أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح سليم علي - أنساب وذباب















المزيد.....



أنساب وذباب


صلاح سليم علي
(Salah Salim Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 22:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



لفت انتباهي استاذي في التاريخ الى التوحيدي قائلا.:اقرأ التوحيدي..تذكرته بك واقفا في انتظاري على الرصيف..وكان وقت لقائنا في عمان وقتا كالحا دفعتني فيه رياح الضرورة في زمن أغبر الى الأردن بحثا عن عمل في بلاد فقدت راسها وقلبها والحقت بهما ضميرها..كادت الأرض تتفطر من تحت اقدامي وانا اعانق اصدقائي مودعا لألتقي استاذ التاريخ في مؤتة وبعدها في مؤتمر في عمان..ويقينا لم اكن اعرف على وجه التحديد ان كان الزمن ام الناس أم الدولة السكين التي تقشر الأنسان مثل بصلة وتحيله الى شيء اشبه بالعرجون القديم..تاريخا من الألم والأمل..الحرية والقيد، المثابرة والمغامرة ..تتهافت الذكريات: مقص خالي، صورة جمال عبد الناصر التي كادت توصله الى حبل المشنقة لولا توسط عبد الرحمن القصاب..الجثث المعلقة في باب جديد ..مختار المحلة وهو يوزع رشاشات بور سعيد على القوميين العرب ..و دبابة عبد الكريم قاسم رابضة امام مقهى حسين القصاب في قلب النبي شيت والى جوارها المناضل طنجير وعددا آخر من الشيوعيين، تذكرت كيف انبطح الجندي القاسمي على الأرض موجها الرشاش صوب صدر اسماعيل غريافة..ليخرج الملا يوسف الجبوري في آخر لحظة لأنقاذه.. وايام اعادو نبش قبور تلة ريما ..كانت جثة بلا رأس او بالأحرى بدلا من الرأس حلقات بيضاء وحمراء دامية لأمرأة ذبيحة عرفت فيما بعد اسمها وتذكرتها تهتف "ارباطعش لواء فدوة لبن قاسم" ثم لوري يمر امام بيتنا يجرجر جثة رجل موحلة ربما كانت جثة كامل القزانجي او زين العابدين او كانت لرجل من بيوتات الموصل الثرية ..وبعد حين استعادت المدينة حيويتها وطفق الخلق بالحديث عن الشواف وثورته " حمارا محملا بالمنهوبات يمرق من بيت في الطيانة بالقرب من جامع عجيل في طريقه الى وادي حجر..اليس هذا حمارا ذكيا بل هو حمار اذكى من المهداوي" كرر زبون مرح ربما كان ضابطا على مسامع خالي..وهو يحد الموس على القايش القديم المعمول على الأرجح من جلد بغل عنيد.." قل لي ابو جمال (اسم خالي الحلاق)، يرحم هذاك الأب، هذا الجاسوس الشيوعي الخزمة كار اليشتغل ابيت قلندر اللي حلقتلوا كصتو وخشمو، انتبش؟" ..لعنة الله على غوحو ان عندو غوح"..فرد عليه الزبون الأفندي قائلا: " يمعود هذا شيوعي ويمكن يطلع شي..ي.. قللي هوا الشيوعي هم عندو غوح؟" فنب احد الزبائن معبرا عن حقده على الشيوعيين.." اي عندو..بس غوحو غوح كليب!" لكن قراءتي لماركس بعد سنوات افرزت نتائج اخرى! فمن الشيوعيين الذين عرفتهم المثقف والوطني والغيور والشهيد..ثم تقدمت بي الذكريات وصور الجبال والشلالات والغابات النرويجية تتتابع بسرعة هائلة في نافذة القطار وانا بين اليقظة والنوم في طريقي لألقاء محاضرة عن هنريك ابسن في اوسلو..تذكرت الجامعة زملائي الذين حرقتهم النار المجوسية فالتدريس بكليات العلوم والطب والطب البيطري ..ياسين شقيق شفيق الذي حرقته النار الكويتية.. فالسفر الى بريطانيا للدراسة ..والرجوع الى الجامعة للتدريس..المركز الثقافي ..الغابات العظيمة ..قصر نينوى ..الزنزانة الحمراء..مكتبة الأوقاف الملا رشيد ولعناته على الخميني..لم تكن نينوى واسوارها واسرارها لتشغل بالي لحين العمل دليلا في السياحة الدينية والترفيهية لسنتين في مكتب كنت اراه يعج بين الآونة والأخرى باليزيدية والنصارى والأكراد ممن يريد ان ينفذ الى اوربا بطريق عرض بضاعة وهمية في معمعان الحصار..عرفت حينها ان الفقراء (مع احترامي لهم) كالدجاج لايقدرون دفع ثمن حريتهم لذلك الرجل القصير الجشع السمين..و(الخبصي) ولنقل الكلاوجي عظيم الثراء الذي اعتاد شراء الذمم بجرزات الموصل وحلاوتها ومنسوجاتها ومصوغاتها..شراء وبيع يتضمن الصمت او كما يقول المثل الموصلي (انت هص وانا هص واشما نحصل بالنص) ولو أنه ما أنصف في توزيعه أحدا وكان كذابا..نعم تذكرت المفتي والجايجي او البواب الذي حدثني رجل مسن ورع عنه يوما فقال انه عمل معه خلال النصف الأول من القرن الماضي ..وان المفتي اللامحبوب هذا طلب منه ان يجلب زوجته الشابة لعمل الطعام له في مكتبه..ولم يكن ذلك المفتي على وقاره وكبره غير ديك شره لايميز بين دجاجاته ودجاجات الآخرين بل لايميز بين الدجاجات والديوك ان اقتضى الأمر وفار التنور..وكانت الناس على نيتها كما يقال وتحكم على الأمور كما تبدو للعين ، كما أن أحدا لايتخيل من المفتي غير الورع ومخافة الله..غير أن هذا الرجل القصير الدنيء تحرش بزوجة البواب ابنة الحدباء التي تموت جوعا ولاتأكل بثدييها؛ فأسرعت واخبرت زوجها شاكية بعينين دامعتين: " المفتي فغد ويحد مايستحي وانا غيحة علبيت" ..فما كان من المفتي الا ان ينادي على زوج المرأة المسكينة الذي صمت على مضض وطلب من المفتي القبيح ترك العمل ..فكان رد المفتي " الفقغ مايتعدى على احد" .. فقفزت بي الذاكرة الى كلمات في التعقيب على موسوعة استاذي وزميلي الدكتور عمر الطالب رحمه الله ..لايعادل عمقها غير صدقها ولايضاهي نظافتها غير امانتها وهو تعقيب الكاتب أسامة غاندي اقتبسها كما وردت في ملتقى ابناء الموصل هنا: "ونستطيع القول أن الطالب رسم صورة اجتماعية بانورامية للموصل جاءت على شكل موسوعة ألوانها الأشخاص والأعلام، ومن الألوان الصارخ والباهت والفاقع ولا تكون الصورة جميلة ولا واقعية إن كانت كلها بيضاء تعبر عن مجتمع الملائكة الذين توحدوا جميعا في النقاء والطهارة والبراءة..ولو قيض للطالب ان ينزع لبعض الوقت وقاره العلمي والأدبي ، فيتغيب قليلا عن الضغوط الإجتماعية والسياسية وبعض الإعتبارات لرسم صورة أخرى واضحة لبعض (الأعلام) صارخة الألوان تبهر الأعين وتعطل قدرة الناقدين على الإعتراض والمقاومة..وكان لديه القدرة على مثل هذه التشخيصات"..
عندئذ تذكرت كلمات استاذ التاريخ حول ضرورة قراءة الرسالة الأخيرة لأبي حيان..فقرأتها بعيد شرائي كتاب الأمتاع والمؤانسة في دمشق، ورأيت ان المتنبي لخص تجربته المريرة وتجربة التوحيدي في مجتمع يجاهد لكي يحول كل بطل الى مهرج وكل مهرج الى بطل في بيت واحد هو: "أرى الأجداد تغلبها جميعا على الأولاد ارواح اللئام"..
في عراق السبعينيات ودخولا في الثمانينيات كان المكان الوحيد المسموح للفقراء بدخوله هو عند اقدام اسيادهم ولم يكن لمن لاينتسب منهم - اي من هؤلاء الفقراء الى عشيرة بذاتها او اسرة بذاتها ان يلحق اسمه لقبا لأن معظم الفقراء بلا القاب او انساب ويدعو أحدهم الآخر بأبو فلان أو ابو فلانة..اما في الجوبات فكانوا يستخدمون اسم الأم في تسمية احدهم الآخر (ابن شطومة او ابن غريافة او ابن وضحة او ابن تاضي ..حتى جاء البعث فألغى الأسناد والنسب مساويا في هذه الناحية بين الفقراء والأغنياء؛ وتلكم فضيلة عظيمة يذكر من شرعها بالخير كله ..فحل الأسم الثلاثي محل اللقب..واصبحت صفة المواطنة منفذا للقرية الى المدينة ..ومع نمو قوة الحزب، كنت اشاهد اصدقاء رفاق يتزوجون من زميلات لهم في الجامعة موصليات دون السؤال عن العشيرة التي تحدروا منها او النسب (العشائري) او القبلي الذي ينتسبوا اليه مما يؤشر على نجاح الجهود الوطنية الرامية الى الغاء عقلية الإذلال والتدوين العثمانية والملكية التي قسمت المجتمع الى افندية وباشوات من جهة ورعية واتباع من جهة ثانية؛ وتحقيق درجة عالية من الأنسجام بين شرائح المجتمع المختلفة وبين القرية والمدينة والجامعة والمجتمع..واقدر ان اورد بالأسماء اصدقائي وزملائي هؤلاء واحدا واحدا واسم الأسرة الموصلية التي تزوج منها..وهذا لاغبار عليه ولا عيب يحيط به او حرام يحضره..فكلكم من آدم وآدم من تراب..ولكن المشكلة هي في النفاق الإجتماعي الذي يكمن وراء المواقف والمزاعم والتسميات وفي العلاقات الإجتماعية التي تحكمها علاقات القوة والثروة التي تحدد بدورها مراتبية اجتماعية قاسية تتضمن نظرة تدوينية الى الفقراء ممن لانسب لهم او عشيرة تحميهم او مال يرفعهم على النسب والعشيرة او يخلع عليهم نسبا جديدا وعشيرة جديدة..ولم يكن لذلك الشاب الذي اتذكره حاملا رواية فوستر (الغرفة ذات المشهد) متعة تعادل منظر تلك الفاتنة الأرمنية التي اضطر الخازوق التركي اسلافها على ترك سفوح الجبال وقممها للأكراد الذي يسميهم الترك أتراك الجبل..كانت تبادله الإبتسام..وكان هو يردد على مسامعها (مولاي وروحي في يده قد ضيعها سلمت يده..ناقوس القلب يدق له..وحنايا الأضلع معبده) ..وكان بيت كرة بيت طبيب المجاري البولية رابضا بعرائشه وقداحه في طرف الطريق والى جانبه خيمة اعراب يعملون في الحراسة..دار في خلده ان يطفر الى الحديقة حيث اعتاد لقاء خليلته ولكنه لم يجد وراء شجيرة الشبو احدا هذه المرة..لكنه ربما اخطأ فهم الإشارة وراء عرائش العنب ربما كانت غادته الحسناء تقطع عناقيدا او تخاطب عندليبا او ترش آذان الفيل الوارفة الساترة الخضراء تحت القمر بالماء ..وفي اليوم الثاني كان في مركز شرطة الدواسة القريب من بيت جلود اغا رحمه الله ليرى الحراس الأعراب من جيران الطبيب كلهم في نظارة المركز..ومعهم صديقه الذي زاره تلك الليلة مشدودا بزنجير..تساءل..لماذا استدعي و شيئا لم يسرق من البيت! تساءل لماذا لم توجه تهمة الحديقة لأي من ابناء القصور المحيطة بالكراج الواسع! ترى هل الفقراء وحدهم هم من يسرق؟ انه يعرف دوافع صديقه العاشق المغامر جيدا..ولم يكن بينها السرقة..ولماذا هذا التعميم لماذا جاءوا بالأعراب الذين اعتادوا على رؤيته يدرس في ضوء المصابيح الخافت..
تلمست عيناي نديتان تحت نظارتين استجلبهما الزمن بعد 40 سنة من جهاد الكلمة والفكر والوجدان ليتبين محطة درامين القريبة من اوسلو..وكيف قفز مرة على قيد شعرة من سيارة شوفرليت بيضاء كادت تدهسه ليلا امام محل ابو مزاحم الباججي..ربما كان سائقها، ووظيفته الحفاظ على ارواح الناس، مخمورا بأغنية الكرنك كونه يعشق عبد الوهاب كما يعشقه هو ويعد اعانيه نصوصا وايقونات مقدسة.. ترى ما كانت دوافع ذلك الرجل عظيم الثراء وراء تلك المحاولة ..مابرح رقمها مرسوما في ذاكرته كعدد سور القرآن او يكاد..تذكر تلك الملامح الأمينة من ورائه وكيف كان كل ليلة يرتقي معراجها وابراجها في احلامه ..تذكر ابتسامة القلب في نوم الطفولة الهانيء ..وازدحاما من الفل والورد والبرتقال كلما سنحت ولو لثوان عابرة في طريقها الى السوق..ملتفة مثل شمس حارقة تتلف فيه اعصابه وتحرق روحه عشقا..اين ترى تاه ذاك الحب وهل يموت القلب؟ لم يكن في الجامعة له تطلعاته طالبا سوى العشق الرومانسي الذي لم يحصل منه على غير اللوعة والحرقة والعذاب..ومضى القطار فعاد الى الموصل..نعم ان تحولا جوهريا طرأ على الدماء الزرقاء التي بدأت بعد تموز اللهاب تبرد تدريجيا وتكتسب الوانا جديدة صفراء وخضراء وزيتونية ..انه اليوم تدريسي ناجح في كليته العتيدة كلية الآداب ..نعم قالت له زميلته النصرانية الطاعنة في السن واستاذته السابقة: "بنت حلوي وينمشي بيها!" فجاء رده: " احكيلي معاها؟".. "ومن قلك ماحكيتو معاها! تغيدك! وكيفت بس لازم نحكي مع اما ..وأما صديقتي علييي وابوها عليك..اتفقنا!" .."علووا استاذتي علووا!"..وفي مبنى شاهق ربما كان منتدى اقتصاديا سأل صديقا قديما يرتاد النوادي الليلية على اختلافها ولاسيما ماشكي هاوس حيث يجلس آشوربانيبال تحت العرائش الغناء التي تتدلى عناقيدها داكنة السواد وبينها راس تومان ملك عيلام معلقا قد جفت دمائه: " اش قال؟ "قال انساها..نصيحتي اللك؟"..قال ويحد جوعان وبعدين اشنو اصلو؟" تساءل ماعسى ان يكون المقصود بأصلو؟؟ لأن احدا لم يأت من الحائط كما يقول المثل؛ وما ادراه ما أصله هو ربما كان عثمانيا او مغوليا او قفقاسيا مع احترامي لهذه الأمم فاعطته الثروة نسبا جديدا او جعلت من نسبه عنوانا فهو لم يسأل عن نسب الفتاة ابنته الذي اراد الأقتران بها! ..سأسأل صديقا في مكتبة الأوقاف عن مخطوطة في الأنساب ليتابع منشأ فكرة النسب ..فعثر على اربعة كتب في الأنساب قديمة بالية صفراء الأوراق ..سأتخذ طريق الميدان حيث كنيسة الكلدان فليس ثمة فائدة من الملالي المنشغلين بالحلوى وبالكباب وبالتحريم والتحليل.. فسأل كاهنا تربطه به علاقات معرفية ومودة عن كتب النسب ولماذا يعد النسب مهما جدا في الوطن العربي وفي الموصل عندما يريد الشخص الزواج بينما لايعد مهما في التعاملات التجارية وفي البيع والشراء: فجاء رد القس "أستاذي عدنا هوني بالكنيسة مخطوط عن الأنساب ويمكن تتطلع علينو اذا تغيد"..وكانت المفاجأة ان عددا كبيرا من الأسر كان غير تسميته خالقا نسبا جديداتماما عن نسبه الحقيقي..فمن الأسر اليهودية والنصرانية فضلا عن الأصول الأثنية المختلفة..كان مخطوطا خطيرا بالغ الأهمية لم يتح له ان يصور عنه نسخة غير ان ماعلق منه بذاكرته اعاد الى ذاكرته عبارة والد الآنسة التي ارادها زوجة وقبلت.."اذبحا وما اعطيها الويحد مامن عدنا ولا بمستوانا!" مما نقلني الى مواضيع اكثر تعقيدا كالصدق والكذب وانواع الكذب كالكذب على الناس والكذب على النفس والكذب المكابر والكذب لمجرد الكذب وإضاعة الوقت..والى ذلك الدراسات الأثروبولوجية والإجتماعية والتاريخية للعراق كدراسة هنري فيلد وعلي الوردي ورفائيل بطي وانستانس الكرملي وعباس العزاوي وغيرهم..لابد من النزول الى الأصول والتقاط احفوريات النسب وصولا الى قريش بل الى بابل ونينوى واور واريدو ولكش وكيش واكد وشروباخ..فليس للأفراد وجود اجتماعي خارج الجماعات الإنسانية التي ينتسبون اليها.. والمشكلة هنا ان الجماعات تتغير والأفراد يموتون بل ثمة حضارات بأسرها تموت او تعطي مكانها لأقوام اخرى غازية لها انساب اخرى وتحدرات اخرى..وفي بلد كالعراق متعدد الأعراق والأثنيات متحولها عبر التاريخ يكون الحديث عن النسب كالحديث عن الحياة على سطح المريخ او المشتري..فالعراق يحتضن ثلاث بيئات متتاخمة اقتصاديا واجتماعيا والى درجة ما انثروبولوجيا، هي البادية والريف والمدن ..وهي بيئات متنافذة ومتحركة عموديا وافقيا فالبادية تنتقل لتتخذ حياة الأرياف منذ عصر صدر الإسلام وصولا الى عهد مدحت باشا فالعهدين الملكي والجمهوري..وتاريخ العراق ينطوي على هامش تشكل من تواريخ الأمم والشعوب الغازية لوادي الرافدين منذ الغزو الكاشي وحتى الغزو التركماني فالعثماني فالفارسي.. وبينما حافظ الريف والبادية الى درجة كبيرة وحتى العصر الحديث على تشكيلاتهما الأثنية والإجتماعية، تغير التكوين الأثني للمدن العراقية وبسرعة هائلة منذ العهدين الملكي والجمهوري وحتى الوقت الحاضر..وبعد سقوط بغداد تحولت اقوام كثيرة اجنبية من دار الحرب الى دار الإسلام كالمغول والتركمان في الوقت الذي حافظ فيه العجم والأكراد على تكويناتهم في العراق منذ عهد الموالي وحتى الوقت الحاضر وفي العراق يوجد النصارى بطوائفهم واليزيدية والصبة والشبك والبيجوان والصارلية والجرجر وغيرهم..وفي دراسته لأنثروبولوجيا العراق برهن هنري فيلد علميا على وجود دماء صينية وافغانية وزنجية والتواورالية وقفقاسية في العراق..مما يعطي المثل القائل " طبيخ المكادي" مصداقية كبيرة عندما نتحدث عن مكونات المجتمع العراقي - وهو حال يصدق منذ عصور التدفق الآرامي فالكلدي الى بابل..وبالإضافة الى هذا وذاك هنالك ظاهرة اجتماعية تصف العقود الأخيرة من القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن هي ظاهرة اولاد الحرام في العالم كله..فمن هم اولاد الحرام ومن اين جاءوا؟ اتذكر مرة سافرت فيها من البصرة الى الموصل ومن الموصل الى اربيل..وكانت القادسية مشتعل اوارها مجددا بعد موت سعد بن ابي وقاص وابي محجن بقرابة الف واربعمائة سنة.. فاعطى احد الجنود (العبرية) تسجيلا للسائق ليشغله بمسجل السيارة ..وكانت الأغاني عراقية ريفية لسعدي الحلي وسعدي البياتي كاغنية (عدنا علي بحي السعد) .. استمرت معنا الى المحمودية قبل وصولنا بغداد حيث استبدلت السيارة في كراج بغداد - الموصل بالقرب من محطة القطار ذات الطراز المعماري المتميز ..وكان العبرية معي جنود ايضا كالعادة في ايام الحرب؛ فأعطى احدهم كاسيت عليه قلس وبق زيت للسائق وتضمنت الأغاني هذه المرة "العجوز المكارة تصيح افادي" و"جلابكم" لأحمد الأنضباط وهي اغاني بادية تعزف بالربابة..وفي سفرتي الى اربيل لاحقا كان الطبل والمزمار يصاحبان اغنية موتورة صاخبة لم اقدر على فصل كلماتها عن موسيقاها..تساءلت عن التنوع الهائل في تلك الأغاني وفجاجتها ومدى اهتمام الجنود بها ..حتما ان كانت انسابهم كاذواقهم فلا اردا ولا اسوء منها.. وهناك في الموصل وبغداد اذواق وانساق ومشارب ومواهب تختلف باختلاف الناس وتتنوع بتنوع اهتماماتهم ..وعندما تسأل احدهم لايجيبك ب "انا انتسب" بل ب "نحن انتسب" :"حنا شمر" و"احنا البومتيوت" و"داعيك جبور"؛ فيأتي ردي سلمونا!..فلا انا أدري على من سيسلم ولاهو سيتذكر بعد مغادرته السيارة الى قريته توصيتي الفارغة له ..فانا لا اعرف احدا في قريته ومعرفتي به لاتتجاوز زمن السفر بالسيارة من بغداد الى الموصل..كان آب يتوهج غضبا ..وأنا اراجع حديثي مع الجندي ومجاملتي له ب "سلمونا" متمتما ولكن مع نفسي.."علماشفناهم!"
والنسبة نسبة شيء الى آخر وعلى المنسب ان يكون عارفا بالمنسوب والمنسوب اليه ومثال ذلك ان انسب اللون الأخضر الى الشجرة والطعم الحامض الى الليمونة أو اتوسع مجازا فانسب الشمس الى الصقر والأسد والذهب وأيتانا..المهم ان تكون النسبة صادقة ومجدية...فماجدوى الأنتساب الى عشيرة بذاتها او جماعة بذاتها وارادة البلاد السياسية مستلبة وشعبها يتضور جوعا وأرضها تزدحم بالمقابر والمزابل؟..
ولابد من التمييز بين الأهتمام النبوي بالنسب عن علم الأنساب الذي ظهر في اوائل القرن الثالث الهجري..فاهتمام النبي (ص) الذي عبر عنه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) هو اهتمام بالحفاظ على اولويات الخير الأخلاقي عند النبي (ص) والسيادي العربي عند عمر بن الخطاب..لأن التزوج من العجم يجعل العجم اخوالا للعرب وتزوج الجيل الثاني يعني تطبيقا كاملا للآية المحببة لدى المستشرقين: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم)..فالأسلام أحل الولاء للأمة محل التعصب للقبيلة ولا أستثني قريش ..وكان في ذلك تحولا نوعيا على العهود اللاحقة التي شهدت تزاوجا مع الفرس والترك والكرج حتى اصبح العصر العباسي عصرا للأماء والقيان والجواري وكلنا يعرف هذه التحولات..فأن كان النسب للأمهات وللآباء وليس للآباء فقط فكيف يمكن ان نفسر سلامة النسب عندما نعرف ان من بين الخلفاء العباسيين ثلاثة فقط ولدوا من عربيات هم ابو العباس السفاح ومحمد المهدي والأمين! ولا عجب فللأعجميات حلاوة وفي عشرتهن طراوة ومتعة..ومن ثم زواج متعة!
والمشكلة الأخرى التي تعتور النسب او بالأحرى علم الأنساب انه من اكثر العلوم الأفتراضية واشدها ارتباطا بالمرغوبية الفردية ..فهو ليس في واقعه علما لأن خصائص المعارف العلمية لاتنطبق عليه لأسباب انثروبولوجية واجتماعية وجينية وتاريخية بل ولسانية مقارنة..هذا فضلا عن النسبية الهائلة والتوزع المرتبك عبر محوري الجغرافيا والتاريخ..فهناك انساب لكل بلد وانساب لكل مدينة وانساب لكل مذهب وانساب تعتمد القبيلة واخرى الحرفة واشياء أخرى ..فهل ستتحول الحرفة في مدينة مثل الموصل الى قبيلة يوما ما ويتحول بيت رسام الى بيت بيج مجددا ويعطي عبد السادة الفلاني اسمه لعشيرة اسمها السادات كما اعطى عبد الجليل وهو اسم شخص نصراني من ديار بكر اسمه للجليليين مع حبي واحترامي للجليليين كلهم؟ ..وماذا بالنصارى والأمم الأخرى التي لانسب لها؟! هل ان الشعوب الأخرى من غير العرب كلهم أولاد حرام .. مثلا؟ ولعل من غرائب الدعاوي القائمة على النسب والأفتخار به ان جماعات في العراق والأردن وسورية والسعودية وقطر واليمن والمغرب وليبيا والجزائر وفلسطين قد تزعم انها تنتسب لقبيلة واحدة..كان تكون تميم او تغلب او نمر او عدوان او العبيد او الجبور..نلاحظ ان هناك اختلافات مذهبية وطائفية وطبقية وسياسية حادة قد تصل حد الكراهية والأقتتال فيما بينها..مما يؤكد ان النسب المشترك لايعني وحدة العقيدة والدم والروح..وانها مجرد ترهات لمتعطلين لاوقت لهم غير الضرب في رمال الشعوذة الكلامية والأستمناء الفكري والإستيهامات التي لاصلة لها من بعيد او قريب بالحقيقة ولابالتاريخ ولا بكرامة الأنسان وانسانيته..كما ان النسب لاعلاقة له بالأخلاق فنحن نعرف من الماضي القريب كيف ان سراقا اتلفوا الممتلكات العامة، مابرحوا يتظاهرون باصالة المحتد والمرجعية عمدوا الى تقطيع الثور المجنح الذي استظهره العالم المرموق محمد صبحي في مدينة سرجون (خرسباد) وهربوه الى العصابات الصهيونية بطريق الشمال فالقي عليهم القبض ونالوا جزائهم العادل..مع ذلك فمنهم من يتبجح اليوم بالوطنية ناسيا الثور المجنح تاواقف منذ قرون بلا اسناد او تنسيب او نسب!
وهناك بالأضافة الى الشواهد البيولوجية والأجتماعية والأثنوغرافية التي تؤكد بطلان (علم) الأنساب وعدم مصداقيته تعدد الأنساب في تسميات لايمكن اقامة اي دليل على صدقها في اي بلد عربي ولنأخذ على سبيل المثال انساب الأردن التي تعتمد صيغ وزنية بذاتها كالشرايعه والعبابنه والجوابره والغرايبه والكساسبه و العوايشه و الطراونه والحمارنة والحراحشة والخوالدة والخلايلة والنصايرة والبصابصة والجرايدة والقواسمة والعناقرة والخصاونة ..والقطيشات والمهيرات والعبيدات والوردات والحويطات والبدور والنسور والغور..فأن كانت هذه الأنساب لعرب، ترى ماصلتها بانساب كويتية كالغربلي والعدساني والخرافي او اماراتية ومصرية وجزائرية وليبية ومغربية كالعري والعرفي والعرفاني والعريفي والعريمي والعزري والعسيري والعزبي والعزيبي والعزعزي والعطاش والقطاش والكعبري والعكبري والعقربي والعمودي والعنسي والعوبثاني والعوذلي والعوضي والعرضي والعوفي والعيدروس والغفيلي والغليفقي والغويبي والفليتي والفهدي والقادري والقرادي والفهيم والقرين والقشعوري والقطيطي والقنبوصي والكاف والكردي والكلدي والكليبي والهر والكمزاري والكمالي والكوبي والكوخردي والكيبلي (الذي ذكرني بالكيبلات) واللنجاوي واللوغامي والمحمدي والمحمود والمحمودي والحامدي والأحمدي (والمستكي الذي ذكرني ببحزاني) فضلا عن انساب تقف وراءها حشرات كالنملي والذبابي والنحلي والبرغوثي والخنفسان والصرصور والجراد والنمل، او مايعود الى نباتات بعينها كالعرفجي والقيصومي والقرعي والبصلي والجزري والكرفسي والليموني والباقلاني او مايعود الى الطيور كالعصفور والصقر والشاهين والباشق والهوازن والبلبل والحسون ومنها الغريب كزبالة وقنفذ وشبوط وخربوط وشخبوط والدهين والسمين والقصير والطويل والأجدع والأعضب والأعرج والأحدب والأعور والمقروح والمحروق ..وآلاف الأنساب الأخرى التي لايتسع لها المجال ويترفع عن تدوينها اليراع..ويتبع ذلك آلاف انساب الأسر المصرية واللبنانية والجزائرية وانساب الجماعات الأثنية والدينية كالأقباط والجركس والنصيرية والدروز والأكراد واللور والحور والغور وهلم عرا وجرا..ومن اسماء الأنساب هذه اسماء مدن ودول ومهن وجمادات ونباتات واعشاب وحشرات وحيوانات كثيرة تتجاوز بتصانيفها اكبر حدائق الحيوانات في العالم كالواوي والأسدي والشبلي والنمري والجردي والوحش والفيل والذيب والجمل والغزال والعربيد والثعبان والسرحان والحوت والقط والفار..وهناك مشكلات لسانية كمشكلة المشترك اللفظي كاللحام والملاح فضلا عن الطباق والجناس وجموع الكثرة والقلة وصيغ التصغير والمبالغة مما يذهب العقل في دوامة لانهاية لها ولابداية ولا حدود ولاتخوم..فليس ثمة من يدعي الماما بكل هذه القوائم الهائلة من اسماء الأنساب حتى نكاد نخلق نسبا اذا ما كتبنا اية كلمة اطرادا وعكسا او قدمنا واخرنا أو غيرنا حرفا هنا وحركة هناك..اليس في خوض مثل هذه البرك تنافرا صريحا مع العقل و روح العصراشبه هو بغربلة الماء وحصاد الهواء..
ولابد من الإشارة الى تأثير الحكم العثماني في تغيير البنية العشائرية للمجتمعات العربية واضفاء تسميات جديدة ترتبط بالمهن العسكرية والمدنية المتنوعة حلت محل التنسيب القبلي والعشائري ولاسيما في المدن، فظهرت تسميات حرفية او وظيفية عثمانية انتقلت لتصبح تسميات اسر عراقية وموصلية بذاتها كالقواص والكلاك والقلعجي والطوبجي والمدفعي لتضاف الى الأنساب الإسلامية كالأمام والمعين والكاتب والمؤذن والفقيه والمفتي واسماء المقام والرتب العثمانية كاليوزبكي والبيرقدار والباشا والجلبي والنافوسي والأغا والمير (المصحفة اصلا من أمير) ..واللاوند وهي كلمة ايطالية (ليفيتينو) استعارها العثمانيون لحراس الثغور في البحرية العثمانية..وكانت عائلات موصلية قد غيرت دينها من المسيحية او اليهودية الى الأسلام فغيرت اسماءها وانسابها تبعا لذلك وتعددت اسباب ذلك من اسباب دينية الى اسباب امنية واجتماعية واقتصادية..واعيد القاريء العزيز الى مقال الأستاذ العلامة ازهر العبيدي التفصيلي في الألقاب الموصلية حيث ادرج القاب المهن والحرف ومااليها مع اصولها التركية العثمانية..مما يزيح الغبار عن اي التباس يتعلق بطبيعة النسب الموصلي فالأنساب في اغلبها مهنية وحرفية ..ولكن اصحابها يعرفون انتسابهم القبلي الى جانب نسبتهم الحرفية والمهنية..على الرغم من عدم وضوح هذا الجانب في تنسيب العديد من الأسر الموصلية..وهناك اسماء غريبة لم اسمع بها في مسارد الأنساب كبيت عوعو وبيت عتو وبيت شيال العلم وبيت سلاخين الجحش وبيت الشيطان وهم اسرة كانت الشيخة فضيلة (الخطابي) وهي جدتي لأمي قد اسكنتها لحين في سرداب بيتنا في النبي شيت بعد خصامها مع زوجها الذي كان يعمل قصابا في باب جديد..ولكن الطابع الخصوصي المحافظ للموصل تغير كثيرا في الثمانينيات حيث دخل الريف المدينة ..وبدا النسب القبلي والعشائري هو الأغلب على الأحياء الجديدة..وهذا لايعني ان هذا التنسيب العشائري كان غائبا فلقد عشت مع الزبيد (الشمطة) والجبور والعكيد والعباسيين في جوبة النبي شيت وشاطرت اخواني هناك الرضاعة والروح والميول القومية المطلقة واللسان (اللهجة)..
ونعرف من التجربة التاريخية عبر القرون الدامية ان قبائل وامما بأسرها انقرضت من على وجه التاريخ لم تترك انسابا لها ولملوكها الذين حكموا الدنيا واسسوا لأمبراطوريات عظيمة كالقبائل الارامية والعمورية والكلدية وأن امما باسرها ضاعت من خارطة العالم ..ترى اين ضاعت انسابها ام هي سقطت مع عروشها..
ترى من ينتسب الى شولكي او حمورابي او اورنمو او آشورناصربال أو تكلاثبليزر او شلمنصر او سرجون الثاني او سرجون الأكدي بطل المعركة المؤسس لثاني امبراطورية عراقية حكمت تركيا وزاكروس بعد امبراطورية انتانوم وشولكي الأولى حيث لم يكن هناك وجود للترك او للفرس واضرابهم؟..وعجبا رأيت هنودا سودا وطماطم زنوجا يزعمون انتسابا للنبي العربي على افتراض انه تزوج بسوداء اسماها جويرية! ونحن نعلم ان جويرية لم تلد للنبي وريثا يفاخر بالإنتساب اليه.. ونختتم القول بمسكه في بيت للمتنبي:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي و بنفسي فخرت لابجدودي



#صلاح_سليم_علي (هاشتاغ)       Salah_Salim_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية ابن الموصل في ضوء الأمثال الشعبية الموصلية
- أبراج الكبد والأميرة النائمة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح سليم علي - أنساب وذباب