أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - الاعرج بوجمعة - من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.














المزيد.....

من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.


الاعرج بوجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 08:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


من بين مظاهر تطور المجتمعات تراجع "الأنا القطيعي" وتنامي "الأنا الفردي"، في معنى التحرر من قبضة الجماعة نحو تفعيل الفردانية، باعتبارها المظهر الأول من الأنا تعي فيه الذات نفسها كإلغاء، بينما المظهر الثاني تتمكن معه الذات من أن تنشط جنبا الى جنب مع الذوات الأخرى في المجتمع، دون الانمحاء في أشكال هندسية من التمفصلات، تخضع لتنميط مقنن بمصادرة خصوصياتها لحساب الانصهار في تماهيات هوياتية جماعية استلابية، فالشخص في المجتمعات البدائية لم يكن موجودا؛ حيث أن الشخص كان مسيرا، فالآباء يتدخلون في الزواج وتحديد الزوجة للإبن بل أكثر من ذلك يتم تحديد هويته واسمه بشكل مسبق اسمي مثلاـ بوجمعةـ تم اختياره من طرف عائلتي، فأنا لم أختر هذا الاسم سبب لي مشاكل كثيرة في حياتي، كلما تقدمت لخطبة بنت أو بالأحرى ربط علاقة معها رفضتني؛ لأنني اسمي بوجمعة وعائلتها كذلك.. فأنا لم أختر أن أكون مسلما ولا يهوديا ولا مسيحيا.. أريد أن أكون أنا نفسي، أما ممارسة الإكراه على الأنثى يتجلى في حصر دورها في الإنجاب وغيرها من الوظائف التي تشترك فيها مع الكائنات غير العاقلة، بحيث الأخر يصبح مستدمج في الأنا، يمارس علي تأثيره كرقيب بطريقة لا شعورية، فهو يحدد سلوكي في المجتمع ونظرتي الى نفسي ويحدد تمثلي لذاتي، فالإنسان في المجتمع التقليدي يتساءل من أنـــــــــــــا؟ من منظور الغير، أما الانسان الحديث فإنه يتساءل من أنــــــــــا؟ من منظوري أنا، فالمجتمع المنفتح هو الذي يفتح لك هامش من الحرية لكي تحقق ذاتك كشخص، أي المجتمع الذي يغلب عليه الأنا الفردي le moi individuele، فالذات طاقة ممتدة نحو المستقبل؛ بمعنى أنها مشروع هدم ـ بناء في تناوب مستمر، هذا يعني أن هنالك فروق في ممارسة الإكراه في التنشئة الاجتماعية عبر الأب، الإكراه يتماشى مع المستوى الاجتماعي ـ الثقافي للمجتمع، يقول كارل روجرز أن التلقائية متعة؛ لكن هذه المتعة تتحقق عندما يحس المراهق بذاته كمراهق؛ "أي الانصات الى ذاته" بدافع من التوجيه الذاتي، الذي يتبدى في صورة قدر مناسب من الاستقلالية في أن يكون الشخص مدفوعا من داخل ذاته، ويفسر روجرز التلقائية بأنها ليس مجرد رد فعل أو انعكاس لمثيرات خارجية، بل تشترط التلقائية التحرر من أحكام الأخرين، والتصرف بقدر مناسب من الاستقلالية تتقلص فيها المراقبة الذاتية، يقول سارتر "الآخرون هم الجحيم"، نظرة الأخر إلي تحولني الى شيء كما نظرتي إليه تحوله الى شيء. وينفي روجرز ان تكون الذات مرآة تعكس احساسات الآخرين، كما أنه يخلص الى تعرض المراهق للإكراه في التنشئة الاجتماعية يؤثر في التلقائية هبوطا أو صعودا حسب تدرج الإكراه في الأهمية تبعا للمستوى الثقافي. يرى طاب أن التصورات التقليدية للمجتمع القطيعي هي التي تجعل من الفرد يقدس الأسلاف، كما انه يؤكد أن في المجتمعات التقليدية لا يوجد الفرد لذاته، حيث هويته الشخصية تنحصر في دوره ووظيفته في الجماعة، في المقابل أن الفرد حسب طاب يسعى الى الاندماج في المجتمع في اتجاه تفعيل ذاته، وأن الفرد في خضم تنشئته الاجتماعية يبحث عن تحقيق ذاته كشخص، هذا الأخير ليس مجرد بنية مشروطة خاضعة سلبية، إنه انفتاح على رهانات جديدة وعلى قابلية للتطور تتضمن انفصالا عن العادات وصفات الكينونة المألوفة، تصف جيرسيلد Jersild الشخص المتقبل لذاته بأنه يتصف بتقدير واقعي لمصادره وبناءاته الذاتية دون أن يكون عبدا للآخرين، وذلك من خلال اتصاف الفرد بالإحساس بالجدارة و التأكيد على التفرد، والخلو من الشعور بالذنب، وتقبل الذات يتوقف على العودة الى هذه الذات ولا نقول الانطواء على الذات، يقول مالريو بصدد المراهق أن المجتمع الذي يعيش فيه ينمط اختياراته لكن باستطاعة المراهق أن يعتريه احساس قوي بأصالته فيقتلع نفسه من قبضة تمرينات الوسط، ويحدد لنفسه هدفا بوسعه أن يدل على ما يفعله، ويعتبر مالريو أن هذا الصنف من الهوية لا يتحدد إلا عبر الابتكار تذهب لافيريير الى حد القول أن من بين العناصر الأساسية التي تترجم مساهمة الفرد في ابتكار هويته الشخصية هي إرادته في التعرف إلى ذاته، وأن يكون هو ذاته، والتحقق التام كشخص، وتثمين فردانيته وفردانية الآخرين، حتى يصبح الإنسان مع سارتر مشروع مفتوح على المستقبل يحقق ذاته باستمرار، ويمكن القول بأن ليس هناك تعارض بين تقبل الذات في انفراديتها و التفاعل البناء مع المجتمع، وهذا ما يؤكده طلعت منصور من خلال قوله الشخص المتقبل لذاته يكون أكثر ميلا إلى المشاركة في النشاط الاجتماعي، فالهوية من خلال الاخرين هي هوية ناقصة وقاصرة، فأنا لم أختر أن أكون مغربي أو مسلما أنا كوني يجب أن أكون أنا، فهي هوية جاهزة هوية مشروطة من الخارج، إرهاب وترهيب، ففي ظل هذا الزخم من مكونات الهوية فما موقعي أنــــــا؟ والذي لا يمكن أن أعرفه إلا أنا، سواء كنت مسلما أو مسيحيا أو طفلا أو مراهقا... فأين أنا من هذه الهوية، فأنا أتنكر لهذه الهوية السالبة لحريتي، أنا أولا ثم أختار هويتي فيما بعد التي لا يعرفها إلا أنا، فأنا لا أود أن أحشر نفسي في هويات سابقة أو تقنيات جاهزة، يعني أفعل ما يفعلون وأقول ما يقولون وألبس ما يلبسون... من هنا نتحول إلى نسخ محددة جاهزة سابقا يقول نتشيه: "تتحول الجماهير الى قطيع".
إذن مسألة تعزيز تقبل الذات او كبحه مسألة مجتمع منفتح يؤمن بالقيم التحررية أو مجتمع منغلق يؤمن بالعودة الى الأصول والقيم البالية التي ليست لها أية مرجعية.



#الاعرج_بوجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا الامتحان phobie de lexamen
- الحكام العرب وفكرة الطوطمية.
- الحقيقة الغائبة عن المواطن المغربي.
- سيكولوجية الانفعال


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - الاعرج بوجمعة - من مجتمع القطيع إلى مجتمع الحرية.