أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا الصايغ - هل الدين ضرورى للانسان ( 1 - 2 )















المزيد.....

هل الدين ضرورى للانسان ( 1 - 2 )


مجدى زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 13:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" الدين هو تنهد الانسان المظلوم. شعور عالم عديم الشعور. ونشاط الحالة العديم النشاط, انه افيون الشعب. "
هل الدين مهم بالنسبة اليكم؟ هل انتم, ربما, عضو فى فريق دينى, او كنيسة, . اذا كان الامر كذلك. فلديكم الكثير من الامور المشتركة مع الناس الذين عاشوا فى الماضى فى سنة 1844, السنة التى كتب فيها الفيلسوف الالمانى كارل ماركس : " الدين ... افيون الشعب " ففى تلك الايام كان كل شخص يذهب الى الكنيسة وكان للدين تأثير قوى فى كل مستوى فى المجتمع. واليوم تغير ذلك على نحو جذرى, والدين يلعب دورا قليلا او لا دور على الاطلاق فى حياة مئات الملايين من الناس. واذا كنتم تذهبون الى الكنيسة , فأنتم على الارجح جزء من اقلية فى مجتمعكم.
مالذى سبب التغيير؟ من جهة اولى, طور كارل ماركس فلسفة مضادة للدين صارت ذات تأثير شديد. فاعتبر ماركس الدين كما يبدو عقبة فى طريق التقدم البشرى. وادعى ان حاجات الجنس البشرى يمكن بلوغها على نحو افضل بالمادية, فلسفة لم تترك مكانا لله او الدين التقليدى. وادى به هذا الى القول : " الشئ الضرورى الاول لسعادة الناس هو ازالة الدين. "
جرى تطوير فلسفة المادية التى لماركس على نحو اضافى بواسطة الاشتراكى الالمانى فريدريك انجلز والزعيم الشيوعى الروسى فلاديمير لينين. وصارت تعرف بالماركسية اللينينية.
وحتى وقت غير بعيد. عاش اكثر من ثلث الجنس البشرى فى ظل انظمة سياسية اتبعت الى حد بعيد او الى حد ما هذه الفلسفة الالحادية. ولا يزال رجال ونساء كثيرون يتبعونها.
ولكن انتشار الفلسفة الشيوعية لم يكن الامر الوحيد الذى اضعف سيطرة الدين على الجنس البشرى. فالتطورات فى حقل العلم لعبت ايضا دورا. على سبيل المثال, ان جعل نظرية التطور شعبية, ادى بالكثيرين الى الشك فى وجود خالق. وكانت هناك عوامل اخرى.
تذكر دائرة المعارف البريطانية " اكتشاف التفسيرات العلمية لظواهر نسبت فى السابق الى اسباب خارقة للطبيعة " و " وحذف التأثير الذى للدين المنظم من مجالات للنشاط مثل الطب, الثقافة والفنون. " وادت تطورات كهذه الى نمو العلمانية.
فما هى العلمانية؟ يجرى تعريفها بانها وجهة نظر من الحياة .... مؤسسة على فرضية وجوب تجاهل الدين والاعتبارات الدينية او ابعادها عمدا. " وتمارس العلمانية تأثيرا فى البلدان الشيوعية وغير الشيوعية.
ولكن العلمانية والماركسة اللينينية لم تكونا الوحيدتين فى اضعاف تأثير الدين. فكنائس العالم المسيحى يجب ان تشترك فى تحمل اللوم. ولماذا؟ لانها اساءت لقرون استعمال سلطتها. وقد علمت عقائد مؤسسة على تقاليد غير منسجمة مع الاسفار المقدسة وفلسفات بشرية بدلا من الكتاب المقدس. لذلك كان الكثيرون فى رعاياها اضعف روحيا من ان يقاوموا هجوم العلمانية الضارى.
بالاضافة الى ذلك, استسلمت الكنائس نفسها اخيرا فى اغلب الاحوال للعلمانية. وفى القرن ال19, انشأ العلماء الدينيون فى العالم المسيحى شكلا من النقد الاعلى دمر, بالنسبة الى كثيرين, مصداقية الكتاب المقدس بصفته كلمة الله الموحى بها. والكنائس, بما فيها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية قبلت نظرية التطور. نعم, لقد استمروا فى الادعاء بالايمان بالخلق. ولكنهم اخذوا بعين الاعتبار امكانية ان جسد الانسان قد تطور, فيما خلق الله النفس فقط. وخلال ستينات ال1900, انشأت البروستانتية نظرية لاهوتية اعلنت " موت الله. " وتغاضى رجال دين بروستانت كثيرون عن طريقة الحياة المادية وايدوا الجنس قبل الزواج وحتى مضاجعة النظير. وطور بعض اللاهوتيين الكاثوليك نظرية اللاهوت التحررية, مازجين الكاثوليكية بالماركسة الثورية.
وهكذا بدأت العلمانية تسيطر, وخصوصا خلال ستينات ال1900 وبعد ذلك حتى منتصف سبعينات ال 1900 تقريبا. ثم تغيرت الامور ثانية. وبدا ان الدين, ولكن ليس الكنائس الرئيسية فى اغلب الاحوال, عائد الى مكانته السابقة, وحول العالم, شهدت واخر السبعينات وثمانيات ال1900 تكاثرا فى الفرق الدينية الجديدة.
لماذا انبعاث الدين؟ ذكر العالم الاجتماعى الفرنسى جيل كبل ان " الناس العاديين غير الاكليريكيين .... يؤكدون ان الثقافة العلمانية قادتهم الى طريق غير نافذ وان الناس باصرارهم على التحرر من الله يحصدون مازرعوه بكبريائهم وعجبهم وبالتحديد. الجناح. الطلاق. الايدز. اساءة استعمال المخدرات. والانتحار. "
وتراجع العلمانية جمع زخما جديدا منذ الانهيار الواضح الاخير للماركسية اللينينية. وبالنسبة الى اشخاص كثيرين صارت هذه الفلسفة الالحادية دينا حقيقيا. لذلك تخيلو ارنباك الذين وضعوا ثقتهم فيها. وثمة رسالة اخبارية لل واشنطن بوست من موسكو اقتبست من رئيس سابق للمدرسة العليا للحزب الشيوعى قوله : " لا يحيى البلاد اقتصادها ومؤسساتها فقط بل ايضا مجموعة اساطيرها واباؤها المؤسسون. ومن المهلك لأى مجتمع ان يكتشف ان اعظم اساطيره مؤسس لا على الحق بل على الدعاية والوهم. لكن هذا مانختبره الان فى امر لينين والثورة. "
واذ تكلم عن العالمين الشيوعى والرأسمالى على السواء. اقر عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسى ادغار موران : " لم نر فقط انهيار المستقبل البراق الذى كان مقدما للبروليتاريا وانما رأينا ايضا انهيار التقدم الاوتوماتيكى والطبيعى للمجتمع العلمانى, حبث كان يفترض ان يتقدم العلم, المنطق, والديموقراطية على نحو اوتوماتيكى .... ليس هناك تقدم اكيد الان. فالمستقبل الذى كنا نرجوه قد انهار. "هذه هى المشاعر الباطلة التى لكثيرين ممن جعلوا ثقتهم فى جهود الانسان لخلق عالم افضل من دون الله.
هذا الشعور العالمى بخيبة الامل يجعل عددا من الافراد المخلصين يدركون الحاجة الى ناحية روحية لحياتهم. انهم يرون الحاجة الى الدين. لكنهم مستاؤون من الكنائس الرئيسية. ولدى البعض ايضا شكوك فى ما يتعلق بالديانات الجديدة - بما فيها مذاهب الشفاء, الفرق التى تدعى حيازة المواهب العجائبية, الشيع السرية, وحتى فرق عباد الشيطان.
ويرفع التعصب الدينى ايضا وجهه البشع. لذلك, نعم , ان الدين عائد لمكانته السابقة, المكانة دون السوية المنتظرة. ولكن هل رجوع كهذا للدين امر جيد بالنسبة للجنس البشرى؟
فعلا, هل يفى اى دين حقا بحاجات الجنس البشرى الروحية؟



#مجدى_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة ( 3 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة ( 2 )
- هل الكتاب المقدس جدير بالثقة
- ابتسموا فهذا نافع لكم
- دجاجة تصاب بازمة قلبية
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 2 - 2 )
- العادات الرديئة وعدم العودة اليها ( 1 - 2 )
- التقمص العاطفى - حاجة انسانية
- حكاية افريقية من بنين
- سبل لمعالجة الكابة ( 2 - 2 )
- مد يد العون للمكتئبين (1 - 2)
- القاعدة الذهبية - تعليم عالمى
- ما تعلمناه من اندرو - قصة حقيقية
- الذباب البغيض - هل تظنون انه مفيد؟
- التقمص وعقيدة النفس الخالدة
- هل تؤمنون بالتقمص؟ ( 1 - 2 )
- العدل الحقيقى
- نظرة الكتاب المقدس الى عقوبة الاعدام
- الشيخ عمران حسين - ونهاية العالم
- التعلم يبتدئ فى الرحم


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدى زكريا الصايغ - هل الدين ضرورى للانسان ( 1 - 2 )