أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل














المزيد.....

الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 01:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحرّاك الفلسطينيِّ بين الحقيقة والفعل
منذ أن تفجرت ثورات الربيع العربيِّ في تونس أواخر عام 2010، بدأ الحديث والجدل عن الشعب الفلسطيني، والحرّاك الشبابي أو الشعبي الفلسطينيِّ، وربما هذا الجدل يعود للعديد من الأمور والعوامل، أهمها أن الشعب الفلسطيني تزعم كلّ الثورات الشعبية وغير الشعبية، وأنّه أمل الأمة دومًا في حتمية إحداث تغيير في الأوضاع السائدة سواء على صعيد الاحتلال الصهيوني، أو الأوضاع الداخلية في المنطقة. كما أن قوى الثورة الفلسطينية المعاصرة طرحت ضمن مشروعها التحرري أهداف وشعارات مثلت أعلى سقف الطموحات والتي استهدفت الإنسان وتحريره كآلية وغاية لتحرير الأرض، وتمّ النظر لهذه الثورة من منظور الخلاص من شرنقة الاستبداد والاضطهاد والظلم البشري القائم من قوى الامبريالية والرجعية، المزدوجة، والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية...الخ من الشعارات التي وصفها بعض الموتورين ومنهم دكتور علوم سياسية بأنّها شعارات السبعينات الثورية، أكل الزمن عليها وشرب، وفعلًا بما أن أمثال هؤلاء أصبحوا منظري سياسة واحتلوا مواقع أكاديمية، فهي شعارات سقطت لأن القائمين على التوعية الثقافية والعلمية ساقطون، ومنظري السياسة تحكمهم مصالحهم الشخصية المتعفنة بنفسياتهم المتعفنة أصلًا، والتي أكدت الوطنية بوظيفة هنا أو انتقام هناك من حقبة زمنية هوت بها سيوف الثوار على رقاب المتساقطين والخونة والساقطين أخلاقيًا ووطنيًا.
هذه الصورة هي الحقيقة القائمة التي خلقت الحالة الجدلية حول الحرّاك الشعبي الفلسطيني، وانتظار انفجاره، والانقسام حوله بين مؤيد للخلاص من السلطتين وإعادة التلاحم الوطني للإنسان والقضية من جهة، والانتقال بالقضية من طور غامض مأزوم إلى طور آخر تحرري يستند لفعل المقاومة غير المحصور بمفهوم معين أو محدد، والمقاومة هنا هي عملية متكاملة على كلّ الصعد السياسية والثقافية والعسكرية، وتحرير الإنسان الفلسطيني من الاستبداد والفساد والحكم البوليسي في شطري الوطن، والتحول إلى ديمقراطية الثورة التي أرسى أسسها الرعيل الأول من ثوار البندقية والفكر.
وعليه يعترضنا سؤال عريض ما هي حقيقة الحرّاك الشعبي الفلسطيني؟ وما هي أهدافه وغاياته؟
إن كانت معاني الفعل أهداف فترجمتها تتطلب تضحيات، أما إن كان الفعل غاية فهو يبقى جامد بلا معنى أو روح.
هذه الحقيقة هي التي تغلف حرّاكنا الفلسطيني الموسمي، فهو غاية مجردة من معنى وروح، لذلك هو حبيس وسجين الموسمية ورد الفعل، يتمّ تحريكه حسب أجندة شخصية وحزبية تحاول استغلاله سيَّاسيَّا لمصلحتها، ومصلحة أهدافها، وهو شيء لا يحتاج لقراءة، بل مقروء وبوضوح، فالحرّاك يتحرك وينشط بلحظة زمنية ومكانية لا تُعبرّ عن أهداف أو استراتيجيات ثابتة تعتبر مسلمات لا بد من التضحية من أجلها، وإنما هي غاية تخفي خلفها خباثة اراجوزية تستغل كلّ حدث، وكلّ موقف، وهو ما يتضح جليًا من الحرّاك الشعبي الفلسطيني.
إذن أيّ حرّاك قائم، وأيّ حرّاك نريد؟
الحرّاك القائم وصفناه بحقيقته هو حرّاك شعبي يتمّ السيطرة عليه وتحريكه وفق أجندة شخصية وحزبية تتوخى منه غايات حزبية، محاولة تمريرها والضغط بها باسم حرّاك، وهو ما حدث في كثير من المواقف. أما الحرّاك الذي نريد فهو الحرّاك الفاعل المؤثر الذي يحقق طموحاتنا وأهدافنا الشعبية بعيدًا عن الأحزاب والقوى الرسمية التي لَم يعد يثير اهتماماتها سوى مصالح قادتها والمستفيدين من الحالة القائمة، ومخطئ من يعتقد أن هناك حزب أو حركة تسعى لإنهاء الانقسام فعليًا، فجميعها على قدر المسافة من الانقسام تجد فيه ما يحقق مصالح وغايات الفئة القيادية فيها التي لا يمكن لها أن تحيا في مناخ سليم لأنّها رؤوس طفيلية لا تحيا إلاَّ بمياه راكدة، لأن الحركة تعتبر تجديد، وأيّ عملية تجديدية وأيّ عملية تجديدية تُطهر وتغير، وعليه التطهير والتغيير هو بمثابة قاتل لهم، ومميت لذلك فإن الانقسام والفساد هو روح حياتهم، كما هي الحالة مع أوضاعنا العامة، ومؤسساتنا العامة التي يتسلقها حثالة مجتمعنا الفلسطيني.
إذن فالحرّاك المطلوب هو الحرّاك الوطني الذي يقف على نفس المسافة من كُلّ القوى المستفيدة من هذا الانقسام، ويستهدف:
أولًا: إنهاء الانقسام فعليًا، وهذا الإنهاء لا يمكن له التحقق دون العودة لخيار الشعب الفلسطيني ليحدد مؤسساته التشريعية والتنفيذية سواء على مستوى السلطة الوطنية الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية.
ثانيًا: التغيير الأساسي في البنى الأكاديمية والمدنية التي أصابها العفن من مرتزقة جلبها الفساد، فأفسدت بالثقافة والعلم والخدمات الأهلية، وتسلقها موتورين مأفونين جلهم ساقط ولص علم ومال وأخلاق.
ثالثًا، إعادة الهيبة للقضية الفلسطينية وعادتها لزخمها المحلي والإقليمي والدولي.
رابعًا: محاسبة كُلّ العابثين في قضيتنا الوطنية وعقابهم بأثر رجعي، وكذلك العابثين بدماء ومقدرات شعبنا الفلسطيني
خامسًا: إعادة صياغة النظام السياسي والمدني الفلسطيني بما يحقق الأهداف الوطنية.
خلاصة مقالي هذا أن حرّاكنا الشعبي ما هو سوى حرّاك ميت متوفى يتنازع أنفاسه المحتضرة في غرفة الإنعاش الحزبي والشخصي المستهدف لتحقيق غاياته الذاتية
سامي الأخرس
12تموز(يوليو) 2012م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي
- المتغيرات الثورية ومبدأ المقاومة
- سيادة الرئيس أنه أسير محرر
- اليسار العربي أين يقف؟
- الثورات العربية من وإلى (ليبيا نموذج)
- السياسة فن الممكن
- حماس لم تخطئ لكنها ضعفت بصفقة الأسرى
- اسرانا وفسائل المكاومة الفلسطينية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل