أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أبو الحسن سلام - ضوء أسود وحوائط عازلة














المزيد.....

ضوء أسود وحوائط عازلة


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3796 - 2012 / 7 / 22 - 00:43
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


" ضوء أسود " .. وحوائط عازلة


حوائط عازلة.. فلسطينية ؛ فلسطينية اختيارية ؛ وحوائط عازلة إسرائيلية قهرية وحوائط عازلة دولية سياسية إعلامية اقتصادية تجسدها العرض الفلسطيني ( ضوء أسود ) الذي قدمته فرقة المسرح الفلسطيني على مسرح مركز الحسين الثقافي الملكي بالعاصمة للمخرج الفلسطيني المخضرم " فتحي عبد الرحمن " ضمن فعاليات مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 أما خطاب العرض فهو إعادة إنتاج غياب الفعل الفلسطيني المواجه لتلك الحوائط العازلة .
وإذ كانتا فكرة توظيف الحوائط العازلة توظيفا دراميا في عرض مسرحي فكرة مسبوقة في عرض لفرقة الرقص المسرحي بدار الأوبرا المصرية منذ سنوات بإخراج سينوجرافي للفنان وليد عوني؛ فإن خطاب العرض المسرحي الفلسطيني ( ضوء أسود ) ليس معنيا بما يجب أن يكون عليه الفعل الفلسطيني من أجل الخلاص من أنشودة البكائية الفلسطينية المزمنة عبر مسيرة مقاومتها التاريخية ضد الاحتلال الاستيطاني الصهيوني ؛ بل يدور في مدارها ؛ بما يدعو إلى اليأس وفقدان الأمل.. فالأثر الدرامي الذي يتركه العرض في نفوس جمهوره أثر يدعو إلى الإحباط أكثر من كونه إيجابيا.
والعرض ينتمي إلى الاستعراض التاريخي خطابا والاستعراض الفني أسلوبا مسرحيا ؛ فهو ممتع فنيا وجماليا ؛ ومحبط سياسيا. فهو من حيث بنية معماره الدرامي تأسس على فكرة المراوغة والهروب من مطاردات جنود الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين دون تمييز في مقابل محاولات الاختباء عبر الخنادق. ويتميز العرض بعدد من الصور الاستعراضية البديعة التي تشف عن رفاهية الحكي عن الماضي دون الانشغال بفعل الحاضر.. فالعرض يملك إمكانات تخيلية لم يوظفها في صالح الفعل النضالي الفلسطيني المعيش ؛ وتغلب عليه البكائية على الوطن السليب الممزق عبر الحوائط العازلة المادية والنفسية ، الفلسطينية الفلسطينية والفلسطينية العربية والفلسطينية العالمية ؛ وغالبية الشعب الفلسطيني يعيش حياة الشتات بين الانقسام الداخلي والتهميش العربي والعالمي .
وفي محاولة المخرج فتحي عبد الرحمن تجسيد صورة الانقسام الفلسطيني بين حماس في غزة جنوب غرب فلسطين وفتح في الضفة الغربية شمال شرق فلسطين ؛ يكشف أمام الجمهور في خلفية فضاء الصورة المسرحية أنبوبين كبيرين شفافين : يواجه أحدهما الآخر وعن طريق نفخهما بالهواء من الخارج يتمددان ويتضخمان ببطء ليشكل كل منهما جزء من نفق بلاستي شفاف ؛ سريعا ما يظهر بداخل كل جزء من الأنبوب/النفق بعض أفراد ينقلون الأشياء في عبور متقاطع ومتبادل ، كناية عن الأنفاق على الحدود بين رفح المصرية وحدود رفح الفلسطينية ؛ لتشخيص عملية تهريب البضائع والسلع – وربما الممنوعات أيضا – من مصر إلى غزة المحاصرة أو من غزة إلى داخل مصر!! فالنفق إذا لم يكن أسلوبا دراميا رمزيا لتجسيد حالة التواصل بين فلسطيني الضفة الفتحاوية وفلسطيني غزة الحمساوية ؛ وإنما كان أسلوبا رمزيا يجسد لونا آخر من ألوان الهروب من ضائقة الاحتياجات اليومية المعيشية المشروعة وغير المشروعة ؛ عبر فعل محترفي التهريب عبر الحدود .. هي صورة سلبية أيضا ؛ صورة لا تنم عن فعل مقاومة صحيحة بين الشعب الفلسطيني وعدوه الذي يغتصب أرضه ويصادر حرياته وينتهك آدميته يوما بعد يوم على مرأى وسمع العالم .
ومع أن دور الناقد يقف عند حدود توصيف مكونات العرض المسرحي الذي هو بإزائه من حيث كيفيه بنائه الدرامي والفني والجمالي والوقوف عند حد تقويمه إلاّ
أنني قلت في نفسي .. ألم يكن بوسع المخرج الفلسطيني المخضرم فتحي عبد الرحمن – الخريج القديم من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة – دفعة د. حمدي الجابري – وقد تفتق ذهنه عن فكرة تشييد نفق شفاف أمام الجمهور أن يوظفه توظيفا إيجابيا يكشف عن فعل عسكري نضالي كبير لصورة من صور النضال الفلسطيني في غزة ؛ الذي حفر خندقا يصل إلى داخل موقع عسكري إسرائيلي وتمكن من أسر جندي إسرائيلي والزحف به عبر النفق واحتجازه ليقايض به المناضل الفلسطيني ألفا أو أكثر من أسراه المدنيين في سجون إسرائيل. عجبت من تركيز المخرج فيما تخيل حول فكرة النفق على دوره السلبي دون أن يلفته الفعل النضالي الفدائي الشجاع في استخدام النفق لأسر جنود إسرائيليين ؛ غير أنني لما راجعت عناصر بنية معمار العرض ؛ رأيت في توظيف فكرة الأنفاق توظيفا سلبيا هروبيا وجدت أن توظيف النفق لتشخيص حالة سلبية هروبية يتوافق مع طبيعة الفعل في بنية الأحداث الفرعية التي تشخص الواقع الفلسطيني الواقعي المعيش ح ليصلنا خطاب العرض على النحو الذي وصّفته في بداية مقالي هذا من أن العرض يشف عن رفاهية السرد التشكيلي الاستعراضي المشغول بتجديد ذكرى صور من ماضي الفعل الفلسطيني وحاضره في الروغان من أساليب الحصار الإسرائيلي العربي العالمي ؛ كنوع من التحايل على الحواجز والحوائط المادية والنفسية العازلة بديلا عن فعل المواجهة الفاعلة في سبيل هدم تلك الحوائط بكل أشكالها.



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية العقيدة في القرآن
- الفاعل الفلسفي في المسرح الوجودي - المومس الفاضلة نموذجا -
- كتابة الصورة المسرحية بين أفلاطونية التقديس والتدنيس
- خيوط الاتصال بين الناقد والباحث
- الممثل وبناء الدور المسرحي بين البواعث والدلالات
- مدرسة المشاغبين فبي ميزان النقد
- عروض مسرحية بلا إنتاج
- كتابة ناقدة لنصوص مسرحية واعدة
- - برشيد - وقضية تخوين الحركة النقدية المسرحية
- تراجيديا في قالب كوميدي
- محاكمات المبدعين في عصر المتأسلمين
- حرفية الناقد و مراوغات التطبيق النظرية
- البحث المسرحي في سرير بروكست
- حيرة الباحث المسرحي بين نظرية العامل ونظرية المتخلفات والمتغ ...
- الإيقاع في فنون التمثيل والإخراج-ج1-
- نهار اليقظة في الثقافة المصرية بين وهج التخريض ولهيب التعريض
- الإرتباك الإبداعي في فن التأليف وفن الإخراج المسرحي
- المسرحيون العرب وغياب فعل الاستشفاف
- سارة وأخواتها والثالث المرفوع
- التجريب في العلم وفي الفن


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أبو الحسن سلام - ضوء أسود وحوائط عازلة