أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علا جمال - استشهاد حضرة الباب (2)














المزيد.....

استشهاد حضرة الباب (2)


علا جمال

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 19:22
المحور: حقوق الانسان
    


قصة الشاب انيس الذي تمني ان يسشهد مع حضرة الباب في سبيل الخالق عز وجل
وكَانَتْ هي نذير السّاعة الأخيرة التي كان دائمًا يتمنّاها، وقد ظهر فِي مدينة تبريز فِي ذلك اليوم هياج واضطراب شديد وجاءت الطّامة الكبرى التي تظهر يوم القيامة حسب اعتقاد الناس، فلم تشهد تلك المدينة مطلقًا يومًا عبوسًا قمطريرًا أخذ فيه الاضطراب جميع الأهالي مثل ذلك اليوم الذي أُحضِرَ فيه الباب إلى مكان استشهاده، وإذ اقترب الباب من ساحة المعسكر ظهر فجأة شاب اخترق الزّحام مقتحمًا كلّ الصعاب والمخاطر التي تواجه مثل هذا العمل، وكان وجهه شاحبًا وهو حافي القدمين وأشعث الشّعر، وإذ كان ينهج من التّعب وهو منتهك القوى رمى نفسه عَلَى أقدام الباب وأمسك بطرف ردائه وتضرّع إليه بحرقة قائلاً: (لا تبعدني عنك يا سيّدي أينما ذهبت فاجعلني أتبعك). فقال له الباب: (يا محمّد علي قُم وتأكّد أنّك ستكون معي وغدًا ستشاهد ما يقضي به الله). وكذلك هجم اثنان من الأتباع وأكدّا له طاعتهما وتعلّقهما به، فقُبض عَلَى هذين الشّخصين ومعهما محمّد علي الزنوزي ووضع الجميع فِي غرفة واحدة مع الباب والسّيّد حسين.
وسمعتُ السّيّد حسين يقرّر الآتي: "في تلك اللّيلة أضاء وجه الباب فرحًا وتهلّل سرورًا لم يُشاهد عليه من قبل، وكان يتكلّم معنا بالفرح والانبساط غير مبالٍ بالعاصفة التي أُثيرت حوله، واختفى الحزن الذي كان يُثقل عليه، ويظهر أنّ أثقاله قد ذابت أمام اليقين بالنّصر الآتي، وقال لنا: (باكرًا سيكون يوم استشهادي فمن منكم يقوم الآن وبيديه يُنهي حياتي، فإنّي أفضّل أن أذُبح بيد حبيب بدلاً من العدو). فانهمرت الدّموع من أعيننا عندما سمعنا ذلك الطّلب، وكنّا نجفل من فكرة إنهاء حياة ثمينة مثل حياته بأيدينا، وامتنعنا وبقينا ساكتين، ولكنّ الميرزا محمّد علي قام فجأة وأعلن استعداده بإطاعة ما يأمر به الباب، فقمنا وأجبرناه عَلَى الامتناع من تنفيذ ذلك فقال الباب: (إنّ هذا الشاب الذي قام ليُنفّذ مشيئتي سوف يحصل معي عَلَى الشّهادة وهو الّذي أختاره

ليشاركني فخر لبس تاج الشّهادة).
وفي الصّباح المبكّر أمر الميرزا حسن خان أن يأتي الفرّاش باشي بالباب ويحضره أمام كبار مجتهدي المدينة ويحصل منهم عَلَى الحكم بالإعدام، ولما شرع الباب فِي مغادرة المعسكر سأله السّيّد حسين ماذا يعمل، فنصحه قائلاً: (لا تظهر إيمانك حتّى يمكنك فِي الوقت المعلوم أن تخبر الذين خصّصوا لسماع الأمور التي لا يعرفها أحد سواك). وكان السّيّد حسين مشتغلاً بمحادثة سرّيّة معه إذ جاء الفراش باشي لأخذه وقطع عليهم الحديث وأمسك السّيّد حسين من يده وسحبه جانبًا وأخذ فِي توبيخه، فأشار الباب إلى الفرّاش باشي وحذّره قائلاً: (إلى أن أكون قد أتممت كلّ ما أريد أن أقوله للسّيّد حسين لآخر كلمة، لا تقدر أيّ قوّة أرضيّة أن تمنعني من ذلك، ولو اجتمع العالم كلّه كجيش واحد حولي لَنْ يقدر أن يمنعني من إتمام ما أقصده من الأقوال إلى آخر كلمة). فدُهِشَ الفرّاش باشي من مثل هذا التحدّي الجريء ولم يردّ الجواب بل أمر السّيّد حسين أن يقوم ويتبعه منصرفًا، ولما دخل الميرزا محمد علي أمام مجمع المُجتهدين ألحّوا عليه – بالنّسبة لمقام نسبه للسّيّد علي الزنوزي صهره - أن يرتدّ عَنْ إيمانه فصاح قائلاً: (لا يمكن أبدًا أن أرفض سيّدي، فهو جوهر إيماني وهو مقصود عبادتي الحقّة وفيه وجدت جنّتي وفي اتّباع شريعته استدللت عَلَى سفينة نجاتي). فأرعد الملاّ محمد المَمقاني قائلاً له: (اسكت إنّ مثل هذه الكلمات تدلّ عَلَى جنونك وإنّي أغفر لك هذه الكلمات التي لست مسئولاً عنها). فأجابه قائلاً: (لست مجنونًا إنّ مثل هذه التُّهمة أولى بها من حكم بالقتل عَلَى من لا يقلّ قداسة عَنْ القائم الموعود، فليس مجنونًا من يتّبع دينه ويشتاق أن يُسفك دمه فِي طريقه).



#علا_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهاد حضرة الباب (1)
- دين الله واحد ورسل الله واحد
- جميع الرسل تعذبوا في سبيل الخالق
- صلوا من اجل من صعدوا
- علاقة الدنيا بالعالم الاخر
- ما معنى الجنة والنار؟
- الروح والعقل والنفس
- الحياة من بعد الموت
- الاحتفال بعيد الرضوان
- ام المعابد
- جابلقا وجابرصا
- حمار يبعث رسالة لبني آدم
- عيد النيروز
- الصيام في الدين البهائي
- التربية والتعليم
- بيوتا لا تخربها الامطار
- ارفع رأسك عن النوم
- الفخر لمن يحب العالم
- العنف في حياة المرأة
- العنف ضد المرأة والبنات


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علا جمال - استشهاد حضرة الباب (2)