أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - نصيحة مدني للفريق بشار الأسد ..















المزيد.....

نصيحة مدني للفريق بشار الأسد ..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 14:52
المحور: كتابات ساخرة
    



اعتبرها مُجرد تطفلاً أو فضولاً من مدني حشري يتدخل في الشؤون والمهام العسكرية الخاصة التي تواجه قواتك التي تجري تمريناً بالذخيرة الحية في البر والبحر والجو الآن .. أو إنْ شئتَ رسالة استشارية في الشؤون الحربية من مدني لا يفقه في الحروب إلا القليل .. القليل ..
لكنه قرر أن يكتب لك هذه الأسطر في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به سوريا . سوريا بكل ما في هذه الكلمة من معنى وابعاد شاملة تمتد بين التاريخ السحيق لمكوناتها وناسها والمستقبل الذي تقامر به مع عسكرك وجندك الذين يتأهبون للقتال ويستعدون للحرب كما توحي أهداف هذا التمرين.
لقد قلتَ قبل أيام أن سوريا في حالة حرب. نعم قد يكون هذا صحيحاً فالحرب دائرة بالفعل و شبيحتك وطيران جيشك ومدافع دباباتك ما زالت تقصف الابرياء مدينة بعد أخرى ابتداء من درعا وانتهاء بالرستن مروراً بحما وحمص وحلب وأدلب والزبداني والقابون ودوما وعرطوس والحجر الاسود والقدم وأحياء دمشق المتاخمة للقصر الجمهوري وبقية المدن في الريف الدمشقي .
نعم الحرب تتواصل وجندك وشبيحتك يمارسون ابشع الجرائم بحق الابرياء والمنتفضين بما فيها الاغتصاب الذي باتت تتحدث عنه الفضائيات وبقية اجهزة الاعلام .
كل هذا لا علاقة له بموضوع رسالتي .. لم افكر يوماً طيلة الفترة الماضية التي كنت فيها متابعاً دقيقاً لتطورات الأحداث في سوريا بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية بالرغم من موقفي الداعم للثوار والمنتفضين بغض النظر عن ميولهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية ممن تحزموا لمواجهة دكتاتورية البعث ونظام عائلتكم " الموقرة " التي توارثت السلطة والدولة مع توارث جينات الاستبداد والقمع لتنقلها من جيل لآخر ، كي تثبت للناس إنّ عائلة الاسد ذات الاصول الوحشية ما زالت تحمل صفات الحيونة النادرة في هذا العصر المتقدم ..
وإنها لا تهتم بالتطور التكنولوجي والتقدم في مسيرة البشرية ولا يهمها مسارات الربيع العربي و اتجاهاته ، وإنها أي العائلة الأسدية بقيادة فريقها قادرة على اعادة تحويل السجق الى ثور بالفعل .. طالما قدرت ونجحت على تهجين الطبيب وإرجاعه الى ثور هائج ينطح ويقتل من يقف في طريقه .. ملخص الحكاية أيها الفريق بشار ..
ان شخصاً يمتلكُ مصنعاً للسجق رُزق بعد طول عمر بصبي أهبل .. كبر المولود وأصبح شاباً يافعاً جميلاً وسيماً طويل القامة والبنيان لكنه بقي أهبلا .. أهبلاً من الصنف الذي تعرفه بحكم مهنتك كطبيب تقول الحكاية :
إن الأهبل على طريقة القرد في عيون أمه غزال .. الحت الزوجة على الأب وأجبرته ذات يوم ، ليصطحب الابن الغزال الى المعمل كي يعلمه اصل الكار عسى ولعل ينفعُ في اداره المعمل ويصبح مساعداً لأبيه تتباهى به في المجالس وبين الناس .. هذا ما فكرت به الزوجة المسكينة التي تصرفت كأم ، فألحت على زوجها على طريقة عادل امام لتعليمه المهنة وسر الكار ..
في المعمل بدأ الأب يشرحُ لأبنه خطوة بعدة خطوة مراحل العمل .. ادخله من باب مصطحباً عجلا قائلا له : انظر هذا عجل سمين .. هنا في هذا المكان يتم بداية نحره وتعليقه وبدأ الجزار بمهمته مباشرة .. هناك على المصطبة يتم سلخ جلده .. في الحجرة التالية سنفصل العظم عن اللحم .. بعدها سنقطعه و نثرمه في النهاية نضيف اليه التوابل والبهارات .. عند الطرف الثاني للمعمل توقف الأب مع الابن بموازاة حزام آلي ينقل اكياس السجق المعلبة تتجمع لتنتهي بين يدي عامل ترفعها لتصفها في علب الكارتون .. قائلا :..
هذا هو العمل .. من هناك يدخل العجل .. هنا نستلم السجق .. هل شاهدت كيف يسير العمل بسلاسة ؟ ..
هل لديك اسئلة أو أية استفسارات يا ولدي تخص اية مرحلة من مراحل العمل ؟
اترى يا بني ان العمل سهل للغاية .. ليس فيه تعب .. كل شيء يجري على ما يرام في مراحله. كرر الأب .. قبل ان نغادر ان كان لك سؤالا يخص العمل سأسمعك وأجيبك .. عسى ان تتقن هذا الكار وتتحمل مسؤولية العمل لتريحني من الحاح والدتك وإصرارها وتحقق رغبتها في أن تراك غزالاً تتباهى وتتفاخر به كأي أم .
توقف الابن يفكر .. بعد صفنه طويلة عميقة نطق مستفسراً : ..
ـ يا أبي لدي سؤال واحد فقط .. انتَ اطلعتني اليوم على تفاصيل العمل ابتداء من مدخل الثور ونحره ومن ثم تحوله في النهاية الى كارتونات من السجق .. السؤال لو وضعنا هناك في البداية سجقاً ومررناه بهذه المراحل التي مرّ بها الثور .. هل سيتحول السجق في النهاية الى ثور ؟! .
بقية الحكاية معروفة ايّها الفريق .. بعد ان تسارع الدم في عروق الأب ليرتفع الضغط .. أصيب المسكين بهستيريا جعلته يشتم نفسه بسبب تخليفه هذا الأهبل وتطور الموقف لما لا تحمد عقباه جلطة أدت به في الحال ..
تذكرت هذه الحكاية وأنا افكر بما يجري في سوريا اليوم .. بعد ان اعلنتم عن تمرين بالذخيرة الحية تجريه قواتكم في البر والبحر والجو .. تمرين قال عنه البعض من قادتكم : انه يصل الى مستوى التدريب القتالي .. ووصفه آخرون من جهابذة مستشاريك : انه عكسَ اعلى حالات التأهب واللياقة العسكرية القتالية .. وأكد من يعتقد انه مختص بالعلوم العسكرية : انه قد كشف عن قدرات قتالية عالية تناسب الجيش العقائدي البعثي وهذا يمكنه من مجابهة من يتربص بسوريا والوطن والقائد يقصدون حضرتكم.
هؤلاء العسكريون وأعوانك من حاملي راية العروبة وحلفاؤكم وأصدقاؤكم من تجار السياسة في روسيا والصين ممن يتهادون على نصرتكم ويعضدون مواقفكم ويدفعونكم للمواجهة والاصطدام بمن يقف في الطرف الآخر من المعادلة.
هؤلاء جميعاً حينما تبدأ الواقعة وتبدأ الحرب سيتبخرون .. أجل ايها الفريق سيتبخرون ويختفون .. نصيحتي لك ولمن معك من عسكر وجند عاهدوك على الثبات والصمود .. الذين وعدوك بدحر العالم .. كل العالم .. والانتصار ..
هؤلاء الذين تعتمد عليهم وتثق بهم ، من البعثيين والعسكر و الشبيحة ومسانديكم في ايران و الاحزاب الإسلامية في لبنان والعراق ، وكل من يبدي استعداده للمواجهة والدعم في اللحظة الراهنة ، الذين يدفعون بك للمجابهة ويجملون لك الموقف ويصورون لك الحرب نزهة في هذا الجو المشحون والمتوتر المتأزم للغاية المنتج للمهزلة.
ايها الفريق .. تسلسلت المهازل .. تكررت .. سمعنا من قبلك المهيب في بغداد يرعد ويزبد كأنه شمشون سيواجه العالم .. كل العالم وهو موقن من قدرته على إزالة اسرائيل والانتصار على التحالف العسكري الدولي ، ملوحاً بشرارة قدح تحرقهم في ومضة مدعومة بملايين متأهبين للزحف والقتال من جنده وزبانيته ومرتزقته ، و شاهدناه كالجرذ يُستل من جحر نزل فيه بعد ان تفرق شمله وكان ما كان من نهاية ، تدلت الرقبة فيها من حبال مستوردة لشنقه.
وشاهدنا "ملك الملوك قائد الثورة العالمية " المغتصب للسلطة والنساء في ليبيا ، يزحف في مجرى نفق سرعان ما أصبح عارياً تدس بين فخذيه عصي الرذيلة وهو يصرخ متوسلاً و يستسمح .. لكن بعد فوات الأوان ..
وشاهدنا من تحول الى ما يشبه الكاريكاتير وكتلة فحم سوداء قبل ان يغادر كرسي السلطة في اليمن .. شاهدنا أيضاً مسخ الكنانة المقرفُ ممدداً على سرير في قفص المحكمة .. ومن هرب من تونس بملابس النوم .. سنرى ونرى بقية المشاهد الهزلية لبقية الحكام المستبدين المنبوذين ..
لكن هل فكرت ولو مرة واحدة ايها الفريق بما قد يحصل لك في لحظة لم تحسب لها الحساب ؟ . لن اقول قد تخطف على يد انقلابيين يتخلصون منك في لحظة انعطاف متوقعة .. هذا ممكن .. ممكن الآن .. في الغد .. في أية لحظة قادمة .. قد يكون هذا مجرد احتمال ..
الاحتمال الآخر .. الاحتمال التراجيدي هو ما افكر به .. لا ارغب في وضع نهاية هزيلة وهزلية لك من خيالي .. سوريا التي حولتها بطانتك الحزبية والعسكرية الفاسدة إلى مهزلة ومسخرة .. الذين حولك .. أعوانك .. مستشاروك .. ضباطك .. سيضعون النهاية .. هم وحدهم سيحددونها .. هؤلاء المسخرة سيطعمونك في نهاية المطاف النصف الأخير منها .. حينها فقط .. بعد فوات الأوان ستدرك .. ان الحرب كانت .. مس..خ..ر..ة
يا ايها الفريق بشار .. أنا لستُ عسكرياً ولم انخرط يوماً في سلك الجندية .. قد لا افقه بالعلوم العسكرية وفنون الحروب .. لكن تجربتي المتواضعة في الانصار علمتني ما لم تعلمه الحروب والدراسات الاكاديمية .. علمتني اشياء جعلتني في موقع يسمح لي ان اكتب لك هذه النصيحة .. نصيحة من مدني متقاعد لا مهنة له .. الى فريق يشغل اعلى الدرجات والمسؤوليات في الدولة والمجتمع ويتهيأ لخوض الحرب في ألشام و اطرافها ..
لا تتوهم يوماً .. إنْ كان العجلُ قد تحول الى سجق .. أن يكون لمحرضيك على الحرب القدرة على تحويل السجق و إعادته إلى ثور مرة ثانية ..!!
نصيحتي يا بشار أن لا تنسى من أنت .. لا تصدق نفسك انك فريق بجد وحقيقة وتقبل بخوض الحرب .. تجنبها .. ابعد شبحها عن سوريا وشعبها .. الحرب لن تنتج إلا السجق !.. الحرب ستحول سوريا .. كل سوريا لخربة لا تنتجُ إلا السجق ..
يا عجبي كيف تحول الطبيب الى ثور هائج نطاح !...
يا عجبي كيف لا يدرك ويرى طبيب العيون انهم سيحولونه في القادم من الأيام الى سجق ..
سجق .. يا بشار .. ما ادراك الفرق بين الثور و السجق !..


ـــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلدون جاويد ابداع شاعر وغضب ثائر عنيد ..
- رسالة مفتوحة لسيمرسي ..
- صبري هاشم يطير بأجنحة القصيدة
- ثانية عن الفيلم الخاص داستانا ركافا ..
- مرة أخرى ملحمة أم كارثة ركاڤا!؟
- دعاء في زمن المحنة و التغيير..
- كارثة ركاڤا رواية ينقصها الوفاء
- يوم الدم والنجدة في ركاڤا..
- صهيل البرق..
- الأنتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (7)
- الانتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (6)
- الأنتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (5)
- الأنتفاضة وحكاية الثلج الأسود..! (4)
- الإنتفاضة وحكاية الثلج الأسود!..(3)
- الإنتفاضة وحكاية الثلج الاسود..! (2)
- الانتفاضة وحكاية الثلج الأسود..!! (1)
- الثويني المبرقع يسوقُ بضاعة لا تنفع..
- سلام إبراهيم يُبدعُ مِنْ بَاطن الجحيم..!!
- سوريا معادلة ما قبل النهاية..
- مقدمة لكتاب خليل جندي الأيزيدية والامتحان الصعب..


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صباح كنجي - نصيحة مدني للفريق بشار الأسد ..