أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما














المزيد.....

مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما

آن الأوانُ أن أقدّمَ اعتذاري
أنحني لكم خضوعاً
أميلُ برأسي تذلّلاً
قد أسأتُ.. فالسعوني بسياطكم
افتحوا لي سجونكم الطافحة بالنتن
الكريهةَ الجدران
إلاّ من شعاراتِها الثوريّة
وخربشاتها المُحبّة للحريّة
اسلبوا وحدتي ، دواتي ،مخيّلتي
كسّروا قلمي الخالي من الرصاص
إلاّ من كلمات توخزُ رؤوسَكم
قيّدوني كما المعتوه الشّرِّير
ضعوا جسدي في الأحماض الذائبة
أو إن شئتم
افرموا لحمي النيّئ
اسلخوا جِلْدي المعفّر بالْجرب في معتقلاتكم
قدّموهُ أضحية للكواسر
والذِئاب المترعة في مراعيكم
فإن رأفْتم قليلا
خوفاً من العيون الرقيبة
فسوف تكتفون بسمل عينيَّ بالأشواك
وربما تفقؤوهما بأيديكم
فأنا اعترفتُ بما اقترفت
وبما لم اقترف
أخذتم بصمة عينيّ في خزائنكم
ضممْتموها في حواسيبكم
بصمتُ بالعشرة في سجلاتكم
رجَجتْم رأسي بالصعقات
علّقتموني في سقوفِ آثامكم
لَعقْتمْ دمائي
أوقدْتم قلبي
أريتموني نجيمات الظهيرة
وسط هجير الصحاري
طمرْتم جسدي وأنا أتنفسُ الغبراء
وأنتم تتنفسون الصعداء تَشفِّيا بي
أشعلْتم نسلي في محرقتِكم
نهبْتم مدّخراتي ، نفائسي
وما ملكتْ يدي
اغتصبتمْ حليلتي أمام مرآي
أيّ جنجويدٍ أنتم ؟؟!!
تَمتطون جِيادَ وجِمالَ إبليس
أيّ غوستابو طلعتمْ منها
أثقلْتم كاهلي أحمالاً لاتطاق
كثُقْلِ شرورِكم
أيّ نَجَسٍ طفحتْ عقولُكم !!
أيّ عقاربٍ وأفاعٍ
طلعتْ من جِرابِكم
ماطينتُكم ؟!
أهي من فضلاتِ نيرون ؟!
وبراز "كاليغولا"
مانُطْفتكمْ؟؟
أهي من مبْوَلةِ " سادوم "
وعهْرِ "بومباي "
علامَ تستخنثون رعاياكم ؟
وسعْتمْ أرضي مقابرَ جماعيّة
عوضا عن فرشِها مزاهر جماعيّة
أقولُها وأنا بكلّ قواي الشعرية
والتي- وحدها- لم يُصبْها الهزال
أقولها بلا وجَلٍ أو إكراه
أو إن شئتم بكلِّ وجلٍ وإكراه
فالأمرُ سيّان عندكم
فأنا أرتجفُ هلَعا منكم
صدقتم أنتم حتى بأكاذيبكم
يوم أذلّني مفتشوكم
وضاق بي الاستجواب
حتى خنق الحناجر
وصُمّتْ مسامعي
طاردني الدرَكُ مرارا
تَخفّيتُ في الحواري الضيّقة
تقافزتُ بين سطوح المنازل هربا
افترشت الشوارع
عركَني الطوى
لسعني القرُّ والصّرُّ
جرّدني الخريف من أستاري
أظهرتمْ عورتي أمام الملأِ العريض
حتى ورقة التوت سلبتْ منّي
غدوت عاريا
تقذفني السابلة أحجارا
بصقاتٍ
شتائمَ عاهرةً
طماطمَ فاسدة
خزعبلاتٍ مرميّة
وكلَّ ما تنوشه الأيادي الغاضبة
ترجمني بحصىً ينقر رأسي
تصدم خطواتي
تشلُّ أقدامي
الصغارُ يطاردونني
الصبيةُ يهزؤون بي
يرمون أسمالَهم على جسدي
يلقمون فمي بنفاياتهم
وفوق هذا وذاك
يلاحقني الصبرُ أينما اتجهت
وحيثما أزفت
يُذيقني مرارتَه
يفطمُني من الهياج
يُهدّئ من روعي
غير أني رفعتُ سيفي
في لحظة جأشٍ فاضتْ بجسدي
هادرا دم الإذلال
صارخا بوجه الصبر
حتى فرّ سريعا مني
نشرتُ العيونَ بحثا عنه
آليتُ على نفسي
أن أقطعَه إربا إربا
وأقتصُّ منه
وأثأرُ من أعدائي البغاة
لكنه يجيئني طائعاً باكيا
ذليلاَ طالباً الصفح
يُشعلُ في أنفاسي البخور
يُقدّمُ لي النذور والحنّاء
إيذاناً بالتوبة
نادماً على مافعلهُ بي
وبالرعايا الضعفاء
وحالما أرفعُ سيفي بوجهه...
أراه ينسلّ كخائفٍ مذعور
يدسّ نفسَه في شروخٍ لاأطالُها
يضيعُ في أماكنَ موحشةٍ
في ثقوب الذاكرة
يدبُّ مع الوحشة
يتمرّغُ مع شِباكِ العناكب
يأنسُ الزوايا البعيدةَ المنال
يلتوي كبهلوانٍ مراوغ
ويسترقُ النظرَ خلسةً
خوفاً من أن أنالَه بسيفي
وأخدشَه بمبضعي
ضقتُ ذرعا به
أيها الصبرُ ماأثقلك
حين تهجعُ بعروقي
وتذيقني الإذلال
وتلبسني الاستكانة
توطئ رقبتي خنوعا
يا لخيبتي باصطيادك
ليتني أجزُّ رأسك الحاني
الذليلَ ، الضعيف
وأنزعُ جلدَك المتلوِّن كالحرباء
لكنّ قواي خائرة
منذ أن نهشَها الجلادون
وأرهقتْها السياط
وجدرانُ السجون
ومناحات المنافي القصيّة
وعصف الذكريات المُرّة
تؤرجحُني بين نفْيٍّ وسجْنٍ
بين عشْقٍ وصبْرٍ
تثقلُني بأحزانِها كثيراً
وتؤنسُني لِماماً
وتطيرُ بي خفافا كريشةٍ هائمة
حين أمرحُ مع ملاعب صباي
وأنثر قبلاتي في مهبّ العشق
وعلى مرمى رشفةٍ من شفاه حبيبتي
آهٍ ، ماأرحبَ الحبّ
وما أضيقَ خناقَهُ
بين عناقٍ يُهيظُ العظمَ
وحنينٍ يُذيبُ الشحمَ واللحم
فما أعذبَ الشوق
وما أمرَّ الاشتياق



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/ الجزء السابع
- القوّة الناعمة ..سحرُها وتأثيرُها
- الزيارة الأخيرة لمقهى اللوكسمبورغ
- بشرى وترتعشُ الشفاهُ...
- سودانيّون في -أرض الموساد-
- سيجار هافانا
- عشاءٌ عراقيٌّ في القاهرة
- نزلتَ وحلاً وحللْتَ قحلاً
- مقاطع شعريّة برفقة صيغ التفضيل
- ثلاث قصائد
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء السادس
- من قصائد الفتوّة - بشرى-
- غورباتشوف وخيبة الأمل
- تركيا الصديقة الحميمة
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الخامس
- لايكفُّ لساني عن وخزك
- هكذا أدرّبُ نفسي
- الإحتلال الديبلوماسي
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الرابع
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثالث


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - مصيدةُ الوطن وانفلاتُ المنفى ومابينهما