أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات














المزيد.....

2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات

افسد علينا فرسان 2003 كل شئ، ، روحنا، مُتعنا، الأماكن والذكريات، وكل منمنمات الحياة. أفسدوا الوطن. أسماءنا هي الأخرى، لم تسلم من خبث النوايا. بلمسات ملطخة بدمٍ زكي ، أيقظوا فيها رمزيتها، سرقوا منها تجريدها الساحر، عذريتها، روح وجمال معانيها العربية. أيقظوها من هجيعها الراقد بسلام بين قلوب وألسن وذاكرة الناس. يا للهول ! صارت هويتنا أداة ذبحنا، قدراً وطنياً يحمل لنا بين طياته الخوف والموت.
خلاف الساسة، كان أبي، من بصرة التسامح والعشق الصوفي والثقافة الإنسانية، وقبل سبعة عقود، اختار لنا أسماءً خارج حقل ألغام فرساننا الميامين. تجريدات جميلة خارج فخاخ التاريخ والتراث ورموز الأديان، لم يتيمن بأحد، لا ببطل قومي ولا بقائد سياسي أممي أو وطني.
ثمة تقيّة تعمل في الحاضر. ربما استباق أحداث "وطنية" غير مقصود، فيها تخطينا زمن عهرنا السياسي الخاضر. لكنه بالاضافة الى ذلك، كان قد ترك لنا معها، إرثا فكريا كتراث ومتاع لنا.. ومات.
******
لم يخلفْ قاد تنا الوعد، فقد أدخلونا الجنة من أوسع أبوابها، حيث استـُقبلنا بجنان مخيمات اللاجئين الهولندية، بإنسانية وترحاب يعوزها الوطن. عندها وحسب هراء أحد الملتحين المهرجين، كرّر مع كل وجبة فطور، وبلكنة عمارتلية ساخرة: نامَوا، إكلـَوا، لبخَوا "زبدة ع اللوف" .. كل شي مدفوع ثمنه من نفطاتنه". كانت هذه اول مما حكات فضاء الحرية. يقينا، حتى في جنان الدنيا، ثمة خيبة. فالطيور على أشكالها تقع.
لمّ مخيمنا "فندق سياحي" طيفنا العراقي بالتمام: مسلمين، ومسيحيين وصابئة وأزيديين ولا دينيين. كنا معزولين عن بقية الجنسيات الاخرى في مساكن خاصة.
خلال تواجدنا هناك، فرضَ علينا فضاء الحرية، زهوه الخلاق. أعاد لنا شعور الاعتداد بالذات وطلاقة اللسان، فراحت الأكثرية تغرد وتعيد تشكيل طيفها المشرد. المؤسف، ان هول جرائم الوطن وضغائنها، لعنة كالطاعون، أنستنا أزمنة الخير والمحبة، فراحت تستنسخ ذات المسخرة، طقوس وأمراض زمن الخراب وحرب الطوائف والقتل على الاسم والهوية، باتت تجمعنا مشتركات ثقافة العهر السياسي واسلحته: جهل ، ضغائن ، كراهية وأحقاد وكل ما صدقناه من أكاذيب حول مظلوميات المذهب والديانات وضلالاتهما .
بفعل غريزي عجيب ، راح البعض يواسي جراحه ويوحد طيفه بتخندقات طائفية واثنية ومناطقية داخل كامبات اللاجئين . .كان الكل فيها، يمارس حقه الضائع و حريته بأبشع صوره، و بشكل علني، مطمئن، وبصوت عالٍ.

كانت أسماءنا في أحيان كثيرة، ترمز لهوياتنا كدوال مذهبية، خاصة في حرية الدردشة ولم الصف !. خلافها الأسماء الشفافة التي خارج دوال التراث، والمطعمة بقليل من خبرة سياسية وثقافة عامة، فكانت كفيلة باختراق صفوف ثكنات الجهل، دون احتراس. فتخيلوا متعة مَن يعشق الدردشة بالسياسة والدين في نقاشات فضاء حر كهذا..! حينها،أطلقت عليها: (عواء في الجنة.!)
بروح عراقية "حضن وبوس" ودون معرقة سابقة، جمعني لقائي الأول،مع رجل بلا لحية، في الخمسين، تفوح منه رائحة الكحول.! بغفلة ، تبرع واعاظ شاب ، كان قد لجأ قبلي بفترة، محذراً: (هذا يزيدي ! من عبدة الشيطان ! شلون تبوسة!؟). يقيناً ضمن رائحة الكحول واشراقة الاستقبال العفوية، شممت منه شذى وعبق الوطن! يا للخيبة ! من شرَّد الطيبة من وطني ؟!
في قمة نشوة الشباب مع البيرة الهولندية وافلام العري المتلفزة بعد منتصف الليل، سأل شاب معتوه أمي زميله المسيحي -ابو يوسف- الذي يشاركني غرفة نومي: هل تؤمنون بالله !! أراد ابو يوسف الطيب القلب ، ان يقنع هذا الجاهل، فقال بتهكم شجاع : ليش سورة مريم بقرآنكم شتكول؟؟ بين شعور بالإهانة للأكثرية ! وسخط الكراهية والمكابرة الفارغة ، استنفذا كليهما وبصوت عال، كل فسحة حريتهما، وأفرغت النفوس الملتاعة ويشجاعة، كل دفائنها المكبوته . وصل الصياح في نهاية المطاف الى تهديد ابو يوسف بدعوة شرطة المخيم (كوا).. بعد تهدئة الموقف من مخاطرهذا التهديد، توسع النقاش و جمع صياح المناقشين وهواتفهم النقالة، كل من يهمه أمر الدفاع عن طيفه المؤمن، مع مشاركة صمت اللا دينيين المحير. استمر "عواء الجنة" وأصدائه حتى الصباح . خرجنا منه كالعادة، بنتائج متناقضة ومخيبة للآمال، وبمعلومات غير موثقة بنص، لا قرآني ولا انجيلي، وما فهمته مما بين تعالي التكبيرات والاستغفار يقول: ان ام المؤمنين خديجة، ليست موحدة ومن الأحناف فقط !!، إنما كانت مسيحية. عمها ورقة بن نوفل صديق نبينا الكريم، كان شاعراً وقساً، وان عقد خديجة الكبرى مع نبينا محمد (ص) عقد كنسي . لكن صيحات الاستهجان تعالت اكثر مع اللطم ،حين تبين لنا ان عقد نكاح الامام علي (ع) من فاطمة، هو الآخر، ألزم علياً بعدم الزواج من غيرها الا بعد وفاتها !! ومع الصباح، سكت فادي ابو يوسف عن الكلام المباح !! ونام لأول مرة مرتاحاً، دون شخير..! !
يتبع -3



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1- مشاهدات:. طائفيو المهجر، والدكتور جعفر المظفر !
- الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!
- -اختطاف- البرلمان، والخوف من فيروساته!!
- د. عادل عبد المهدي و..-الانتخابات المبكرة ، قرار مدروس ( ؟ ) ...
- في الجحيم ، لا غرابة حين توزَّع صكوك الجنة ؟!
- مهزلة استنساخ ..الإمام على والسيد المالكي !
- حذاري من تحسين السمعة بالاصطفاف القومي !
- قراءة في أغنية و- نشيد الكشافة -
- في الخواء السياسي! تمنح الثقة لقائد الضرورة القصوى !
- تحسّرنا..! وسنترحم أيضا !!
- -أبواب الرجاء- دجل تشيّع .. بلا رجاء !!
- رئيس جامعة النهرين يهنئ خريجيه : زمايل وساقطين !!؟
- -التستسترون - هرمون فحولة سلفي ينمو مع اللحى الإسلامية !!
- بغداد 1960-()*) وواقعنا المحزن المخيف المرّْ !!
- نبينا العظيم،، يوصي بانتخاب حازم أبو إسماعيل !!؟
- صَدقَ سلفيو العراق الجدد!؟: لقد هَزمنا الحداثوية والعلمانية ...
- قراءة في أفضل مقال سياسي يختصر قمة بغداد ومأزقنا العراقي !؟
- الهجمة على الشيوعيين ! هل هي مجرد مصادفة مع قِمم بغداد العرب ...
- شارع المتنبي وبايولوجيا الطبع والتطبيع
- تفجيرات وتصريحات بمعنى واحد: نحن هنا!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سامي نادر - 2 - طائفيو المهجر.. لمحات ومشاهدات