أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه















المزيد.....

يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
كتب مروان صباح / يُلاحظ كما يبدو أن النقص عند العربي حاد وعميق بالتجربة التركية وعلى وجه الخصوص بما جرى عبر السنوات الأخيرة التى مكنت حزب التنمية والعدالة من التفرد بالسلطات الثلاثة البرلمانية والحكومية والرئاسية بالإضافة إلى تلك القدرة التى استطاعت أن ترمم جسم الجيش وعلى رأسه قيادة اركانه المشهود لها بانتمائها الليبرالي وكرهها التاريخي للإسلاميين وأي انتخابات نزيهة تؤدي بمجيء بهم ، حيث وفرت الاستطلاعات الرأي بأن الفقر ادى إلى تفقيص العديد من الإصابات البليغة مما سهلّ للإخوان تركيا التفرد في عمليات الانقاذ الاجتماعي ولو بقضمة خبز ، لكن صناديق الاقتراع وللمرة الثلاثة على المتوالي تتعاقب النتائج لصالحهم ولذلك الثقة اسبابها غير معقدة تماماً بل يمكن تشخيصها عند اول طبيب وببساطه حيث ارتبطت الأقوال بالأفعال على الأرض ولامسها الشعب عبر ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي وحجم التغيير التى مكنها كدولة أن تحتل رقم 11 بين الدول الصناعية والمتقدمة اقتصادياً بحيث حرصت من خلال محاكاة دقيقة لهموم الشعب بإيجاد حلول جوهرية للخدمات التى تُركت لعقود وشملت إصلاحات بتساوي لجميع المناطق النائية او المكتظة مما خلق بالتدرج فرص عمل من خلال مشاريع مختلفة جعلت من الاقتصاد الوطني اشبه بخلية النحل ، الجميع يشتغّل ضمن مربع وصلاحيات ترعاها الدولة عبر مؤسساتها المحكومة بالشفافية التى انعكس ما تقدم ذلك على خدمات السياحة حيث شهدت نقلة خرافية من الاستقطاب ادى إلى اظهار قدرات بشرية وجغرافية لتصبح من الدول الأكثر مقصودة خلال الفصول الأربع ، لهذا عندما سألت الصحفية السيد اردوغان عن كيفية معالجته للفساد وإحراز النمو الاقتصادي جاء الرد بسرعة وبسهولة دون التواري او التلكؤ بأنني ومن معي لم نسرق .
رغم أن تركيا دولة ذات تأثير تاريخي في محيطها وتتداخل جغرافياً ودينياً بشكل كبير بالوطن العربي وكل ما رسم من تضاريس قيل انها قاسية أتضح بأن خطوطها من طباشير ، وليس لأنها تعرضت لرياح شديدة تحولت إلى عواصف أزاحت ما شخبرت ايدي سايس وبيكو بل لأن هناك قرار نابع من نوايا راغبة في إعادة العلاقات الطبيعية فتدافعت المياه المحبوسة كي تتدفق بشكل متسارع وبشتى المسائل متجاوزةً جميع الحواجز الوهمية التى بُنيت في الماضي المظلم ، بيد أن لا يوجد اسباب واضحة لتلك القطيعة من كيلا الطرفين إلا اللهم كانتا تلعبان بالوكالة دور القوى العظمى .
لم يكن انشقاق بمعنى الكلمة لما جرى داخل حركة الأخوان المسلمون الأتراك لأن الأغلبية الساحقة من الملتزمين ذهبوا ضمن الخط الجديد حتى من تأخر بعض الوقت أو تباطأ من المتخلفين لحقوا فيما بعد ، وقد يكون الوصف الأدق لما جرى هو إقصاء القيادة التاريخية للحركة التى وصفها الطاعنين بشأن السياسي بالمتشددين الذين لا يملكون في جعبتهم إلا المبدئية الخالية الغافلة عن المتغيرات التى لا تعني إلا التحجر من حيث التكتيك مما جعلها أن تتعرض لعدة مرات إلى اخفاقات متكررة من الحلّ والانقلابات بالإضافة لعمليات تزوير طالت صناديق الانتخابات ليست فقط البرلمانية بل في عدة مجالات اشرف عليها من وراء الستار العسكر مما استدعى كل ذلك إلى إيجاد حلول براغماتية ليست خالية من المبدئية عّرَفت عن نفسها بالوسطية المعتدلة ضمن معادلة عالمية محكومة من دولة لم تسمي نفسها بالإمبراطورية بل تركت الآخرين يطلقون عليها ذلك ، لا بد هنا أن نشير بأن ما قامت به حكومة اردوغان هو تسريع عجلة الإصلاح بدايةً من معالجة حقيقية لمياه الشرب في اسطنبول ادى في النهاية إلى حفر تضاريس شبه اولية لنظام سياسي جديد لم تعرفه من قبل الدولة الحديثة فيما توسعت دائرة المشاركة في الحكم وإعطاء دور أكبر للشباب خصوصاً من لديه كفاءة من عامة الشعب ومحاولة تأسيس نظام قائم على العدالة الاجتماعية والمساواة وتوزيع للثروة بعد أن حُرر القضاء والإدعاء العام وأصبحن مستقلين ، حيث استطاع بهدوء معالجة عملية الفصل بين السلطات وأزالت ما علق من شوائب ثقليه عبر السنوات المنصرفة .
في أكبر الدول العربية جغرافياً وديمغرافياً تشهد اعادة إنتاج قوة إخوانية تتطابق مع توأمها في تركيا من حيث التكوين الحديث انطلاقاً من المفاهيم والأساليب المتبعة بعد ما تم ابعاد الكثير من القيادات المتقدمة سناً والرافضة على الإطلاق مبررات الانفتاح على الغرب وعلى وجه الخصوص نحو الإدارة الامريكية مما اضطرت اعضاء المتحكمة بالمال والحاصلة للوكالات ذات طابع تجاري مع الغرب وأكثر شباباً إلى اعادة صياغة اوضاعها الفكرية والتكتيكية من حيث التعامل مع الملف الخارجي لينقلب التعامل التجاري العميق إلى الوضع السياسي الخارجي خصوصاً بعد إقصائهم من الانتخابات 2010 م بشكل عنيف وصف بالاستخفاف لحجم مكانتهم الطبيعية ، إلا أنهم من حيث لا يدرون جاءت نافعة وفي ذات الوقت قاتلة للنظام المخلوع وقد سهلة الثورة ( انتفاضة الشعب ) بوجه الظلم الطريق وبشكل سلس صعودهم إلى المشهد السياسي فحصلوا على الأغلبية البرلمانية والرئاسة معاً ، رغم تعرضهم إلى انشقاقات اصابتهم قبل الانتخابات لكن في نهاية المطاف استحوذوا على الحكم في ظل خصومة قيادات العسكر وبما بات يُسمى بالفلول الذراع السياسي للنظام القديم التى قبلت على مضض بتسليم كرسي الرئاسة مستبقين ب 48 ساعة اعلان الدستوري التكميلي وحل البرلمان كخطوات استباقية بهدف تجريد الرئيس المنتخب بأغلبية ضئيلة من معظم صلاحياته أو بالأحرى ادخاله في نفق ليس من السهل تجاوزه بل يتطلب جهد يؤدي إلى استنفاذ ما لديه من طاقات اُدخرت لتنفيذ برنامج الانتخابي فيكون المجلس العسكري قد سلم الرئاسة بعد ما نزع صلاحيات البرلمان بهدف التحكم بها كتعويض عن خسارته لكرسي الرئاسة ليصبح الواقع اشبه باللعبة ، إن أخرجتني من الباب سآتي من الشباك .
لا يملك لأحد أن يصطنع متشابهات بين الأشياء لمجرد اشتراك بالاسم أو الفكر خصوصاً عندما تكون الولادة بعافية لكن جميع المقدمات تدلل أن النهج الذي يُسلك على الأقل من حيث البداية ذاته واخذ في التدرج للوصول إلى المبتغى ، لهذا سمعنا بشكل عاجل قرارين اتخذهم مجلس الشورى للجماعة ، الأول اعادة البرلمان بهدف الانعقاد وإلغاء قرار محكمة الدستور رغم علمهم بأنهم سيشعلون النار إلا أنهم ارادوا بهذا أن ينقلوا الإرباك من مربعهم إلى الآخرين وقد نجحوا بذلك والثاني تكليف وإعداد لجان بهدف دفع وتحريك برنامج الرئاسة ل 100 يوم كي تتحقق العهود والشعارات وتتحول إلى إنجازات اقتصادية تساهم في تعزيز الثقة مع فئات الشعب التى لم تصوت لهم ولديها تساؤلات لم تحظى بإجابات وينتابها شعور الخوف والريبة ، وهذا من المؤكد ليس صعب على قدرات الجماعة التى تتمتع بأعضاء عاملين يقارب 3 ملايين انسان منتشرين في مناحي الحياة .
ستبقى ولزمن الخلافات قائمة بين الخوذة والعمامة القوتين الرئيسيتين بالحياة السياسية وستشهد المراحل القادمة تجدد ما دام الرغبة معدومة التى تقف عقبة لاجتثاث الاسباب العميقة حيث تتبدل هنا الأدوار فمن اصبح اليوم يمثل الشعب وتمكن من السلطة كان قبل قليل يمثل الدولة العميقة امام من كان هو السلطة تحول إلى ما كان عليه الغير ليزداد الشعور بالتربص من كيلا الطرفين التى يؤدي إلى اضعاف مصر وترتفع نسبة تفكيكها كما يُعد لها داخل الغرف السوداء مغلقة الإحكام على قدم وساق فأهلها باتوا بين سياقين اما أن يتفقوا أو يتحولوا إلى نموذج للعرب يلحقوا بذوى القربى في فلسطين والسودان ، لهذا ومن هنا لا بد للجيش ان يعود وبشكل سريع إلى ثكناته ويتفرغ لمهمته الأولى والأكثر حيوية الحفاظ على مقدرات البلاد وحدودها وهيبتها والتفوق الصناعي العسكري وترك الحكم للسياسيين كي يغوصوا بما وعدوا من احلام تحتاج من المرء في هذا الزمن إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه الخاصة فكيف بأحلام أمّة تجرأت عليها بعض الجنرالات بحذف الشدة ووضع فتحة لتصبح أمَة أي عبده بدل ما يخدموها أصبحت هي تخدمهم ، فالأمّة تنتظر منذ زمن طويل من يحقق احلامها .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه