ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 19:40
المحور:
الادب والفن
من يكشف للريح
اسرار الخطوة الأولى
وللمزمار
صمت الأشجار
في عبق الغيمات اليتيمة ,
ومن يجرؤ
على أحاديث النار
ويختفي كحلم أزلي مسروق ,
ومن يقول حكاية العزلة
كتفريعة الشمس
بين أخيلة الأحجار ,
من يسابق الوقت
في أنينه
ليجتاح الماء غربته الأخيرة ,
من يكتسي
صبر الصبار
كحمار وحشي أغبر
ويغطي ستائر النوم
ظلال كشف
وقلائد قش .
من تبلله الألوان
في نزوتها
وتمضي كالنبلاء
خيطا رفيعا
تلفه في تيهها وتنام ,
ومن يصطاد
طيف التنهدات
وفي الفناء نعي
والخرائط معدن ,
ومن يمنح الفراغ
وحشة الأنطلاق
وطيش فتنة ,
ومن يوقظ
من قمحي
ليلك العصافير
ومن حمى المكان ازمنة الهواء ,
من من ألف عام
سبق القادمين
وجد رحمة
وأقام في الصبوة
عشب طين
وحصد نافورة فراغ ,
من في المغارة الأولى
زنر البدايات
وشما
في ازدحام الصلوات .
****************
يخبو الضوء توثب احتضاري
وتشهق من خطوي حيرة الأرض
المرايا تحتوي سكينتها
والوقت من الظل
نأت من وحشتها الكلمات ,
قمر الفجر مدائن
والوسادة حلم طيش الأسئلة ,
حبة قمح لبست غيمة
وعصافير الصنوبر
أثقلت ندامتها
بين رمش للنوم ومعصم الظهيرة ...
الهواء زبد هياج
مرصعا بالحبر وسواحل الشرفات ,
أي الأمكنة غادرتنا في الدم الأول
وجه نوم الطفل
وأقواس السمراء
لوز حقل
يفرش طريق السفر
قفز وعل شريد ,
يرش قرميد الطواحين
بزرقة السماء
وأي الجهات أعطتنا
من ذيل ثوبها
موت الجرود
والنوافذ شظايا مهد القتيل ...
أكلما تكلّمت مع وجه آلهتي
طاردتني في جيبها
أنثى الخرز
واستولت على نار الأسرار
وأشعار سلة الكائن
وعلى وجد الخزائن ...
سلالات ثيران الذهب .
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟