أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!














المزيد.....

قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 16:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الصراع المحتدِم الآن في سورية، وفي العاصمة دمشق على وجه الخصوص، يتضاءل كثيراً "المعلوم"، ويَعْظُم كثيراً "المجهول"؛ فإذا كان مَقْتَل أولئك الكبار من قادة نظام الحكم السوري هو "المعلوم" فإنَّ "مَنْ قَتَلَهم؟"، و"كيف قُتِلوا؟"، و"متى قُتِلوا؟"، و"لِمَ قُتِلوا؟"، تَظَلُّ أسئلة لَمْ يُجَبْ عنها بَعْد بما يلغي المُبرِّر للاستمرار في طرحها وإثارتها؛ لكنَّ مصير ومستقبل سورية، والصراع فيها، بَعْد مَصْرَع أولئك، وانتقال المعارك إلى قَلْب العاصمة السورية، يبقى هو "المجهول الأعظم".

الآن، ليس بذي أهمية أنْ نَسْتَنْفِد الوقت والجهد في إجابة تلك الأسئلة، على أهمية هذا الأمر؛ فإنَّ ما يجب أنْ يستأثر باهتمام قادة الثورة السورية في الداخل هو كيفية الإفادة من هذه "الضربة القوية" التي أصابت نظام الحكم السوري، جاعِلَةً إيَّاه كـ "رأسٍ بلا رَقَبَة (أو كرأسٍ قُطِعَت رقبتها)"، في الإسراع في إطاحة نظام حكم بشار، وفي تقليل ثمن هذه الإطاحة من الدم والدموع والدمار، وفي منع إطاحته من أنْ تتسبَّب في الفوضى، وفي تمزيق سورية، واقتتال أهلها ومواطنيها؛ فكل الشعب السوري يجب أنْ يتَّحِد الآن في الثورة، وبالثورة، ومن أجل انتصار الثورة في معركتي "الهدم" و"البناء (أو إعادة البناء)".

إنَّ "الجيش السوري (النِّظامي)"، هو الآن، وهو فقط، "الطريق السريعة" إلى انتصار الثورة؛ وقولي هذا إنَّما يعني أنَّ الثورة تنتصر انتصاراً نهائياً وسريعاً من طريق انشقاق مزيد من الجنود والضباط، مع عتادهم، والتحاقهم بالجيش السوري الحر؛ ومن طريق "خدمات (مختلفة متنوِّعة)" يُقَدِّمها إلى الجيش السوري الحر، جنود وضباط انضمُّوا إلى الثورة؛ لكن من غير أنْ يُعْلِنوا انشقاقهم؛ فالثورة تحتاج الآن، وأكثر من ذي قبل، إلى من يساعدها من داخل الجيش؛ ومن طريق فرار الجنود، وتَرْكِهم أسلحتهم في الميدان ليأخذها الثوار؛ ومن طريق وَضْع الثوار أيديهم على مخازن ومستودعات الأسلحة والذخيرة.

الثورة السورية يمكن ويجب أنْ تنتصر في هذه الطريقة حتى تزداد الشعوب العربية اقتناعاً بأهمية وضرورة أنْ تعتمد على نفسها أوَّلاً وأخيراً، وبأنَّ انتصارها ممكن وحتمي ولو تخلَّى عنها، وخذلها، العالم كله، وأحجم عن مساعدتها عسكرياً؛ وحتى يحق للشعب السوري، عندئذٍ، أنْ يَفْخَر ويَعْتَز بعصامية وأصالة ثورته.

وثمَّة من يحاوِل الآن نشر وبَثَّ وَهْم جديد مؤدَّاه أنَّ بشار الأسد أصبح، بعد، وبفضل، مصرع أولئك، حُرَّاً طليقاً من قيودهم وضغوطهم، ويستطيع، من ثمَّ، أنْ يقود "التغيير والإصلاح السياسيين والديمقراطيين" في سورية، أو أنْ تكون له، على الأقل، مساهمة جليلة في ذلك؛ فالذين قُتِلوا من أعمدة وأركان نظام حكمه إنَّما كانوا، بحسب هذا الوهم الجديد، العقبة الكأداء في طريق "الإصلاح"، الذي أراده وعَزَمه بشار الأسد مِنْ قَبْل؛ لكنَّه اصطدم بمقاومتهم العنيفة له!

وصُنَّاع هذا الوهم الجديد يمكن أنْ يُصوِّروا مصرع هؤلاء على أنَّه ثمرة جهدٍ روسيٍّ لحلِّ الأزمة السورية بما يَجَعْل "التغيير" في سورية متصالِحاً مع المصالح الإستراتيجية لروسيا، أو غير معادٍ لها على الأقل.

هذا الوهم لن يكون بذي أهمية تُذْكَر الآن؛ فـ "الحقائق" التي شرع يصنعها نظام الحكم السوري تَذْهَب سريعاً بهذا الوهم؛ وأهم تلك "الحقائق" هو أخْذُ بشار بـ "الخيار الشمشوني"؛ فالرئيس السوري يسعى الآن إلى السيطرة (إلى الاحتفاظ بالسيطرة، أو إلى استعادة السيطرة) على مناطق وأحياء العاصمة دمشق بـ "النيران" فحسب، أو بها في المقام الأوَّل؛ فـ "الضَّرْب عن بُعْد" بالصواريخ، وبسلاحيِّ المدفعية والجو، هو أسلوبه في الحرب على مناطق وأحياء العاصمة التي تحرَّرت من قبضته الأمنية والعسكرية المباشِرة.

وبعد "التدمير عن بُعْد"، وإلحاق خسائر فادحة بالمدنيين، يَقْتَحِم "الجيش الآخر (غير النظامي)" لنظام الحكم السوري الحيِّ المُدمَّر لارتكاب المجازِر؛ وكأنَّ الغاية هي أنْ يَفْهَم العالم ما يَحْدُث في مناطق وأحياء العاصمة دمشق على أنَّه بعضٌ من عواقب وتبعات "غياب الدولة"؛ ونحن لم نَنْسَ ما حَدَث في القاهرة في "ليلة غياب الدولة"، والذي، أيْ هذا الغياب، كان متعمَّداً مقصوداً.

وفي أثناء ذلك، يُركِّز نظام الحكم السوري الجزء الأكبر والأهم من قواه العسكرية وأسلحته في مناطِق سوريَّة، يَعْتَقِد أنَّ أهلها يمكن أنْ يظلُّوا موالين له، وفي حاجةٍ إلى حمايته؛ فيؤسِّس له "دويلة"، مواصِلاً، في الوقت نفسه، ذاك النوع من الحرب على المناطق التي خَرَجَت عن سيطرته المباشِرة.

وليس ثمَّة ما يمنعه، مع حلفائه الإقليميين والدوليين، من "أَقْلَمة" الصراع، وبما يؤدِّي، في آخر المطاف، إلى إنشاء "اتِّصال جغرافي مباشِر" بين هذه "الدويلة"، وبين مناطق لبنانية، ومناطق عراقية، وإيران، وبما يؤدِّي، أيضاً، إلى الحفاظ على المصالح الإستراتيجية لروسيا في ميناء طرطوس؛ وكأنَّ "الانفجار (السوري) نحو الداخل"، والذي وَقَعَ إذ انتقلت المعارك إلى داخل دمشق، سيَقْتَرِن، لا محالة، بـ "انفجار نحو الخارج".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث -المؤامرة-!
- في -البيروقراطية-!
- .. وبينهما أمورٌ مُشْتَبِهات!
- -وابشَّاراه-!
- مصر.. أهي -ولاية الفقيه الدستوري-؟!
- بشار الذي يحبه شعبه!
- نتحاوَر وكأنَّ الرُّعونة حوار!
- عندما تُنْذِر -الغارديان- ب -أُفول- الديمقراطية في بريطانيا!
- عرفات قُتِلَ ب -الشَّارونيوم-!
- -أُمَّهات الحقائق- في الصِّراع السوري!
- مِنْ -سجين طرَّة- إلى -سجين طنطاوي-!
- مرسي الذي أصبح للثورة مرساةً!
- لا شرعية في مصر تَعْلو -الشرعية الثورية-!
- حتى يكون مرسي مرساةً للثورة!
- قَوْلٌ عظيم لرَجُلٍ عظيم!
- هذا الإنكار- ل -شعبية- الثورة في مصر وسورية!
- مصر ثَوْرَة على -الوثنية الدستورية- أيضاً!
- لِنَحْتَفِل بهزيمة شفيق لا بانتصار مرسي!
- لعبة العجوز الداهية طنطاوي!
- لو قرأوا -الدولة والثورة-!


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - قُطِعَت -الرَّقَبَة-.. وبَقِيَ -الرأس-!