أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الدلوي - إبتكار عراقي بإمتياز .. الحسينيات المتحركة















المزيد.....

إبتكار عراقي بإمتياز .. الحسينيات المتحركة


عامر الدلوي

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 23:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




لم تتوقف حركة الإبداع والتطوير والإبتكار في بلدنا الحبيب ( العراق ) منذ التاسع من نيسان عام 2003 ولحد اللحظة .. وهذا بالتأكيد لم يتأتى من فراغ .. بل عبر التطبيق العملي لما تشبعت به القيادات السياسية من أفكار ليبرالية وتحررية خلال أكثر من ثلاثين عاما ً من النضال ( المسلح ) ضد النظام الدكتاتوري الفاشي حتى تم لها إسقاطه وتحقق نصرها المبين عليه .. هذا التضال المسلح الذي أبتدأته وأنتهت إليه في دول الشتات التي أحتضنتها طيلة تلك الأعوام .
إن الأفكار الهائلة التي جاءتنا بها تلك القيادات لم تستطع ساحة الوطن بكل ما تمتلك من طاقة وأيدي عاملة عاطلة من أستيعابها .. لذا كان أول الإبتاكارات التي طبقت على أيدي أبناء عمومتها اللذين هبوا لمساندتها في عملية تحرير العراق والقضاء على النظام الفاشي .. عندما بادر أبناء العم بإستحداث شركات لإستيراد الأيدي العاملة من بنغلاديش والهند وباكستان .. للعمل في قواعدهم التي نصبوها في العراق كضيوف على أقاربهم اللذين تربوا في أحضانهم , لأن العراقيين ممن بقوا في الداخل وتحت حكم النظام الفاشي كانوا كلهم من أولاد الكلب الجاحدين للنعمة .. لذلك خشى الضيوف من أن يقوم هؤلاء بأعمال متعمدة تؤدي لخسارة أرواح الخليط الأممي الذي جلبوه ليقاتل من أجل تحقيق الديمقراطية في العراق .
هذا الخليط من المهاجرين الشرعيين منهم وغير الشرعيين والذي جرى إغرائه إما بالحصول على الجنسية والجرين كارد أو بالقبول في الجامعات مجانا ً وعلى نفقة وزارة الدفاع ( عند أولاد العم ) ومقابل رواتب مغرية بلغت بحدود 7 آلاف دولار للعسكري الواحد شهريا ً وهو مبلغ قد لايحلم بالحصول عليه حتى أصحاب الشهادات العليا هناك .
المهم كان أول الإبتكارات .. هو إستيراد الأيدي العاملة ..و لإن العراق سوق إقتصادية كبيرة وهائلة في حجمها .. صار هؤلاء اليوم موجودين في الكثير من المحلات التجارية والمطاعم والمواقع السياحية لا بل حتى شركات التنظيف التي أنتشرت كالفطر والأشنات .. في إبتكار من نوع آخر يسعى لألغاء دور الدولة والحكومات المحلية في تحمل تلك المسؤولية .. لأن دولتنا المبجلة وحكوماتها المحلية ... عندها من الهم الوطني والمسؤوليات الجسام ما يكفيها ويسبب للمسؤولين فيها من التعب الذهني والجسدي ما يسبب .. لذا صار لزاما ً التخفيف عن كاهلها حتى تتفرغ لأنجاز مفردات الخطة الوطنية الشاملة للتقدم والتي رسمتها القيادات المناضلة والحكيمة بمساعدة المستشارين من دول الجوار والشتات التي قطنت فيها تلك القيادات .
وكان الإبتكار الرائع الثاني الذي سارعت هذه القيادات الوطنية الغيورة .. حال تشكيل مجلس حكمها الإسطوري .. هو تقسيم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ( الباغية ) إلى وقف شيعي و وقف سني و وقف مسيحي وووووووووووووو .. إلخ ولم أدر يومها لماذا لم يكن هناك وقف عربي و وقف كردي و وقف تركماني ووووووووووو .. إلخ لتدق به وتزرع بذرة التخندق الطائفي المقيت .. لتتحفنا بعدها بإبتكارها الثالث الذي سقته بالمياه المدعمة بالأسمدة الكيمياوية بعد أن لاحظت إندفاع الجماهير المظلومة ( مباشرة بعد سقوط النظام .. في حركة بدت لأول وهلة وكأنها عفوية .. لكن الحقائق التاريخية أثبتت بأنها كانت ممنهجة ومخطط لها مسبقا ًمن خلف الحدود كما خطط لعمليات السلب والنهب ) لأداء الزيارة الشعبانية راجلة وبأعداد قدرت بالملايين لتتخذ هذه القيادة الرعناء منها وسيلة لأظهار الثقل الجماهيري المؤيد لها , عبر الدعوات التي أطلقها كل حزب وتيار غير آبهين بتعطيل الحياة العامة في البلد , عالمين علم اليقين بأنها بدعة .. ولكن لأجل التستر تحت غطاء حب المذهب .. ظلوا يدفعون بتلك الجماهير للتوجه لتلك المسيرات الراجلة رغم المآسي التي أكتنفتها ولا نزال منذ تسع سنوات .
أما الإبتكار الذي ما بعده إبتكار والذي هو محور حديثنا اليوم .. فهو هذه الحسينيات المتحركة في الشوارع .. وأعني بها الخطوة التي يمكن إعتبارها إنجازا ً بحق لوزارة النقل .. ألا وهي تسيير الباصات المكيفة الهواء الحمراء ذات الطابقين والطابق الواحد في بغداد .
ما فات على السيد وزير النقل ومدرائه العامين ( وأنا مدرك إن ذلك الأمر لم يغب عن بالهم .. وإنما هو أمر لربما بقصد ) إن هذه الباصات مشتراة بأموال عامة .. وأعني بذلك إنها أموال كل العراقيين .. وكما صنفهم التقسيم الأرعن لوزارة الأوقاف .. شيعة .. سنة .. مسيح .. صابئة .. إلخ .. وكذلك التقسيم الأسود تاريخيا ً للشخصيات التي تمثلت في مجلس الحكم .. عربا ً .. كردا ً.. تركمانا ً .. أيزيدين .. شبك .. إلخ .. وإن كل أبناء هذه المكونات هم من يستعمل هذه الباصات في تنقلاتهم في العاصمة .. وإن سواق ومحصلي الأجرة و المفتشين المعينين كما يبدو في أمر لافت للنظر من مكون واحد .. هو المكون الشيعي .. بدلالة إنك ما أن تضع قدمك في الباص المجهز بكل وسائل الراحة على مايبدو .. حتى تتناهى لسمعك .. إما لطمية .. أو محاضرة للشيخ أحمد الوائلي .. أو يتناهى لك صوت باسم الكربلائي من باص آخر .
إن ما يجري وإن سيتطافر البعض من هواة ( إنصر أخاك ظالما ً أو مظلوما ً ) الدفاع عن المذهب بحمية الجاهلية الأولى لتقريعي والدفاع عن المسؤولين الوطنيين .. لا يكاد أن يكون في وجهة نظري المتواضعة إلا محاولة لغسل الأدمغة بالعافية كما يقول أخوتنا المصريين .. أو محاولة بائسة أخرى لأثارة الفتن الطائفية .
صحيح إن أبناء عمومتنا أنعموا علينا بالديمقراطية .. والحريات الشخصية .. وحرية التعبير المكفولة دستوريا ً ... إلخ ما تحويه هذه الأسطوانة .. ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه .. أولا ً هل أنا مجبر وضمن ممارسة سواقيكم والمحصلين على الإستماع لمثل هذه الإمور التي صارت تدور وبدون أي مسوغ على مدار السنة .. وثانيا ً لو أن أحد السواق أو المحصلين كان يؤمن بالشيوعية أو منتمي للحزب الشيوعي .. و وضع بعض من أغنيات الحزب في الإذاعة الخاصة بالحافلة .. هل سيمضي عليه شهر في الوظيفة قبل أن يفصل .
مجرد تساؤلات أطرحها على السيد وزير النقل والسيد مدير الشركة ( العامة ) لنقل المسافرين والوفود ... مع ملاحظة الرجاء بالأنتباه لما هو بين قوسين والذي يؤكد بأن هذه الحافلات هي ملكية عامة وليست حسينيات تابعة لهذا الحزب أو ذاك التحالف أو التيار .
دمتم ودام العراق والديمقراطية بخير .



#عامر_الدلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرابع عشر من تموز .. نقطة مضيئة في تاريخ وطن ..
- في ذكراها التاسعة والأربعين.. الخلود لشهدائها والمجد للأحياء ...
- أنْتَ شَمْسٌ و المِلُوكِ كَواكِبٌ
- ما لا يعرفه عنك أحد أيها الأمير
- هل هناك تغيير قادم في قيادة الحزب الشيوعي العراقي
- بين - ويكيبيديا - وقيادة حشع ..هوة لا بد من ردمها !!!!
- في ذمة الخلد أيها المناضل الكبير
- مجدا ً لحزب الشيوعيين العراقيين
- ويحبون المال حبا ً جما ً
- على هامش إنعقاد لقاء التيار البؤسقراطي العراقي في فندق الشير ...
- رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء
- الخيانة الطبقية للبرجوازية وبقايا الإقطاع تتجسد في تنكر الحز ...
- في الطريق نحو المؤتمر التاسع ...... النظام الداخلي الجديد (ا ...
- ألق دائم في الثلاثين من حزيران من كل عام ...!!
- كيف يدخل الناس التاريخ من أوسع أبوابه ؟ ...............( 2 )
- كيف يدخل الإنسان التاريخ من أوسع ابوابه ؟
- مرحلة تستحق الحمد وأخرى ملعونة منذ ولادتها !!!
- العام السابع والسبعين من القرن الأول للتاريخ ..!
- يوم الرحيل .. يا مبارك ..
- رسالة مفتوحة إلى الإمام موسى الكاظم ( ع )


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر الدلوي - إبتكار عراقي بإمتياز .. الحسينيات المتحركة