أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال














المزيد.....

قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1107 - 2005 / 2 / 12 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


الکثيرون من المحللين السياسيين العرب نظروا الى نتائج قمة شرم الشيخ من الزاوية الاکثر تشاؤما و ضبابية . فهم کالوا إنتقاداتهم اللاذعة من حيث التشکيک في مصداقية السياسة الامريکية فيما يخص التوفيق بين کفتي الصراع و عدم ترجيح إحداهما على حساب الاخرى ، وکذلک الطعن في ماهية الالتزام الاسرائيلي بعملية السلام في أساسها . والنقطة السلبية الاخرى التي رکز عليها المحللون العرب هو ضعف و هشاشة الموقف التفاوضي العربي في عموم مجريات عملية السلام مع الدولة اليهودية . فيما کانت هناک أراء أخرى ترى في نتائج القمة الانفة " بالاضافة لتلک النقاط التشاؤمية" قبسا من النور الذي ربما يسفر عن شئ ، وشئ قليل أفضل من لاشئ . ولعل عامل الحماسة و المثالية المفرطتين في تعاطي غالبية المحللين العرب مع الجوانب و الابعاد المختلفة لعملية السلام ، تحدد في کثير من الاحيان البعد الواقعي للرؤيا الموضوعية لجوهر الصراع نفسه مما يجعل من العامل التأريخي و تداعياته هو الاساس الذي لايقبل أي تلاعب به مهما کلف الامر . وعودة الى ماقيل " وأشيع" عن ماتمخض عن أوسلو وماتبعه في الجولات الماراثونية للتفاوض للأطراف الفلسطينية و الاسرائيلية وصولا الى إجتماعات " واي ريفر" بين عرفات و باراک برعاية کلينتون و إنتهاءا بجولات بيرنز و غيره من المسؤولين الامريکان الى المنطقة ، تؤکد أن النظرات التحليلية العربية کانت دوما تسبح في فضاء معزول عن واقع مايجري على الارض . فکل الرؤى کانت تدعو الى المزيد من التشدد و المزيد من التعنت و الرفض وحصر الطرف الفلسطيني المفاوض في دائرة " عدم المساس بالاسس المقدسة "وبالتالي تحجيمه في زاوية ضيقة تقل فيها مديات المناورة . ولاغرو أن مجمل الاراء و التحليلات" المنطقية" وفق السياق التأريخي و" المثالية" وفق السياق الواقعي ، هي التي قادت الرئيس الراحل ياسر عرفات الى تلک العزلة الطويلة في معقله برام الله و هي بنفسها التي قادت الى المزيد من إراقة الدماء و هدم البنى التحتية الفلسطينية وبالتالي أدت الى المزيد من دعوات التشدد و الانعزال التي هي أبعد ماتکون عن حاجة الساحة الفلسطينية في الوقت الراهن بالذات . وواقع الامر أن الرئيس الفلسطيني المنتخب محمود عباس قد کان يدرک تماما کل تلک الحقائق وهو يشارک في قمة شرم الشيخ وقد يکون من المنطقي بالنسبة له أن لايضيع خلف حسابات لاقواعد أو أسس لديها على أرض الواقع کما حدث مع سلفه عرفات. وقد تکون الاطراف الاسلامية الفلسطينية من أکثر المناوئين لجهود و محاولات عباس لکنها مع ذلک قد لاتقف حجر عثرة في طريقه لتحقيق مکاسب على الارض للفلسطينيين سيما وأن الوضع الحياتي السئ للشعب الفلسطيني قد بلغ آفاقا ليس من الهين التغافل عنه ، وهو أمر يدرکه کل القادة الذين إجتمعوا في شرم الشيخ . ومهما يکن فأن ترجمة نتائج القمة على الارض" فلسطينيا على وجه الخصوص" تحتاج الى الکثير من الحکمة الواقعية في قراءة الخطوط البيانية لمجمل التحرکات الدولية على الساحتين العربية و الاقليمية والتي لها علاقة قوية بتداعيات الوضع الفلسطيني المتأزم بفعل تأثير عامل التداخل في الاستراتيجيات التي تعتمدها بعض الاطراف" ولاسيما إيران و سوريا" مع حاضر و مستقبل عملية السلام بين الفلسطينيين و الاسرائيليين . وقد يکون إزدياد النبرة المتشددة في الخطاب الغربي الموجه لکل من إيران و سوريا وخصوصا في الفترات القريبة من عقد القمة و الايام التي تلته ، على خلفية ذات صلة قوية بمستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط . ومن المهم هنا الکلام عن أن هناک إستراتيجية غربية محددة بشأن الاجندة الايرانية و السورية منفصلتين و مجتمعتين هي بالاساس خاضعة لإستراتيجية أمريکية غير عادية بدأت تعمل بواقعية و فعالية أکبر و أشمل من تلک التي کانت تعمل بموجبها في العقود الاخيرة من القرن المنصرم . وقد يکون عامل نجاح الانتخابات العراقية التي جرت في خضم شبه إجماع دولي و عربي " على وجه الخصوص" على فشلها ، من أقوى الاوراق التي تلمح بها واشنطن في جعبة إستراتيجيتها الجديدة بشأن المنطقة على وجه التحديد . من هنا فأن السيد محمود عباس قد يکون في عجالة من أمره کي يستبق الاحداث و يجعلها في خدمة الأهداف الفلسطينية لا أن ينتظر حتى يکون واحدا من الذين ينتظرون دورهم في الانبطاح أمامها !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا
[email protected]



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو لم يتم إنتخاب الطالباني لأي منصب سيادي في العراق؟
- الادب النسوي بين واقع وجوده و وهم عدم وجوده
- زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو
- إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد
- ترکيا و الشأن العراقي..تفسير الماء بالماء
- لماذا طارت الفتاة صوب مکة بالذات؟
- رياح التغييرفي العراق ... والسباق العکسي للإعلام العربي مع ا ...
- الفتاة الطائرة عادت من مکة الى أربيل بصفة حاجة
- بعد العراق...الانتخابات القادمة في أية عاصمة- شرق ـ أوسطية - ...
- نهاية فوکوياما و سنن محمد باقر الصدر والتأريخ الانساني المست ...
- ترکيا..من الزعامة الاسلامية الى اللهاث خلف العرقية
- المنطقة و الانتخابات العراقية..التوجس من التجربة أو من إنعکا ...
- ترکيا و کرکوک... ماذا في اليد وماذا على الشجرة؟
- المجلس الشيعي الترکماني : الفتاوي السياسية في هذه المرحلة لم ...
- سوريا...التهديدات الامريکية تؤتي ثمارها
- الديمقراطية الايرانية و الرفض الارضي
- تحدثنا عن فضائحهم ولکن ماذا عن فضائحنا
- عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في الن ...
- الجمهورية الاسلامية : الاسماء الکوردية محرمة شرعا
- شئ من الماضي الاوربي الاسود بخصوص النساء


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نزار جاف - قمة شرم الشيخ : العبرة على الارض وليست في الخيال