أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عايشين !!!...














المزيد.....

عايشين !!!...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3789 - 2012 / 7 / 15 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عــايــشــيــن!!!...

تحدثت على الهاتف مع ابن صديق لي فقدته في ستينات القرن الماضي, يسكن ويعمل في مدينة اللاذقية بــســوريا, كعادتي يوميا على الميسنجر, سائلا إياه السؤال المعتاد : كيف أحوالكم؟ فأجابني : عـايـشـين!!!...
كم يؤلمني هذا الجواب.. وكم تخنق مشاعري هذه الكلمة... هذ ا البلد الذي كان ينبض بالحياة, وسكانه مثال الحياة والحيوية والحركة والإبداع.. أصبح سكانه وأهله : عــايــشــيــن!!!... كانما مجرد تفتيح العينين كل صباح أحياء. أصبح نعمة وحمدا وقبولا.
ماذا أصاب هذا البلد... ماذا أصاب سوريا...صحيح لم تكن جنة الحريات. ولكن كانت الطمأنينة العادية تغمر سكانها. طالما (لا يتعاطون بالسياسة).. وهنا ألح على كلمة يتعاطون.. كمن يتعاطى المنكر.. أو المخدرات, أو الممنوعات الأخلاقية. كانت السياسة, أو كما تسمى الحرية السياسية الفكرية والسياسية في الدول التي تدعى متحضرة.. كانت ممنوعة كليا في هذا البلد... ولكن الناس (عـاشـوا) بدونها وتعودوا على ممنوعاتها.. وحتى أن غالبهم تعود وقنع وصدق ضرورة منعها, أو عدم التساؤل عن أسباب منعها. عاشوا كالروبويات.. يعملون كالروبويات, غالبا في مهنتين أو ثلاثة.. يأكلون كالروبويات.. وأحيانا يضحكون كالروبويات...لأنهم تبرمجوا هكذا من سنوات طويلة... أطيعوا الله وأولي الأمر منكم... برنامج استفاد منه من أفتاه... خصيان محترفون.. مشايخ موظفون..حتى أصبحت كلمة برطيل.. وماشي الحال.. وبسيطة.. وخليها على الله, الديانة الرسمية المعلنة الوحيدة السائرة والعادية في جميع أجهزة الدولة الفوقية والتحتية والتعليمية والصحية والأمنية... ولما انفجرت الأحداث المنتظرة والمرسومة, ونظرا لالتزامات الدولة الرسمية, دوليا وجواريا وعربيا.. وفــارســيــا.. مما لا يرضي على الإطلاق مصالح دولة كبرى ودول عربية وجوارية وغربية, تدور في فلكها وتنفذ أوامرها وخطوط مصالحها الكبيرة أو الصغيرة, المعلنة أو غير المعلنة... ركبت كل هذه المؤسسات الدول عربة قيادة هذه الأزمة الاعتراضية, والتي كانت أكثر من طبيعية ومقبولة وشرعية, ذات مطالب إنسانية ضرورية, وحولتها إلى مجموعة من المشاكل الطائفية المعقدة والتفجيرات الإرهابية.. وعمت الفوضى في كل مكان من البلد, وصار القتل والتقتيل بالجملة والمفرق, يقابل القتل والتقتيل والدمار والخراب بالجملة والمفرق... ولا نعرف من يقتل من...لأسباب مطالبية.. أو لأسباب طـالـبـانـيــة!!!... وضاعت الطاسة, كما يقولون باللغة العامية. وهكذا نجح المخطط المرسوم لتصحير هذا البلد وتفتيت شعبه... أن تضيع الطاسة.. وأن يستمر ضياعها في الوقت والزمن. وكما نرى يستمر العنف يوميا بين الطرفين المتنازعين على الأرض... ومئات من القتلى من قوات حفظ النظام.. وممن يريدون إسقاط هذا النظام.. وحسب رأي المتمسكين بحفظ النظام : كل فعل له ردة فعل Action et réaction والشعب يتعود ويصبر.. ويــعــيــش!!!....
هذه هي الخطة التي رسمت لهذا البلد في المكاتب العالمية التي تخطط وترسم حياة الشعوب والأمم والبلدان. وترسم خطوط الحدود والأنظمة ومستوى المعيشة وحق العيش لها. في سبيل الحفاظ على مصالحها البترولية والرأسمالية وميازين عملاتها وبورصاتها... آلاف الأموات.. لا شيء.. لا شيء.. في سبيل الحفاظ على مصالحها...
ونحن نعيش.. ونتبع.. كالغنم... إصرخوا.. فنصرخ.. تفجروا.. فنتفجر. وحتى يخدروننا.. يوعدونا بحريات وديمقراطية.. أو غالبا بالجنة وحورياتها.. فنتبع.. دائما كالغنم الذي يساق بجهل ووداعة إلى المسلخ...لأننا من أقدم الأزمان عشنا كالغنم.. وساقنا الحكام والمشايخ كالغنم... لأن الإنسان الحر يــحــيــا ولا يعيش... ونحن شعوب تعيش.. لا أكثر.......................
مع كل اعتذاري من هذه الكلمات القاسية الحزينة... ولكنها حقيقة حقيقية جارحة صارخة مؤلمة...
مع تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صـابـور ـ ليون فــرنــســا





#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غشاء البكارة.. والشرف العربي
- الضحية
- مات شادي خزام
- مات سامي خزام
- فيفا..حجاب سعودي..وأموال قطرية.. ومؤتمر باريس
- القناصة الجدد
- رد للسيد عبد الرزاق عيد
- النق والنقيق
- قل لي ما هي ثقافتك؟؟؟...
- أين فولتير.. يا مجلس الاتحاد الأوروبي
- المومس و المشغل
- الأب باولو دال اوغليو
- دفاعا عن الحق.. والحقيقة
- رسالة إلى الجنرال روبرت مود
- عودة إلى البلد
- تحية إلى أمين معلوف
- رد كامل
- المعركة الإعلامية.. أشرس المعارك
- رد على رسالة صديقتي ريم
- فيلم قسم طبرق


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عايشين !!!...