أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فكر السياسة وسياسة الفكر














المزيد.....

فكر السياسة وسياسة الفكر


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكر السياسة
ابتلي العالم العربي,بالسياسة وأتخم فكر النخبة بها,رغبة في الحكم ومعارضة وحتى تدبيرا لشؤون الدولة,ورغم كل ذلك تشتكي النخبة بتجاهل المجتمعات العربية لأهمية السياسة,بحيث يظل عدد المنخرطين محدودا,ويظهر ذلك جليا من خلال حجم المشاركة في الإنتخابات,والتصويت,والحملات التي يكون الدافع إليها إيديولوجيا,أي بدون مقابل مادي تجيش بها التجمعات عاطفيا,فتشد الرحال نحو أحياء الفقر والحاجة,لتنطق الصامتين,وترغم الناس على تذكر المواسم الإنتخابية وعدم تجاهلها,فتحلقت نخبة من العالم العربي حول السياسة والساسة,واندمجت بهم,حزبيا وحتى علاءيقيا,لدرجة أنها من ذوي الخبرات صارت,بحكم إدراكها لحاجة السياسة لهم,فهم يمارسون التناوب الخطابي لآفتعال اختلافات سياسية,تقسم الشارع العربي,وتحرك ما ركض فيه تجنبا لليأس,المؤدي للرفض والملل من كل ما له علاقة بالسياسة,ربحا للزمن وما تبقى منه للتحكم في مجريات التحولات المرتقبة والمنتظرة,والتي لاينظر لها العالم بعين الرضى ولا القبول,خصوصا عندما تؤدي لانحسارات,تحتم تجاوز المسموح به سياسيا,هنا وجد نوع من التفكير,مهووس بما هو سياسي,ومختزل لكل فعالية في السياسة,وبذلك يكون حكمه على كل جديد أو شاذ حكما سياسيا,فلا تنجو من حكمه أية مبادرة,ولا تنفلت بدون أن يجد لها وصفا سياسيا,لتحتوى,وتصير لها غايات خفية,وحده فكر السياسة يفك طلاسيمها العصي على الفهم,مع أن عالمنا العربي,المكشوف فيه أكثر من الخفي,مما يتحول معه معترك المواجهة إلى سياسات متعارضة,بين المقربين أكثر من الأباعد,فاليساري يتابع خطابات اليسار المغاير له,يطمح لاحتلال مواقع القوي منه,ليصير الممثل الوحيد لهذا الفكر,والحداثي,لاينجر إلا خلف الصراع ضد الحداثيين,ليثبت أنه الجدير بالإرث الليبرالي دون غيره من الأحزاب والتجمعات والحركات ,فكر السياسة هذا يمارس قلقه,بالبحث عن الخصوم,لا لينتصر عليهم,بل ليسمعهم صوته المحذر,ألا فكر إلا فكر السياسة,فكل فعل عمقه ووجوده لايمكن أن يكون إلا سياسيا,وما عداه,فمجرد خواء,وعدم لايجدي اعتباره أو تقديره.
سياسة الفكر
هنا الفكر,يبدع لنفسه حقولا أخرى,بها يتعدد,يمتد بهدوئه المعهود نحو ذاته,ليسائلها عما فاته في التاريخ,تاريخ الأفكار وليس الوقائع التاريخية,أو حكايات الزعامات وأبطال السياسة الجدد والقدامى,يعترف لنفسه بهفواته,بمقارباته التي ضل بها طريق الفهم والوعي,بقضاياه أولا وواقعه ثانيا,يخصب المساءلة لتمتد لجذوره العميقة,لا ليجثتها,بل ليدرك عمقها,وما حجبته عنه ملابسات التحول والثبات,التي تعرفها كل المجتمعات البشرية والحضارات,فيبدو لدعاة الحركة وكأنه استقال,أو استسلم لضجيج السجالات الفردية وحتى الجماعية,في صيغها الإيديولوجية والسياسية المتحمسة للتحاملات والمتسرعة في أحكامها,كما هي عادتها,.
للفكر سياسة خاصة به,ليست خلوة صوفية,ولا اعتزالا للواقع,ولا هروبا من معتركات الصراعات اليومية,إنها سياسة رصد المتعدد وتغيير أدوات الفهم,أو تجديد القديم منها,لتملك وسائل الحكم وليس الحقائق,لأنها غير قابلة للرصد النهائي والمطلق,هذه سياسة الفكر,التي تلزم صاحبه,بالخلود للمكان واستئناس وحشة التفرد الحاثة على المزيد من التأمل,بدل الكثير من التنقلات,والتحركات التي تفيد الأجساد لكنها تحرم الذهن من ملكة التأمل والإنصات لصوت الخفي,صوت العقل,الذي لايكون صاخبا,بل خافتا كما هي عادة الحكماء.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الشخصية بين الديني والمدني
- الحرية الشخصية
- معركة الحب
- فكرة العروبة
- العوائق الخفية للتقدم
- فكر اليسار
- اليسار والمشروع الثقافي
- اليسار المغربي,تجديد التحالفات
- اشتراكية العالم العربي
- اليسار بين الإصلاح والمغامرة
- الأديب والسياسة
- سلطة الآداب
- القصة المغربية
- عقل السلطة
- الحصانة السياسية
- دولة العقل
- يساريون ودينيون في المغرب
- مفارقات السلطة في العالم العربي
- حزب الله مشروعية المشروع
- سياسة الإعداد


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - فكر السياسة وسياسة الفكر