أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - يوم الفرقان: الجمعة 28 يناير 2011














المزيد.....

يوم الفرقان: الجمعة 28 يناير 2011


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هو اليوم الموافق فراق الأخوان لنظام حسني مبارك المتداعي والقفز بطاقة وعلانية كاملة إلى سفينة الثورة. منذ ذلك اليوم، الأخوان ممسكون بدفة القيادة. شهد ذلك اليوم هجوماً شاملاً، يبدو مدروساً ومنظماً ومنفذاً بدقة وعناية وحرفية عالية، على كل المفاصل الأمنية الرئيسية التي يحتمي بها نظام مبارك. العملية تمت بنجاح. لا توجد أي منظمة أو جماعة غير عسكرية مصرية قادرة على تنفيذ مثل هذه العملية الحربية الواسعة بهذه الدرجة من الاحتراف، وبهذا التزامن عبر جميع أنحاء الجمهورية في ساعة واحدة، سوى جماعة الأخوان المسلمين. ما حدث في ذلك اليوم، في تحليل شخصي، هو أن قيادة الأخوان، بعد مراقبة ورصد وتحليل الموقف والتطورات المتسارعة من 25 إلى 28 يناير 2011، اتخذت قرارها في ذلك اليوم بالوقوف بالكامل مع الثورة، وصدرت فوراً الأوامر بضرب كافة المفاصل الأمنية للنظام وشل حركته. شن هجوم منظم وشامل على جميع مراكز وأقسام الشرطة والأجهزة الأمنية في جميع أنحاء الجمهورية في نفس الوقت، وأشعلت النيران بمقرات ورموز الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. في خضم الفوضى والنيران المشتعلة والهرج والمرج في كل مكان، كان ثمة أمر بالغ الأهمية والخطورة على الثورة الوليدة يجري وكان يجب أن يسترعي الاهتمام والتساؤل: آليات الجيش تنتشر عبر طرق وشوارع مصر في هدوء ونظام مريب.

كيف، وسط كل تلك الفوضى والنيران المشتعلة والهرج والمرج في كل مكان، لم تطلق رصاصة واحدة على آلية أو دبابة عسكرية أثناء الانتشار؟ هل من أشعلوا النيران في المفاصل الأمنية للنظام لا يعلمون أن الجيش هو بمثابة عموده الفقري الأمني، وأن الرئيس السابق محمد أنور السادات سبق واستخدمه في إخماد ثورة أشد وأعنف من هذه المشتعلة؟ هل ما كان في قدرة هؤلاء الذين نجحوا في ساعات في إلحاق هزيمة نكراء بقوات أمنية يتخطى تعداد أفرادها المليون أن يعترضوا، بل ويقطعوا، الطريق على انتشار الجيش؟ في العادة عندما تعم الفوضى وتعجز الأجهزة الأمنية عن السيطرة وحفظ النظام، يأمر رئيس البلاد قوات الجيش بنزول الشارع واستعادة الأمن والنظام، إلى قديم عهده لا إلى جديده. كان الأخوان، أو عموم الثوار الذين أطاحوا بالمنظومة الأمنية القديمة، يعلمون أن الجيش ينتشر بناء على أوامر من رئيس النظام نفسه الذي يراد إسقاطه، ومن ثم، في التصور الأقرب إلى المنطق السليم، سوف يستعمل الجيش سلاحه وآلياته تنفيذاً للأوامر الصادرة له باستعادة الأمن والنظام- النظام القديم. هل يتركون الجيش ينتشر ويتخذ مواقعه بهدوء وبشكل منظم إلى أن يأخذ كامل الاستعداد والجهوزية للانقضاض عليهم وتصفيتهم، كما حدث بالفعل من قبل؟ لابد من تفاهم ما، أو صفقة ما، لكي ينكسر هذا المنطق الشاذ وتصبح النتيجة غير المنطقية معقولة.

لابد أن الجيش، قبل أن ينزل إلى الطرق والشوارع، كان بالفعل قد باع مبارك ونظامه واشترى الأخوان ونظامهم، أو ما كان نزول الجيش سيتم بهذه السهولة والسلاسة وسط الفوضى والنيران المشتعلة في كل مكان. من استطاع في ساعات معدودة أن يزلزل ويبعثر منظومة أمنية مليونية لابد أن يكون قادر على أن يعطل ويربك عملية انتشار لبضعة مئات الآلاف من جنود وضباط الجيش بآلياتهم. لكن الدبابات استقبلت بالورود والتقاط الصور التذكارية على ظهورها. لا شيء أبداً يستطيع أن يفسر ويبرر ذلك إلا صفقة، بالتأكيد بين العسكر والأخوان.

في النهاية، أعتقد أن الجيش قد تآمر مع الأخوان ضد نظام مبارك وبعض رموزه فقط، حتى من قبل أن يتنحى مبارك عن الحكم، إذا كان تنحى أصلاً، في 11 فبراير 2011. الأخوان كانوا جزء معارض في النظام القديم، بينما كان الجيش عموده الفقري. لأسباب لا تزال غير معلومة حتى الآن، اتحدت المعارضة مع الجيش ضد رأس النظام ونفر معدود ومحسوب فقط من رموزه البارزة، ليس كلها.

ماذا كانت شروط الصفقة، وهل لا تزال سارية؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية كفر بالله؟
- المشروع الإسلامي التجريدي وإشكالية الصراع المحتوم
- -حكم بين السلطات-، أضلولة أخوانية
- الدائرة الأخوانية الإسلامية المغلقة
- سلطان الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
- نصف إله + نصف شيطان = مساواة
- الحرية وتطبيق الشريعة
- امسك...إسلامجية حرامية
- آلهة شياطين
- بسم الدين وبسم العلم...نخون الوطن
- وماذا لو حكم الأخوان؟
- من ثورة مدنية سلمية إلى زحف إسلامي ترهيبي
- هزيمة مشروع الإسلام السياسي في مصر من الجولة الأولى
- أسطورة الإله...أسطورة الوطن
- أدعياء دين وكاذبون ديمقراطية
- تحالف المشروع الأخواني-السلفي، نعمة أم نقمة؟
- أسطورة القوانين الوضعية والشرائع السماوية
- السيادة أين، للدستور، أم الشريعة؟
- رحمة الله عليك يا مبارك، كيف تعدمون ميتاً؟!
- في مصر، صراع وجودي بين الله والإنسان


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - يوم الفرقان: الجمعة 28 يناير 2011