أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - في العراق اليوم حفنة من القوة خير من كيس من الحق !!















المزيد.....

في العراق اليوم حفنة من القوة خير من كيس من الحق !!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملبورن – استراليا
اسوء شيء يمكن ان يعرفه الانسان هو انه لا يستطيع ان يفعل شيئاً لشعبه، وابغض شيء في الحياة ان تحترم وجود من لا يحترم وجودك، من اكبر الجرائم ايضاً هي ان تقلع احلام طفل بريء من بيئته التي ستبقى محفورة في ذاكرته مع كل الموجودات ، في حين انت مطلوب منك الزاماً دوما القيام ببطولة هي ان تسامح عدوك، وعلى الجريان ضد الطبيعة غير العاقلة ان تحب من تعرف انهم يكرهك بل يتربص الفرصة للانتقام منك.

في عصر اصبحت كل الاشياء المبهمة في هذا العالم معلومة، في عصر تحقق حلم الكاتب الالماني غوته في الشخصية الخيالية التي تحمل اسم مسرحيته الدكتور فاوست، او رؤية الفيلسوف الالماني الاخر الكبير نيتشه في الانسان المتوفق (سوبرمان) عن طريق الانجازات العلمية والتكلنولوجية والتي غيرت معالم هذا العالم وعلاقاته تماما.

لكن عراقنا المسكين خلال هذه القرون لم تنموا في تربته خلال قرنين الماضيين غير الاشواك وازدادت الصخور والاحجار التي جرفتها سيول الاحداث والتخلف والهمجية، فتصحرت ارضه من قادة ومصلحين ( قادة سياسين وطنيين مخلصيين لتربة العراق وشعبه).
بالامس احتفل الشعب الفرنسي بهجوم ثواره على سجن الباستيل وقيامه سنة 1789م بثورة ضد الملكة انطوانيت وحاشيتها ومن ثم اعلان الشعارات الثلاثة المقدسة لدى كل شعوب العالم هي الحرية والمساواة والتاخي.

اما نحن العراقيين بماذا نفتخر اليوم؟!، ما هي الانجازات التي قام بها سياسيوننا او احزابنا خلال القرنين الماضيين مقارنة بالشعب والحكومات الفرنسية ؟ او على الاقل منذ ثورة 14 تموز 1958م غير تكرار انقلابات واغتيالات بين السياسيين وظهور احزاب غير وطينة التي قامت بسلب مقدرات الوطن باسم الدستور و الشعب (1).
هل مثلا نحن وضعنا شبكة الكهرباء في العراق ؟
هل نحن اقمنا شبكة سكك الحديد؟
هل قمنا بصناعة سيارة عراقية او شبكة تبليط الشوارع بين المدن؟!
ماالذي اقامه العراقيون على ارض الواقع خلال هذه القرون؟
العالم يتطور بسرعة البرق بينما في العراق كل يوم يتم قتل العشرات بل المئات، خلال عشرة سنوات باسم الديمقراطية والتغير والقضاء على الحكم الفاسد الجلاد والعروبي وغيرها من الاوصاف لكن في الحقيقة لا الحكم الحالي والحكومات الماضية قدمت شيء للشعب العراقي. وحال المسيحيين اليوم(حسب رائي) بصورة خاصة اسوء بكثير مم الماضي عكس ما يتحدث بعد رجال السياسة بوجود خمس نواب في البرلمان الذي عاجزين عن اداء تصريج صريح!!!.

اليس من حقنا نٍسأل ما السبب؟ أليس هناك من يتجريء ليقول الحقيقة ان الخلل هو في نظام التربية والقانون وروح المواطنة المعدومة. أليس الخلل في رجال الدولة انفسهم ودستورهم وليس في المواطنين.
ارجو ان لا يفتخر اي حزب او رجل سياسي من احزابنا المسيحية اولاً ومن ثم العربية او الكردية بإنجازاته الوطنية ، لانه لم نرى اي نتائج ايجابية منهم لحد الان ، بالعكس الهجرة والتعدي والقوي يسلخ الضعيف هكذا فعل صدام حسين بالاكراد بعد معاهدة 1975م مع ايران ، وهكذا فعل صدام حسين بالشيعة في الجنوب خاصة عام 1979م حين رحل الالاف من الاخوة الشعية الى ايران بحجة عدم امتلاكهم الجنسية العراقية ، وهكذا تفعل الحكومة المركزية الحالية والمحلية بالمسيحيين في سهل نينوى اليوم، هذا ما يحدث في برطلة.

يبدو ان العراقيين لا يعرفون الا لغة واحدة وهي العنف والقوة ، لا تخضع الا لقانون الغابة او ان الغاية تبرر الوسيلة الميكافيلية ، وان هذا المبدا اوالقانون السائد بصورة حقيقة هو قانون الغابة اي البقاء للاقوى، فمقولة الفيلسوف الالماني شتيرنر في بداية القرن التاسع عشر (حفنة من القوة خير من كيس من الحق)(2) هو الوصف الصحيح لما موجود في العراق اليوم ، وهوالمبدأ الذي تطبقه الجماعات والفئات والقوميات والاديان العراقية الحالية.

الغريب في القضية هو ان العراقيين الذين كانوا اصحاب اول حضارة انسانية ومشرعي او قانون مدني يحافظ على الضعيف من القوي والفقير من الغني والبسيط من الوالي، اليوم انقلب 180 درجة عكس الاتجاه، فبينما كان العالم يحاول خلال اربعة الاف سنة للوصول الى تطبيق مفاهيم الانسانية في شريعة جد العراقيين الاول ( حمورابي)، العراقيون الجدد الحاليين تخلوا عن هذه الشريعة وتخلول من القمة الاخلاقية والانسانية التي كانوا فيها، وفضلوا شريعة ( انا اخي ضد ابن عمي ، وانا ابن عمي ضد الغريب) وكأن العالم يرجع للوراء او عقارب الزمن سارت للوراء من دون يجهد اي من طلاب اينشتاين لتحقيق نظريته ذو الابعاد الاربعة عمليا.
في سهل نينوى حيث يعيش شعبنا المسيحي بجميع قومياته او تسمياته بصورة متاخية على الرغم من مظالم الادارات السياسية المتعاقبة ، في وادي الرافدين التي قامت اعظم الامبراطوريات العسكرية في تاريخ الانسانية الامبراطورية الاشورية والكلدانية واعظم حضارة انسانية في اعظم مدينة في تاريخ القديمة - بابل قبل المسيحية ، تخلت شعوبها من مفهوم القوة او البقاء للاقوى ودخلوا المسيحية التي تشترط المساوة بين الحاكم والعبد من خلال ركوع كلاهما على نفس البساط امام خالقه اثناء صلاتهم ، والعيش بالتاخي مع كل الشعوب الاخرى من والكرد والعرب والفرس الارمن وغيرهم ، في سهل نينوى اليوم يطبق قانون حاكم قرقوش السيء الصيت بدون الرجوع حتى بنود الدستور المريضة!.
الدكتور حنين قدو رئيس تجمع الاخوة الشبك ، يرد الى نداء مطارنة الموصل وتجمع القوى السياسية لشعبنا بعبارة استخدمها العرب في زمن فتوحاتهم بلدان العالم وادخالهم بالقوة للاسلام ( السلام على من يتبع الهدى)!!.
سؤال يطرح نفسه هل يعني الدكتور قدو عاد زمن الفتوحات والاكراه في الدين والقوي يفترس بالضعيف ام حان وقت ان يعرف الجميع ان نور الله وشمسه تشرق على جيمع خلائقه بدون تميز .!!!
هل هذا ما كان ينتظرونه المسيحيون من زمن التغير بعد كل الذي الاضطهاد والقتل والتشريد اثناء الحرب الاهلية والطائفية والمذهبية التي راح ضحيتها الكثير من العراقيين ابرياء لم يكن لهم اي ذنب ؟ هل هذا هو الذي حصل اهل سهل نيوى في العراق بعد حكم نظام البعث ودكتاتوره لمدة 35 سنة. انه سؤال متروك للحكومة العراقية المركزية وحكومة الاقليم والمحلية في محافظة نينوى ولاصحاب الضمير من الشعب العراقي الذين يجب ان يجبوا عليه في الانتخابات القادمة.
..........................
1- ان لا اقصد هنا لم يخرج من العراق علماء ، ولكن هل فتح المجال امام هؤرء العلماء ان يخططوا ويبدعوا ويخترعوا ويستثمروا بلاد الرافدين التي كانت قبل كل المهاجرين من الشرق والغرب والجنوب والشمال لعشرة الاف سنة الماضية بسبب مائها الطيب ومناخها الجيد.

2- تعود هذه المقولة الى احد تلاميذ الفيلسوف الالماني هيجل يدعى شتيرنر الذي يعد افضل استاذ لنيتشه عوضا لشوبنهاور.

3- نص رسالة الرد للدكتور حنين قدو
"الأخوة الأساقفة فى برطلة وقضاء الحمدانية المحترمون
الشبك نت 14/6/2012م - 9:30
على الرابط التالي:-
http://www.alshabak.net/



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تغير المالكي يحل المشكلة!؟
- الاول من ايار علامة مضيئة في تاريخ الانسانية
- الانسان الشرقي بين التأليه والتقزيم
- الصحافة مهنة لشهداء !
- ماذا سيكون مصير الحضارة التي تمنع التنورة القصيرة (1) !؟
- المواقف الانسانية عند بعض الشخصيات الكردية في زاخو !!
- هل نسى قادة حركة التغير والاحزاب الاسلامية بعض الحقائق التار ...
- العدالة في نظر الرئيس التركي اردغان!!
- التناظر بين ابطال قصة الاخوة كرامازوف و قادة العراق السياسيي ...
- برقية تهنيئة
- من نصدق رجال العلم ام رجال الدين ام تجار العصر!
- الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون ونظرية الدفع الحيوي
- من يعرض قضية شعبنا امام محكمة لاهاي الدولية!!!
- ايها الديمقراطيون احذروا بين قادتكم لصوص!
- من يحمل البوصلة و ينقذ الانسانية من الضياع؟!!
- نظرة سريعة على النظريات الفلسفية لدى اليونان في القرون الاول ...
- عندما يرتدي الشيطان ثوب القديس!
- الاول من ايار عيد العمال هو عيد للانسانية
- بمناسبة الجمعة العظيمة، من منا مستعد لمسح جروح المسيح على ال ...
- الفلسفة الاغريقية قبل عصرها الذهبي


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوحنا بيداويد - في العراق اليوم حفنة من القوة خير من كيس من الحق !!