أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - التآخي العربي الكوردي في بوتقة الخلافات السياسية














المزيد.....

التآخي العربي الكوردي في بوتقة الخلافات السياسية


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستعر الخلافات السياسية بين رئاسة الوزراء في الحكومة الاتحادية العراقية و رئاسة اقليم كوردستان يوما بعد آخر وسط مخاوف المواطنين من اشتداد الازمة وانفجارها على غرار ما كان يحدث في السنوات الماضية التي قضت فيها الحروب الشوفينية على حياة الاف المواطنين وذهبوا وقودا لمعارك عبثية لم تنتج سوى الالم والحزن والخراب على مدى عقود طويلة ادخلت العراق في ليل مدلهم لم يستطع اثره بلوغ طريق التقدم والرقي بل ظل يتخلف ويسير عكس اتجاه التطور فاصبح اشبه بالبلدان التي خرجت من الحرب العالمية الثانية .
إن تصعيد الخلافات حول استثمار النفط المستخرج في كوردستان ، وتعليق جميع الحلول الممكنة لتطبيق المادة 140 ، وتأجيل قانون النفط والغاز وعدم اقرار صيغة ملائمة له تضمن حقوق الجميع ، واستمرار المناوشات حول حصة كوردستان من الميزانية ، كل تلك القضايا التي اصبحت شائكة وعصية على الحل لا تخدم احدا وستبقى جرحا نازفا يؤرق الجميع مالم تعالج باسرع وقت ووفق نوايا صادقة تحرص على روح الاخوة العربية الكوردية .
الملاحظ ان الساحة السياسية العراقية اصبحت حلبة صراع بين العديد من القوى السياسية العربية والكوردية وتشظت القوى الى محاور منقسمة فيما بينها وعلى نفسها ايضا واصبح حالها كما يلي :
الانقسام العربي :
يتضح الموقف السياسي للقوى والاحزاب العراقية العربية من خلال اصطفاف بعض الاحزاب والكتل السياسية الى جانب الحكومة المركزية وبعضها الاخر الى جانب حكومة الاقليم ، فالاحزاب العربية الشيعية انقسمت الى قسمين لان التيار الصدري ابتعد بضع خطوات عن كتلته الام - التحالف الوطني - وغازل حكومة الاقليم وان على استحياء ، فلم يعلن موقفا حاسما من الازمة الناشئة بين الطرفين : الحكومة والاقليم واستمر ينتقل بين موقفين احلاهما مـر .
كما ان القائمة العراقية انحازت الى جانب حكومة الاقليم مع انها لا تؤمن بالقضايا التي يطالب بها الاقليم ، او لنبيح لنفسنا القول ان معظم مطالب الاقليم من الحكومة المركزية لا تحظى بتأييد القائمة العراقية ، ولكنها اختارت الوقوف الى جانب الاقليم كي تعزز حظوظها في الصراع مع المالكي عسى ان تتمكن من انتزاع رئاسة الوزراء منه ، وبعدها سيكون لها مع حكومة اقليم كوردستان حساب اخر .
الانقسام الكوردي
اثر تأجـج الخلاف بين الحكومة والاقليم ، اختار الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة رئيس الجمهورية الوقوف على الحياد اولا ودعم مطالب الاقليم ، ولكن بسبب حراجة منصب رئاسة الجمهورية ، تقرر الكشف عن موقف جديد ، وهو مساندة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي ودعم مطالب حكومة الاقليم ، شرط ممارسة الاعتراض باساليب الحوار والاجتماعات والمؤتمرات وعدم اللجوء الى سحب الثقة عن رئيس الوزراء ، وهو ما كان يعول عليه الدكتور اياد علاوي على اساس ان رئيس الجمهورية الكوردي سيلتزم جانب السيد رئيس الاقليم لانهما في جبهة تحالف واحدة : التحالف الكوردستاني . ولكن مثلما ابتعد السيد مقتدى الصدر بضع خطوات عن كتلته الام ، كذلك ابتعد السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني بضع خطوات عن كتلته الام . وبذلك تحقق انقسام الموقف الكوردي مثلما انقسم الموقف العربي ، وعادت الامور الى نصابها في قسمة عربية كوردية جعلت الازمة تتجمد عند النقطة الحرجة .
وبهذا سينتظر الجميع مبادرة الراعي الامريكي – الحاضر الغائب - في حلحلة الامور وايجاد مخرج للازمة رغم فشل العديد من المساعي الحميدة التي قام بها ممثل الامم المتحدة وبايدن والسفير الامريكي وغيرهم .
نتائج ضارة
ان الخلافات السياسية احدثت استقطابا عربيا كورديا ، وتعمل العديد من القوى على القاء المزيد من الحطب على النار بدلا من البحث عن حلول عملية لانهاء الازمات ، والامر الخطير الاخر هو محاولة البعض تعميق الانقسام العربي الكوردي وتهويل الخلافات الى درجة تصبح فيها عصية على الحل ، وهو الحلم الذي راود الشوفينين الذين عملوا ويعملون دوما على تخريب التآخي العربي الكوردي وزرع بذور الشقاق بين المواطنين كي يسهل عليهم تحقيق مآربهم وقيادة الجموع مغمضة العيون الى مصير مشؤوم .
الخلاصة
كانت ذروة التآخي العربي الكوردي ثمرة من ثمار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 58 التي اكدت في اول دستور مؤقت للعراق على شراكة العرب والكورد في الوطن ، ومنذ ذلك اليوم سعت القوى الشريرة التي لاتريد الخير للعراق الى القضاء على روح التآخي العربي الكوردي، لذك كان اعلان الشعار الوطني عام 59 هو : على صخرة الاتحاد العربي الكوردي تتحطم المؤامرات الرجعية .
ان التآخي العربي الكوردي لا يعني عدم حصول الكورد على حقوقهم كاملة بل ان ابرز من رفع هذا الشعار هو الحزب الشيوعي العراقي وكان يومذاك اكبر الاحزاب العراقية جماهيرا ونفوذا وهو الحزب الذي اقر وآمن وبشر بحقوق الشعب الكوردي بما فيها حق تقرير المصير .
وللتاريخ يجب ان نضيف ان دماء العرب سالت في كوردستان ايمانا بحقوق الشعب الكوردي مثلما سالت دماء الكورد في ساحات الحروب والنضال في العراق والعالم العربي ، وحتى وان تحقق حلم الدولة الكوردية يجب ان يبقى التآخي العربي الكوردي ركيزة لبناء الوطن مهما اتخذ من اسماء وصفات واشكال .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخوخة القيادات السياسية
- روح الحوار البناء والامانة والصدق... دعوة من مام جلال الى ال ...
- تزوير تواقيع .. تزوير شهادات .. تزوير اصوات .. تزوووووير
- رحيل العصفور الازرق
- اسقاط الحكومة ديمقراطيا
- العراق ... مفتاح المفاوضات النووية الايرانية
- صخب السياسة العراقية
- تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة
- مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع
- نحو علاقات أفضل بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية
- إضافة الى مقال الدكتور عبد الخالق حسين : قاسم والمالكي بين ز ...
- ندوة حول الازمة التي تفجرت بعد مؤتمر القمة العربية ببغداد
- مؤتمر القمة العربية للرجال فقط
- طبول مؤتمر القمة
- الهاشمي يختبئ في عرين الاسد
- قديس الشعر الاب يوسف سعيد .. يرحل مبتسما
- الهاشمي و علاوي ... فيلمان في آن واحد
- العراق ... كيف أصبح عصيا على الاصلاح
- المعدان .. الكورد الفيلية .. المندائيون ... شعوب بلاد الرافد ...
- أقدم ختم بابلي لحقوق الانسان .. عهد كورش


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - التآخي العربي الكوردي في بوتقة الخلافات السياسية