أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - انشقاق..أم انسلال














المزيد.....

انشقاق..أم انسلال


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 01:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لن نناقش هنا الانتقادات التي وجهتها القيادة المشتركة للجيش السورى الحر فى الداخل الى صمت العميد مناف طلاس وغموض موقفه –اوموقعه-من اطراف النزاع المحتدم على الارض السورية,ولكننا قد نستطيع ان نضع عدة خطوط لهذا البيان على انه نهاية متوقعة للانشغال المسرف للعديد من الدوائر الاعلامية والسياسية العربية والدولية بتناقل اخباره ورسم ملامح مستقبله السياسي وانعكاس"انشقاقه"على تماسك الجيش السوري ومستقبل النظام حد التصريح الاقرب الى التهليل من قبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بحدوث اتصال"ما"بين بعض القوى المعارضة وبين العميد المنشق.
وهنا قد نستطيع تفهم هذا الاهتمام استنادا الى الرتبة الرفيعة التي يحملها السيد طلاس والى لقبه الذي تلصّق بمنصب وزير الدفاع لثلاثة عقود خلت والذي"ورث"من خلاله تدرجه السريع في صفوف الجيش وزمالته للوريث الآخر الذي كان اكثر حظا باستلامه"التركة"السياسية الكاملة في دمشق،وكذلك لقيمته الاعلامية الكبيرة في النزاع الغربي مع نظام الاسد,ولكن هذه الرتبة واللقب وتلك الزمالة لم تكن لتبرر عدم الفهم الدولي العميق لطبيعة وبنية النظام السوري وغيره من الانظمة العربية الشمولية مما قد ينذر باستمرار التخبط الغربي في محاولات دعم القوى الساعية لاسقاط حكم الوريث..
عدم فهم قد نجد ما يبرره من خلال اهمية الرتبة العسكرية التي يتقلدها السيد طلاس في الدول ذات الانظمة الطبيعية,على اعتبار ان الجنرالات-وخصوصا الذين ينحدرون من اسر عسكرية معروفة- يكونوا عادة من بين اهم اعضاء المجتمع وارفعهم شأنا بسبب قربهم من مراكز القرار السياسية ومكانتهم السيادية العالية..ولكن في نظام عائلي مغلق مثل نظام الأسد الوريث يكون شاغلي مثل هذه المناصب,خصوصا اذا كانوا افراد من خارج العائلة الحاكمة,مجرد اجراء لدى الحاكم ورموز لا يهدف من ورائها الا اضفاء بعض مستلزمات اخراج النظام القبلي الاسري على شكل دولة وحكومة وعلم..
ان الحكم السوري-والاصح العربي باغلبه الاعم- يعد من انظمة الاسر التي تمارس الحكم بدون اي تفويض شعبي او عن طريق انتخابات مزورة في احسن الاحوال,والتي لا تعترف بحقوق ابناء الشعب السياسية ولا تقر لهم بالمواطنة المتساوية العادلة,وتعتبر ثروة ومقدرات الامة من حق الاسرة الحاكمة وافرادها, ولا تؤمن بحق الشعوب في التنمية والسياسة,والعائلة هنا تكون هي مركز النظام ومحيطه,واي فرد من خارجها يكون موظفا عاديا يمكن له ان يركل الى الخارج في اي لحظة مهما كان خطورة وبريق العنوان الذي يشغله,ويمكن كذلك ان تحجب ترقيته او يبعد او يؤمر بالجلوس في منزله كالقواعد من النساء,كما حصل بالضبط للسيد مناف طلاس..
وهذا الابعاد بالذات,ممزوجا بالحس الامني الذي تحصل عليه من عمله الطويل تحت ظلال النظام والانتهازية التقليدية لرجال الاعمال, قد يكون السبب الوحيد الذي دفعه للقفز من سفينة النظام المتأرجحة من جراء القيادة الذهانية المهلكة للنظام متأبطا لقبه وزمالته وصوره مع بشار الاسد بضاعة مزجية مستفيدا من التقاطع الغربي مع نظام الوريث..
ان الاسراف في اسباغ الاهمية على "انسلال"العميد طلاس الذي لم نجد في سجله العسكري اكثر من "غزواته"وغواياته في مرابع دمشق وباريس,قد يكون ذو تأثير بالغ السوء على الجهد الاعلامي المناهض لنظام الاسد,وقد يشي بمدى القصور والضرر الذي تحدثه ردود الافعال المتعجلة وامكانية استغلالها عكسيا لاظهار قوة النظام وسطوته,والأسوا كان التوظيف الفاشل لقربه من النظام والترويج لانتماءه المذهبي كعلامة على استكمال الفرز الطائفي لاطياف الشعب السوري الذي تتلمظ له بعض الدول الخارجة عن التاريخ,دون الالتفات انه لو كانت العبرة بالقرب لكان لانشقاق العم رفعت الاسد تأثيرا مدمرا ولو كانت الحسم للانتماء الطائفي لكان لعبد الحليم خدام السبق في اسقاط النظام..
ان الحقيقة المؤلمة هو ان السيد العميد–وغيره من الضباط-لم يكن في عرف النظام الامني العائلي الا" بذلة عسكرية ورتبة لا أكثر ولا أقل"كما قال والده وزير الدفاع عن من هو اهم بكثير من مناف الا وهو العماد حكمت الشهابي,وان الرتب الكبيرة في هكذا انظمة قمعية مستبدة لا تزيد وزنا او حجما عن ضابط الامن او عنصر المخابرات..ان لم تكن تأتي بعدهم بمراحل..وهذا ما يجعلنا نخشى على اهلنا الكرام في ارض الشام من ان تصبح جراحاتهم وشظايا اجسادهم المسجاة على ارصفة الشوارع مشروع فرص سياسية لهذا الطرف او ذاك او ورقة مطوية في سجل الخلافات الاقليمية..
ان المجتمع الدولي يسرف في ارسال الاشارات الخاطئة للنظام من خلال التعاطي المشوش المرتبك مع تداعيات الازمة السورية وانعكاساتها على ابناء الشعب الاعزل الجريح المحشور بين زحام المشاريع والتقاطعات والمناكفات السياسية,وهو مطالب اليوم –وبقوة-بالوقوف العلني والواضح مع الشعب السوري البطل وحقه في التعبير عن خياراته السياسية الحرة وتقديم الدعم المباشر لقوى المعارضة وطلائعها الثورية الهادفة الى اسقاط النظام ومحاكمة رموزه وكل من أساء الى امن وحرية وكرامة الشعب عن الجرائم التي ارتكبت بحق الارض والعرض والانسان,وهذا الاصطفاف والانحياز يجب ان يكون من خلال اليات واجراءات فعلية وواقعية وقوية تمس النظام في مقتله الممثل بالرأس والقيادات والاذرع الامنية, وتطال كذلك جميع القوى المعادية لحرية الشعوب والتي تحاول التكسب من دماء السوريين.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام
- الاخوة العربية الكوردية تستحق وقفة للمراجعة
- التوافقية التي لا بد منها
- ثقافة التدجين
- النائب والنائبة
- القانون..تشريع وتنفيذ ورقابة
- الثقافة..كتخريب
- اتحاد السعودية والبحرين..أزمة قرار
- صناعة الاصنام
- ليس هذا من الديمقراطية في شئ..
- البحرين..العزف النشاز على هدير المحركات


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جمال الهنداوي - انشقاق..أم انسلال