أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - سيدي الفقيه :الدولة الدينية بدعة لجورج حزبون















المزيد.....

سيدي الفقيه :الدولة الدينية بدعة لجورج حزبون


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 00:10
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تعليق على مقالة جورج حزبون على الحوار المتمدن

نشر الرفيق جورج حزبون مقالة بعنوان الدولة الدينية بدعة .
وهو يدعم آرائه احيانا من مصادر دينية اسلامية .ويجوز له ذلك
الاصل ان ان يستقريء تاريخ تجربة دولة الخلفاء والامويين والعباسيين ولا حاجة لاستقراء الدولة العثمانية التي يقال انها مثلت آخر خلافة اسلامية وقضى عليها الغرب المتآمر على الاسلام .
لقد احسن جورج حزبون اذ تطرق الى هذا الموضوع الذي يخشى الكثيرون التطرق اليه وخاصة بعد علو موجة التيارات الدينية ,
لقد رأيت ان اساهم معه بتغطية بعض الجوانب فوجهت له هذه الرسالة


سيدي الفقيه :تحية واحترام وبعد
قرأت مقالتك بعنوان الدولة الدينية بدعة .وقد استثارتني بعنوانها بل ان فكرة مشاركتك في ميدان كهذا هي كذلك ملفتة .واسجل ملاحظات اساسية :
اولا:لم يتعرض الموضوع لمسألة كيفية تعيين او انتخاب المسؤولين في الدولة الرشيدية والاموية والعباسية وما بعدها العثمانية ,وكلها كانت سلطات استبدادية ويتحكم فيها الاشخاص على هواهم دون الالتزام بقوانين وشرائع ...الخ فتعيين ابو بكر تم بعد اشهار السيف وليس كما يشيع بعض الكتاب بانهم اجتمعوا وتشاوروا في السقيفة.ان الذين اجتمعوا في السقيفة قد اختاروا شخصا آخر هو سعد بن عبادة .فجاء عمر على رأس جماعة كبيرة وهو يحمل السيف وعين ابو بكر وحسم الامر .
وابو بكر قبل وفاته استخلف عمر .وعمر قبل وفاته طلب من ستة اشخاص ان يختاروا من بينهم خليفة فتم اختيار عثمان بخديعة من عمرو بن العاص.ثم جاء السيف لينتزع الخلافة من علي لمعاوية ,وبعد ذلك الوراثة
هذه كانت سيماء تلك الحقب من الزمن في كل مكان وهي ليست طرق دينية بل هي شؤون السياسة .
ثانيا :كان النظام الاجتماعي السائد في تلك الحقب هو النظام الاقطاعي الذي يحمل نسبة كبيرة من صفات النظام العبودي ,وكانت قاعدة المجتمع البشرية مكونة من العبيد وكل من في حكمهم ,والاقنان وكل من في حكمهم ,والفلاحين الاحرار الفقراء وكل من في حكمهم والبدو الرحل ,وكل هؤلاء لم يكن لهم دخل في شؤون الحكم وحتى انهم لا يختاروا دينهم .فحينما تخير جيوش العرب الاقوام التي تحاربها ,تخيرها بين الاسلام او الجزية او الحرب ,فان من يختار الاسلام هم مجموعة المتفاوضين وهم يختاروا الدين لفئتهم ونيابة عنهم بل ونيابة عن كل سكان المنطقة المقصودة (بلاد فارس مثلا ) فينشروا الخبر بواسطة المنادي بانهم اصبحوا اليوم مسلمين .والقاعدة الشعبية تشكل ما يزيد عل خمسة وثمانون بالمئة من السكان
ثالثا :كانت شؤون السياسة للدولة تدار من العاصمة وفيها يتم اقرار كل شيء ولا تساهم الامصار في شيء من شؤون الحكم .
رابعا :ان الخيرات من كل الامصار تأتي الى العاصمة التي تعيش في بحبوحة نسبية بالنسبة لباقي البلاد والامصار .فهم يجبون الخراج والاعشار والزكاة وكل اشكال الجباية فيقتطع منها الوالي المحلي حصته ويرسل الباقي لمركز الحكم ,حيث تصبح في بيت المال وبتصرف الحاكم شخصيا لينفق منها على حرسه وبطانته وعلى من يشاء في العاصمة ذاتها .
خامسا :وهذا مهم جدا ,الناس هم الطبقة الغنية فقط من سكان المدن والحواضر ,اما القاعدة الشعبية فليست من الناس ولا نسائها من النساء ولا ينطبق عليهم ما يخاطب به الناس من الرجال والنساء .
فلا يمكن ان يطلب من العبدات او القنات او الفلاحات ولا البدويات (من الفقراء)ان يجلسن في بيت المحرم وان يلبسن كذا ولا يختلطن بالرجال ,ان هذا كان مستحيلا لحاجة الجماعة البشرية لعمل النساء وحكما اختلاطهن في الحقل والمرعى والمحطب وفي كل مكان (ان النساء هن نساء الطبقة الغنية من الاقطاعيين والامراء وكبار رجال الحكم وكبار التجار ,اي الانثى من الاغنياء عموما,وهن اللواتي خاطبهن القرآن) الظروف اليوم تغيرت لا بفعل الاديان بل بفعل النظام الراسمالي وحاجاته وسماته وقدرته على تطوير المجتمعات من القاعدة الى القمة ,وقدرته على تأمين لوازم العيش الضرورية ,وبما في ذلك تأمين اللباس باسعار ميسورة للنسار(والرجال) مما جعل اللباس ليس سببا مهما في التمايز الطبقي .
لقد كان اللباس يدل بشكل صريح على طبقة الفرد وبيئته الخاصة كذلك .
خامسا:نعم لم تكن ولا مرة دولة دينية بمعنى شيء يشبه تنظيم تكية او معبد واسع على مدى البلدان المحكومة .لقد كانوا يحكمون باشتراطات السياسة ومقتضياتها .وتعلموا شؤون الحكم وتنظيم الدولة من الفرس والروم وساروا على نهجهم بالحدود الدنيا التي تحفظ تفرد الحاكم واستبداديته بل ان البلدان التي كانت بحكم الروم اديرت بشكل مختلف قليلا عن الحال في بلاد فارس ومناطق اسيوة اخرى شرقها .سوى انهم لم يستفيدوا من القوانين الرومانية وطرائق حكم الرومان المتقدمة ,ولم يتعلموا الاشياء الاكثر تطورا . لم يتقدم احد بفكرة صياغة نظام قانوني مدني ,ولنقل متأثرا بالقرآن .كانوا يقولون :احكم بكتاب الله وسنة نبيه .اي احكم كما شئت وفسر كما شئت وافت كما شئت مدعوما بسيفك وجندك وقل هذا هو كتاب الله وهذا هو اجتهادي فيه
سادسا :لم يتركوا لنا منهجا او طريقة في اي ميدان ولم يتركوا لنا كتابا في شؤون الحكم كانوا يتبعوه او في النظام الاقتصادي ,بل انهم حافظوا على بواقي النظام العبودي رغم قيام الثورات العبودية القوية ضد العبودية (ثورة الزنج مثلا) ولم يدخلوا اي تطور يساعد على تغيير الانماط السائدة(الغالب يستعبد المغلوب وينهب ثروته ويسبي نساؤه ويستعبد رجاله ويقتل محاربيه ..وكانت النخاسة وتجارة العبيد منتشرة في بغداد ذاتها ..والغزو الذي يقوم به البدو في داخل اراضي الدولة الاموية والعباسية ظل مستمرا ...) ولم يستجيبوا لضرورات التطور ورفع الاستغلال رغم الثورات التي حصلت (ثورة القرامطة مثلا)بل كانوا يقمعوا كل ثورة حتى تهلهلت امبراطوريتهم وتفسخت الى الزوال .
سابعا :كان السيف هو دواء راس المعارضين بالسياسة وبالفكر ,وحتى لمعالجة الدسائس الداخلية في داخل عائلة الحكم (معظم حكام بني امية ماتوا ميتات غير طبيعية )وكانت مؤامرات من اجل ولي العهد تصل حد السيف .
هذه حالة الدولة العباسية وقبلها الاموية والخلافة الراشدة .
وهذه الحالة ولت الى غير رجعة ولا يمكن العودة اليها ولا الى الاقطاع والعبودية والجواري والاماء وتجارة العبيد .
ولا يمكن ان يعود اي مجتمع ليحكمه حكام مستبدون دون دستور وقوانين ولوائح يعمل وفقها الجميع . ولا يمكن اقامة اسواق نخاسة ولا يتمكن فريق في داخل أي دولة من غزو فريق آخر ونهبه .
ولا يمكن العودة الى انماط الحياة القديمة فكلها ولّى زمنها بفعل التطور وليس للاديان أي دور او اية مأثرة في القضاء على الاقطاع والعبودية وليس لها اية مأثرة في شق الطرق واقامة المصانع وتسهيل السفر بالسيارات والطائرات ولا اختراع الكومبيوتر والكهرباء وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى
ان الاديان هي طريق المؤمنين الى الجنة وكفى ,وهذا يكفي وهي ليست طريق الانسان الى التطور والتقدم ولا علاقة لها بذلك
وفي شؤون الحكم :فقط يستغلها الحكام لمآربهم وكيف يشتهون .وهم يستغلونها في السعودية غيرها كما في تركيا او كما يحاولون اليوم في مصر اوكما في المغرب الصوفي .
وتحاول السعودية نشر لباسها على انهى اللباس الديني وتحاول باكستان نشر لباسها على انه لباس الاتقياء
ولا يمكن اشتقاق ما يناسب حياة الناس في الاقتصاد والسياسة والتجارة من القرآن والسنه ,ولا يوجد اي عاقل يوافق ان هذه مراجع تفي بمثل هذا الغرض .
ان مصادر الدستور هي الدساتير التي سبق ان صاغتها البشرية بحكم تجربتها وهي ليست نمطا واحدا .
وان مصادر القوانين هي القوانين التي صاغتها البشرية وتجاربها الخاصة ,ولا يمكن لأحد ان يمسك بالقرآن مثلا لسيتخرج منه مجموعة قوانين في شؤون تنظيم التكنولوجيا أو ابداعات الفكر او تيسير الامور لهذا الميدان او ذاك من شؤون الحياة او وضع لائحة لتنظيم عمل نقابة المهندسين وما شابه.مع ان الدعاة الذين لا يفكرون يقولون" كل شيء موجود في القرآن ".
ان هذه الادعاءات لا تستهدف هذا بالضبط انها تستهدف تجهيل عقلنا لا اكثر
ان التشبيه بالسلف الصالح مأخوذ من العصور البائدة وقت عبادة الاجداد فاجدادنا دائما كانوا عظام وكان الواحد يأكا خروفا على وجبة واحدة وكان تقيا ومثواه الجنة وكان وكان ,وهذا على غرار ذاك زانى ما نعرفه عن السلف الصالح قد كشفه لنا المستشرقون ,حتى اننا لم نكن قادرين على معرفة تراث ذلك العصر لولا جهود علماء الاستشراق الغربيين حفظهم الله



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا تكذب علينا
- عندما لا تكون المرجلة بطولة
- يوم تحرير رام الله
- لا انتقاصمن احترام تضحيات الشعب المصري
- مجدي سعيد والحرب بدماء الآخرين
- مصر بحاجة الى ثورة جديدة
- ارفعوا صوتكم النظام العربي أضاع فلسطين
- موقف الرجعيات العربية من قصف غزة
- المرأة تسوغ ان تكون مظلومة
- شاؤول موفاز ناطقا باسم- الانسانية-؟!
- التطبيع مع اسرائيل اثبات مصداقية المتخاذلين العرب
- فن كتابة القصة أعدتها:غلاء الروح
- هزيمة خمسة حزيران 1967
- جدلية العلاقة بين الحب والغيرة
- الخامس من حزيران 2012
- تصريح باراك حول الانسحاب من جانب واحد
- كلمة الحركة الوطنية الفلسطينية
- الشهداء يعودون
- حوسان تستقبل حالما
- محمود الغرباوي شهيدا


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود فنون - سيدي الفقيه :الدولة الدينية بدعة لجورج حزبون