أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - شعيط ومعيط وخامسهم...














المزيد.....

شعيط ومعيط وخامسهم...


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 12:18
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت ايام مقهى البرلمان في شارع الرشيد ببغداد من احلى ايام بعض المثقفين فقد كانت ملتقاهم قبل ان يصطفوا طوابير مع شلل الانس الى حيث يقيمون شعائرهم ليلا، وكان مريديها كبار الادباء واولادهم .. هؤلاء الاولاد الذين بدأوا من الطير(اللحيمي) وهم يتعلمون صناعة القصة القصيرة وابيات الشعر ومحاورة هذا الكاتب او ذاك.
كانت هذه المقهى من بين المقاهي النادرة جدا في كل العراق يمنع فيها لعب الطاولة (الطاولي) والدومينو وألعاب التسلية الاخرى وكان صاحبها يقدم القهوة المرة رغم انها لا تقدم آنذاك الا في المآتم. كانت هذه المقهى واخواتها البرازيلية والزهاوي مشاريع ثقافية عملاقة ومنها كانت تخطط اعمال النشر والتاليف وتظهر للوجود بعد حين.
ومادام لكل حصان هفوة كما يقال فقد هفت هذه المقاهي ولم يبق من مقهى البرلمان الا اسمها الذي تغير ليصبح (البرطمان).
وفي هذا الزمن الاغبر ارتادها اناس من كل حدب وصوب وكلهم يظنون ان مجرد جلوسهم فيها يعني انهم امتلكوا ناصية الشعر والنثر على حد سواء.
وفي هذا الزمن الاغبر ايضا انتقلت اعمال مجلس النواب الى هذه المقهى واصبحوا روادها من اعضاء البرطمان قلبا وقالبا.
وبالامس، ومازلنا في الزمن الاغبر، انقسم زبائن المقهى الى فريقين لا ليستعدوا للعب المحيبس وانما ليناقشوا مشكلة العصر والزمان في هذا العراق العظيم.
الفريق كان يضم اعضاء البرطمان المسلمين جدا والذي داخ الناس في معرفة جنسهم البشري حيث استعدوا لأقرار قانون العقوبات بحق الافطار العلني في رمضان واصحابه والبحث عن عقوبات مشددة وحازمة بحق كل من يأكل سندويجة في الشارع العام او يدخن عقب سيكارة في سيارته اضافة الى الأستعانة بقوات الشرطة والجيش الاحتياطية لهذا الغرض اذ من المفترض ان تنتشر هذه القوات في طول البلاد وعرضها وحتى في الحارات وزوايا البارات واروقة الحانات، وكان لابد لهذا الغرض ان يصار الى الغاء الامر الصادر بتحريكهم، اي هذه القوات، الى الحدود السورية عند نقطة البوكمال بعد ان وجدوا انه من الصعب على هذا الشعب الغلبان ان يفهم هذا التحرك(ولكم انتو عدكم جيش مال اوادم حتى .. استغفر الله العظيم اني صائم).
المهم جاءت قرارات عقوبة الافطار العلني حسب مشيئة اصحابها وارتعد القوم حين سماعها واستبشروا شؤما بعد تطبيقها.
اما الفريق الثاني فقد استعد اصحابه بعد ان شمروا عن سواعدهم ورسموا عبوسا قمطريرا على وجوههم وكانوا حسب شهود عيان اكثر تنظيما في جلستهم واكثر اثارة في التلويح يايديهم حتى انهم بدأوا يتكلمون الواحد تلو الآخر باصغاء عجيب من الاخرين.
الاول: ولكم يا اولاد الحلال عندكم لحد الان اكثر من 35 مشروع قانون يهم حياة الناس لم تناقشوه رغم انكم استلمتم رواتبكم لهذا الغرض ومازالت المسودات في ادراجكم تنتظر مفتاح الفرج.
الثاني: تعرفون كلش زين ان العراقيين اصحاب ذوق واخلاق ولا يمكن ان يأكلوا السندويجات في الاماكن العامة حتى بالاشهر غير الحرم بل وحتى المفطر منهم يجد حرجا مع نفسه اذا اراد ان يدخن سيكارة في الخفاء.
الثالث: هذا العرف موجود قبل ان تولدوا انتم ولم نسمع الا فيما ندر ان عراقيا اشهر افطاره امام القوم ولم نجد ان احد المراهقين يلوك لقمته امام الصائمين بل ان جلهم كانوا يعيشون الجوع يوميا باتظار مائدة الافطار رغم انهم غير صائمين.
الرابع: انتم صدك ينطبق عليكم المثل اللي يكول(خلي اكوله قبل رؤية هلال رمضان) الماعنده شغل يلعب....
الخامس: لو انتم مسلمون حقا وتحافظون على تقاليد هذه المناسبة الدينية العظيمة لتركتم امر الصوم والافطار للناس انفسهم فانتم لستم اولياء الله في الارض وليست دولتكم داعية اسلامية او احد المقربين من ولي الفقيهعز الله مكانته بينكم فقط.
السادس: اقسم ايها البرطمانيون اني سأكون العين التي لاتنام واراقب كل حركاتكم في رمضان واكتب تقاريري الى من يهمه ليعرف جيدا كم انتم منافقون انتم واودكم المراهقين الذي هربوا الى بلاد الكفار لأنهم لايمكن ان يفكروا الا بملذاتهم بعد ان سدت بارات ومواخير الكرادة داخل ابوابها بالمناسبة.
الثامن: ولكم الشعب صايم من جمان*.
التاسع: عندي سؤال لحضراتكم.. ماهي عقوبة من يحمل بطاقته التموينية متفاخرا حيت يريها للناس وهي ملآى بانواع المأكولات والمشروبات.
العاشر(وهو الاخير):نسينا نسألكم هل كافتيريا البرطمان ستغلق ابوابها في هذا الشهر ام تضعون ستاير بيض كما كانت تفعل مطاعم علاوي الحلة ايام زمان؟.
قام اعضاء الفريق واطلقوا صيحة قبل ان يغادروا.
ولكم الشعب صايم من جمان.
*جمان كلمة وردت في مسرحية البستوكة الشهيرة على لسان الفنان الرائع قاسم الملاك وذهبت مثلا.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حليب ابو قوس في ساحة الفردوس
- اسراب البوري الرفيع في ذهن القائد الرقيع
- زين يابه؟؟
- اذا كانت هاي مثل ذيج ،خوش مركة وخوش ديج
- احدث الطرق في تعاطي الحشيشة بدون شيشة
- شعرة معاوية بين باستيل فرنسا وابو غريب العراق
- سور سليمان عليكم.. ومنكم
- عن (هوايش) ايام زمان وحمير اليوم
- الشاطحون والشاطحات والمؤمنون والملحدات
- فلك صابك ابو حسين
- بعض من حكايات جدتي عن ذلك الزمان الاغبر
- والله عيب.. عيب يا أهل الزبير
- بستوكة الحكومة العراقية الموقرة
- ابو الطيب بطران.. بطران ياولدي
- من يدلني على اغبى من حاتم الطائي
- الشاطر والمشطور وما بينهما
- المجانين في نعيم
- كيف تتعلم اللطم في ساعتين
- لطمية ابو الطيب الجديدة
- ما بين ثور التعليم...وكتكوتها ضاع العراق


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - شعيط ومعيط وخامسهم...