نادية شمروخ - المديرة التنفيذية لمنظمة اتحاد المرأة الاردنية- في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الثورات العربية وانعكاساتها على حقوق النساء.


نادية شمروخ
الحوار المتمدن - العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 16:25
المحور: مقابلات و حوارات     

 من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 83 - سيكون مع الاستاذة نادية شمروخ المديرة التنفيذية لمنظمة اتحاد المرأة الاردنية  حول: الثورات العربية وانعكاساتها على حقوق النساء.



تداعت الجمعيات النسائية في الوطن العربي لمناقشة الثورات والحركات العربية وانعكاساتها على حقوق النساء. وتراوحت العناوين بين حقوق النساء الى اين ؟ وهل سيتم التراجع عن المنجزات التي تحققت للنساء في الحقبة الاخيرة؟ وخيل لي بان المنظمات النسائية تسأل الشباب واثناء دفع ثمن سخي من دماءهن في الشوارع على مدى الوطن العربي: اين حقوقي؟ ، باعتقادي ان سؤالا اضافيا ينبغي ان يطرح: اين كانت غالبية المنظمات النسائية والنسوية من الثورات واثناء الثورات، مع التأكيد على ان الشابات والنساء كن في الساحات– فرادى- كن في الساحات ولعبن دورا هاما وجوهريا في التمهيد والتخطيط والتنفيذ ومتابعة الثورات ، ورغم ذلك علينا ان لا نتوهم ان نزول النساء الى الساحات ككتل كان بالضرورة انعكاسا وتطورا طبيعيا لجهود الحركات النسائية بمختلف تلاوينها، ونموذج اليمن كان صارخا عندما احتلت المرأة شارعا موازيا لشارع الرجل ولم يتوحد الشارع الا من خلال حالات فردية، بما يؤشر ان استخدام النساء ككتلة بشرية لا زال في جانب هام منه ضرورة ملحة وترجمة لسلطة الرجل واستخدام قوى سياسية- بعضها اصولية للقوة البشرية للنساء- كما يحصل في الانتخابات على مدى الوطن العربي الذي يفرز قوى ضد مصالح النساء وتساهم المرأة كناخبة بوصولها الى موقع القرار. ويصبح من البديهي فقدان القدرة على جني ثمرة هذه المشاركة ، وفي احيان عديدة نزلت المرأة الى الميادين كاخت وزوجة وام لمتظاهر او شهيد، مع الاختلاف النسبي بين ميدان وآخر وساحة واخرى، وقطر وآخر.
السؤال الجوهري والموضوعي والمطالبين بالاجابة عليه، اين كانت الحركات النسائية والمنظمات مجتمعة –لا في الساحات فقط- بل اين كانت قبل ان ينزل الشباب الى الساحات؟ هل سعت وخططت وكانت استراتيجياتها وبناها التنظيمية معدة للمساهمة في هذه اللحظة التاريخية التي يصنع فيها الوطن العربي من جديد؟ هل كانت منظمات المجتمع المدني تؤمن بالتغيير فعلا؟ ام انها اكتفت بالمطالبة بالمساواة بين الجنسين، المساواة التي تبدو في ظاهرها حل لمشكلة النساء ، علما اننا – والحالة كهذه- نطالب مساواة الامة بالعبد، في ظل دول تهدر فيها حقوق جميع المواطنين ، وتتعرض فيها المرأة الى اضطهاد مزدوج، هل استطاعت ان ترى العلاقة الجدلية بين حقوق الانسان وحقوق النساء وحقوق المهمشين من جهة والبنى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمجتمع العربي من جهة اخرى، هل كان هنالك قراءات لكل هذا؟ ام ان عروشا موازية لعروش الانظمة خافت من الاهتزاز.
باختصار ان الفصل ما بين قضايا النساء وحقوقها في المساواة الكاملة تعرضت لتفريغ محتواها في عمل وبرامج معظم المنظمات النسائية، وتسارعت التغيرات وخلقت خطابات بعيدة عن مصالح النساء ومنها من عاد بالنساء الى ما قبل العصور الوسطى، ومنها من تغرب لدرجة انفصاله التام عن التعبير الحر والحقيقي عن النساء العربيات وطموحاتهن ومعاناتهن الامر الذي اضعف هوية الحركات النسائية في الوطن العربي وخطابها ، وأدى الى عزل العدد القليل من الجمعيات التي كانت تعتبر تحرير النساء جزء من تحرير الاوطان والمجتمعات. والتربة خصبة الان ومواتية لتطوير تيار نسائي يعيد الاعتبار الى كل الحركة النسوية العربية.