أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الابراهيمي - بين السلفية و الصفوية















المزيد.....



بين السلفية و الصفوية


علي الابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 16:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطائفية ميزة العصر الراهن , والفئوية المحرك الرئيسي للاحداث , وهما عندما يتركزان يصبان في مستنقع الفناء والخراب والانعزال . لذلك قررت – كمسلم – ان اتناول ما يخصني من هذه الظواهر , وملخص الاحداث السنية الشيعية , باعتبارها جوهر القضية الاسلامية .
ومن البديهي للعاقل المنصف ان النزاع ليس ) سنيا – شيعيا) , بل هو ( سلفي – صفوي ) , وربما يستغرب البعض هذا الاخراج للسلفية عن السنية , وللصفوية عن الشيعية , وهما دين واحد , لكني ساثبت باذن الله انهما ليستا كذلك , بل هما متمايزتان عن كلا المذهبين , ويشتركان في جذورهما ونتائجهما اللتين تقربانهما من بعض , رغم ظاهر الصراع بينهما .
وانا لا اقصد بالصفوية تلك الدولة التي انشأها ابناء الشيخ صفي الصوفي التركي – بعد تشيعهم - , ولكني ادرس المنهج الذي برز ورافق نشوء هذه الدولة , بما يميزه من ممارسات وطقوس اختلفت عن سالفه , وعن معاصره في العراق حينئذ , نتج عن جو الصراع الصفوي – العثماني , واستغلال قيادتي الدولتين للورقة المذهبية في تقوية كيانهما او ضرب خصومهما , وهو ما يختلف عن متبنيات الشيعة اليوم عموما , لكنه يتجلى في طائفة منهم , ستكون هي محور دراستنا , والنموذج الاقرب لهذا المنهج , بالاشتراك مع بعض التيارات والتوجهات المشخصة والواضحة ضمن المنتمين الى المذهب الشيعي في هذا العصر .
جاء في احد بحوث مجلة ( نصوص معاصرة ) : لقد أخرجت الصفوية فجأة النهضة الشيعية من مخابئها إلى العلن، لكن لم يكن للأقلية الشيعية آنذاك طقوس محددة أو رموز وعلائم ومراسم اجتماعية. لهذا عولجت هذه القضية بتأسيس وزارة لهذا الأمر، وكلّف شخص باسم «وزير المراثي» بهذه المهمة. جاء هذا الوزير أولاً بتحف الغرب إلى إيران في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث اقتبس من أوربا الشرقية ـ بعد زيارتها ـ رموز المراسيم الدينية وآلاتها وتصاميمها والمراثي المعمول بها في الكنائس، ثم أضفى عليها ـ بمعونة رجال الدين ـ طابعاً شيعياً إيرانياً؛ فظهرت طقوس ورموز لم يسبق لها مثيل لا في إيران ولا في الإسلام ولا حتى عند الشيعة، مراسيم كالتمثيل والتشابيه والتشييع الرمزي ورفع الأعلام الحديدية وخدمة الستارات ورسم الصور والمبارزة وتعليق الأقفال بالأجسام والضرب بالسلاسل أو الموسى والعزف والطبول و... ) .
اما السلفية فهي منهج بائن كليا عن مذهب اهل السنة والجماعة بجذوره ( ابن تيمية ) , و تأسيسه ( محمد بن عبد الوهاب ) , و مراكز دعمه ( السعودية ) .
يقول لمفكر الإسلامي الشيخ جمال قطب، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف في رده على سؤال (ما رأيك في الصعود السريع للتيار السلفي ) : ( جميع المسلمين في مصر وفي غيرها أتباع للسلف الصالح، والسلف هو مرحلة زمنية تعبر عن جيل الصحابة وجيل التابعين وتابعي التابعين، فالسلف نمط ونموذج وليس مذهبا، لأن المذهب مدرسة ورؤية وهيكل وبناء كامل، والسلف لم يعهد عنهم ذلك، وإنما عهدت عنهم أفكار متناثرة لعقليات مختلفة في مواقف متعددة، أما الادعاء بأن السلفية يشكلون مذهبا وتوجها فأمر فيه تجاوز للحقيقة، وكل الممارسات التي على الساحة مجرد رؤى لدعاة محدودي النظر منقولة من مجتمعات أخرى ) .
ومن جميل الكلمات التي تصف ( السلفية ( تلك التي سطرها ) سيف نصر الفيصل ) , حيث كتب : (السلفيون خطرون ولكن على أنفسهم وعلى من يحيط بهم. صاروا عبدة الممارسات بدلاً من أن يكونوا عبدة الله وتحول الدين بين أيديهم إلى مطاوعة وعصي وإجبار. هم ساذجون في تفسيرهم لهذا الدين السمح وتائهون بين القرون الماضية وحال العالم اليوم. لا يستطيعون تقدير أن العصر تغير، ولكن روح الإسلام لم تتغير. يدوخون في أدق التفاصيل في ما هو حلال وحرام ومسموح ومكروه، دون أن يراعوا أن الإسلام ما بلغ ما بلغه إلا لأنه كان قادرا على التطور وتبني الأفكار ورعايتها ونشرها. يُكرهون الناس على الممارسات ولا يبدو أنهم يهتمون بما في الصدور. ويجعلون الشباب ينفرون منهم حتى صاروا عبئاً على الإسلام الحنيف. ولعلي لا أبالغ إذ أقول أن أكثرهم سذاجة هم الجهاديون منهم. فهل يوجد فشل أكبر من أن تقتل نفسك وتقتل الآخرين فلا تتغير ولا تغير بل تقطع طريق الحياة التي وهبنا إياها الله تعالى؟ ) .
ان المنهجين ) السلفي والصفوي ( يشتركان في نقاط تكاد تكون موحدة لعملهما , لولا اختلافهما في الجهة التي يدعيان تمثيلها , وسيتكفل البحث - ان شاء الله – ببيان هذه النقاط ومناشئها واسبابها .
يقول احد الباحثين : ( إن العداء الظاهري بين الأطروحتين، السلفية السُنية والسلفية الشيعية، يمثل القاعدة أساسية التي استخدمها التياران للبقاء وإضفاء المشروعية والقدسية على ما تروجانه من أفكار تحت عنوان الحفاظ على المعتقد والمذهب، على أن هذا العداء المُعلن – بشكل صاخب - يُخفي تشابهاً وتوحداً واضحاً في الأهداف والغايات التي يسعى إليها كل منهما، كما يوجد تشابهاً كذلك في الأساليب التي يلجأ إليها الطرفين في مواجهة خصومهما سواء بين أبناء المذهب أو في المذاهب الأخرى . إن الدور الذي يلعبه الطرفين السلفيين في هذه المرحلة كشف بوضوح طبيعة الأهداف التي يسعيان لتحقيقها في المنطقة، ففي مرحلة سابقة لم تحقق المحاولات السلفية لاستفزاز الشيعة ودفعهم لدخول معركة تكفيرية مذهبية أي نجاح، وقد تعامل علماء ومثقفي الشيعة مع هذه المحاولات بقدر كبير من الوعي ) .
ويضيف مبينا بعض اوجه الشبه بين المنهجين : (1 - الإستعلاء الفكري وإعتبار أطروحتهم الفكرية كمعيار معصوم لقياس مصداقية الآخر.
2 - تضخيم قضايا الخلاف الصغرى (التاريخية على سبيل المثال) واعتبارها كقضايا دينية وعقائدية وبالتالي فإن عدم الإيمان بها يمثل نوع من الهرطقة أو الردة.
3 - نشر نصوص الآخر بطريقة مبتورة ومشوهة بحيث يتم إظهاره كخارج عن مسلمات المعتقد الديني أو المذهبي.
4 - وأخيراً الصخب والإثارة الإعلامية والذي يعتمد على إعادة صياغة نفس الأفكار بطرق متنوعة غير مختلفة من ناحية المضمون . ) .
ان تناول السلفية امر هيّن باعتبار وضوح بينونتها عن مسلك اهل السنة , لكن توضيح القصد من مصطلح الصفوية يتطلب اختيار نموذج تطبيقي للبحث , باعتبار صعوبة ظهور طوائف بمستوى بينونة السلفية ضمن المذهب الامامي , لاختلاف الظروف , ومن هنا كان الاختيار الامثل مجموعة من التيارات , او الخطوط , كما شئت فعبر , داخل المذهب الامامي , تمثل اوضح معالم المنهج الصفوي , ابرزها هي ( المدرسة الشيرازية ) و ) التيار المقتدائي ( .
ان المدرسة الشيرازية اعطت الكثير لمذهب اهل البيت داخليا وخارجيا , من خلال رجالاتها ومؤسساتها , سيما ما بذله السيد محمد الشيرازي الراحل , لخدمة المذهب , خصوصا النهضة الدينية في الخليج , لكن هذا العطاء اصطدم بنتائج عرضية , افرزتها مجموعة المناهج العامة التي سارت عليها المدرسة , وبالتالي نجم عن ذلك سلبيات رجعت بنتائج عكسية على عموم مذهب اهل البيت .
اما التيار المقتدائي , وهو ما يصطلح عليه خطأً ( التيار الصدري ) , لاختلاف الغاية والمنهج , على تفصيل له محله , فهو تيار يتضمن متناقضتين , ففكر بعض قادته يرنو نحو النهضة الاسلامية , لكن سلوك مجموع التيار يصب في مستنقع الطائفية . ان اعتقادي في قائد التيار ( السيد مقتدى الصدر ( انه يُبطن الاخلاص في خدمة الاسلام , لكن مجموع انتاجه يخدم اعداء الاسلام , ولعل سائل يستشكل ويقول ان هذا تناقض فكري مني , لكن الحقيقة انني اعرف الرجل بنواياه , وان جل مشكلته ) الحاشية ( و ) القواعد ( , فلو تم تركه يعمل مع المرجعيات الشيعية دون تدخل من الحاشية المحيطة والقواعد الشعبية لرأيناه شخصا اخر تماما . كما ان التيار لم يخلُ من بعض الشخصيات الناضجة والمقدرة لظروف الامة , رغم صعوبة العمل داخل دائرة عملها , كالشيخ ) صلاح العبيدي ( مثلا .
ان نموذج التيار المقتدائي هو للصفوية العملية , لا الصفوية المنظمة ذات الفكر المحدد , بمعنى ان التيار عبارة عن مجموعة قواعد شعبية عامية , ذات حماسة مفرطة , غير واعية , ولم تخضع لتربية الجيل الرسالي من المراجع المصلحين ,تحت قيادة غير ناضجة متأثرة بمجموع الضغوط الشعبية والخارجية المصلحية , سلبا وايجابا . لذلك يتأثر مجمل التيار بجملة صور الهجوم الغربي السلفي على مذهب اهل البيت , فيعمد الى ردات فعل عكسية مساوية بالقوة ومعاكسة في الاتجاه . من هنا اخرجت نموذج التيار المقتدائي عن مسار الدراسة , والتزمت دراسة المناهج الصفوية والسلفية ذات الفكر العدائي التكفيري المنظم والمنهجي .
ان المدرسة الشيرازية تمثل اليوم الوجه الآخر للسلفية داخل مذهب الامامية , وهذا لا يعني شمول المدرسة جميعها بهذا الاتهام , لاننا نستطيع جزما اخراج الكثير من الشخصيات ذات الفكر الاسلامي الراقي , والتي تخرجت او تأثرت بمناهج هذه المدرسة , كالسادة ) آل المدرسي ( والسادة ) آل القزويني ( وبعض رجال الدين الواعين في الخليج .. الخ من الشخصيات المعطاءة والناضجة والعاملة .
الا ان هناك شخصيات لازالت تدعي بقوة تمثيل المدرسة الشيرازية , وانها الجهة المخولة بالنطق عنها , صارت تمثل اقبح صور المنهج الصفوي , ولعل اهمها ) مجتبى الشيرازي ( و ( ياسر الحبيب ) . والرجلان من سكنة عاصمة الضباب ( لندن ( , لذلك ساميز هذا الباب للمدرسة الشيرازية باسم ) الصفوية اللندنية ( .
لقد حاول الكاتب ( حافظ البناني ) في بحثه ( ازمة التيار الشيرازي ) النأي بمرجعية عائلة الشيرازي عن سلبيات الممارسات التي يقدم عليها ( التيار الشيرازي ) , عبر الفصل بين المرجعية وانصارها وقواعدها . الا ان هذا الامر ليس بواقعي , لعدة اسباب , اهمها ما ذكره الباحث ذاته من ركاكة المدرسة وتساهلها في منح الالقاب والدرجات العلمية , وكذلك ما يمكن ان نضيفه :
1 – مجمل منظومة العمل داخل المدرسة الشيرازية وطرق ومناهج التربية فيها , والتي افرزت لغة حادة وحجج ضعيفة .
2 – اختزال المرجعية – النائبة عن الامام – في ثوب عائلي , افقد المدرسة سمة الحياة , وركز الامراض الداخلية .
3 – عدم نبذ المرجعية الشيرازية للاصوات الشاذة والمسيئة داخل التيار الشيرازي .
4 – تمايز المدرسة عن باقي الخطوط الشيعة بنحو قريب من الحزبية .
5 – التركيز العقائدي – سيما في الخلافيات - , مما ساهم في خلق اجواء مشحونة كليا داخل التيار الشيرازي , كانت تحتاج الى شرارة صغيرة فقط لتنفجر .
لذلك فان المرجعية الشيرازية تتحمل جزءا كبيرا من السلبيات التي افرزها تحرك التيار الشيرازي اسلاميا .
لقد تشابهت المدرستان السلفية والصفوية اللندنية حتى كانهما تخرجتا على معلم واحد , لكنهما – ظاهرا – افترقا في المقاصد العلنية . اما ابرز نقاط الالتقاء فيمكن تمثيلها بالاتي :
1 – الضعف والركاكة العلمية : حيث نرى ان المنهجين يلتزمان ضعيف الروايات والغث منها , بل ويسيئان حتى فهم متن تلك الروايات الضعيفة . فالسلفيون يكفي في تصديهم لتدريس الناس او تكفيرهم قراءة بعض الكتب لفترة وجيزة .
وقد استثارني قول احد الاخوة لي مرة , ذكر فيه سعة مؤلفات احد مراجع المدرسة الشيرازية وعددها الضخم لابحث عنها واتتبعها , لكني – كابن لمدرسة النجف العلمية تربية لا دراسة وانتماءا – فوجئت بمستوى بعض تلك الكتب – ولم اقرأها كلها - , التي اختصرت وصفها بعبارة واحدة : انها لا تعدو احاديث العوام شيعيا .
و في سؤال تم توجيهه لاحد مراجع المدرسة الشيرازية حول ظاهرة ( التطبير ) وعن مستندها الروائي رأيناه يجيب برواية ) محمل زينب عليها السلام ( الضعيفة متنا , لتعارضها مع الثوابت الشرعية , وسندا , بسبب الارسال , ويقويها ببكاء العلماء – يعرفهم هو - عند سماعها !, وهذا نحو من الاستدلال عجيب .
ويكتب احد ابرز الرموز العلمية للمدرسة الشيرازية – استاذ للبحث الخارج – كتابا استدلاليا عن نفس الظاهرة , مستدلا على شرعيتها بروايات غريبة , مثل ( جرح ارجل الانبياء وتعثرهم ( ! .
وفي استدلال غريب لياسر الحبيب على ايمان احد المجوس - الذي لم يأتِ نص باسلامه فضلا عن ايمانه - نراه يذهب يمينا وشمالا , ويستدل بالمقلوب , لا لشيء سوى ان هذا المجوسي اغتال احد الصحابة الذين يجاهر ) الحبيب ( بعدائهم ! , رغم انه يعلم كما يعلم الجميع ان هذا المجوسي كان غلاما لاحد اعداء اهل البيت , ويسير في ركابهم , معتمدا على كتاب مثل ) الهداية الكبرى للخصيبي ( , وتاركا للكتب المعتبرة لدى الامامية .
وهو – لاشك – استدلال غريب وعقيم ومضحك مبكي , لم يكن القصد منه الا اثارة المدرسة الاسلامية الاخرى المقابلة للمدرسة الاسلامية الشيعية . فكتاب )الهداية الكبرى للخصيبي ( مطعون فيه وفي كاتبه , والذي استقر رأي الغالب من علمائنا على ) غلوه ( .
اما السلفيون , فلاحاجة للاسترسال في بيان ضعفهم العلمي , بعد ان بينه شيخ الازهر ) علي جمعة ( بمحاضرة قيمة مسجلة , حيث اشار الى المنهج التدريسي للسلفية , ومنحها صك العلمية بفترة وجيزة للدارس هي بحدود 1 40 قياسا بالمنهج العلمي الازهري , ولذلك فالحماسيون من الشباب والاسلامويون يفضلون الانتماء لهذه المدرسة – السلفية – حرقا للمراحل الزمنية الطويلة , ولكن على حساب المادة العلمية , وبالتأكيد فان المنهج السلفي صار بهذه الصورة لان مؤسسيه لم يكونوا يهدفون للنضج العلمي , لكنهم ارادوا صورة العلم وغطاءه لتحقيق اهداف سياسية .
ولعل من ابرز مظاهر ركون السلفية الى الضعيف في الاستدلال – على كثرته – اعتمادهم في تكفير طائفة تقدر بحدود نصف الامة الاسلامية , وهم الشيعة , على رواية ) وضّاع , كذاب ( هو ) سيف بن عمر التميمي ( , الذي ادعى ان مؤسس مذهب الشيعة هو يهودي اسمه ) عبد الله بن سبأ ( , حيث نسب اليه – وتبعته السلفية في ذلك – كل الاحداث والمصاعب التي طالت زمن الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله , غاضا الطرف عن حقيقة ما جرى بين الصحابة في زمن النبي , وفي يوم السقيفة , ويوم حرق دار فاطمة بنت رسول الله , وجرّ علي الى المسجد , ونبذ ابي ذر الى الربذة , واغتيال سعد بن عبادة زعيم الانصار , واستئثار بني امية بالملك , وهلم جرا , وغافلا عن رؤوس الشيعة من الصحابة الاجلاء , امثال سلمان المحمدي وعمار بن ياسر والمقداد وابي ذر الغفاري وزعماء الانصار مثل قيس بن سعد بن عبادة , ووجوه الكوفة مثل هانئ بن عروة و مالك الاشتر , واعمدة اليمن مثل قبيلة همدان .
2 – تكفير عامة المسلمين : الطريف ان الجهتين يكفر كل منهما نصف المسلمين , فالسلفية تقول بكفر الشيعة وضلال باقي المسلمين ممن يخالف منهجهم كالاشعرية والماتريدية , والصفوية المنهجية تقول بكفر السلفية وعموم من شابههم في الاعتقاد وبضلال من يخالفهم منهجهم , حتى وان كان شيعيا .
يقول الشيخ عباس الموسى في أواسط عام 2009م، والموسى عالم دين شيعي يسكن القطيف: )"مجتبى الشيرازي – أحد المنسوبين للتشيع – لم يبق إلا أن يكفر الشيعة قاطبة ويبقى هو الشيعي الوحيد في العالم، لقد كفر علماءنا ولا من متحدث!!"(.
وبحسبة بسيطة نستنتج : الشيعة كفار وضالون + السنة كفار وضالون = جميع المسلمين كفار وضالون , وهو المطلوب والغاية النهائية , بعد ان ادّى كل واحد منهما دوره لضرب الاسلام .
والشواهد على ما ندعيه كثيرة , فالسلفية لانحتاج الى وضع ما يشهد عليهم , لان قنواتهم الدموية الفضائية تملأ الافق , ويكفي في الاستدلال على ذلك قراءة جميع مباحث ) المبتدعة ( ووصفهم وحكمهم في مؤلفات بن تيمية وتلامذته حتى العصر الدموي للسلفية الوهابية الحاضر .
اما الصفوية اللندنية فسنذكر مجموعة من الاسماء التي يرون ضلالها من الشيعة فقط :
القسم الاول : رموز الشيعة :
محمد بن الحنفية , المختار الثقفي , ابراهيم بن مالك الاشتر .
القسم الثاني : مراجع الشيعة :
محمد باقر الصدر , محمد الصدر , محمد اليعقوبي , محمد حسين فضل الله , كاظم الحائري , الخميني , علي الخامنئي , حسين المنتظري , ناصر مكارم الشيرازي , محمد تقي بهجت , الفيض الكاشاني ..
القسم الثالث : الاصلاحيون والمفكرون من الشيعة :
مرتضى المطهري , علي شريعتي , حسن الصفار , مرتضى القزويني وولده , موسى الصدر , محمد خاتمي , كمال الحيدري , ملا صدرا , جمال الدين الافغاني , هادي المدرسي ..
وكما هو واضح فالعملية اسقاط لمجمل مذهب الشيعة الامامية , وبالجملة , والغريب ان كل ذلك يتم على يد مجاهيل في عالم المعرفة ! .
3 – الاهتمام بالصور الدينية : يركز الجانبان بصورة حدية على دين المظهر , حيث صار بامكان من اطال لحيته وقصّر ثوبه وتكلم ببعض الاحاديث التي لا يعرف كنهها ان يحظى بثقة السلفيين . بينما تلتزم الصفوية اللندنية بتوفير ما يشبه طقوس المعابد الوثنية , ولعل ابرزها ) التطبير ( , الذي اضفوا عليها لقب ) المقدس ( , بجرأة غير معهودة , لان ) التطبير ( ظاهرة لا يتجاوز عمرها المائة عام , فمن اين حظيت بالتقديس ؟ وهي لم تشرع من قبل المعصوم , ولم يمارسها السابقون من شيعة اهل البيت , بل ويحرمها اغلب علمائنا المعاصرون , او ينهون عن ممارستها بنحو احترام سمعة المذهب , وكذلك يلتزم الصفويون اللندنيون بصور عزائية مستوردة من ثقافات اخرى , كشرط من شروط التدين , وتنفق عليها سيلا من الاموال المهدورة .
4 – الغلظة والفظاظة : ان القذف والطعن والتشويه للخصوم ابرز مظاهر الجدال مع السلفيين او الصفويين اللندنيين , وهم يعتقدون ان ذلك غضب لله ودينه , مما ساهم بنفرة المثقفين والاكادميين بعيدا عن الكثير من المظاهر الدينية . فلو ناقشنا اي سلفي سوف نستقبل سيلا من التهم والشتائم والافتراءات البعيدة كليا عن محور النقاش .
يقول الكاتب محمد البدري : )فلا يكاد احد الوهابيين الحديث عن الاسلام الا وكان العنف والجهاد والحرب كاول ما ينطق به ويجيزه للدعوة. حيث يقول احدهم ممن حازوا فضائية انه ما شرع الجهاد الا من اجل الدعوة ويكررها كثيرا في احاديثه. فما تطالب به السلفية الوهابية حاليا يخالف ما جاء ترسخ في عقل المسلمين بان الاسلام دين رحمة.) .
وكذلك نلاحظ ذات المظاهر في حوارات الصفويين اللندنيين – امثال ياسر الحبيب ومجتبى الشيرازي - , حيث اننا سوف نلاحظ بسرعة عبارات مثل ( بتري , بكري , ضال , كافر ... ) الى آخره من العبارات التي لا يستقيم معها الحوار الاسلامي .
فيما جاء في بعض ادعية مجاميع بعنوان ) محبي آية الله السيد مجتبى الشيرازي ( على الانترنت- اذا كان له محبون واقعا - جمل لا تحمل سوى الاساءة المتعمدة – وغير العلمية – لبعض الرموز الاسلامية , لا يمكن قراءة اية فائدة فيها سوى اثارة الآخر . بل هي اقرب لعبارات الشارع غير الملتزم وغير المحتشم , وبصيغ طفولية مراهقة ! .
5 – الحدة والسلبية في الحوار : يتميز الطرفان الشاذان بانهما سريعا الانفعال ومن ثم الهجوم على خصومهما , ويلجئان غالبا الى علاج ( الكي ) , قبل تجريب اية دواء آخر , فالسلفية – وتماشيا مع تنظيرات كبرائها المكتوبة – تفضل دائما ( تطهير ) ارض المسلمين من ( اهل البدع ( المخالفين لهم عبر آلية القتل او السجن . فيما تفضل الصفوية اللندنية سبيلي قطع الارزاق والقتل المعنوي لشخصية المخالف .
6 – خلق اصول جديدة للدين : وهي مجموعة اضافات فرعية اجتهادية شاذة يتم احتسابها على الاصول المقدسة للدين والشريعة , نابعة عن الفهم العنصري لكل من السلفية والصفوية . مثل ) التطبير ( و ) جهاد اهل البدع , وهم المخالفون لهم باحد الآراء ( و ) الاحتفال بموت مخالف – سابق او معاصر شيعيا ام سنيا كان - واتخاذه عيدا سنويا ( ... الى آخره .
7 – التركيز على نقاط الخلاف وترك المشتركات : وهو منهج خالفوا فيه جميع علماء الامة السابقين من السنة والشيعة , والذين كانوا يلتزمون في اغلب الاحيان التركيز على المشتركات ونبذ المسائل الخلافية . ففي مضمون احد الروايات : ان مجموع من اهل السنة في بغداد دخلوا على الحسين بن روح النوبختي – وهو احد السفراء الاربعة للحجة – شاكين في انتسابه الى الشيعة ام السنة , فخرجوا وهم يظنون انه منهم . ومن هنا نعلم مدى حرص علمائنا على حصر النقاش في الخلافيات على الكتب العلمية وابعادها عن العامة . فيما تركز قنوات الدم الفضائية للسلفيين والصفويين وكذلك مؤلفاتهم على القضايا الخلافية حصرا , والعمل ليلا ونهارا على دفع اعين العامة عما نشترك فيه جميعا كمسلمين من عقائد .
والامر هذا لم يأتِ من فراغ بكل تأكيد , بل هو منهج مرسوم من قبل جهات تشرف على حركة الفريقين , مع جهل قواعدهم بما يجري طبعا .
8 - الانتماء اللندني : لا يشك عاقل مطلع ان الفضل الاول – بعد البداوة – في تأسيس الوهابية , وهي النسخة المحدثة للسلفية التأريخية , يعود الى الجهد البريطاني المباشر عبر الدعم اللوجستي والمباشر , من خلال مجموعة كبيرة من الضباط البريطانيين , امثال فيلبي و لورنس , فيما يدرك المتابع للاحداث مقدار الدعم القانوني والمالي الذي توفره بريطانيا لساكنيها من الصفويين , امثال الحبيب والشيرازي .
9 - اعلام اللطم والقتل وتغييب اصحاب الفكر والنهضويين : فيما تقوم المنظمات والمجموعات الانسانية بتأسيس القنوات الفضائية والوسائل الاعلامية باموال التبرعات لنشر الوعي والتحضر , نرى الاعلام السلفي الصفوي , والذي يطفو على سيل هائل من الاموال مخصص – صفويا – للطم والصور الدينية الشكلية , و – سلفيا – لسفك الدماء والتحريض على القتل شمالا وجنوبا وشرقا وغربا . في حين يمتلك قطبا الامة من السنة والشيعة فكرا وهاجا وعقلا فذا وبعدا فلسفيا تمكن الاعلام من التأثير والتغيير الاصلاحي الكبير , ولكن للاسف ليس هو ما يبحث عنه السلفية والصفوية .
ففي حين نرى غياب المرجعيات الاصلاحية الواعية امثال الشهيدين الصدرين والشيخ محمد اليعقوبي والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ حسين المنتظري وغيرهم عن وسائل الاعلام الصفوية , نرى كذلك غياب شخصيات عملاقة من امثال الدكتور عدنان ابراهيم وافكار سيد قطب ومالك بن نبي وغيرهم عن الاعلام السلفي الواسع .
ففي معرض انتقاده لبعض المشايخ المحسوبين على السلفية لكنهم اظهروا شيئا من الاعتدال المحلي , يقول ( خالد عبد الرحمن ) احد مشايخ السلفية في مصر : )هؤلاء يا أخي أولاً: يُرَبُّون تلامذتهم على تعظيم أهل البدع، وأنا أضرب لك مثالاً الآن، محمد بن إسماعيل المقدم اللي هو يعتبر من كبار مدرسة الإسكندرية له كلام لَمَّا تكلم عن سيد قطب، فمدحه مدحًا عظيمًا، وماذا قال؟: "عاش سيدًا ومات قطبًا، وقَدَّم روحه للإسلام" ومَجَّد الرجل تمجيدًا عظيمًا ) .
لماذا هذا الانتقاد ؟ , نستشف من العبارات الاخرى لهذا الشيخ السلفي ان سبب طعنه في سيد قطب ناتج من اقدام سيد قطب على البحث في التأريخ الاسلامي وتحليله لاحداثه واشارته لبعض مفارقات هذا التأريخ ونقد بعض رجاله الذين رفعهم القلم السلطاني , في خطوة لا تستسيغها السلفية الجامدة كالحجر والملغية لدور العقل , وكلام هذا السلفي موجه للعوام ليدغدغ مشاعرهم , لانهم يقدسون هذه الاسماء , وهم لن يبحثوا في التأريخ , كما بحث مجتهد كسيد قطب .
10 – التوجه الى العوام بالخطاب والتهرب عن مواجهة العلماء : حيث نرى بوضوح ان مستوى الخطاب السلفي الصفوي بعيد جدا عن المنهج العلمي , وهو متوجه كليا نحو العوام , لدغدغة العواطف واللعب على وتر شد الاعصاب . وبنفس الوقت يكون رجل الدين السلفي الصفوي متأثر بآراء العوام وعواطفهم , وينطلق في كثير من الاحيان بمواقفه كردة فعل لمطالب العوام , وهذا نراه واضحا في الموقفين المتناقضين للسلفيين لما قبل وبعد الثورتين الليبية والمصرية , حيث اعلنوا قبل الثورتين حرمة الخروج على الحاكم , فيما افادوا بعد نجاح الجماهير في الصمود انهم يباركون حركة الجماهير , ولعل اوضح تلك المواقف كان موقف زعيم السلفية في مصر محمد حسّان . ومن طريف عوام السلفية ما وجدته من استدلال لتعرف نفسك , هل انت سلفي ام لا ؟ , ففي احد النقاط جاء : (هل أنت مسلم تؤمن أن النبى لم يحتفل بعيد ميلاده ولا أحد من الصحابه فعل هذا ؟ فإطمئن أنت لست من أصحاب البدع إذاً فأنت سلفى ) !! .
اما في الطرف الشيعي يقول علي شريعتي : ( إن رجل الدين الصفوي، وإن كان يرتدي في الظاهر نفس الزيّ الذي يرتديه علماء الشيعة، إلا أن المخاطب عنده دائماً هو عوام الناس حتى في مجال البحث العلمي. وهو يتهرب من مواجهة العلماء وأهل التخصص، ومع أنه يزعم إنه عالم شيعي ويدعي أنه مرجع للعوام في معرفة أمور دينهم، فإنه في الحقيقة مقلّد لعوام الناس وليس سوى أداة رسمية لإصدار الأحكام على ضوء ما استنبطه مريدوه تبعاً لأهوائهم ومزاجهم، وبالتالي فهو ببغاء تردد ما يقوله العوام حتى في مجال الاعتراض على نظرية واردة في بحث وكتاب، فتراه يصرّح بإن النظرية الفلانية في الكتاب الفلاني باطلة ومخالفة لموازين الشرع المقدس، وعندما يُستفسر منه عن الموضع الذي استند إليه في إصدار فتواه يقول إنه لم يطلع على تفاصيل الكتاب ولكن عدداً من الوجهاء المعروفين وفدوا عليه وقالوا له ان الكتاب الفلاني ينطوي على أفكار ضلال ويجب أن تفعل شيئاً يحول دون أن يقرأه عوام الناس ) .
11 - التسامح في منح الألقاب أو الأوصاف أو المستويات العلمية دونما ضوابط أو معايير : ففي المدرسة الشيرازية يكفي في ذلك الانتساب الى البيت الشيرازي , او بلوغ مستوى معين من الدراسة لا يمكن مقارنته مع السطوح المتوسطة للحوزة النجفية . اما السلفية وكما وضح الشيخ علي جمعة : يكفي في ذلك دراسة بعض الكتب البسيطة والمختصرة , وكذلك تلعب العوامل الاعلامية والشعبية والعملية لدى السلفية دورا كبيرا في منح الالقاب التي هي اصلا متميعة لدى المدرسة السلفية عموما .
12 – معاداة الفلاسفة والعارفين والمتصوفة : ان من عجيب ما اطبقت عليه السلفية والصفوية اللندنية هو ضلال وكفر جميع العارفين والمتصوفة , ونبذهم للمنهج الفلسفي , وسريان مقولة ( من تمنطق تزندق ) بين الكثير منهم .
يقول ياسر الحبيب في جوابه على سؤال (ما الفرق بين العلم و الفلسفة؟ ): (الفرق الجوهري هو أن الفلسفة ليست بعلم بل هي تخرصّات اكتسبت ثوب العلم بتوسط بعض المبادئ العقلية الصحيحة إلا أنها لا توصل إلى شيء من الحقائق كالعلم، ولهذا نهى عنها الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وتبرّأوا ممن يميل إليها ) .فيما كان ولازال الشيعة – منذ زمن الائمة المعصومين عليهم السلام – هم سادة الفلسفة واشهر من اضاف اليها ونوّر طريقها .
والاسباب التي تدفع المدرستين الى معاداة المناهج العرفانية والفلسفية تتلخص في الآتي :
اولا : ان المدرستين ماديتين يعملان وفق منهج الانا لذلك لم يكن باستطاعتهما ان يدخلا او يستوعبا المنهج العرفاني الرباني .
ثانيا : ضعف المدرستين علميا , مما اعجزهما عن استيعاب الفلسفة الاسلامية العالية , فاختصرا الامر برفضها كليا .
ثالثا : ان المدرستين يشكل الانتماء اللندني جزءا كبيرا من ذاتهما , لذلك هما يقفان دائما ضد من يشكل خطرا كبيرا على منهج التخريب الغربي , وهذا ما يخفى على الكثير من بسطاء المسلمين .
فها هو ياسر الحبيب ومجتبى الشيرازي يصرحون في جملة من كلماتهم , وابرزها موجود على موقع ياسر الحبيب , بقاعدة كلية يُقاس عليها الجميع , مفادها ( العرفان انحراف وضلال ) , لذلك هم يعدون جميع العارفين واصحاب منهج السلوك القلبي ضالين ومنحرفين , بل عدوهم في بعض الاحيان كفرة . في حين انهم يجهلون كليا ما يعني العرفان , ففي سؤال لياسر الحبيب عن رأيه حول شخصية ( احمد القبانجي ) , وهو رجل معمم علماني النزعة مادي الاتجاه مختلط التفكير , اجاب بكلام عجيب غريب لكنه مقصود : (هو عرفاني منحرف يُضحك الناس عليه.) , بينما كلنا – كشيعة – نعرف ان احمد القبانجي ابعد ما يكون عن المنهج الديني , فضلا عن العرفان .
فيما تصر السلفية على ضلال منهج التصوف , كقاعدة كلية , وبالتالي انحراف جميع الصوفية او المتصوفة , وكذلك يرى السلفيون ضلال اصحاب المنهج الفلسفي , ويعدونه ضربا من الالحاد والقول المنكر ؟.
13 – التناقض بين الاعتقادات النظرية وبين الممارسات العملية : لان الطرفين يتحركان وفق الآلية المصلحية فهما سريعا ما يتناسيان مبادئهما النظرية , التي يدعون اليها بحدة , ففي تناقض تأريخي عجيب تطال السلفية السعودية بخيار ) الديمقراطية ( في سوريا , بينما تعتبر الخروج على ولي الامر كفراً في السعودية . وفي يحمل السلفيون في مصر حرابهم لتطبيق الحدود نراهم يمارسون ما اعتبروه كفراً من الديمقراطية , حيث صرح عبد المنعم الشحات سابقا )الديموقراطية مش بس حرم لأ .. دي كفر كمان ديموقراطية ( . بينما يلتزم الصفويون الشيعة من ابناء المدرسة الشيرازية مسلكا عنيفا جدا , اقلّه ) الشتائم والقذف ( ضد خصومهم , في مخالفة جلية لمبدأ ) اللاعنف ( الذي يدعون اليه .
14 – الكذب الصريح القبيح المساهم في الفتنة : حيث لا يتورع الطرفان من ادعاء كل ما من شأنه تأييد مسلكهما ودعم مدعاهما . فها هو شيخ السلفية ) محمد الزغبي ( ادعى انه رأى رسول الله صلى الله عليه و آله اكثر من ( 53 ) مرة في المنام , وفي كل مرة يوصيه بقضية تخص ما يطرحه في ذات الحلقة التلفزيزنية التي يتحدث فيها ! .
بينما يدعي ياسر الحبيب – في مساهمة استفزازية خطيرة على مذهب اهل البيت – بتقديس الشيعة لابي لؤلؤة المجوسي , حيث راح يلفق على علمائنا وحوزاتنا – كذبا وزورا – معرفتهم لهذا المجوسي او اعتبارهم لفعلته , عبر سلسلة من الاكاذيب الجريئة والعجيبة , والتي ننتظر من المرجعية الشيرازية دحضها والرد عليها , والا ستكون شريكة في دعواه .
فيما لم نسمع نحن – كشيعة – بشبيه لهذه الدعوى والممارسات , ولم نعرف بيننا قديما وحديثا من يقدسه او حتى يذكر اسمه , بل ان ما جاء عنه في كتب علمائنا من الاحتجاجات ضد الخصوم هو ) ادخال المغيرة لمجوسي كابي لؤلؤة الى المدينة , رغم حرمة هذا الامر (. مما دفع جل علمائنا الى اتهام ( المغيرة ) باغتيال عمر بن الخطاب على يد مولاه ( ابي لؤلؤة ) .لكن يبدو ان ( ياسر الحبيب ) اراد اعطاء ( نصف المشروع الآخر ) من السلفية فسحة للاتهامات ضد الشيعة , حيث لم يجدوا من الشيعة ما يعينهم على اثارة الرأي العام الاسلامي ! .
ان الطرفين من السلفية والصفوية يسيران ضمن مشروع التغيير والعالم الجديد الذي ترسمه ارادات المنظمات السرية , وقادة الطرفين يدركون ما يجري , فيما تجهل قواعدهم حقيقة اللعبة , لانها قواعد عاطفية غير واعية اساسا .
وقد حذر علماء وحكماء الامة وشخصياتها من السنة والشيعة من خطر الجهتين ( السلفية والصفوية اللندنية ) . حيث عبر شيخ الازهر علي جمعة في محاضرات عديدة من خطورة تسلط السلفيين على المجامع الدينية , لركاكتهم وسذاجتهم وفهمهم المحدود والناقص للنصوص . فيما شرح الدكتور الشيخ عدنان ابراهيم واقع المنهج السلفي منذ تأسيسه حتى اليوم , وبيّن خطورة ما يتبناه , وحذّر من مغبة وعاقبة السماح له بالوصول الى مراكز القرار السياسية والدينية .
بينما اكدت المراكز الشيعية الدينية والثقافية ان المنهج الصفوي اللندني لا يمثل الفكر الشيعي الامامي , وهو يمتد في جذوره الى ارادات الاستعمار السابق . ومن ذلك ما قاله المجمع العالمي لأهل البيت: جذور هذه التصريحات تعود الى المستعمرين.
فيما اكد السيد كمال الحيدري : الحبيب والشيرازي جهلة وأهل البيت منهم براء
. بينما وضح زعيم الشيعة في المدينة المنورة الشيخ العمري : نبرأ إلى الله من كل ما يقول ويفعل "الحبيب
. ويقول الشهيد شريعتي: "المسافة بين وجهي التشيع العلوي والصفوي هي عين المسافة بين الجمال المطلق والقبح المطلق".
ان ما يذكره التأريخ المحقق يبين بوضوح ان الكثير من الشيعة الامامية والزيدية كانوا اساتذة للكثير من اساطين العلم لمذاهب اخواننا السنة , سيما في مدرسة بغداد , بينما درس الكثير من علماء الشيعة على يد المحققين من اهل السنة في مدارس بلاد الشام او الازهر . كل ذلك قبل ان نرى الاسلام البريطاني ( السلفي الصفوي ) .
ومن جميل ما وجدته الاستفتاء الموجه للشيخ محمد سعيد البوطي :
( السؤال :
ما رأيكم فى الشيعة وطوائفها وما يقال عنها؟ وهل القول بتكفيرهم جائز؟ وهل الكلام فى حقهم يجرى على كل الفرق منهم؟ وخاصة أن منهم عاميون لا يعلمون عن قول مشائخهم شيئاً؟ أنا أراهم إخواننا ومسلمين‏،‏ ومعجب كثيراً بإيمانهم وجهادهم‏،‏ وخاصة حسن نصر الله ومن معه‏،‏ ولكن هناك من يطعن فيهم‏،‏ ويقول أنهم كفار وسمعت أنهم يسبون الصحابة‏،‏ وإن كان هذا الفعل صحيح‏،‏ فهل يعذروا بجهلهم؟.
جواب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي :
الشيعة بمختلف فئاتهم مسلمون‏،‏ ولا يجوز تكفيرهم‏،‏ وأنت محقّ في ارتياحك إليهم وإعجابك بكثير منهم‏،‏ كالشيخ حسن نصر الله. أمّا ما يُروى عنهم من سبهم الصحابة‏،‏ فالأرجح أنها روايات كاذبة أو غير دقيقة‏،‏ ولكن إن سمعت من يسب الصحابة‏،‏ فاعلم أنه فاسق سواء كان شيعياً أو سنياً‏،‏ مرتكب لجريمة شنيعة في حق رسول الله الذي قال‏:‏ الله‏،‏ الله في أصحابي ( .
الملخص :
( ان النزاع السلفي – الصفوي هو صراع بين مدرستين متطابقتين في المناهج العملية , ترعاه الدول الغربية , ويستمد جذوره من حقبة العداء العثماني – الصفوي , ويراهن على سذاجة وبساطة العوام , ويعمل على خدمة مشروع الفتنة الدموي الذي تقوده المنظمات الظلامية في العالم , ويريد تصوير الواقع على شكل العداء المستحكم بين قطبي الاسلام من السنة والشيعة , ويقطع عليهما طريق اللقاء والحوار , ويعتمد على منهج العنف والفظاظة , مستغلا وجود نقاط خلاف عقائدية بين الفريقين , وقائما على اساس مادي مالي ضخم ومستمر , ويعيش على شكل طفيلي داخل مدارس سنية وشيعية , يعيش قادة هذا النزاع حياة الترف والامان , بينما تعيش ادواته المجتمعية مجازفة ومخاطرة خسارة الدنيا والآخرة ) .
........................

ملاحظة : لم اقم بنقل الشواهد من نصوص المدرستين ( السلفية والصفوية ) بسبب احتوائهما على تعابير تثير الحقد والكراهية .



#علي_الابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الابراهيمي - بين السلفية و الصفوية