أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - نهاية الصهيونية















المزيد.....



نهاية الصهيونية


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1109 - 2005 / 2 / 14 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أوج المعركة التي خاضها ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا من أجل إحالة مرتكبيها، وعلى رأسهم إرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل، إلى المحكمة في بلجيكا، ـ بناء على القانون البلجيكي الذي يتيح محاكمة مجرمي الحرب الدوليين على الأراضي البلجيكية ـ لينالوا جزاءهم على الجريمة التي اقترفوها والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين العزل والشيوخ والنساء والأطفال، في مخيم اللاجئين الفلسطينيين صابرا وشاتيلا في بيروت إبان الاجتياح العدواني الإسرائيلي للبنان في صيف عام 1982، وفي سجال عبر أثير هيئة الإذاعة البريطانية، بين محامي الضحايا، وأحد المعلقين الإسرائيليين، حول السعي لمحاكمة شارون، أفاد الإسرائيلي محاوره والمستمعين بهدوء وثقة وبأعصاب باردة، بأنّ تلك المساعي ستبوء بالفشل، وأنّ الحكومة البلجيكية لن تقدر على السماح بمحاكمة شارون في بلجيكا، لسبب بسيط،، وهو أن بيوتات المال (خاصة اليهودية منها) ستغادر ذلك البلد، مما سيؤثر على الاستثمارات فيه، وينعكس على مستوى حياة أبنائه الذين سيطيحون بالحكومة، إن لم تكن قد سقطت قبل ذلك... ونعلم جميعاً الحواجز والعراقيل الكبيرة التي عرقلت تلك المساعي الإنسانية، والطريق المسدود الذي وصلت إليه..
من المعروف أنّ أحد أهم مصادر قوة الحركة الصهيونية هو رأس المال اليهودي، وتحالفه مع الاحتكارات الرأسمالية العالمية، بما في ذلك رساميل عربية وإسلامية.. وأكبر مثال على ذلك المعركة العاتية التي شنتها هذه الرساميل موحدة ضد الاشتراكية في العالم، بدءاً من عمليات تمويل الحملات الانتخابية للأحزاب المناوئة للأحزاب الشيوعية في إيطاليا وفرنسا، وباقي الدول الأوربية، وصولاً إلى تفكيك المنظومة الاشتراكية، وانهيار الاتحاد السوفيتي، ذلك الانهيار الذي يجب عدم تجاهل الأسباب البنيوية الداخلية التي أدت إلى حصوله، وفي الوقت نفسه، يجب عدم إغفال العوامل الخارجية، وفي مقدمتها تحالف الاحتكارات الرأسمالية العالمية ورساميل عربية وإسلامية مع الرساميل اليهودية والحركة الصهيونية ضده.. فما هو مآل هذه الحركة التي نشأت في رحم التطورات الرأسمالية الأولى؟!
الستار الديني:
لقد عمل منظرو الفكر الصهيوني على ربط مشروعهم بنصوص من العهد القديم، فاستخدموا "أسطورة أرض الميعاد، أو أرض (إسرائيل)، لتأجيج الحماسة الدينية لدى اليهود للهجرة إلى فلسطين انطلاقا من المزاعم التوراتية التي ترى أن أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم، وأن هذه الأرض لا وجود لها خارج التاريخ اليهودي، ولعل هذا هو الأساس الذي خرجت منه عبارة "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض". ويزعم اليهود أن الرب وعدهم بأرض فلسطين وأعطاهم إياها ردحاً من الزمن، ثم وعدهم حين طردوا منها بإرجاعهم إليها، في الوقت المناسب، ولا ترسم التوراة نفسها حدوداً ثابتة لهذه الأرض، ففي حين ترد حدودها في الآية 18 من الإصحاح 15 من سفر التكوين "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات"، تختلف حدودها في الآية 8 من الإصحاح 17 من سفر التكوين "أعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكاً أبديا". ولم تقدم الحركة الصهيونية هي الأخرى حدوداً ثابتة، فقد اكتفى إعلان قيام (دولة إسرائيل) في 14/5/1948 بالإشارة إلى أرض (إسرائيل)، مهد الشعب اليهودي، دون أن يرسم لهذه الأرض حدوداً".(1)
وفي مجال ربط المشروع الصهيوني فكرياً وثقافياً بالعهد القديم، من المفيد والضروري التذكير بحقيقة أن عملية تدوين العهد القديم المكون من ثلاثة أقسام هي: التوراة، وأسفار الأنبياء, والكتابات، استمرت عدة قرون، إذ يؤكد المؤرخون أنّ تدوين العهد القديم بدأ في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، في حين ظهرت أول نسخة منه في القرن الثالث قبل الميلاد.. ويكفي هذا الزمن الطويل لإيراد ما يكفي من القصص لتعزيز هذا الزعم أو ذاك.. ويعرف منظرو الصهيونية هذه الحقيقية قبل غيرهم.. وتبقى النصوص الدينية ستاراً أيديولوجياً لهذه الحركة، التي تعود نشأتها لأسباب اجتماعية اقتصادية تاريخية بحتة، وستنتهي لأسباب اجتماعية اقتصادية تاريخية أبضاً.. وللإنصاف نقول إنّ الفاتيكان اعترض على المزاعم الصهيونية، حيث "أعلن البابا الكاثوليكي بيوس العاشر في 26/1/1904، بعد لقائه بالصهيوني اليهودي هرتزل، معارضته للحركة الصهيونية وللهجرة اليهودية إلى فلسطين.. التي لم يتجاوز عدد اليهود فيها، في العام 1837 8000 نسمة، وحتى العام 1903 وصل عدد يهود من الوافدين مع أهل البلد 25000 نسمة".(2)
ومن المعروف أنّ العديد من المؤرخين والباحثين تحدثوا عن الجوانب العنصرية في الصهيونية، مستندين على الأدلة التي بنيت عليها أسس المزاعم الدينية التوراتية والتلمودية، والسلوك المرتبط بتحقيق تلك المزاعم.. كما أنّ هيئة الأمم المتحدة كانت قد اتخذت قراراً بهذا الخصوص..
الوقائع التاريخية:
يؤكد المؤرخون أنّ مسيرة الحركة الصهيونية بدأت في أوروبا ليس من قبل اليهود، بل من قبل بعض البريطانيين مع ظهور البروتستانتية في بريطانيا، والتي اعتنقها الملك هنري الثامن في أواخر القرن السادس عشر، وقدمت البروتستانتية تفسيراً لبعض نصوص العهد القديم، يقوم على التزام بعض النبوءات المزعومة فيه بما يسمى بأرض الميعاد، أو حق اليهود في فلسطين... جاء ذلك مع ازدياد التنبؤات في بريطانيا وبين البروتستانت عموماً بالعودة الثانية للمسيح، وربط ذلك باستيلاء اليهود على فلسطين، وتجميعهم فيها، وفق الوعد المزعوم.. وفي هذا السياق يمكن إدراج المشروع الذي وضعه "هنري فانش مستشار ملك بريطانيا عام 1621 على شكل بحثٍ عنوانه: الاستعادة العظمى العالمية، والمقصود بها استعادة اليهود لفلسطين وفق الحق المزعوم".(3)
ويرى البعض أن "النشاط البريطاني المناصر للصهيونية قد بدأ فعلياً سنة 1839، عندما عيّن وزير خارجية بريطانيا بالمرستون نائباً لقنصل القدس، هو وليم يونج الذي كان أشد المتحمسين للمشروع الصهيوني.
وفي عام 1845 اقترح إدوار بتروفورد، من مكتب المستعمرات في لندن إقامة دولة يهودية في فلسطين تحت الحماية البريطانية.. وبدأت الأمور تأخذ طريقها إلى حيّز التنفيذ، وقد تأسس بفعل ذلك "صندوق استكشاف فلسطين" عام 1865 وكان برئاسة رئيس أساقفة كانتربري، ورعاية الملكة فكتوريا. وقد توصل هذا المسار السياسي البريطاني المتهوّد إلى نقطة حاسمة في المشروع الصهيوني في 2/11/1917 مع وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا يومذاك، الذي قطعه لقادة الصهيونية اليهودية بالعمل من أجل اغتصابهم لفلسطين، وبذلك تكون بريطانيا التي تسيطر عليها الصهيونية غير اليهودية قد تبنّت المشروع الصهيوني في الاحتلال، والتوسع".(4)
وفي هذا السياق من المفيد التذكير بتلك الفئة البروتستانتية البريطانية المتطرفة التي أطلق عيها اسم: البيورتان (puritan)، أي: التطهريون والتي كان أعضاؤها من أوائل المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبروا غزوهم لهذه الأرض التي أطلقوا عليها "نيو إنجلند" من المهام التي خصهم بها الله، وقد امتاز هؤلاء بروحهم الدينية المتغطرسة والمتعجرفة، فقاموا مع بقية المهاجرين بالقضاء على الملايين من الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين واسترقاق ملايين الأفارقة، وقد بنوا قناعاتهم الفكرية، التي أيدت سلوكهم، على العهد القديم.. وكانت "الثقافة العبرية الأساس في الأرض الجديدة، حيث اعتمدوا الأسماء العبرية لأبنائهم، وكذلك لقراهم، وكان أول كتاب طُبع في الولايات المتحدة بعنوان: (psalm pay) وهو ترجمة لسفر المزامير من العهد القديم اليهودي، والأمر نفسه برز في تأسيس الجامعات، فأول جامعة أنشئت كانت جامعة هارفرد في عام 1636، وكان الطالب لا يُقبل فيها إلا إذا أتقن العبرية، وفي العام 1642 نوقشت فيها أول أطروحة وعنوانها: العبرية هي اللسان الأم... وقامت الصهيونية غير اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية "بخطوات عملية في إطار الغزو الاستيطاني، ففي سنة 1866 قاد القس آدم أكثر من 150 رجل دين بروتستانتي من ولاية ماين ( maine) للاستيطان في فلسطين، وبعدها بسنة قام سبعون أمريكياً بإقامة مستوطنة أخرى، ولم يكن الرؤساء الأمريكان إلاّ ضمن هذه الخطة، فقد كتب الرئيس الأمريكي جون آدامز رسالة إلى الصحفي اليهودي مانويل نوح في العام 1818 جاء فيها: "أتمنى أن أرى ثانية أمة يهودية مستقلة في يهودا".(5)
ومن النماذج عن الصهيونية غير اليهودية في أمريكا القس وليام بلاكستون (1841 – 1935) الذي ألف كتاباً عنوانه: "عيسى قادم" في العام 1878، وهو يدور حول النبوءة التوراتية المزعومة، وقد أسس بلاكستون عام 1887 منظمة سماها: "البعثة العبرية نيابة عن إسرائيل" واسمها حالياً: "الزمالة اليسوعية الأمريكية" وهي من أبرز جماعات الضغط (Lobby) لمصلحة الصهيونية".(6)
هكذا نرى أنّ الصهيونية نشأت أولاً خارج نطاق اليهود، أمّا الحركة الصهيونية اليهودية فقد نشأت في المؤتمر اليهودي الذي عقد في مدينة بال السويسرية خلال شهر آب/ أغسطس من العام 1897، بدعوة من تيودور هرتزل. وإذا تمعنا في المرحلة التاريخية التي نشأت فيها هذه الحركة، نجدها مرتبطة مع نشوء وتطور الرأسمالية في أوربا.. وتعززت مع حتمية ظهور التطلعات الرأسمالية للغزو الاستعماري... وتلتقي الصهيونيتان اليهودية وغير اليهودية على فكرة المجيء الثاني للمسيح، وأن ذلك سيكون بعد جملة خطوات مزعومة منها: تجميع اليهود في فلسطين المحتلة، على أنها أرض الميعاد، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وقوع معركة هرمجدّون، ("هار" كلمة عبرية معناها: ربوة أو تلّ. أما "مجدّو" فهو موقع كنعاني ومعنى الكلمة: مخيم أو معسكر الجنود وهو مكان تل المتسلم في فضاء حيفا. ويقع حالياً على بعد 20 ميلاً إلى الجنوب الشرقي من حيفا، و15 ميلاً عن شاطىء البحر المتوسط). ورد في سفر القضاة في الإصحاح الخامس: "أتى الملوك وقاتلوا، قاتلوا ملوك كنعان، في تعناك عند مياه مجدّو".
والصهاينة يبشرون منذ مدة بقرب نهاية العالم مع معركة هرمجدون، فشهود يهوه زعموا أن التاريخ هو في العام 1914 وبعدها بدأوا يسوّفون في الموعد، والصهاينة غير اليهود في أمريكا منهم بيلي غراهام الذي حذر عام 1970 من قرب نهاية العالم مع معركة هرمجدّون، وبعده جيري فالويل في 2/12/1984 الذي ابتدأ قداساً بالقول: إن نهاية العالم قد حانت، وحان وقت معركة هرمجدّون.(7)
دور الصهيونية غير اليهودية في العصر الحديث
في أيامنا هذه تبرز الصهيونية غير اليهودية بشكل قوي في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في إدارتها، ويقدر أتباعها بما يزيد عن خمسين مليوناً من بين البروتستانت في الولايات المتحدة الأمريكية، وهؤلاء جميعاً يؤمنون بالنبوءات المزعومة وبالحقوق التاريخية المزعومة لليهود في فلسطين.. فعلى سبيل المثال يقول القساوسة المتصهينين: "لقد بارك الله أمريكا لأنها تعاوننا مع الله في حماية إسرائيل التي هي عزيزة عليه".
ولقد تطور نشاط التيار الصهيوني الأمريكي، في الربع قرن الأخير، منذ عهد الرئيس رونالد ريغان في عام 1980 من خلال إقبال أولياء الأمور على إدخال أولادهم إلى المدارس التابعة لمؤسسات دينية, وكذلك من خلال بروز القساوسة المتصهينين في وسائل الإعلام, كالقس بات روبرتسون الذي يملك عدة مؤسسات إعلامية تلفزيونية وإذاعية ويسخرها جميعاً من أجل الدعاية الصهيونية، وهو من أبرز جماعات الضغط لصالح إسرائيل. والقس جيري فالويل وله برنامج تلفزيوني أسبوعي، وأحياناً يكون على الشاشة مع بات روبرتسون وكلاهما يبشر بمعركة هرمجدون، واقتراب نهاية العالم، ويتهجم على العرب والمسلمين... ومن الأسماء المعروفة بصهيونيتها فرانكلين غراهام، وقبله والده بيلي غراهام، وكان الأب قسيساً للرؤساء الأمريكان، منذ ريتشارد نيكسون في الستينيات حتى بيل كلينتون، وفرانكلين الابن يتابع مهمة أبيه مع الرئيس الحالي جورج بوش.
وللتيار الصهيوني الأمريكي نفوذ كبير وتأثير على الصهيونية العالمية، وعلى الحكومات الإسرائيلية، وكان له الدور الكبير في تعطيل العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أواخر تسعينات القرن الماضي.. يخطأ كثيراً من يعتقد بأنّ الحكومة الإسرائيلية تتخذ قرارتها بشكل مستقل، وبمعزل عن المركز الصهيوني العالمي، الذي يعتمد بشكل فعال على المتصهينين الأمريكيين.. ويخطأ من يعتقد أنّ شارون ذهب بمحض إرادته ليدنس ساحات المسجد الأقصى، ويستفز مشاعر الشعب العربي الفلسطيني، ويؤجج الانتفاضة الثانية، ليعطل العملية السلمية.. ويزهق بفعلته أرواح آلاف الضحايا.. إن كل خطوة يخطوها الحكام والمسؤولون الإسرائيليون تعتمد بالتنسيق مع المركز الصهيوني العالمي..
من المفيد دراسة ظاهرة نمو التيار الصهيوني، وتطوره قي الولايات المتحدة الأمريكية، باستفادته من الخلفية الثقافية ذات البعد الديني الصهيوني الطابع المتأصل منذ اجتياح الأرض الأمريكية، من قبل الأصوليين المتعصبين، في أواخر القرن السادس عشر الميلادي، كما ذكرنا...ومن الضروري الانتباه إلى أنّ الإدارة الأمريكية المتأثرة بالفكر الأصولي الصهيوني، تجمع تجار النفط وتجار السلاح، وأصحاب كبار رؤوس الأموال، والبورصات والبعض يضيف إليهم تجار المخدرات،.. فكيف حصل هذا التحالف بين هذه الاحتكارات الرأسمالية والفكر الصهيوني، وإلى متى يمكن أن يستمر هذا التحالف، وما هو موقعه في الاقتصاد والرأسمال العالمي.. وإلى متى يمكن أن يستمر ويهيمن ذلك الفكر الذي زرعه المتعصبون الأصوليون، البيورتان (puritan)، منذ ما يقارب الخمسة قرون.. تساعدنا في الإجابة على هذا التساؤل الحقائق الواقعية التي لا تعترف بالثبات، ولا الجمود، وبحتمية التغيير الذي هو جوهر الحياة، وحقيقة أنّ فئات وشرائح واسعة في المجتمع الأمريكي تعارض المشروع الصهيوني، وتجد فيه خطراً حقيقياً على أمريكا والعالم..
تحديات الواقع والمستقبل ـ نهاية الصهيونية:
لاقى المشروع الصهيوني مقاومة باسلة من قبل أبناء الشعب العربي الفلسطيني، مدعوماً من الشعوب العربية وقوى الحرية والسلام في العالم.. وعلى الرغم من استفادة أصحاب المشروع الصهيوني من عناصر التخلف الكبيرة في المجتمعات العربية، فضلاً عن دعم الرأسمال الغربي، ممثلاً بالحكومات الاستعمارية، له، فإنّه لا يستطيع إلغاء عوامل تطور البشرية العامة، ولا يستطيع أن يكون أقوى من الحياة..
وإذا قارنا أسلوب اغتصاب المهاجرين البريطانيين للأراضي الأمريكية، وابادتهم لأصحابها الحقيقيين، من الهنود الحمر، وأسلوب الصهاينة في اغتصاب فلسطين، فإننا نجد بعض الشبه، وفروقاً كثيرة، منها اختلاف الزمان والمكان، مما أكسب الشعب العربي الفلسطيني ميزات تختلف عن حالة الهنود الحمر، على الرغم من المحاولات الحثيثة من الخارج والداخل لإضعاف هذا الشعب، وتمزيه بمزايا الشعوب التي تمت ابادتها، وتعزيز خصال التخلف بين أبنائه، ومحاولة إيجاد فئات في صفوفه لا تختلف عن الهنود الحمر في القرن السادس عشر، ممن يعيشون في الماضي، ولا يقرون بأهمية التطور التاريخي.. ليسهل القضاء عليه..
لقد خيّب الواقع آمال العنصريين من أصحاب المشروع الصهيوني، ومثل صمود ومقاومة الشعب العربي الفلسطيني ضربة قوية لهذا المشروع.. لقد أبدع هذا الشعب شكلاً جديداً من أشكال نضال الشعوب هو الانتفاضة. ولم تعرف البشرية في تاريخها صمود شعب من شعوب الأرض، كما صمد الشعب العربي الفلسطيني في انتفاضته، في وجه تحالف أعتى قوة عسكرية مدعمة بكل هذا الكم والنوع من وسائل الإعلام، والدعم المالي من قبل الاحتكارات الرأسمالية الأمريكية متحالفة مع الصهيونية العالمية.. وتم نقل وإدخال كلمة الانتفاضة العربية إلى جميع لغات العالم، تقديراً للشعب العربي الفلسطيني الذي أبدعها.. وخير مثال على انتصار الانتفاضة على المشروع الصهيوني التصريح العنصري ليهود باراك، رئيس وزراء إسرائيل السابق، الذي جاء فيه، "لو أنني أعلم أن قتل ألفي فلسطيني سيوقف الانتفاضة، لقتلتهم".. كما فشل شارون، الذي طلب مدة ستة أشهر للإجهاز على الانتفاضة، فقتل أكثر مما كان بارك يريد أن يقتل من الأطفال والنساء والشيوخ، واعتقل الآلاف، ودمر آلاف المنازل، وقطع الشجر وجرف الأرض، وحاول قتل الطبيعة، بعد محاصرة وعزل الشعب العربي الفلسطيني براً وبحراً وجواً عن العالم، وعن أشقائه من الشعوب العربية بمعاهدات علنية أو تفاهمية مع الأنظمة العربية المجاورة ، إلاّ أنّه فشل، ومع مضي أربع سنوات بعد الأشهر الست التي أرادها، ازدادت الانتفاضة تجذراً ووعياً، وهذا دليل على المأزق الذي وصل إليه المشروع الصهيونيي.. كيف يمكن وصف تلذذ الجنود الإسرائيليين الصهاينة في قتل الأطفال والشيوخ والنساء والحوامل.. هؤلاء الجنود الذين رووا قصصاً نشرتها صحيفة معاريف الإسرائيلية، يندى لها جبين الإنسانية، عن جنود صهاينة يشعرون بالنشوة عند قتلهم لطفل، أو امرأة، أو شيخ فلسطيني.. فهذا أساف يقول: "أطلقت النار على فلسطيني، وقتلته... انه أحلى شعور في العالم"، أما شاي فيقول: "الأصدقاء في الوحدة استقبلوني استقبالا حاراً عندما قتلت فلسطينياً". ويستعيد هؤلاء الجنود ذكرياتهم في صور التقطوها لأنفسهم أما بجانب جثة شاب فلسطيني، أو امرأة، أو كهل أو حتى جثة طفل مزقوه أشلاء، ويواجه آخرون منهم صعوبة حتى في النوم ويفضلون عدم التذكر، لكنهم "كلهم يجمعون على أنهم راضون عن أعمالهم التي ارتكبوها"(8)... ترى كيف سيكون شعور هؤلاء لو عاشوا حياة طبيعية، بعيدة عن الهلوسات والجنون الذي حشروا فيه..
يجيب على هذا السؤال الرأي الآخر في المجتمع الإسرائيلي، الذي يعبر عن استيائه من هذه التصرفات، فهذا الكاتب الإسرائيلي "اموس اوز"، يتساءل: "هل تقتضي النصوص التي يدعي ارييل شارون انتماءه إليها أن نتقيأ البربرية”.(9)
إنّ تصرفات الجنود الإسرائيليين الصهاينة، وتساؤل الكاتب الإسرائيلي، دليل على إفلاس المشروع الصهيوني.
وبالإضافة إلى مقاومة الشعب العربي الفلسطيني للمشروع الصهيوني، وتوجيهه ضربة قوية له، هناك عوامل موضوعية، ومعرفية ترتبط بتطور الوعي الإنساني، وتاريخية أخرى، تساهم جميعها في إفشال ونهاية هذا المشروع، الذي يعد من منتجات الرأسمالية في أحد مراحل نشوئها وتطورها..
إذا تمعنا في العناصر والعوامل الأساسية التي اعتمد عليها منظرو المشروع الصهيوني في نشر وتطبيق مشروعهم، لوجدنا من أهمها اعتمادهم على الحماسة الدينية والفكر المبني على نصوص العهد القديم ، وتحالف هذا الفكر مع رأس المال (كما ذكرنا آنفاً).. ولقد وجد هذا الفكر تربة مناسبة له في مراحل نشأة وتطور الرأسمالية، مع بعض النكوص في مراحل معينة من تطورها المأزوم في بعض البلدان كألمانيا، والتي كانت من نتائجها المجازر الجماعية ضد اليهود والروس والشعوب التي قاومت النازية والفاشية.. ولاحظنا كيف كانت البروتستانتية في بريطانيا ومن ثم في أمريكا حاضنة مهمة للمشروع الصهيوني.. وأثناء صراع الاحتكارات الرأسمالية ضد الفكر الاشتراكي، وجدت تلك الاحتكارات وحكومات دولها في الفكر الغيبي والديني ملاذاً، وعنصراً، بل سلاحاً هاماً في محاربة الفكر الاشتراكي والشيوعي.. فحصل نوع من الاتحاد بين الاحتكارات الرأسمالية والفكر الديني، والذي يعد العهد القديم أحد مصادره الأساسية في الغرب.. وساهمت المكارثية، والحملات الشرسة ضد الفكر الاشتراكي، خاصة في الولايات المتحدة، في حرمان شعبها من مصدر فكري إنساني هام، هو الفكر الاشتراكي، وجرى قمع، ومنع الكثير من الأفكار الإنسانية واضطهد مبدعوها، كالاضطهاد والملاحقة التي عانى منها، على سبيل المثال، الكاتب الأمريكي الكبير أرنست همنغوي، ومارتن لوثر كنغ، والممثل تشارلي شابلن، والكاتب المسرحي آرثر ميلر، وغيرهم.. فأفرغت الساحة الفكرية هناك من الاتجاهات الإنسانية المتنورة، مما جعلها تربة خصبة للفكر الغيبي، والتيارات الدينية. وساعد ذلك فضلاً عن تحالف الفكر الصهيوني، المبني على أسس دينية، مع رأس المال في زيادة تغلغله في المجتمع الأمريكي، وخاصة في صفوف الفئات الرأسمالية القوية، وأخذ طابع الفكر المهيمن، والذي بنيت على أساسه التكتلات والتجمعات العلنية والسرية في الأحزاب، وخارجها، التي تساعد في صعود المنتمين إليها إلى المفاصل الأساسية في الحكم.. تم ذلك كله في ظروف تاريخية دولية معينة، ساهمت في قبول نبوءات مجمعة ومتراكمة في ذاكرة بعض الشعوب منذ أكثر من ثلاثين قرناً، كأنّها وقائع وحقائق حتمية.. كما ساهمت بعض العوامل في التطور العالمي في جعل المؤمنين بهذه النبوءات يحتلون مواقع مقررة في التطور العالمي.. فإلى متى سيسمح التطور الاقتصادي الاجتماعي والتاريخي والفكري بالاستمرار في تصديق واعتماد هذه النبوءات المزعومة، ومحاصرة التطور الثقافي والفكري السليم للشعوب، وهل سيستمر تدفق مليارات الدولارات سنوياً، فضلاً عن الدعم العسكري واللوجستي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، وهل تستطيع إسرائيل الوجود وفق المشروع الصهيوني دون ذلك الدعم.. إلى متى سيسمح التطور الاقتصادي العالمي بجعل تحالف الرأسمال المغذي لهذا الفكر مع الاحتكارات الرأسمالية العالمية هو المهيمن، والمسيطر، والمقرر لمنحى التطور العالمي، والإقليمي؟‍!
لقد ترعرع الفكر والمشروع الصهيوني مع بزوغ الفكر القومي ونشوء الأمة.. فما هو موقع هذا الفكر والبنية في عصر المعلوماتية وفي المستقبل؟!
في عصر المعلوماتية، ومع هيمنة وسيادة العلاقات الرأسمالية المتعدية الحدود القومية، أخذت تنحسر "الدولة القومية بوصفها حدوداً فاصلة وناظمة لانقسامات الحكم في العالم"، وأخذ يتشكل مجتمع التحكم العالمي الذي يزيل نتوءات وأثلام الحدود القومية، فيسير، جنباً إلى جنب، مع تحقق السوق العالمية، والتصنيف الحقيقي للمجتمع العالمي في خانة رأس المال".(10)
يتطلب التطور في عصر المعلوماتية، والسوق العالمية، خرق الحدود الجامدة الفاصلة بين الفضاءات العالمية المختلفة، وإزالة كل الأسباب المعرقلة لتدفق الحر لرأس المال والعمل والبضائع، وتجاوز كل ما يعيق التحقق الكامل للسوق العالمية، التي تتطلب فضاء مفتوحاً وحافلاً بالعمليات الحرة التي لا تعرف معنى الحدود.. كل ذلك يقود إلى، ولو نسبياً، انهيار سلطة الدولة الإقليمية، ويضع علامات استفهام حول الكثير من المشاريع القومية المغلقة، بما فيها المشروع الصهيوني..
لم تعد الحدود الجغرافية بين الدول القومية تستطيع، في هذا العصر، ولن تستطيع في المستقبل، أن تحدد التقسيمات والتوزيعات الحاصلة على الأصعدة الإنتاجية والتراكمية، أو تحديد مدى التفاعلات الثقافية والفكرية بين الشعوب.. ويبين ريتم العصر، ووقع خطواته المستقبلية.. إنّه لـ "من الخطأ الفادح والخطير أن يتم الاحتفاظ بأي حنين ماضوي (نوستالجي) إلى صلاحيات الدولة القومية وسلطاتها، أو بأية رغبة في إحياء أو إنعاش أية سياسة قائمة على تمجيد الأمة والقومية. فمثل هذه المساعي ليست قبل كل شيء إلا جهوداً لا طائل منها.
لم تكن الأمة صياغة ثقافية فقط، شعوراً بالانتماء ليس إلاّ، وتراثاً مشتركاً لا غير، بل بنية حقوقية ـ اقتصادية أيضاً، وربما في المقام الأول. من الممكن تعقب تدهور فاعلية هذه البنية، بوضوح، عبر متابعة مسار تطور سلسلة كاملة من الهيئات الحقوقية ـ الاقتصادية، مثل الغات، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي. فعولمة الإنتاج والتداول، مدعومة بهذه الدعامة الحقوقية فوق القومية، لا تلبث أن تبطل فعالية الحقوقية القومية ـ الوطنية. ولعل ما هو أهم ثانياً، حتى في حال بقاء القومية سلاحاً ماضياً، هو أنّ الأمة تحمل في أحشائها سلسلة طويلة من البنى والإيديولوجيات القمعية، وأية استراتيجية معتمدة عليها، يجب أن تقابل بالرفض على ذلك الأساس"(11) .
لا شك في أنّ هذا الكلام والواقع ينطبق على المشروع الصهيوني، كما يضع جميع الشعوب، خاصة في البلدان النامية، وفي طليعتها العربية أمام تحديات مصيرية.
من كل ما تقدم، نستطيع القول بأنّ القراءة العصرية للمشروع الصهيوني، بعد أخذ جميع المعطيات الواقعية، من مقاومة الشعب العربي الفلسطيني له، ومسيرة التطور التاريخي الواقعي للعالم، تبين أنّ المشروع الصهيوني الذي وضعت أسسه في القرنين السابع عشر والثامن عشر بدأ يدخل في مراحله الأخيرة، ليصل إلى نهايته.. وهو لم يعد ينسجم مع متطلبات التطور التاريخي..
كما تبين الحقائق الواقعية على أرض الواقع نهاية هذا المشروع.. إن السلام العادل والشامل في المنطقة، المبني على أسس الشرعية الدولية، هو أحد علائم نهاية المشروع الصهيوني، ولهذا السبب تعرقل المراكز الصهيونية عملية السلام.. وكما بينا فإنّ منظري المشروع الصهيوني ربطوا أسسه الأيديولوجية بنصوص العهد القديم.. "أعطى لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكاً أبديا". أي إنّ الحركة الصهيونية لم تضع حدوداً ثابتة للدولة التي ستقوم بناء على هذا المشروع.. وتبنت وروجت فكرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".. إلاّ أن مقاومة الشعب العربي الفلسطيني البطولية التي ستخلدها البشرية كأحد أهم ملاحمها المشرقة، أثبتت بطلان تلك المزاعم، كما أن تصريحات القادة الصهاينة، وسادتهم المتصهينين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية القائلة بأنّ "هذا الشعب (العربي الفلسطيني) يستحق قيادة جديرة به"، هذه التصريحات التي تحمل في طياتها حسداً لطاقات هذا الشعب وإبداعه، هي في الوقت نفسه اعتراف صريح ببطلان المزاعم الصهيونية التي بنت مشروعها عليها وهي "أرض بلا شعب".. وفي الوقت نفسه، وفي الواقع العملي، تقوم الدولة التي تبنى على أساس المشروع الصهيوني ببناء جدار فصل عنصري لم تعرفه البشرية على مدى عصورها.. ويعد جدار الفصل العنصري الذي يشيده الإسرائيليون دليل على إفلاس المشروع الصهيوني، وأحد حدود هذا المشروع، التي تتناقض مع مزاعم مؤسسيه.. إنّ وضع حدود للمشروع الصهيوني تجعله يتناقض مع ذاته، وهو دليل آخر على بداية نهايته..
كما أنّ المتتبع لمجريات الأحداث، وخطاب شارون نفسه في شرم الشيخ بتاريخ 8/2/2005 الذي أعلن فيه صراحة ضرورة تخلي الإسرائيليين عن أوهامهم، وعن تطلعاتهم لحكم الفلسطينيين، ودعوته لإقامة دولة فلسطينية.. يجد أنّ المشروع الصهيوني إلى نهاية..
لم تأت هذه الوقائع من فراغ، بل هي نتيجة تطور الحياة، محلياً وعالمياً.. ومما لا شك فيه أنّ مسيرة ومتطلبات التطور الاقتصادي الاجتماعي التقني في العالم ـ بما في ذلك متطلبات حركة وتطور رأس المال، الذي لن تبقى جميع مراكزه في أيدي المناصرين للمشروع الصهيوني، بل ستظهر مراكز جديدة متحررة من هيمنته ـ.. ستساهم مع تطور الوعي الإنساني، بما في ذلك تطور الوعي عند العرب واليهود و مسانديهم من الأمريكان وغيرهم، في خلق معطيات جديدة تجعل أي مشروع ينصاع لمتطلبات التطور العالمي.. كما أنّ روح العصر، ووقع خطواته المستقبل تفتح الآفاق لمشاريع إنسانية أكثر تكاملاً وتداخلاً من المشاريع الانعزالية التي تحن إلى الماضي، بما فيها المشروع الصهيوني..
لا يعني ذلك أن المشاريع التي لا تنسجم مع متطلبات العصر قد انتهت في هذه اللحظة التاريخية، ولا يعني أنّ تلك المشاريع ومن يؤمن بها قد انتهوا أو سلموا أسلحتهم، على العكس تماماً، سيبدون مقاومة شرسة.. وقد يستخدمون وسائل غير حضارية في صراعهم.. لكن من المفيد رؤية المستقبل عند التعامل معهم، ومن وسائل الانتصار عليهم تعريتهم، وبناء جميع مصادر الوحدة والقوة في مواجهتهم، وامتلاك مصادر الإعلام والتوعية الصحيحة، فضلاً عن بناء أسس الدخول السليم في التاريخ المعاصر والأسس السليمة للولوج في المستقبل.. مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ نهاية المشروع الصهيوني تعني نهاية للكثير من القوى والمسؤولين والبنى والأنظمة العربية التي أقيمت وحميت، ودعمت، على الرغم من تناقضها مع مسيرة التطور التاريخي، لأنّها تخدم ذلك المشروع..
إنّ حساسية وخطورة معالجة هذا الموضوع ـ خاصة وأن سلاح معاداة السامية أصبح مرفوعاً زرواً وبهتاناً في وجه الساميين قبل غيرهم ـ يجب ألا تعمينا عن وضوح الرؤية، التي تعد ضرورية وتفيد الجميع، بمن فيهم العرب واليهود.. لقد أساء الكثيرون ممن حاولوا تطبيق المشروع الصهيوني لليهود أنفسهم، فقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير المنازل وقلع الأشجار.. ليس إلا وصمة عار ستبقى تلاحق مرتكبيها وقادتهم ومن ساندهم، ولا يمكن أن تكون نقاط مضيئة في تاريخ أي شعب.. ليست مشكلة العرب مع اليهود كيهود.. بل تؤكد كتب التاريخ أن العرب والمسلمين لم يظلموا اليهود، أو يقتلوا أطفالهم أو نساءهم ولا شيوخهم، ولم يستولوا على أرضهم ولا أرزاقهم، ولم يقطعوا شجرهم أو يهدموا بيوتهم، يوم كانوا أقليات في ديارهم، بل حموهم من أعدائهم.. كما كان لليهود فضل في التدوين الذي حفظ تراث العرب والمسلمين كأعمال أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد وغيرها..
أصل المشكلة يكمن في تناقض المشروع الصهيوني مع الواقع، ومع متطلبات التطور التاريخي والعالمي، وبالتالي مشكلة اليهود الأساسية تكمن في هذا المشروع وما يجلبه من مآس، لأنّه لا ينسجم مع متطلبات التطور والحياة.. وها هو يصل إلى نهايته..
الهوامش
(1) مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ـ في شبكة الانترنت ـ قاموس المصطلحات الصهيونية.
(2) الصهيونية: الأطماع واقتراحات المواجهة. أ.د. أسعد السحمراني، موقع الصباح في شبكة الانترنت.
(3) نفس المصدر.
(4) نفس المصدر.
(5) نفس المصدر.
(6) نفس المصدر.
(7) نفس المصدر.
(8) النشرة الإلكترونية ـ بحبك يا فلسطين ـ عدد 16 حزيران (يونيو) 2004 فلسطين المحتلة "نابلس" سامر خويرة.
(9) هل تكفي قنبلة نووية لإقامة السلام في الشرق الأوسط؟ "الاتحاد الإماراتية": 2/11/2003 ـ أورينت برس.
(10) الإمبراطورية ـ إمبراطورية العولمة الجديدة ـ تأليف: مايكل هاردت، وأنطونيو نيغري ـ تعريب: فاضل جتكر ، راجع النص: رضوان السيد ـ مكتبة العبيكان ـ الرياض، عام 2002. ص481
(11) نفس المصدر، ص486
طرطوس 12/2/2005 المهندس: شاهر أحمد نصر
[email protected]



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية وتهنئة إلى الشعب العراقي
- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية خطوة إلى الأمام ونظرة ف ...
- أحلام التغيير بعقلية وأدوات قديمة ـ قراءة نقدية في مشروع برن ...
- لأسباب مبدئية
- عشر وصايا إلى فقراء سوريا
- الحوار المتمدن عنوان المستقبل الحضاري
- وديعة رابين والتزام بيريز ونتنياهو وباراك بها في مذكرات بيل ...
- القفزة النوعية في أدب أمريكا اللاتينية جديرة بالتمعن
- قراءة نقدية في الوثيقة التأسيسية الثالثة للجان إحياء المجتمع ...
- هل من مُنقذ لكتاب شيخ الأدب في سوريا -عبد المعين الملوحي في ...
- لماذا البعثيون كما الشيوعيين لا يقبلون النصح؟
- أخطار قمع المعارضة، وأثر ذلك في انهيار الدول
- ثورة أكتوبر قيامة المظلومين
- ألم يحن الوقت لتوحيد أحزاب الجبهة في حزب أو تآلف سياسي واحد، ...
- في السياسات الناجحة، والسياسات الخاطئة
- إلى متى يمكن السباحة في نفس التيار؟
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص يح ...
- وجادلهم بالتي هي أحسن- ـ حول قرار حجب موقع الحوار المتمدن ـ ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ اللغة والعقل ...
- بحث في العقل العلماني اليساري العربي المتنور ـ الياس مرقص وا ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاهر أحمد نصر - نهاية الصهيونية