أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الأسس العامة لميثاق شرف لإنقاذ الرافدين من الزوال / ج5من 5ج ..الأخير















المزيد.....

الأسس العامة لميثاق شرف لإنقاذ الرافدين من الزوال / ج5من 5ج ..الأخير


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3786 - 2012 / 7 / 12 - 01:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تواصل الدراسة الرصدية المكثفة التي تبنتها ونشرتها "لجنة العلوي" للدفاع عن الرافدين، تحليلها للأفكار والمعلومات الخطيرة التي وردت في البرنامج التلفزيوني السجالي الذي بثته قناة "أم بي سي" في العام الذي تلا تأسيسها1996. وتتوقف عند المداخلة التي أدلى بها الخبير الأميركي توماس نف، و اعترف فيها بأن مناسيب المياه في دجلة ستنخفض إلى النصف في غضون أربع وعشرين سنة، تبقى منها أمامنا سبع سنوات، وذلك لتعويض النقص الحاصل في مياه الفرات.
و لم يعلل الخبير الأميركي "نف" هذا الانخفاض بوجود السدود التركية العملاقة كما هو متوقع، بل بالزيادة الكبيرة في النمو السكاني والتي تتراوح كما قال بين 3 و 3.5 % سنويا في العراق. وقد أطلق المستر نف نبوءة سوداء مؤداها أن العجز المائي سيبلغ الذروة عام أربعين بعد الألفين للميلاد. عندها، وهذا ما لم يقله البروفيسور نف، ستبدأ تركيا ببيع مياه الرافدين لأهل الرافدين وغيرهم فهي تختزن الآن 31 مليون كيلو متر مكعب في سد كيبان و 9 ملايين كيلومتر مكعب في سد كراكايا أما سد أتاتورك العملاق فيختزن أكثر من 48 مليون كيلومتر مربع ( قمنا بتحويل الكميات من آلاف ملايين الأمتار المكعبة إلى ملايين الكيلومترات بغرض التسهيل على القارئ غير المتخصص) إضافة إلى ما سوف يتم تخزينه في السدود التي سيتم الانتهاء من بنائها خلال أربعة عشر عاما وعددها أربعة عشر سدا على الفرات وثمانية سدود على دجلة إضافة إلى 19 محطة لتوليد الطاقة الكهربائية!
وبخصوص آثار عمليات التخزين التركية على مناسيب المياه فإن الأرقام تشير إلى أن حصة سورية قد انخفضت إلى 40% وكميات المياه التي كانت تصل إلى العراق انخفضت بنسبة 80% وحتى النسبة المتبقية أي 20% فإنها ستنخفض إلى النصف ولن يبقى للعراق إلا مجرى النهر الناشف. إن الكارثة حقيقية والمؤسف أن أحدا لا يريد تصديقها، فهذه الأرقام أرقامهم والقوانين الدولية قوانينهم .
قناة للسلام أم قبر لفرات : تهدف تركيا ومن ورائها الحلف الأطلسي إلى الاستحواذ على مياه الرافدين والشطب على خارطة العراق أو تحويلها إلى ربع خالٍ آخر، يتفرغون بعدها لبيع المياه والمحاصيل الزراعية إلى حلفائهم في الشرق الأوسط. من هنا، بدأ التفكير جديا بمشروع متكامل لبيع مياه الرافدين المحتجزة. إنّ فكرة أنابيب نقل المياه ليست تركية، بل هي فكرة صهيونية أميركية، أعدها من الجامعة العبرية في تل أبيب البروفيسور هيليل شوفال، وشاركه من جامعة ميتشيغن البروفيسور الأميركي جون كولارس، وربما يكون هذا الأخير هو نفسه الذي ورد اسمه خطأً في برنامج "حوار مع الغرب" باسم جون كولاز. ومع أن فكرة الأنابيب ليست تركية أصلا إلا أن تركيا تعتبرها الآن فكرتها. وقد لاحظ المراقبون العدد الكبير من خبراء المياه الذين اصطحبهم معه الرئيس التركي سليمان ديمريل إلى إسرائيل سنة 1996.
أطلق على فكرة المشروع اسم " قناة السلام" وهي عبارة عن خطين من الأنابيب الضخمة يبلغ قطرها أربعة أمتار، تتحرك في خطين : الأول من تركيا إلى سورية فالأردن فالحجاز. ويتجه الثاني من تركيا إلى العراق، الذي يكون قد تحول آنذاك إلى صحراء، فالكويت وينتهي في المنطقة الشرقية من المملكة السعودية. إن هذا المشروع الخطير الذي لا يعدو كونه قبرا من الأنابيب للفرات، جاهز للتنفيذ. وقد وضعت عليه اللمسات الأخيرة، وحتى أسعار المياه تم تحديدها. فبينما يصل سعر المتر المكعب من المياه البحرية المحلاة في مدينة جدة إلى أربعة دولارات، قابلة للارتفاع بعد ارتفاع أسعار مادة النيكل الداخلة في صناعة محطات التحلية فإن تركيا حددت سعر المتر المكعب من مياه الرافدين المحتجزة بدولار ونصف فقط فلماذا لا تمول دول الخليج هذا المشروع الجريمة؟ ومعلوم أن هذا السعر انخفض الآن، أي بعد 17 عاما من صدور الكتاب الأحمر وصدور هذه المقالة، ليصل إلى دولارين ونصف في السعودية وانخفض إلى أكثر من ذلك بكثير مع اختراع طريقة التناضح العكسي واستعمال الطاقة الشمسية بدلا من المحروقات النفطية لتحلية مياه البحر، ففي الولايات المتحدة وسنغافورة وصل سعر المتر المكعب الى خمسين سنتا أي نصف دولار. هذا التطور وجه ضربة قاصمة لمشروع التركي لبيع المياه فتوجهت الدولة التركية للمتاجرة بالكهرباء المستخرجة من السدود بدلا من بيع المياه ونجحت في ذلك الى حد بعيد وهي تزود الآن عددا من الدول المجاورة لها بهذه السلعة الثمينة إضافة الى المنتجات الزراعية التي بدأت تشكل الجزء الأكبر من مائدة العراقيين مخترعي الزراعات الأولى أنفسهم.معنى ذلك أن تركيا استعاضت عن بيع المياه بتجارة مربحة أضعافا هي تجارة الطاقة الكهرومائية والمنتجات الزراعية.
لقد تنبهت بعض الأوساط الديموقراطية، فالغرب لا يخلو من المنشقين عليه، إلى خطورة هذا المشروع و لاحظ البعض منها الأضرار التي يحملها، وقد ذكر البروفيسور توماس نف، أن هناك مبادرة يقوم بها عالم آخر من جامعة ميتشيغن من أجل وضع ميثاق شرف بخصوص الأنهار والصراعات عليها بين الدول. حيث لاحظ كولز أن التنافس الشديد، سوف يؤدي إلى اختفاء تلك الأنهار. ولهذا يرى كولز بأن على جميع الأطراف الاعتراف بوجود طرف آخر في كل نزاع هو النهر ذاته. ودعا إلى وجوب ترك ربع مياه النهر خارج النزاع في مجرى النهر"ضمان بقائه وتدفقه وجريانه الطبيعي. من حيث المبدأ، فإن ميثاق شرف كهذا سيكون لصالح العراق بوصفه الحوض الطبيعي لنهر الفرات داخل حدوده في حين سيصل مقدار ما يدخل العراق ما لا يتجاوز، العشرة بالمائة من مياه النهر، ولكن هذا الواقع "تأييد ميثاق شرف كهذا" يجب ألا يكون على حساب سيادة العراق على أنهاره، ولا على حساب حقوقه الطبيعية بمياه تلك الأنهار. إن هذه البادرة، على ما فيها من إيجابيات محدودة، يجب أن تعامل بكل الحذر الضروري من الولايات المتحدة وخبرائها، لأنها ستجعل وجود الرافدين في العراق وجودا رمزيا ذا علاقة بالديكور الجغرافي لا بالوجود الطبيعي المنتج وستحاول هذه الدولة وخبراؤها أن تستغل مبادرات كهذه لتدس أنفها في شؤوننا فمن يضمن ألا يطرح الأميركيون وحلفاؤهم أنفسهم بوصفهم الجهة الضامنة لسلامة وبقاء أنهار العراق، كمقدمة لتدويل البلد وما فيه؟ والحال، فإن الحلَّ ليس في ميثاق شرف جون كولز بل في ميثاق شرف آخر. من أجل ميثاق شرف رافديني: آخذين بنظر الاعتبار كل هذه الأرقام والحقائق التي تفقأ العين وتخز الوجدان والتي حرصنا على توثيقها بدقة، معترفين بعمق المأساة التي يعيشها شعب الرافدين منذ عاصفة الصحراء الأميركية المتبوعة بحصار الإبادة الشامل، مسلحين بتفاؤل الإرادة وتشاؤم العقل، نتوجه إلى أبناء الرافدين على أرض الرافدين وخارجها وندعوهم إلى ميثاق شرف وعهد وفاء من أجل الرافدين يقوم على الأسس التالية:
1- إن النهرين، دجلة والفرات، نهران عراقيان، عليهما، ومنهما استمد الوطن العراقي مقومات وجوده، ولا بقاء له إلا ببقائهما.
2- إن للعراق وشعبه الحق المطلق في الدفاع عن وجود النهرين و إنّ استعمال كافة أشكال الدفاع عن النفس هو حق للعراقيين و واجب عليهم.
3- إن قيام الأمم و تشكل الشعوب والأوطان والحضارات لا يحدث ويتكرس بفعل صدور وثائق ومعاهدات وقوانين من هذه الهيئة الغربية أو تلك. وعلى هذا الأساس فإن كل قانون أو معاهدة دولية أو غيرها تتعارض أو تنتقص من سيادة العراق وحقوقه التاريخية في أنهاره وتعتبر معادية ولا بد من مقاومة تطبيقها.
4- إن أية دولة عربية أو غير عربية تساهم في تمويل المشروع التركي الأطلسي المذكور أو ترتبط بصفقات تجارية مع الجانب التركي لشراء مياهنا المسروقة، وتضع نفسها في الخندق المعادي للعراق وسوف تعامل معاملة تركيا وحلفائها.
5- إن برنامجا سياسيا مقاوما للعدوان على بلادنا لا بد له، لكي يضمن الظفر والنصر، من سقف توحيدي يكافئ في قوته قوة وإمكانيات الحلف الأطلسي وأن سقفا كهذا سيجد ركائزه الصلبة يقينا في توحيد العراق مع دول الشام المستقلة والديموقراطية فعلا في دولة اتحادية "فيدرالية" معادية للغرب الإمبريالي وتوابعه في الشرق.
6- إن مياه الرافدين، كما تعرفها الكيمياء، عديمة اللون والطعم والرائحة، ولكنها، وبعزم المخلصين للحياة والتاريخ، يجب أن تكون قابلة للاشتعال دفاعا عن الحياة.
فمن سيرد الفرات عن أدراجه!
لقد مرت سبعة عشر عاما على تأسيس لجنة الدفاع عن الرافدين وتغيرت أمور كثيرة على أرض الواقع وفي أذهان الذين خاضوا هذه التجربة وكان لا بد من إجراء مراجعة شاملة وعميقة لمجمل ما استعرضناه من أفكار وثوابت وملاحظات. وسيكون مفيدا أن نأخذ بنظر الاعتبار خطورة الطور الذي بلغه مشروع تنشيف الرافدين واحتجاز مياهه خلف السدود التركية ومشاريع الري الإيرانية وأن نضع في الحسبان وجود حكومة تركية ذات توجهات شرقية وتصالحية تستعمل لغة أقل تشنجا وعدوانية من الحكومات التركية التي سبقتها بما قد يفتح الباب واسعا أمام احتمالات التوصل إلى حل عادل ومنصف بموجب القوانين الدولية الحديثة ذات العلاقة، وصولا الى عقد اتفاقية رسمية بين العراق وتركيا وإيران وسوريا لتقاسم مياه الرافدين تضمن بقاءهما في بلاد الرافدين وتنهي العدوان والتجاوزات على عراق الرافدين إلى الأبد.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لجنة العلوي- تحذر السعودية وتنتقد قمة القاهرة وتناشد أربكان ...
- وزارة الخارجية وقانون المجاري المائية الدولية : تقصير أم توا ...
- وقفة عند التصريح الأخير للحزب الشيوعي العراقي: وداوها بالتي ...
- لماذا ينبغي إلغاء -اتفاقية الإطار الإستراتيجي- بين العراق وأ ...
- قراءة في أوراق لجنة هادي العلوي للدفاع عن الرافدين
- مقومات قائمة انتخابية ديموقراطية ضد الطائفية والتبعية في الع ...
- بحث علمي أوروبي يدحض خرافة العنف الدموي العراقي بالأرقام / ا ...
- الفاتحون العرب المسلمون يصابون ب-داء العنف العراقي- !ج8 من 9 ...
- كيف ستنتهي هيمنة الإسلام السياسي الشيعي في العراق؟
- طقوس الانتحار الجماعي الملكي في أور القديمة وخرافة العنف الع ...
- الأساس القانوني لمقاضاة تركيا وإيران دفاعاً عن الرافدين قبل ...
- المنهجية التاريخية ودراسة ظاهرة العنف في العراق / ج6
- شعب العراق ضحية لظاهرة العنف أم الجلاد ؟ /ج5
- الفصل الخامس : الحضور الكثيف للمفردات الأكدية والآرامية في ا ...
- العنف المجتمعي في القراءات المتعسفة .. العراق مثالا/ج 4
- كتاب جديد / الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات ا ...
- الغربيون والجذور التاريخية لوصم -الآخر- بعار العنف /3
- النشيد الوطني الجديد ليس للجواهري ..فحذار!
- قضية -الإيمو- : مبالغات إعلامية أم مجزرة حقيقية ؟
- أكراد العراق : ربيع الاستقلال .. أربيل تحتفل بذكرى مهاباد -ا ...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الأسس العامة لميثاق شرف لإنقاذ الرافدين من الزوال / ج5من 5ج ..الأخير