أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - هل ستدفع روسيا ثمن خطأ خيارها في سورية ؟














المزيد.....

هل ستدفع روسيا ثمن خطأ خيارها في سورية ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


روسيا كغيرها من الدول تتحكم مصالحها بكل تصرفاتها، وهذا أمر مشروع في المواقف الدولية، حيث يصح القول " ليس هناك من صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة ". ولكنها في سورية اتخذت سياسة خاطئة بشكل غريب وصريح، حيث ساندت بشار الأسد رغم هول الجرائم التي استمرت قواته وشبيحته بارتكابها منذ ما يزيد عن ستة عشر شهراً، وبذلك ساندت سلطة ساقطة، لا قيمة لها إقليمياً أو دولياً أو شعبياً.
ويبدو أنّ القياسات التقليدية، التي تعتمدها القيادة الروسية، لم تساعدها على تقدير الموقف الصحيح في سورية مما يفسح في المجال لقراءة احتمالات المستقبل. فما لم يفهمه الروس أنّ الشعب السوري، بأكثريته الساحقة، يرفض سلطة الأمر الواقع القائمة، وأنّ أي تلويح باستخدام الفيتو في مجلس الأمن إنما يصب في خدمة سلطة لا تمتلك أي أفق سياسي، لا همّ لها سوى إطالة عذابات الشعب السوري وسفك مزيد من الدماء البريئة من أجل استمرار سلطتها.
مما يستوجب مجموعة أسئلة: لماذا الإصرار الروسي على دعم سلطة مرفوضة من شعبها ؟ بل لماذا الإصرار على زيادة عذابات الشعب السوري ؟ هل المطلوب إطالة الأزمة السورية إلى أقصى حد ممكن لتفكيك الكيان السوري ؟ وهل هناك تلاقٍ على ذلك بين روسيا وإسرائيل ؟ أم هل يظن قادة روسيا أنّ سورية ورقة يمكن من خلالها الحصول على مكاسب في الشرق الأوسط والعالم ؟
إنّ ما يتبين - مع مرور الوقت - أنّ الشعب السوري يزداد إصراراً على التخلص من سلطة الاستبداد والقتل والفساد، وأنّ الأوضاع على الأرض ليست في مصلحة القاتل الأسد، وبالتالي فإنّ سقوطه بشكل مفاجئ، أو انهيار الأوضاع في سورية، من شأنه أن يفقد روسيا ورقة مهمة، وحينها لن يكون بمقدورها تأمين مصالحها في سورية، كما لن تكون لكلمتها كثير قيمة.
وقد لا نكون مبالغين إذا قلنا: إنّ الموقف الروسي أضحى حاضراً في تفاصيل ومراحل تطور الثورة السورية كافة، لاسيما في بعديها المحلي والدولي. فالدعم الروسي المتنوع جعل سلطة الأمر الواقع أكثر تعنتاً في وجه مطالب التغيير، بل شجعها على الاستمرار في الحل الأمني للقضاء على المعارضة والثوار، وهذا بدوره قاد إلى تزايد وتيرة العنف والقتل والدمار.
ولا شك أنّ مجرد وقوف روسيا موقفاً إيجابياً تجاه الحالة السورية، بابتعادها عن دعم الطاغية، فإنّ من شأن ذلك أن يشكل ضغطاً على القاتل وأتباعه في الداخل. فحينها سيكون بلا غطاء دولي، وتحديداً في مجلس الأمن، مما يتيح إمكانية العودة للمجلس مرة أخرى، لتكون خطة عنان تحت الفصل السابع، كما طالبت مجموعة أصدقاء الشعب السوري في باريس، مما يعني أنّ هناك قراراً دولياً حقيقياً وفعلياً لإنهاء حقبة آل الأسد، أو لاتخاذ خطوات عملية أخرى، وهي الرسالة التي سيفهمها حلفاء الطاغية في الداخل جيداً.
ولكنّ السلوك الروسي، في سياق الأزمة السورية، تعرّض لامتحانات عدة، ولم تكن النتائج إيجابية، بحيث يظهر أنّ ما تمارسه الدبلوماسية الروسية يمثل استراتيجية وليس تكتيكات سياسية، كما بدت واضحة محاولات توظيف الأزمة السورية في سياق صراع المصالح والنفوذ الذي تخوضه مع الغرب. وتكمن الإشكالية - في هذا الإطار - في حقيقة أنّ حزمة المطالب التي ترفعها روسيا، في مواجهة منافسيها وخصومها، كبيرة تشمل مكانتها الميدانية في منطقة الشرق الأوسط ومكانتها السياسية ونفوذها في مجلس الأمن، وكذلك علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يمكن تحقيقها عبر تنازلات غربية في خصوص " الدرع الصاروخية " التي ترى أنها تفقدها قدرة الردع النووية، وتسعى لإبرام معاهدة شراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي تشمل إلغاء تأشيرات الدخول لمواطنيها، وكذلك منحها تسهيلات إضافية في إطار منظمة التجارة الدولية، أو تخفيف الدعم الغربي للحركة الاحتجاجية في روسيا.
وهكذا، فإنّ روسيا لا تزال تتحرك في المربع الأول، في ما يتعلق باستعادة دورها على الساحة الدولية. فبعد أن فشلت في حماية محيطها الاستراتيجي في وسط آسيا وشرق أوروبا، تحاول تحقيق ما لم تحققه هناك على الأرض السورية. ويبدو أنها مهددة بخسارة مصالحها في سورية والمنطقة العربية لأنها لم تحسن قراءة المشهد السياسي العربي وما حدث من تغيّرات سياسية، تراجع بموجبها دور النخب السياسية التقليدية وتزايد دور النخب السياسية الجديدة، في وقت تعاظم دور الرأي العام العربي، وهذا يجعلها بحاجة إلى سياسة خارجية براغماتية تأخذ بالحسبان التفاصيل كافة في السياسة الإقليمية من دون الركون إلى أبجديات الحرب الباردة. ومن المرجح أن تخسر روسيا نفوذها في سورية المستقبل، وهذا يجعل الموقف الروسي من الأزمة السورية، وإن بدا مؤثراً، إلا أنه في النهاية لن يخرج عن الدور المعطل وليس الفاعل.
إنّ السياسة الروسية، التي تضع العراقيل أمام أي تقدم باتجاه ضغوط دولية فاعلة ضد سلطة الاستبداد، لا تهوى الأسد لشخصه ولا تحب هذه السلطة في ذاتها، بل تريد حماية مصالحها التي يضمنها وجودهما. والسؤال هو: هل يمكن مراجعة هذه السياسة إذا طُرحت صيغة للتغيير تحافظ على مصالح روسيا، وتضمن عدم تعرضها للتهديد، وتتيح لها دوراً رئيسياً في ترتيبات هذا التغيير وما يقترن به من نقل للسلطة ؟



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو ثقافة سياسية متجددة في سورية
- سلطة آل الأسد أفشلت خطة عنان
- الرهان على الوطنية السورية الجامعة
- عن العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- السيناريوهات الممكنة للحل في سورية
- محددات عصر التنوير ... عن علاقة الوطن بالدولة
- التغيير الذي نحتاجه في العالم العربي
- خمسة وأربعون عاما على هزيمة العرب الكبرى
- 64 عاما على النكبة الفلسطينية
- بشأن صهر ثقافات الأقليات
- حول حق الشعب السوري في التدخل الإنساني
- الهويات الفرعية القاتلة
- نحو الاستقلال الثاني .. مستقبل سورية الجديدة يصنع اليوم
- المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري
- حق الشعوب في التنمية
- أبرز التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي
- إشكالية الدولة والتنمية في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر
- دروس بعض نماذج التحول الديمقراطي لمستقبل سورية
- دور المجلس التأسيسي التونسي في عملية التنمية السياسية
- أهم أعمدة المرحلة الانتقالية في سورية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - هل ستدفع روسيا ثمن خطأ خيارها في سورية ؟