أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خطاب الرأب ورأب الخطاب:














المزيد.....

خطاب الرأب ورأب الخطاب:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 08:09
المحور: الادب والفن
    



يلاحظ أن تمكن ثورة الاتصالات، من إعادة صياغة العالم، وربطه من خلال عصب جديد، بفضل إنجازات هذه الثورة التي اختصرت الحدود الجغرافية، قلصت العالم، كي يتحول إلى مجرد بيت واحد، بغرف كثيرة، تناسب تعداد بلدان العالم، وأممه، وشعوبه، ولغاته، وحضاراته،وصار في إمكان الكلمة التي كانت تحتاج إلى دورة مضنية من الحوامل كي تستطيع أداء مهمتها، في توحيد الخطاب، ضمن مجتمع واحد، أوفي سبيل تشكيل أوسع دائرة ممكنة، لكسب الرأي العام، أن تؤدي وظيفتها تلك،في أسرع ما يمكن من زمان.

وإذاكان في إمكان الميديا الجديدة أن تسهم، في التأثيرعلى سكان الأسرة الواحدة، المومأ إليها، أعلاه، كي تقرب بين وجهات نظرهم، على هذا الأساس، في زمن مختصر، مكثف، خاطف، قياسي، فإن معرفة مكمن ماهوصحيح، وتمييز الخيط الأبيض من الأسود، في اللوحة الكونية، لم يعد يؤول إلى خلاصة موقف محدد، من كل شيء، يتم من حولنا، لأن عامل المنفعة الذي يستطيع-عادة- فرزالمواقف على أسس تناسب منظومته، بات يشهد تطوراً هائلاً-هو الآخر-في ممارسة جاذبيته، وترك بصماته،على الصعد كافة، إلى الدرجة التي يتقدم فيه هذا العامل، وإن كان ذلك على حساب المنظومة الأخلاقية التي لم تعد،مرجعاً،في مثل هذا المقام.

ومادامت الأمور، وفق هذه الأطروحة، يتوزعها قطبان: الحقيقة، والمنفعة، فإنه من اللزام الانصراف إلى التفكير، بمسائل باتت أكثرأهمية، من بينهاأن ثقافة العولمة التي تؤول إلى تلقي صدمة الحدث، في لحظة حدوثه، ويتطلب بدوره تشكيل وشيجة كونية،نتيجة تحطيم الحدود، تخلق وحدة الرأي والموقف،في مجمل القراءات التي تتم، إلا أن ذلك لايتم،وفق المقدمات المعطاة. ولعل"تبلد" الأحاسيس، نتيجة تفاعلها مع الصورة الإلكترونية، له دورمهم في هذه المسألة، كماأن لطريقة بثِّ هذه الصورة، وفق رؤية الجهات الأكثرتأثيراً في مواكبة الحدث،تأثيرها،إلا أن الخطاب الإعلامي المرافق،لايزال يلعب دوره الأكبر،مشكلاً حاجزأمان ضد قراءة الصورة، كماهي...!.

نحن هنا،أمام خطاب، لما يزل غيرمتماسك، متصدّع، يواجه الصورة بالصورة المعاكسة، ويجعلناأمام خطابين، في أقل تقدير، وهوما يقلل من شأن دوره،في الوقت الذي باتت الظروف مهيأة لصناعة رأي موحد، يستند إلى جوهرما يتم، بعيداً عن فتح بوابات التأويل التي لايمكن اللجوء إليها،أمام قضايايومية، نراها في بيتنا الكوني الصغير،وغيرقادر-حتى الآن-حسم خصيصة خلق الالتفاف العام حولها.

طبيعي،إن عامل المنفعة،يلعب دوراً لافتاً، في واقع الاختلاف في قراءة أي خطاب، وفق أهواء صاحب القراءة، وذلك في ظل غياب الوازع الأخلاقي، والرادع السلوكي، اللذين من شأنهما توجيه بوصلة هذه القراءة، باتجاه مقاربات الحقيقة، وهوما سيظل مستمراً،في ظل فوضى قوانين العلاقات الناظمة، كونياً،وهيمنة مالك القوة على المفاصل الأكثرحساسية، ما يجعل أبواب الصدامات الكبرى مفتوحاً، على حساب الاستقراروالطمأنينة في هذا العالم الجميل، المهددبالخوف المستمر.

ولعله من الطبيعي،أن تكون من نتائج الخطاب غيرالمنسجم مع ذاته،أوالمتناقض مع الواقع، والمصلحة الكونية، خلق فضاءاً من القلق، والتوتر، الدائمين، بما ينمُّ عن خلل كبير، لابد من العمل الدؤوب لجعله في مستوى المصلحة الكونية التي تتطلب صياغات عالمية،ترتقي إلى مستوى إيقاع الزمن، ومصلحة الإنسان حاضراً ومستقبلاً، وهومامن شأنه تحويل البيت العالمي إلى فردوس أرضيّ، سيظل أعظم الأحلام الإنسانية على الإطلاق..!
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط ثقافة الاختطاف
- في انتظارساعة الصفر: إلى دمشق الباسلة
- شعرية النص الفيسبوكي
- نفقٌ ومنافقون
- ماء الحب وهواؤه:
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين: أسئلة التطبيق والضوابط1
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين:أسئلةالتطبيق والضوابط
- أولى ثمارالدبلوماسية الكردستانية
- الشاعروقصيدته التالية:
- عزلة المثقف الكبرى
- المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!
- الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الا ...
- اتحاد تنسيقيات شباب الكرد يشعل شمعته الثانية1
- ثنائية الثقافة ووسائل الإعلام الحديثة
- أميربوطان في القصرالجمهوري
- الشاعرروائياً
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص
- صناعة الماضي
- موَّال ديري*


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خطاب الرأب ورأب الخطاب: