أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟














المزيد.....

لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع الأزمة السورية الراهنة،كثيرا مانرى على شاشات الفضائيات المختلفة، وعلى مواقع التواصل الإجتماعي لفتات تقول"لوكان الشعب السوري ينزف دما لسارع العالم لإنقاذه"،وهذا فعلا ما حدث اليوم للشعب السوري مع الأزمة التي يتخيط فيها منذ أكثر من سنة.فمادام انه لانفط في البلد فلا استعجال حل الأزمة. ويرى العديد من المراقبين ان التاريخ لم يشهد يوماً توترات وتصارع مصلحي وأهدافا متعارضة كما تشهدها الان الثورة السورية.وكما هو ملاحظ للجميع، لم يطل ايضا امد الثورات العربية التي بدأت بتونس مرورا بمصر وليبيا واليمن مثلما يجري الان في سوريا .فإذا كان إدارة الثورة في تونس ومصر إدارة شعبية داخلية ، فإنه مع الثورةالليبية بدأ التدخل الخارجي في شخص الناتو برئاسة أمريكا وفرنسا التي تصدرت مشهد اغتيال القذافي واستعجال انهاء حكمه بليبيا.مع الثورة السورية أصطدمت إيديولودية القطب الواحد لإدارة الصراعات والأزمات في العالم برئاسة امريكا بالفيتو الروسي والصيني كلما تم اللجوء الى قرارات التصويت في مجلس الأمن، مما جعل المشكلة ليست بالمشكلة السورية المحضة، بل ايضا مشكلة توازنات وصراعات أطراف وأحلاف خارجية أخرى تتصارع لإعادة صياغة خريطة النفود العالمي التي هيمنت عليها امريكا وحلفاؤها.وهنا تظهر روسيا والصين اللواتي همشتا في التدخل للإطاحة بالقذافي والمشاركة في تقسيم كعكعة نفط ليبيا التي انفردت بها فرنسا وامريكا وحلفاؤها..مع الأزمة السورية رفضت روسيا وبقوة إعادة سيناريو ليبيا،ليس فقط في سوريا، بل أيضافي كل دولة محتمل ان يظهر فيها الغليان الشعبي، وتبين للجميع ان هناك رؤية امريكية لحل النزاعات ورؤية أخرى روسية مخالفة..
إن ربط الازمة في سوريا بالصراعات الدولية يؤشر بعمق وصراحة على أن الازمة في سوريا ليست عابرة أو يمكن تغيير الوضع فيها محليا بالسهولة التي يتمناها الكثيرون لتنتهي الأزمة في اسرع وقت للتفرغ لحياة ما بعد الثورة.هناك ازمة اقتصادية خانقة في دول الشمال، وهناك ثورات وتمرد وغليان شعبي في دول الجنوب في شخص ما يجري اليوم مع مايعرف بدول الربيع العربي..روسيا الدب القطبي، والصين الغول الناشىء يطمحان الى منافسة امريكا للحد من ايديلوجية القطب الواحد المهيمنةعلى العالم. ولاغرابة اليوم ان نجد تصورا آخر مخالف للتصور الأمريكي لحل الأزمة السورية.ولا غرابة ان نجد بوتين يصرح لوسائل الإعلام العالمية علنية موضحا، إن نفوذ الغرب آخذ في الاضمحلال مع تراجع اقتصاده، و نبه الدبلوماسيين الروس حسب ماورد في العديد من وكالات الأنباءالعالمية التي تتبعناها إلى ضرورة توخي الحذر في مواجهة أي رد فعل عنيف من جانب من وصفهم بـ"أعداء موسكو السابقين خلال فترة الحرب الباردة".وكان بوتين قد أكد فور توليه منصبه كرئيس لروسيا كما تابع العالم ذلك على أنه سيدعم القوة الروسية على الساحة الدولية، مستحضرا انتصار السوفيات على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. واتهم الغرب بانتهاك القانون الدولي عبر "تبنيه سياسة أحادية الجانب" في الشؤون العربية..وربط حل الأزمة السورية بإعادة التوازن العالمي والحد من هيمنة إيديلوجية القطب الواحد..
وهكذا، نرى ان كل مسعى لايسير في اتجاه إعادة التوازن العالمي ستقف روسيا والصين لتعطيله. وهذا مايطيل من امد الأزمة السورية الى حين تسوية الصراعات المتناقضة بين القطب الامريكي المهمين على السياسة الدولية والذي يعاني من ازمة مالية خانقة،والقطب الروسي الصيني الناشيء الذي يبحث على موقع قدم على خريطة النزاعات العالمية الجديدة.وهنا يظهر لنا جليا بان بلدان الثورات العربية لم تغير وجه انظمتها وشعوبها وحدها فحسب، بل ايضا عملت على إعادة بلورةترتيب التوازنات الدولية على اسس اخرى لماهو معروف ما قبل اندلاع الثورات.مما يعني ان حل الأزمة السورية لايمكن تصوره بمعزل عن تلك الصراعات التناقضة التي يعيشها العالم.فإذا كانت امريكا اليوم تدعم المعارضة وهي تبحث عن ممرات آمنة تحت غطاء إيصال المساعدات الإنسانية للتدخل ميدنيا في مجريات الأحداث، فإن روسيا تعمل بشكل حثيث على تشحيم ألة القتل الأسدية التي تحرق اليابس والأخصر وتعمل على منع خلق تلك الممرات ليستمر الصراع وخنق المعارضة في الداخل.فالصراع في سوريا ليس هو صراع بين النظام البعثي الأسدي والمعارضة وما يرتبط بهم من طائفية ، بل هو أيضا صراع متشابك يدخل فيه النظام الملالي في طهران، وحزب الله في لبنان، وروسيا والصين والمصالح الأمريكيةوالفرنسيةفي المنطقة.وواهم نفسه من يعتقد ان الأزمة السورية ستحل بدون إيجاد تسوية ما لأغلب مشاكل هذه الأطراف المتصارعة ذات المصالح المتشابكة والمتعارضة . وهذا ماسيطيل من امد حل الأزمة السورية الى حين ظهور توازنات جديدة تراعي أكبر قدر ممكن مصالح الأطراف المتصارعةدون أي اعتبار لحالات القتل والتنكيل الذي يتعرض لهما الشعب السوري كل يوم حتى ولو أبيد بأكمله أمام مايسمى ببعثة المراقبين الدوليين..وبما ان سوريا ليست بدولة نفطية لنفهم الصراع من زاوية محاولة الإستيلاء على كعكعة النفط كما هو الحال في ليبيا معمر القذافي المسحول،فإن الصراع في سورياقد اتخد مسارا آخريتجه نحو إعادة ترتيب التوازنات الدولية.. وهذا ما سيطيل من امد الأزمة دون ان ننسى انشغال الإدارة الأمريكية في اعداد الإنتخابات الرئاسية المقبلة للبلد تحت وقع ازمة عالمية مالية خانقة اكثر من الإهتمام بالملف السوري.وهنا نفهم مغزى تلك المقولة التي يرفعها المتظاهرون في لافتاتهم والتي استهللنا به هذا الموضوع" لو كان الشعب السوري ينزف نفطا لرأينا العالم قد سارع لإنقاذه"..أما كونه ينزف دما فذلك لايهم أصحاب المصالح الى حين تسوية مصالحهم السلطويةذات الأبعاد الإستراتيجية.



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط الفتيات التعجيزية في الزواج
- في العلاقات الجنسية الشبابية، الأنثى دائما هي الخاسرة
- حكايتان متشابهتان:الأولى ببادية﴿ ج ﴾بالمغرب وأ ...
- الصرع:كيف نتعامل مع شخص أصيب بنوبته؟
- الرغبات الهوجاء ومشكل تنظيمها
- الخطأ والعيب فينا!
- كرة القدم والإثارة الجنسية عند الرجال
- منطقة النيف: الهجرة العائدة من الخارج وازمة التكيف الإجتماعي ...
- تموت الأشجار وتبقى الذكريات ﴿كلام يشبه الشعر﴾
- احذروا مصابيح -فلوريسانت- اللولبية القاتلة
- مساعدات إنسانية مشبوهة!!؟؟؟
- لماذا نكتب؟
- ماذا يجري الآن في سوريا؟
- في انتظار رجال الدين والفقهاء الأجلاء؟
- هل المرأة فعلا ناقصة عقل ؟
- للأسف، الفساد العقاري كشر عن أنيابه وترك المحتاجين بلا سكن!؟
- أسعار السمك تلتهب في بلد البحارالعريضة
- السياسة عمل قذر
- البرلماني وحده لايكفي لتمثيل الناس
- لماذا يخاصم المغاربة السياسة؟!


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - لماذا طال أمد حل الأزمة السورية؟