يوم يسقط فيها دمشق نتائج و توقعات الملاحظات من دفاتري اليومية/2

أكرم سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3794 - 2012 / 7 / 20 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اكتب هذه الملاحظات في دفتري اليومي وهو حزن العميق امام الضحايا المدنيين لشعب السوري، وشعوري بخجل الشديد وانا كإنسان عاجز عن عمل شئ ما ضد هذا الحرب الرجعية غير كتابة، كما شعرت بنفس خجل والحزن عندما هاجم صدام الفاشي بسلاح الكيميائي لمدينتي حلبجة. انا لست خبيرا عسكريا لكن اكتب رأي عما يجري في السوريا الان.* ان قلق مما قد يحدث في ايام المقبلة في سوريا وما هو متوقع في الأيام السوداء القادمة من الحرب الشاملة في المنطقة و توسع رقة الحرب اقليميا، وامكانية توسع مدى وحشيتها بخطورة لجوء الى استخدام اسلحة فتاكة، هذا قلق هاجس يشارك فيها الجميع الشرفاء في العالم. ان اسؤ انواع الموت هو ان يقع انسان اسيرا امام الوحوش كاسرة وان لا يجد امل و وسيلة لمقاومة و نجاة، هذا هو الحال الشعب السوري حين وقع كرهينة جريحة بين ايدى طرفي صراع لمحورين الروسي و الامريكي، الذين يسرفون في سفههم ويوغلون في الدم الشعب السوري كل حسب مصلحته دون أي وازع أخلاقي. النتائج: 1/ رفع قناع على وجوه المنافقون المنادين بتدخل في شؤون سورية الداخلية بذريعة القضايا الإنسانية، حيث من جهه يزرفون الدموع التماسيح من اجل الشعب السوري و من جهه الاخرى يدعمون الارهابين بمال والسلاح من اجل قتل والتخريب في سوريا. 2/سقوط المصداقية الاخلاقية لدول الغربية حيث يسترجلون على نظام سوريا الذي لا يختلف قيد أنملة ديكتاتورية و تسلط مع كثير من الدول الحليفة و الصديقة لدول الغربية، ماذا لم نسمع كل بعبعكم و تهريجكم لمّا كانت غزة المسكينة تحرق بالفوسفور الصهيوني، وجنوب لبنان يدك بالقنابل! أليسوا بشرا؟! يا لوقاحتكم . مع العلم ان كثير من المدنين العزل في البحرين قتلوا ولكن التّعتيم الإعلامي نسيها، يا للعار في أي عصر نعيش. 3/ كشف مدى الحماقة الخارجية الروسية والخارجية الصينية في تكرارهم لترهاتهم ومعارضتهم لاي تدخل في الشؤون الداخلية السورية تحت ذريعة القضايا الانسانية والتزامها بدعم استقلال وسيادة ووحدة وسلامة أراضي سورية و استخدامهم مرة تلو اخرى في مجلس الامن الحق فيتو ضد التدخل العسكري في سوريا! ..هو مازال حسب الروس و الصينين الاغبياء يجب ننتظر تدخل العسكري للغرب في سوريا!(هذا اذا لم يوجد اتفاق السري بين روس و امريكان عن تقسيم سوريا)! انهم لا يفهمون ان الغرب تدخل خلاص من زمان في سوريا لكن ليس باسلوب العسكري المتبع في الحربين العراق و ليبيا بل حسب تاكتيك الحرب العصابات ( الحرب المقدسة للحوم الرخيصة المتبعة في افغانستان في 1980)، ها قد يسقط قريبا ديمشق في ايدي المرتزيقة الغرب لكن ما يزال العسكريون الروس الاغبياء يهزوؤن روؤسهم بان الحرب لم يبدء و الغرب لم يتدخل بعد، انهم يبررون حججهم الفارغة هذا بقولهم : لم يطلق صواريخ و لم يقصف الطائرات الغرب ديمشق بعد، لكن هؤلاء لا يرون ان غرب قد بدل من تكتيكه وقد يسقط ديمشق عاجلا ام اجلا. 4/ ان صمت الدول العميلة لمحور الغربي ضد الحرب الوحشي في سوريا لا يدهشني، ولا استغرب من تساقط دموع التماسيح لدول محور الروسي لشعب السوري ، بل ان ما يدهشني و يحزنني هو الصمت قوى اليسارية في منطقة و العالم مع بعض استثنائات لاصوات رافضة للحرب لبعض الاحزاب الشيوعية لكن بدون عمل الملموس الفعلي لوقوف ضد الحرب. ان اليسار في العالم و خاصتا في منطقتنا اظهروا الضعف وعدم احساس بمسؤلية، وهذا يفسر سر الوحشية هذا العالم، عالم الذي مات فيها الاشتراكية واليسار هو عالم الراسمالي الوحشي بلا قلب و المنطق. مع صعوبة ابداء الراي القويم امام هذا الحرب الرجعية، ومع علمي ان ديكتاتورية البشار لا تقل وحشية عن الامپريالية ومرتزقتها الرجعية، لكن اني ارى ان قسم الاعظم من مسؤلية التأريخية لضحايا هذا الحرب تقع على عاتق الامپريالية الغربية و حلفائها، اصحاب ذو سيناريو الاسود لتغير الخريطة الجيو الستراتيجة في منطقة الشرق الاوسط.
التوقعات: ان الغرب قد طور تكتيكات حرب العصابات كاسلوب في إسقاط اي دولة غير مرغوب بها، وهذا التكتيك الجديد يعتمد على جنود الحرب المقدسة ذو جنود الحرب المقدسة ذو لحم رخيص . فيما مضى كان اليساريون والوطنيون من اجل تحرير بلدانهم من تبعية الامپريالية و ظفر بالسيادة الوطنية و الاستقلال يتبعون دروس الحرب العصابات الذي وضعها ماو تسي تونع و هوشي منه و جيفارا لتحرك من القرى لتحرير المدن، كان هذا تكتيك يسمى تكتيك (الحرب داخل انياب الكلب)، اما اليوم فنرى الحركة العكسية حيث ان نفس التكتيك يستخدم من قبل الامپرياليين من اجل تخلص من قوى و سيادة الدول الذين يرفضون انصياء الى قرارات الدول الغربية. هذا تطور يطرح سؤال كيف يجب مواجه هذا الحرب العصابات الامپريالية الارهابية المخربة لدولة و المجتمع؟! فلنفترضي وجود دولة الاشتراكية، كيف سيواجه هذه الدولة عصابات الارهابيه الامپريالية؟! صحيح ان تجربة الاشتراكيون الروس( بلشفيك) في الثورة الاكتبر الحرب مع الروس البيض ولمقاومة ضغط الثورة المضادة والتدخل الفرنسي والإنكليزي والأميركي خلال ثلاث سنوات متواصلة دروس مفيدة لكن لايكفي هنا وفي هذا العصر لدولة الاشتراكية وحيدة لمواجهت الارهاب الامپريالي، وبالتاكيد يجب ان لا تسمح الجيش الاحمر من ان قراها و مدنها تصبح مسرح لحرب عصابات لجيوش المرتزقة الامپريالية. ان نتيجة و درس الذي يمكن استخلاصها من الحرب على السوريا هو مع الاول اليوم ومع اول طلقة الرصاصة يجب ان يحول هذا الحرب الى اراضي الدول الامپريالية والا خسارتنا مع مرور الوقت في الحرب العصابات الامپريالية كهذه سيكون اكيدة

#أكرم_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات