أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - كتلج ردي او مارديتي














المزيد.....

كتلج ردي او مارديتي


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هواء في شبك
( كتلج ردي او ما رديتي)
هذا القول قاله رجل قروي لابنته التي كانت تكثر من امتطاء الحمير، فكان هو يحذرها ويمنعها من ذلك، ولكن الفتاة تصر وتستغل غياب ابيها، وفي احد الايام رفسها حمار، ما ادى الى نقلها الى المستشفى بحالة خطرة، فجاء الرجل يصرخ ويولول ويردد: ( كتلج ردي او ما رديتي)، الشاب المصري المهندس في المرحلة الثالثة، الذي قتلته جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد اسبوع من تولي احمد مرسي رئاسة جمهورية مصر العربية، لم يكن معارضا للاخوان، ولم يخرج بتظاهرة ضدهم، ولم يكن صحفيا ليكتب في صحف المعارضة، لم يكن كل هذا، لقد اصطحب الشاب خطيبته في نزهة، ودفع حياته ثمنا لذلك، وهذه الحادثة المؤلمة تذكرنا بما جرى لدينا، في بداية تسلم الاحزاب الدينية الولاية كما يسمونها على العراق، ومهما قلنا سيكون تحت قاعدة: ( الحجي ما كله الثور)، لان مصر هي اول دولة عربية شهدت حركات التحرر والانعتاق من الماضي، فكانت سباقة في انشاء المطابع وانتشار الصحف وارسال البعثات، اضف الى ذلك انها تشتمل على حركة فنية كبيرة، وجل ما اخشاه ان تكون الضحية الثانية، الفنانة المثيرة غادة عبد الرازق او سمية الخشاب، او ان يدفع عادل امام حياته ثمنا، نتيجة لما قام به على مدى السنوات الماضية من تصفير للحركات الاسلامية المتطرفة.
لقد ذاقت الشعوب العربية قديما الويلات من تسلط الولاة العثمانيين الذين حكموا باسم الدين، فكانت وسائل التعذيب المتعددة التي اشتملت على القازوغ والرجم والجلد، واقلها تعذيبا كانت الركوب على حمار بشكل مقلوب، وحلق الشعر والطواف بالمذنب امام الناس ليتعض كل من تسول له نفسه ان يقف بوجه الدولة، وسلطتها التي خولتها لها السماء، دائما مايهرول الانسان الضعيف الفقير خلف الدين، ويجد فيه منقذا له من همومه ومشاكله اليومية، لما ينطوي عليه الدين من قواعد اخلاقية، توصي باحترام الانسان، وتقدير آدميته وحياته التي منحها له الله، لكن الذي جرى ان الدين كفكر طرأت عليه تحولات كبيرة، وانشقت منه حركات متطرفة تؤمن بالقتل والتهميش والتعذيب وربما جاءت العقوبة على تهمة بسيطة، فيكون القتل ومصادرة حياة الفرد في مجتمع ينغلق على نفسه امام انفتاح المجتمعات الاخرى التي تؤمن ايمانا مطلقا بحياة الحيوان، فكيف بها مع فرد شاب طالب في كلية الهندسة.
لقد نظّر وكتب الكثيرون، حللوا وحرموا، ومنهم من وجد آذانا صاغية لما يقوله من سخافات عادت بالمجتمع العربي الى عصور متخلفة، وهذه دولة كبيرة متطورة تقع في براثن الاسلاميين الذين ربما صادروا منجز اعوام طويلة من الفن والعلم والتطور، بدليل هروب الفنانين والفنانات، بعد تفجيرات حدثت لبعض اماكن الترفيه في القاهرة، وهذا الامر كان محسوبا للتشابه الكبير بين الحركات الدينية، وما جرى في العراق، سيجري في مصر عاجلا ام آجلا، سنرى تعطيلا للحياة العصرية امام انتعاش الغيبيات، وسيختفي الطب ويغادر الاطباء الجيدون ليحل محلهم المشعوذون، وهكذا الامر سيجري بسرعة سيختفي المسرح ويتبخر الممثلون، سيجد كل منهم في دول جوار مصر ملاذا آمنا له للهروب من عمليات القتل التي ستقيد ضد المجهولين والمتطرفين، لينتهي الامر بتصفير البلد وتفريغه من محتواه الفني والادبي والعلمي، ومن ثم سيكون التباكي على ايام زمان، وسينبري لك اي مصري حين تذكره بام كلثوم ويقول: ( وعاوزنه نرجع زي زمان ، قل للزمان ارجع يزمان)، لكن لاعودة للزمان، ولم نر زمانا عاد، لقد قتل الانسان في العراق على شعر طويل، وقميص يرتديه، وربما على دخول الى صالون للحلاقة، وقتلت المرأة لاسباب قريبة من هذا ، وكنا نتأمل ان ينظر الاخوة المصريون بعين ثاقبة الى الاموال التي تسرق من الميزانيات السنوية، ولا يسمحوا للتجربة ان تتكرر في بلادهم، لكنهم للاسف هرولوا خلف الشعارات، وطالما سرقت الطبقة الجاهلة جهود المثقفين وصادرت اصواتهم، فهنيئا لخيارهم.
عبد الله السكوتي



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشوا من الشلغم
- والله لو اصير ملك
- ليلة غنى ابو كاطع
- قرالي الجلجلوتيهْ
- طابك الجلب
- يباوع الكشاية بعين غيره ، ومايباوع الدلك ابعينه
- افريح نقلوه للجبهة
- حكمة القنافذ
- ياليتنا كنا معكم
- بلابوش فيدراليه
- كاسك ياوطن
- بسمايه تتلولح بالجو
- هذا الصفه يامصطفى
- ثلثين الجنّه الهادينه ، وثلث الكاكه احمد واصحابه
- كلاوات
- حيل هيا جرعه نيا
- نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
- متلازمه من الباب للمحراب
- حكاية الصقر والديك
- من فاته اللحم لم يفته المرق


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - كتلج ردي او مارديتي