمحاسبة البشر أو أن يسمح لنفسه بنقد الآخرين في مسلكهم بحجج دينية ، من حرام وحلال وتهديد ووعيد وعذاب شديد أشبه بكلمات نابية يتلقاها البشر منذ نعومة أظفارهم وعشعشت في ( مخوخهم ) فأما أن يتذمروا على هذا الواقع او يعيد التاريخ نفسه ويلعبوا نفس الدور ويورثوا تلك المخاوف لجيل آخر يحمل راية الرجعية كتقليد أو موروث عليهم المحفاظة عليه وهكذا دواليك .
من يرفض له خياران أيضاً ، إما أن يكفر بإله قاس ليتحرر من مخاوفه ـ أو يحكّم عقله في أسلوب إيمانه ويغربل تعاليم دينه أو ينتقي منها ما هو مريح للفكر والتعامل مع الآخرين أو يبحث عن تفسير ، له بُعد آخر يخرجه من أزمة الرعب بسبب إيمانه .
وإن كان لكل منّا حق اختيار ما يناسبه من إيمان بدين أو فكر اقتنع به ، إلا أنه لا يحق لأي كان فرض قناعاته على الآخرين بالترهيب ، خصوصاً عندما يحاول توبيخ شخص على فعل خارج عن التعاليم الإلهية ، وإن لم ينفّذ التهديد بنفسه ، فسيصوّر له بأن الله سوف يعذبه بدءاً من الضرب وصولاً إلى الخازوق الحراري ، ولن يموت بعدها بل سيتعذب فقط !
ولا أعرف منْ سينفذ هذه الأحكام الجهنمية ؟ هل هو الإله نفسه أم الملائكة التي نصفها بأجمل الأوصاف ، ذات الأردية البيضاء التي لا تتسخ حتى لو لعبوا كرة القدم الأميركية في جو ممطر على ساحل بحر !!
هذا التدخّل في حياة الأخرين هي ميزة شرق أوسطية بامتياز ، إذ لا نرى ذلك في الدول المتحضرة ، كون شعوبها استوعبت معنى الحرية منذ وقت طويل ، وهذا الفهم هو سبب تطورها . ويخطئ من يقول بأنهم أذكى منّا ، بل هم مميزون عنا بامتلاكهم حرية التفكير ، لأن الإبداع من شيم الأحرار ويفتقده من يترعرع وتطرب مسامعه على أنغام السياط .
فمن يعتبر نفسه مخولاً من قبل الله بمحاسبة الآخرين أو توجيههم إيمانياً فهذا شخص تملؤه العقد النفسية ويحاول أن يهرب منها بفرض آرائه التي يعتبرها مستمدة من وحي السماء ، ناسياً بأنه مهما صعد أو نزل فهو بشر محدود التفكير ، وياليته يستغل تلك الحدود ليصل إلى أبعد نقطة فيها ، إنما نراه يقلّص المحدود خوفاً على نفسه من الحرية .
وإن كان للكثير منّا الفرصة لفهم الحرية ، فإن ما يجري في شرقنا العزيز من تغييرات تجعلنا نتنبأ وخلال السنوات القليلة القادمة بأن من يتجرأ وينطق كلمة " حرية " سيتدبّغ جلده من ضرب السياط وعسى أن أكون على خطأ .





#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة زي زيك في الأردن ... جمل قصيرة لمعانٍ عميقة
- رسالة منّي إلى الأحزاب المسيحية في العراق مثل رسالة رزكار عق ...
- من هو العنصري ... الشرقي أم الغربي ؟
- للبغل أبناء !!
- خبرتي مع النفاق ، هل أنهت المشكلة ؟
- حزب علماني ديمقراطي في العراق – مشروع يقلقني
- جولة حول مانشر بخصوص ماتعرض له أخيراً المسيحيين في شمال العر ...
- مثقفون في خدمة التخلف
- فضفضة مغترب - الشرق للغربي وطن والشرقي في الغرب يعاني الغربت ...
- ارفضْ يالنجيفي ولاتأبه بمن يعارضك
- العلم العراقي والحل المؤقت الطويل الأمد ... وامتداد حكم البع ...
- إلعب وأطرد الكبر عنك
- ثورة على التديّن
- تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !
- والتقيت بعبوسي في مشيغان
- الدكتور سعد الدليمي وكرم الخزرجي وجهان لعملة واحدة
- صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - لنسحب الثقة من وكلاء الله على الأرض