أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - عقد مصيرية في مسار الثورة السورية















المزيد.....

عقد مصيرية في مسار الثورة السورية


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 14:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لقد كشفت أحداث مؤتمر القاهرة الفراغ التنظيمي و مقدار العبثية القيادية لكثير من التنظيمات الثورية التي انبثقت على الساحة السورية، و التي آثبتت عجزها عن ايجاد صيغة ترابطية بين القاعدة و الهرم و بالعكس، كما عجزت عن خلق استراتيجية حقيقية لقيادة الثورة غير المسمى.
ويمكن فهم اسباب هذا التشتت المؤسف اذا ما بحثنا في الاسباب الموجبة له والتي سأحاول أن أجملها بالتالي:
1. يوجد صراع خفي بين ثوار المحافظات على درجة فعالية كل محافظة في الثورة وبناءا على هذا المعطى تضيع القرارات المصيرية في محاولة جذب الامور بإتجاه من يعتبر نفسه أبو و آم الثورة، فتضيع و تختفي فعالية اي قرار بين الشد و الجذب دون قرار نهائي فلا يصدر القراربتاتاً،أو كثيرا ما تأتي القرارت متأخرة.
2. يوجد صراع حقيقي بين ممثلي المحافظات ذاتها، ان كانوا من تشكيلات مختلفة آو حتى من ذات التشكيل، و مرد ذلك الصراع هو تصورٌ مثير للاستغراب مرده محاولة الظهور و الشهرة بآية وسيلة كانت، والاسلوب الشهير هنا، خالف تعرف.
3. غياب التخطيط الحقيقي للعمل الثوري لصالح تسجيل مواقف ارتجالية قد تصيب أحياناً و لكنها كثيرا ما تخطئ, وهذا ما يصيب الثورة بشلل المراوحة في المكان.
ولعل ما حدث مؤخرا في الهيئة العامة للثورة السورية، التي نأخذها هنا كنموذج للتنظيمات الثورية المحترمة، يفسر هذه القضايا و يؤكد الحاجة للخروج بتنظيم ثوري يضع نجاح الثورة نصب عينه بعيدا عن التجاذبات الشخصانية أو المناطقية آو مبدأ تحطيم الآخر حتى يظهر من سبق بالطعن.
طبعا ليست الهيئة العامة للثورة السورية من بين التنظيمات الثورية الوحيدة التي وقعت في هذا المسلك، ولكنها ستكون المثال لتبيان الحاجة الماسة لتنظيم يقود الثورة نحو تحقيق آهدافها و عدم السماح لأحابيل الساسة أن تسرق ما يرنوا كل شخص اليه من أحلام حول العدل و المساواة و ممارسة حرية الاعتقاد و المواطنة.
و لعل ما حدث على هامش مؤتمر القاهرة من اتخاذ قرارات متخبطة من قبل بعض مكاتب الهيئة ليعطي صورة واضحة عن السلبيات الموضوعة أعلاه و التي تعيب التشكيلات الثورية. و القصة يمكن شرحها باختصازر كالآتي:
نظرياً ـ يوجد من بين مكاتب الهيئة العامة للثورة السورية ما يسمى المجلس الثوري و المكتب السياسي. أما المجلس الثوري فمن المفترض أن يضم 12 محافظة بواقع 5 أعضاء عن كل محافظة، و معظمهم من الناشطين على الأرض، يمتلك هذا المجلس الثوري حق اتخاذ القرارات و ابطالها بفيتو يملكه، وفق آلية ديمقراطية تقضي بحصول القرار على أغلبية النص زائد و احد.
و نلاحظ هنا أن المكتب السياسي يتألف من 17 عضوا بحيث يضم ممثلا واحدا عن كل محافظة على الأقل و بعض المنتدبين لخبرتهم. ويتم اتخاذ القرارت بنفس طريقة اتخاذ القرار في المجلس الثوري، وهو ينفذ رغبات المجلس الثوري فقط لا غير.
كما نلاحظ أنه لا توجد خطة حقيقية لاسقاط النظام عدا المظاهرات و العمل على استمرارها دون الجرأة على تطوير العمل الثوري لأشكال مختلفة، و كل هذا يندرج تحت عبارة: النضال من اجل اسقاط النظام، وهي عبارة فضفاضة قد لا تعني الكثير.
عملياً ـ يحضر اجتماعات المجلس الثوري على السكايب واحد إلى خمسة آعضاء كحد أقصى، كل واحد عن محافظة. و كثيرا ما يكون الحضور ثلاثة او اثنين من اصل ستين عضواً. أما المكتب السياسي فهو أنشط قليلاً حيث يلتزم بحضور الاجتماعات ستة آو سبع آعضاء بشكل مستمر.
بدايةً، أرسلت الجامعة العربية دعوة رسمية للهيئة العامة للثورة السورية لحضور مؤتمر القاهرة في الثاني و الثالث من تموز الحالي.
قام المكتب السياسي بدراسة الدعوة وتمت الموافقة ديمقراطياً، و تم تحويل موافقة المكتب السياسي مع أسماء الوفد إلى المجلس الثوري للموافقة حسب الاصول.
وافق المجلس الثوري على تلبية الدعوة وعلى أسماء الوفد لمؤتمر القاهرة عبر موافقة سبع محافظات. وتم اعتماد القرار بوجود سبع اشخاص بدلاً من 35عضواً لانه لو تم انتظار هؤلاء حتى يحضروا لسقط النظام قبل آن يحضروا.
وفي اليوم الأول من المؤتمر و في تمام الساعة الرابعة فجراً، تم اجتماع خمسة آعضاء في المجلس الثوري وقرروا مقاطعة أعمال المؤتمر الذي لم تبدأ بعد، و أصدروا بياناً يقاطع المؤتمر اعتماداً على حيثيات سيتم الاتيان عليها لاحقاً ضمن مناقشة اسلوب البحث و التحليل الذي اعترف به أحد أعضاء المجلس الثوري.
ومن الملاحظ آن اصدار ذلك القرار كان غير شرعياً لانه تم بواقع خمس محافظات من اصل 12, و آنه صدر اعتماداً على حيثيات أقل ما يقال عنها آنها مثيرة للدهشة إلى درجة الصدمة من هول السطحية و التنجيمية. و ما يؤكد ما ذهبت اليه من وصوف هو أن مسودة الاتفاق المبدئي المعد من قبل اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة لم تتضمن اي من الحيثيات التي تم الاعتماد عليها في الانقلاب على المؤتمر، ناهيك عن آن المسودة ستكون ساحة التفاوض للحصول على المطالب التي يرغب بها كل طرف.

لقد ذهب وفد الهيئة العامة للثورة السورية إلى مؤتمر القاهرة و قد وضع الاهداف التالية نصب عينيه لتكون ضمن نتائج المؤتمر و لا أقل منها:
1. اسقاط النظام و على رأسه الارهابي بشار الاسد بكافة الوسائل المتاحة و تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
2. الرفض التام لآي مبادرة لا تفرض اسقاط بشار الاسد بالقوة وتجلبه للمحاكمة ونخص بالذكر هنا المبادرة العربية و مبادرة كوفي آنان.
3. الرفض التام لنتائج مؤتمر جنيف.
4. الحفاظ على وحدة الارض السورية
5. الحفاظ على وحدة الشعب السوري.
6. دعم الجيش الحر.
7. الحصول على الدعم الإغاثي للشعب السوري.

وكان الاتجاه آن هذه المطالب تشكل سلتنا الواحدة و التي هي غير قابلة للتجزئة في المؤتمر، إما آن تقبل كما هي، أو فليذهب المؤتمر للهاوية.
بدأت آعمال المؤتمر و كانت الأمور تبشر بالخير. فجأة خرج إلى الإعلام السيد بسام جعارة و هو الذي تم رفض دعوته للمؤتمر من قبل أعضاء اللجنة التحضيرية السبعة عشر لأسباب لم أكن أعرفها حقيقة و لكنني اكتشفتها بسهولة ووضوح بعد تصريحاته القومجية على قناة العربية حين أعلن انسحاب الهيئة العامة للثورة السورية و أن كل من يحضر المؤتمر هوعبارة عن خائن.
طبعا لم يكترث وفد الهيئة العامة للثورة السورية لقرار المجلس الثوري لأنه قرار غير الشرعي و لا لكلام السيد جعارة على الفضائيات والذي كان يعتمد حقيقة على فحوى ما جاء على لسان آحد آعضاء المجلس الثوري صاحب الاسم الحركي أبو وليد حوران، والذي يعكس خواء الفكر الثوري، و الرغبة في إحراج أعضاء الوفد لاسباب ربما تفهم إن تم معرفةأآن إحدى شخصيات الوفد هي المناضلة سهير الأتاسي.
و فيما يلي آضع الحيثيات التي اعتمد عليها آعضاء المجلس الثوري الخمسة و السيد بسام جعارة لاحقاً و هو الذي لا ينتمي الى الهيئة العامة للثورة السورية تنظيمياً وانما مكلف اعلامي لا أكثر ولا أقل، و هو الذي ينبغي عليه آلا يتحدث إلا بما هو صادر بشكل رسمي عن الهيئة العامة للثورة السورية.
آضع هذه الحيثيات لمحاكمة الجمهور و الشعب السوري لها و لمستوى واقعيتها و لمقابلتها بما تحدتث عنه بداية من فقدان الحراك الثوري للتخطيط والرؤية الصحيحة لتحقيق أهداف الثورة في النصر على رب الكذب والالاعيب والارهاب نظام بشار الاسد.

اقتباس من عضو المجلس الثوري
هاااام وخاص لاعضاءالهيئه العامه للثوره ::::ليس للنشر ::::
انتهى الاقتباس
يقول ليس للنشر... وقد قام بنشره كما هو مكتوب في غرفة المجلس الثوري على السكايب بطريقة القص و اللصق في أحد المواقع الاليكترونية، ولا حاجة لوضع الرابط فطرق ايجاده معروفة للجميع. علما أن قانون الهيئة يمنع إخرج هكذا مواد دون قرار مسبق و بالاجماع.
اقتباس عضو المجلس الثوري:
االسلام عليكم و رحمة
هذا الكلام اضعه بين ايديكم على مسؤليتي الشخصيه وانا هنا لست اعبرعن جهه
سوى نفسي لانقل لكم حقيقة ما جرى بشفافيه, احب ان اضعكم امام ماحدث من تصرف فردي من الاخت سهيرالاتاسي ورفضها لقرار المجلس الثوري للهيئه العامه الذي هو مجلس منتخب وجل اعضائه من ثوار الداخل
تمت دعوة الهيئة العامة للثورة السورية لحضور اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة يومي 2 و 3 يوليو ، (موضوع الاجتماع : رؤية مستقبلية لسوريا المستقبل ) وتمت دعوة الأخت سهير أتاسي بصفتها الشخصية ، ودعوة 3 أشخاص من المكتب السياسي، ولقد أرتأى المكتب السياسي بعد الترشيح ارسال كل من:جيفارا – محمد علي سويد – ابو هاني
وكما ترون فان الابلاغ الذي وصلنا مبهم ولا يحوي اي معلومات عن المؤتمر ولا عن المشاركين ولا عن اي خطوط عريضه , وقد رفضت الاخت سهير الاتاسي المشاركه بصفتها الشخصيه واصرت على ان تشارك باسم الهيئه.
انتهى الإقتباس
و هنا أود أن اعلق بالتالي:
لقد تمت موافقة المجلس الثوري على مشاركة الهيئة العامة للثورة السورية في اعمال المؤتمر باغلبية مريحة بالرغم من عدم وجود الأعضاء ال 28 الآخرين، علماً آن قرار الانسحاب تم بموافقة خمسة محافظات يمثلها خمسة أعضاء وبالرغم من غياب ال30 عضواً.
وتماشيا مع كلام الثائر عضو المجلس الثوري آبو وليد حوران فالتحليل المنطقي ينبئ بالإحتمالات التالية:
1. أن المجلس الثوري قام بالتصويت على عجل دون النظر في أهمية الحدث. و هذا الكلام واضح لا لبس فيه حين يقول الثائر ابو وليد حوران:” وكماترونفانالابلاغالذيوصلنامبهمولايحويايمعلوماتعنالمؤتمرولاعنالمشاركينولاعنايخطوطعريضه”
ومع ذلك تمت الموافقة على قرار المشاركة.

2. أن المجلس الثوري لم يعي و لم يفهم خطورة المشاركة في المؤتمر و هذا واضح في كلام الثائر ابو وليد حوران :“وكماترونفانالابلاغالذيوصلنامبهمولايحويايمعلوماتعنالمؤتمرولاعنالمشاركينولاعنايخطوطعريضه”
ومع ذلك لم يطلب التوضيحات اللازمة لاتخاذ قرار مصيري

نتيجة:
المجلس الثوري الذي يصوت على عجل سواء بالموافقة او الرفض على قرارات مصيرية دون دراسة المعطيات بشكل أكاديمي و منطقي لا يستحق أن يقود الثورة و الواجب ان يقوم من قام بالموافقة او الرفض يهذه الطريقة ان يستقيل فوراً و أن يترك مكانه خشية على الثورة من الخطوات غير المحسوبة.

اقتباس من عضو المجلس الثوري
أ‌- مشاركة هيئة التنسيق الوطني والسفير الروسي الذي سبق وأعلناه عدوا للشعب السوري وحزب العمال الكردستناني.
انتهى الاقتباس
آما هيئة التنسيق الوطني فقد وقعت مبدئيا على اسقاط بشار الاسد وان كان بصيغة وجدت في المسودة بتعبير “تنحية”، وهي بذلك تكون قد اقتربت من الشارع السوري خطوة ولا ننسى آنهم تحت رحمة نظام يمكن أن يطالهم في آية لحظة لأنه يعرفهم بالاسم، وبالرغم من هذا فقد تطور موقفهم إلى حد الموافقة على المطالبة بإسقاط النظام و على راسه بشار الأسد.
آما السفير الروسي فلقد تم احراجه احراجاً شديداً عندما رفع عضو وفد الهيئة العامة للثورة السورية كاتب السطور لافتة صغيرة كتب عليها بالانجليزية “روسيا تدعم القتلة” آثناء القاء كلمته في بداية الاجتماع المغلق حيث تلعثم، تلفت يمنة و يسرى، تلون وجهه، مما استدعى السيد نبيل العربي ان يشير للعضو بالاكتفاء إلا آن العضو رفض انزالها حتي اختصر السفير الروسي كلمته، و قد قامت السيدة سهير الاتاسي بإلتقاط الصورة.
http://www8.0zz0.com/2012/07/17/09/894663432.jpg

[url=http://www.0zz0.com][img]http://www8.0zz0.com/2012/07/17/09/894663432.jpg[/img][/url]
(الصورة: علي الأمين السويد يرفع الورقة بوجه السفير الروسي)
اقتباس من عضو المجلس الثوري:
وبعض ما سرب إلينا من ورقة عمل المؤتمر
ب – المؤتمر الحالي امتداد لمؤتمر جنيف وترويج لحكومة وحدة وطنية مع من يسمونه شريفا من حكومة الأسد
ج – لا يوجد بالوثيقة المذكورة ما يشير لطلب التدخل العسكري ولا وضع ممرات آمنة
د – لا يوجد ما يفيد الطلب بتسليح الجيش الحر أو الاعتراف به
هـ – لا يوجد ما يفيد رفض تدخل إيران ( بقواتها ) او روسيا بسلاحها على الساحة السورية
و – ورد بالنصوص عبارة الآباء المؤسسين دون تحديد هؤلاء الآباء وهل حافظ الاسد منهم
ز – جاء بالنصوص عبارة ضمان تمتع المواطنين والمقيمين على الارض السورية بالحقوق … ، فهل هذا بداية مؤامرة جديدة بتوطين الفلسطينيين بسوريا ؟
ح – جاء بالنصوص عبارة سلطة الأمر الواقع الوطنية ( يعني هناك تفكير لفرض الأمر الواقع وهو ما نقصده بالامتداد لمؤتمر جنيف ) .
انتهى الاقتباس
لا يعرف من سَّرب لمن وكيف تم التسريب، ولكن المسودة ونتائج المؤتمرتكذب كل ما تم تسريبه للمجلس الثوري و لإعلامي الهيئة المكلف و الذي تذكر آنه ناطق باسم الهيئة عندما تم استبعاده من بين المشاركين في المؤتمر.
اقتباس
. تم بعدها عقد اجتماع طارئ في المجلس الثوري وتم التصويت فيه على ضرورة الانسحاب من المؤتمر فورا وقد صوت على القرار بالموافقه الاغلبيه وهم المصوتون ضد المشاركة في المؤتمر: طرطوس – حمص – حماه- درعا – حلب
وتم اصدار البيان الساعه الرابعه فجرا قبل بدء المؤتمر وتم ايصاله للمكتب السياسي لابلاغ اعضاء الهبيئه المشاركون به وتنفيذه فورا.انتهى الاقتباس
انتهى الاقتباس
يتحدث عضو المجلس الثوري هنا عن أغلبية في اتخاذ القرار، و التي هي كما تم شرحه ليست آغلبية وانما هي اعتراف صريح بعدم الشرعية مرتين: مرة لان المحافظات المصوتة كانت خمسة، ومرة لان الممثلين عن المحافظات كانوا خمسة من اصل خمس وثلاثين. وهذا في مقابل قرار الموافقة على المشاركة النصف شرعي والذي تم بموافقة سبع محافظات ولكن بسبع أعضاء بدلا من خمسة وثلاثين عضواً.
و الآن و قد انتهى المؤتمر، ووضعت المفاوضات أوزارها، و ذاب الثلج و بان المرج، و السؤال الذي قد يسأل هنا هو: ما هي الفائدة من هذا المؤتمر أو المؤتمرات الأخرى كما سيناقش الكثير ممن يرون آنهم آلهة الثورة السورية؟ المؤتمر تم للخروج بإتفاق، أو آن يفشل و آلا يتم الاتفاق. و الاتفاق إن لم ينفذ يفقد فاعليته، فكيف إن عاد دالفرقاء عن اتفاقاتهم بعد انتهاء المؤتمر؟
لقد استطاعت الهيئة العامة للثورة السورية ممثلة بوفدها و بالتعاضد مع باقي مكونات الحراك الثوري أن تسحب اللحاف كله لمصلحة الثورة والثوار مرة واحدة، واستطاعت آن توصل صوت الثوار إلى العالم أجمع دون مواربة.
أما كون الاتفاق سيطبق أم لا، أم أنه سيجلب نتيجة فهذه قضية أخرى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قرارات الامم المتحدة بشأن فلسطين المتفق عليها والتي اتخذت منذ عشرات السنين لم ينفذ منها شيء وقد كان قادة العرب و مازالوا يتغنون بما حققوه من خلالها و يتمسكون بتلك القرارات وهي ما زالت حبراً على ورق و لن تزل.
أما المقولة الأخرى التي تقول بآن هؤلاء المتواجدون في القاهرة يجتمعون و الناس تقتل في سوريا. و السؤال هو: و لو أن الاجتماع لم يحصل فهل كان القتل سيتوقف؟ إن كان بشار الاسد يقتل الناس بسبب مؤتمر القاهرة فستكون العقلانية نصيب من تساءل وإلا فليس هنالك من اي منطق في ذلك الحديث.
و أما المحاور الآخر الذي رفض وجود هيئة التنسيق الوطني في المؤتمر كونها خائنة،فعندما تم الرد عليه بآن هيئة التسيق وافقت على اسقاط النظام، بهت الذي كفر، فقال مجادلاً: اسرائيل تريد اسقاط النظام.” حقاً كلام غير مترابط ولكن هذا هو الموجود”. فتم الرد عليه بالآتي: انت تريد اسقاط النظام، وهيئة التنسيق تريد اسقاط النظام، و اسرائيل تريد اسقاط النظام، يعني انكم في صف واحد،فانقطع صوته و اختفى الكلام ليس إلا بسبب غياب المبدأ و ضياع المتساءل.
مما تقدم نجد أن ابتعاد المثقفين و غياب التخطيط الحقيقي و الواعي للثورة يضاعف من التضحيات التي يقدمها شعبنا العظيم الذي كسرت ارادته أو أوشكت إرادة دول العالم للبحث عن مصالحها أولا، بل باتت تحاول اراداتها بمزيد من الأنسنة.
وأنا أدعو اخواني و اخواتي الثوار في كل أنحاء الوطن لاعادة ترتيب بيوتهم الداخلية بحيث يكون اسقاط النظام هو الهدف الاول و اعمار سوريا ماديا و معنويا هو الهدف الثاني و ان يكون هنالك مسار حقيقي لتحقيق هذه الأهداف بعيدا عن لغة النظام القومجية و حديثه الفارغ عن الاسقف و التضحيات.
إن وحدة الثوار هي اللبنة الاولى في بناء سوريا الحديثة والتي يجب آن توضع على اساس علمي مخطط له بشكل يؤتي ثماراً تسمن و تغني من جوع، لا آن نبقى رهائن ردات الفعل و البكاء و الصراخ و تخوين فلان و علان، و شراء السروج و امتطائها قبل حتى شراء الآحصنة.
إن عدونا قوي و لكننا بعون الله ومن ثم بعزيمتنا و ارادتنا أقوى و آبقى، و لطالما قلت أن ثورتنا عبارة عن ثور قوي هائج ولكنه للأسف بلا مخ يوجهه، فأما آن الآون لوضع ذلك المخ في رأس ذلك العملاق لتحطيم قزم اسمه بشار الاسد؟



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين المعارض و الثائر السوري
- براقش تقتل أهلها بعد موتها
- هل بات قيام الدولة العلوية وشيكاً؟
- المخاض المرتبك للثورة السورية
- ننتصر و لا نموت
- النظام الأسدي و أحلام الانفصال النائمة
- الشعب السوري على مائدة اللئام
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة
- المحنة السورية على إيقاع رقص الذئاب
- النظام السوري و استراتيجيات تشو مسكي العشر
- رومانسية تسبق سبات المنطق الحيوي
- بشار الأسد و القرد الصغير
- رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً
- الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - عقد مصيرية في مسار الثورة السورية