أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسحق قومي - تعقيباً على ما جاء في مقالة للسيد ميشيل كيلو وما ردَّ عليه سيادة المطران لوقا الخوري















المزيد.....

تعقيباً على ما جاء في مقالة للسيد ميشيل كيلو وما ردَّ عليه سيادة المطران لوقا الخوري


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ألمانيا 5/7/2012م.
= الرؤية السياسية الناضجة تنتج مشروعاً تقدمياً وموضوعياً وتؤثر بشكل ٍّ إيجابي في المستقبل من خلال قدرتها على تفعيل الدور الايجابي للحياة السياسية أما الرؤية الناقصة فهي الرحم الذي تولد من خلاله مشاريعاً هدّامة كإشعال فتيل النعرات في وقت ٍ نحنُ بأمس الحاجة إلى التهدئة والقراءة الناضجة والحكمة وضبط النفس .
= المشهد المسيحي السوري لم يُقرأ حتى الآن قراءة موضوعية وتاريخية وعلمية بل بإقصاء ٍ وتعال ٍ وعنجهية ٍ ومنة ٍ علماً أنهُ مضطهد عبر العصور وهو صاحب الأرض والتاريخ والحضارة ولا يعترفُ به كمكوّن قوميٌّ سريانيٌّ أصيلٌ وقديم بل يتم الإجهاز عليه في هذه المحنة الكبرى التي تمرّ بسوريا .
= التجربة وتقادم الزمن وتكرار المآسي على المكوّن السرياني السوري بشكل خاص يدل بما لا يدع من شك ٍ أنَّ العلة تكمن في هذا المكون نفسه وذلك لعدم وجود أحزاب ٍ تمثله وتدافع عن حقوقه واعتقد أنه لم يتحول من الحالة العشائرية إلى حالة أكثر تحضراً .وبالنتيجة الواقعية التي تقول: سيضمحل وهو إلى زوال عاجلاً أم آجلاً .
= من يتنكر لدور رجالات الكنيسة في الدفاع عن الوطن فهو بحاجة إلى معرفة بالموضوع وذلك من مناهله .وعلى قدر علمنا المتواضع بهذه المسألة خلال عشرات الأعوام كان يعترف من نلتقيهم من الدولة بدور رجالات الدين المسيحي في الدفاع عن الوطن حين كان يُرسل هؤلاء في مهام ٍ للغرب والشرق وكم حقن هؤلاء دماءً ووفروا مجداً للوطن فهذه لا يعرفها العامة وتبقى من الأمور غير المعلنة إلا في الأحاديث العابرة والسرية للغاية..
= السيد ميشيل كيلو كنتُ سأقدر عاطفتك الهوجاء لو لم تكن مسيحياً وتعمل مع معارضة أقصتكَ كما جورج صبرة ورفضت تسميتك َ أو تسميته رئيساً للمجلس الوطني السوري . نعني أختيارك وانتخابك رئيساً ...لماذا هل هناك من ناضل أكثر منكما ؟!!!!.
أليسَ لأنكما مسيحيان فمن المستحيل ولا يجوز أن يرأس مسيحياً جماعة ذات أكثرية إسلامية...مهما تبجحت تلك الجماعة بأنها تملك قدرة على حكم الواقع السوري فإنها تبقى اقصائية ؟!!!
= وأنتَ يا سيادة المطران الجليل لوقا الخوري قد لا نوجه النقد لك شخصياً وليس من حقنا ولكن ألا ترى معي بأنه حان الوقت ليتوقف رجال الكنيسة عن تمثيل شعبنا ...ألا يكفي ؟!!!.
أم ألا ترون بأن الوقت قد حان للفصل مابين دوركم الرعوي الروحي وتتركون الشعب يعبر عن أفكاره وطموحاته ويقرر مستقبله عبر أحزاب يكونها؟!!!
=سيادة المطران الجليل نعتقد بأننا بأمس الحاجة إلى ابن عبري جديد ليحصل على حقوقنا من الحكام والمعارضة فهل طرح أحدكم يا سيدي موضوع وجودنا بأننا مكوّن قومي سرياني وليس طائفي مذهبي ديني في سوريا ؟!!...وعدد هذا المكوّن أكثر من مليوني نسمة من المقيمين وهناك 14 مليون من المهاجرين والمهجرين وأراضي السريان هي التي تمّ الاستيلاء عليها ووزعت بموجب قانون الإصلاح الزراعي للأكثرية في الجزيرة خاصة؟!!!
= لماذا لم نرَ حتى اليوم من خرج منكم وقال: للحاكم والمحكومين نحن هنا وهذه أرض أجدادنا ولسنا أقلية بل نحن أصحاب الأرض والتاريخ لماذا؟؟؟
بعضكم يصوم صوم رمضان تكاتفاً مع إخوته من المسلمين ...
أليس هذا تزلفاً وخروجاً عن المألوف ويدلُّ على أنّ الأخر لا يقبلني كما أنا إلا أن أتشاهد وكفى بالرغم من أنّ الآخر لن يقبلنا حتى لو أدينا أكثر مما يريد ؟!!!
أتخافون الموت ؟!!! كم من مرة ٍ وبعضكم يموت آلاف المرات حين يهزأ به ضابط صغير في مكتب أحد رجالات الأمن لماذا؟!!!! عِلماً أنَّ هناك من المغالين منا أكثر من الحاكم والأكثرية لماذا؟!!!!
= يا سيدي ننحاز مع الأكثرية لأنها باقية وهي الوطن ولكن ليس من منطق ضعف ٍ بل علينا أن نؤسس مشروعية مشاركتنا نداً لند ..ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإنشاء أحزاب خاصة بنا.
لماذا كلّ هذه المقدمة برأيكم ؟!! تعالوا نجيب عن سؤالنا بالشكل التالي:
لقد كتب السيد ميشيل كيلو مقالة بعنوان (مسيحية للشعب) في جريدة السفير بتاريخ 16/6/2012م والعدد 12209. وردّ عليها سيادة المطران لوقا الخوري .
المقالة تدور حول سلبية دور المسيحيين السوريين في الحراك الذي بدأ في سوريا منذ عام ونيف تقريباً .إنَّ قراءة موضوعية وعلمية للمقالة سنجد تجنِّ سافر بما وصفهم كاتب المقال الذي نسيّ بأنه مسيحي سوري ومعارض ومضطهد بحسب تعبيره هو وجورج صبرة وعبد الأحد شابو ورندا قسيس ونضال درويش وهناك العشرات لا بل الآلاف من المسيحيين الذين ينافحون مع أخوتهم في المعارضة بل هناك شهداء كثر من المسيحيين سقطوا كما بقية شهداء الوطن.أم أن السيد ميشيل كيلو لم يسمع بالمنظمة الأثورية ودورها في الحراك السوري ؟!!! ومما يلفت نظرنا في المقال فإنّ السيد كيلو قد فقد سيطرته وقدرته
على احترام سيدنا يسوع المسيح فهو ليس بحاجة إلى شبيحة كما تعلم ياسيد ميشيل ويبدو أنك تفتقر إلى قراءة واضحة للكتاب المقدس .فالسيد المسيح هو الألف والياء ، وستركع له ُ كلّ ركبة ...وهو الديان ـ ولن تقوم الساعة إلا (بعيسى ـ المسيح).
ونقرأ في مقالتك لغة انفعالية وعاطفة هوجاء وتهماً غير واقعية كما وندخل إلى مناطق مجهولة يبدو من خلالها وكأنك لا تعرف المنطقة ولا أهلها ولا تاريخها .والطامة الكبرى عندما وضعت جميع المسيحيين في مستوى واحد في هذا الحراك ولقوة الشحنات الانفعالية الهوجاء فانك ترجع للوراء وتتجنى على تاريخهم الناصع والمخلص والعامل بالمحبة والتضحية والفداء والازدهار والعمران ، لا بل تنفي عنهم أفعالهم الإبداعية وتنسى عمّا قدموه لإخوتهم المسلمين خلال 1434عاماً .كما وأنك تفتقر للموضوعية والعلمية حين تظن بأن جميع المسلمين السوريين قد دخلوا مناطق الحراك وفعلوّه فهل تجّار حلب ودمشق كلهم من المسيحيين وهل وزير الأوقاف الحالي هو مسيحي أم الوزراء في الحكومة الحالية ومجلس الشعب والموظفين لنعترف بأنّ هناك حالات وهي كثيرة واقعة تحت تأثير ما أقوى منها وهي مجبرة على أن تكون مع فلان دون فلان.؟!!!! .
وهناك مكونات قومية بقيت حتى الآن بعيدة عن عمق الحراك عدا مظاهرات شكلية تثيرها هنا وهناك لتوهم الشارع السوري بأنها معه والسؤال هل انتفض الشعب السوري بكلِّ مكوناته وتقاعس عن الركب المسيحيين ياسيد كيلو ؟!!!
وكما نعلم أنّ أغلب هؤلاء لا يستطيعون مشاركة إخوتهم في الحراك لأسباب عدة نقدرها ونتفهم بعضها على أقل تقدير.
وكما نعلم في المنطق السياسي ، علينا ألاَّ نجتزئ تاريخ أية جماعة مهما يكون عددها من خلال موقف بحجم الموقف الذي تعيشه سوريا الواقعة أصلاً تحت تأثير المصالح الدولية وعليه علينا أن ندرس العلة والمعلول والمدرك والمخفي والمشهد بشمولية وعالمية .
وعندها يمكن لنا أن نشخص بموضوعية موقفاً ما تجاه فعالية اجتماعية شعبية بلغت حداً لا بأس به ولا نقول غير ذلك عندها يمكن أن يُحسب لنا ما ندعيه وعلينا أن نبتعد عن الانفعالية والعاطفة الهوجاء لأنّ من يدعي نفسه بأنه سياسي لا بدّ أن يعرف هذه الأمور وهي من البديهيات أضف إلى الأسباب التي تعيق مشاركة مجموعة ما في حراك ما .هو أنه محكوم ٌ بأمور خارجة عن الإرادة الشخصية لما نصّ عليه الكتاب المقدس مثلاً من أنّ علينا أن نطيع الحكام لأنهم من ترتيب الله.وهنا أرى أن ندرس المسيحية الطقسية وتجلياتها بشكل متكامل بدون أن نجتزئ قسماً منها بما يخدم الواقع المسيحي الحالي والمستقبلي ونطالب بالفصل بين الكنيسة والشعب كمكون قومي فالعلة تكمن في المسيحيين أنفسهم كونهم لم يؤسسوا أحزاباً خاصة بهم . فالأحداث الجسام التي تعيشها سوريا تشكل ّ لنا درساً وعظة ً وموانىء ومحطات مهمة ٍ وضرورية ٍ لتفعيل عملية الإصلاح والتجديد بما يتناسب مع الحالة الراهنة والمستقبلية على جميع الصعد حتى في الطقوس الكنسية التي لم يعد أغلبها يتناسب مع الحياة والتطور ـ لا نقول في العقيدة بل في الطقوس ـ فإحداث ربيع مسيحي موضوعي وعلمي ومصيري هو من الأهمية بمكان ـ أجل يلزمنا أن ندرس واقعنا ومصيرنا وكفانا تخاذلاً ونحن أصحاب الأرض والتاريخ ونتهم بالخيانة تارة والجبن تارة أخرى أو نستغل ونبقى رهينة للحاكم وغيره لماذا وإلى متى؟!!! .
فالمكوّن السرياني الآشوري الكلداني لا يستهان به لو أخذنا المسيحية السورية السريانية على أساس أنها مكوّن قومي وليس مذهبي طائفي ديني ـفعددياً يبلغ عدد هذا المكون ما يزيد على مليوني ونصف المليون نسمة هذا عدا المغتربين الذين يبلغ عددهم أكثر من سبعة ملايين نسمة في الأمريكيتين وكندا وأوروبا واستراليا ونيوزيلندا والدول الاسكندنافية .
لكن تشرذم أغلب أبناء هذا المكوّن بين أحزاب قومية وعربية وعمالية وشيوعية واجتماعية وعبثية وعدم الإقدام من قبل غالبيته العظمى على الانسحاب من تلك الأحزاب والانخراط في أحزاب لصالح قوميته يشكل الطامة الكبرى والمقتل الحقيقي لوجودنا وحقنا كون لا أهمية لأيّ فعل جماعة دون أن يتجلى ذلك الفعل من خلال حزب سياسي .
كما كنا نتمنى على كيلو أن يتوجه إلى المسيحيين السوريين ويحثهم على تأسيس أحزاب تدافع عنهم وتكون مرآة لجودهم وفعاليتهم لكون الفعالية لأية مكون تتجلى من خلال حزب ٍ معترف به فهو المحطة التي تنطلق منها جميع المشاريع لأية جماعة عرقية أو قومية كانت.
وهنا لنشير بوضوح إلى أنّ أغلب المسيحيين في سوريا لازالوا غير مدركين خطورة تبنيهم مقولة (نحن غيمة صيف عابرة ومن يتزوج أمنا نصيحه عمنا.مالي وله أنا شغلي ماشي فماذا أريد أكثر ، الله يخلي هل دولة...قليل من الرشوة وأفعل ما أريده).والسؤال هل هذا هو الصحيح ؟!!!!
كما يخطأ كلّ من ْ يتهم المسيحية السورية بالخيانة أو التقاعس أو العبثية .ولنعدْ أيتها الأخوات أيها الإخوة إلى التاريخ في مسألة ما يدعيه هذا السيد أو ذاك الذي يتوعدنا بمصير أسود سيأتي بعد سقوط النظام بحسب قولهم وصراخهم على المحطات العربية,أعتقد أنّ العودة للتاريخ المكتوب لدليل على الفعل الحضاري للمسيحيين السوريين خاصة فهو حكم فيصل لمن يدعي الحق والمعرفة والحكمة .
ومن قرأ بعضاً من تاريخ المنطقة خلال ألفي عام سيجد أن بلاد الشام والجزيرة العربية واليمن السعيد والبحرين(دلمن) وبلاد النهرين (العراق الحالي والجزيرة السورية والجنوب الشرقي من وتركيا الحالية).كلّ هذه البلاد كانت عند ظهور الدين الإسلامي أغلبها يُدين بالمسيحية واليهودية والمزدكية والصابئة والزردشتية.ولكن نسبة المسيحية في تلك الديار بشكل عام كانت تكوّن أكثر من 78% يزيد أو ينقص بحسب كثافة تواجدهم في منطقة دون أخرى وكانت بلاد الشام الكبرى (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن).الآرامية جلّ أهلها يُدينون بالمسيحية ديناً وعرقياً فهم من الآراميين السريان والذين ننظر اليوم لهم على أنهم أقلية دينية دون النظر إليهم على أنهم مكوّن قومي أصيل وقديم احتلت أرضه ُ واغتصب حقه وسقطت إرادته السياسية من قبل الغزاة فمهما قدم المتحذلقون من تبريرات وتحليلات فأرض السريان كمكوّن قومي، مغتصبة ولا زالت.ونعلم جميعاً كيف جاءتها خيول الفتح العربي الإسلامي لبلاد الشام الآرامية وبلاد مابين النهرين الآشورية الكلدانية ومصر القبطية وقد ساعد أهل هذه البلاد تلك الجيوش في احتلال بلادهم وتفضيلهم على الحكم الروماني واليوناني المسيحي ولهذا (نذكر علّ الذكرى تنفع المؤمنين ).
بأن رجالات الكنيسة الكبار في كلّ من دمشق وأورشليم (القدس) ومصر يسلمون مفاتيح بلادهم للقادة المسلمين ويقتسمون معهم الغذاء والدواء وحتى الأماكن المقدسة (اسألوا كنيسة مار يوحنا المعمدان ـ الجامع الأموي الحالي سيخبركم بأن ّ أهل الكنيسة اقتسموها بالمناصفة بينهم وبين إخوتهم المسلمين والذين اسلموا لمدة 70 عاماً ) . اسألوا دير هند في جنوب بلاد مابين النهرين وخيول الفتح .اسألوا أغلب الجوامع الكبرى القديمة ستخبركم بأنها كانت كنائس للمسيحيين سُلبت منهم ومن لا يصدق فليقرأ الكتب ...
ونسأل من كان المعلم للقادمين في الصناعات والحرف والعلوم وحتى القراءة والكتابة وكانوا لهم عوناً في تثبيت وترسيخ أركان الدولة الأموية في دمشق (دم ، شق)وما بعدها الدولة العباسية في بغداد المنصور وكيف وهل ننسى الراهب عدّاس المسمى بالراهب بحيرة الذي بشر بالرسول العربي وهل ننسى ورقة بن نوفل وابنة عمه زوجة الرسول الأولى خديجة.....وهل ننسى دور السريان والآشوريين والكلدان والكل واحد في الترجمة ونقل العلوم والطب والهندسة والفلسفة التي علموها للعرب الفاتحين لبلادهم .!!!!.
ويعلم الجميع كيف قُتل من وقف بوجه الجيش الإسلامي العربي واستولوا على جميع الأرض وما عليها وما تحتها وبدأ توزيع أراضي شعبنا على القادمين مع الجيوش على أساس أنها أراضي الفيء ..فما قدمه من يدينون بالمسيحية السورية لإخوتهم المسلمين عبر التاريخ فحدث ولا حرج. وعلينا ألا نجتزئ ونقزم دورهم وتضحياتهم من خلال رأي هذا أو ذاك فالتاريخ لن يرحم.
كما نتوجه للمسيحيين أنفسهم فنقول التاريخ لن ينصف المتخاذلين الذين يظلمون أنفسهم حين لا يدافعون عن حقهم ووجودهم والذين تمرغوا في حمأة المغلوبين على أمرهم ودهرهم كانوا وسيبقون رهينة لرغبات الحكام والأمراء والشيوخ ولتاريخه نجد هم غير جادين في أن يخرجوا على طاعة أو على واقعهم المذل فهم على ما يبدو يفضلون العيش بذلة وقلة وهذه العبثية ستجعلهم ينهزمون ويهاجرون وهم أنفسهم يسارعون في حرق حقوقهم في وطن أجدادهم ولن نرَ منهم بعد ربع قرن سوى قلة قليلة ً إلا إذا كانت الأكثرية بحاجة لوجودهم وإلا فهم ـ أعني المسيحيين ـ إلى زوال من بلاد أجدادهم .
نحن في هذا التعقيب نريد أن نوضح مسألتين هامتين.
الأولى لا ننتقد مقالة كيلو إلا في مواطن ضعفها وعدم موضوعيتها وتجنيها على المسيحيين كمكوّن قومي وأصيل في سوريا أولاً وثانياً لسنا هنا لنمتدح مقالة سيادة المطران لوقا الخوري . ولا أن نكون مع الضالين والإرهابيين ولا مع الحاكم الظالم والقاتل بل مع الحاكم الذي يسوس البلاد بكلّ شفافية .لكن علينا أن نعترف بأنّ المشكلة السورية
أكبر من الحاكم والمحكوم وأكبر من جميع طموحات المكوّنات السورية.
يتبين لنا من خلال هذا ــ الحرِّاك المشروع للشعب السوري ــ بوضوح مدى تخبط المخططات المسبقة والحلول والمقترحات والاجتماعات والمؤتمرات وعدم قدرة المعارضات السورية التي تدعي بأنها تملك رؤية مستقبلية للشعب السوري على تفهم دور الدول الكبرى التي تدعي الحرية والديمقراطية والعدالة وهي لا تملك من هذه الشعارات إلا الكلمات الجوفاء كما شعاراتنا القومجية التي عشنا عليها طيلة عشرات الأعوام وبعدها لم نحرر لا الأرض ولا الإنسان وخسرنا ما خسرناه من المال الذي كان يجب أن يُصرف من أجل الإنماء كما أرواح الشهداء وتبين بعد كلّ هذا أنَّ عدونا يكمن في دواخلنا وأفكارنا وأطماعنا وكم كنا نغل في أنفسنا جماعة ضدّ جماعة هل السوري يقتل السوري ؟؟؟؟
كما توفر لنا من خلال هاتين المقالتين أن نلقي الضوء على أمور في غاية الأهمية لكون المكوّن المسيحي السوري بحاجة إلى ربيع حار وقائظ وعليه أن يؤسس لنفسه مؤسسة تحمي حقه ومصالحه لا أن يشارك بحسب رغبات الحاكم ولا الأكثرية التي ستبقى تستغله في الأزمات وتطارده وتنسى حقه وما قدمه لها عبر الزمن.
وعليه فإنَّ التوقف عن التهم وتبادلها وتسطيح دور وفعالية المكوّن السرياني(بكل مذاهبه ) والمسيحي السوري بشكل عام هو من الخطورة فليس من العدل أن نتنكر لدورهم . كما ونرى بأنه لا يستقيم العيش في سوريا إلا بهذا التنوع العرقي ـ القومي ـ والديني والمذهبي .ونؤكد أنّ أغلب إخوتنا المسلمين في سوريا وبلاد الشام ومصر هم في مستوى فكري ـ لا يؤهلنا لنتهمهم بأنهم اقصائيون ـ بل أغلبهم يرى في العيش المشترك ضرورة حياتية وأخلاقية وإنسانية وعلى هؤلاء أن يفعلوا دورهم في موضوع التعايش وهم مطالبون بالمزيد من محاربة الإرهاب والأفكار التكفيرية التي تكفر ليس المخالف لدينها بل ومذهبها وأن يعتمدوا ويدافعوا عن دولة المواطنة والقانون والحرية والديمقراطية وأن لا يُقاس وجود المرء بخلفيته الدينية أو المذهبية بل بقدرته وعقله وكفاءاته وما يقدمه لمجتمعه
لننتقل من حالة الرعاة والعشائرية والمافوية والظلم والاستبداد واستغلال الثروة القومية لصالح بعض المتنفذين إلى واحات العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة وتبادل السلطة بشكل سلمي وأن الوطن لجميع مكوناته وليس لفئة أو دين ٍ أو مذهب ٍ.
عاشت سوريا وحدة موحدة.
والمجد لله أولاً ولدماء وأرواح الشهداء كافة ثانيا..
اسحق قومي
شاعر ٌ وكاتب وباحث سوري .
مدير ورئيس تحرير اللوتس المهاجر.

www.ishakalkomi.com



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسحق حنا قومي
- كتابنا القصور والقصوارنة في الزمن المقهور.
- قصيدة بعنوان: حبيبتي من سليكون...
- أسئلة للنقاش والحوار....
- اللوتس المهاجر يقول كلّ عيد فطر وأنتم بخير
- قصيدة بعنوان: الروح تصهل بالموت.
- رسالة من اسحق قومي إلى الأستاذ ميشيل كيلو.
- قصيدة بعنوان: الجريمة...
- لنستيقظ جميعاً قبل فوات الأوان
- الربيع العربي وسقوط آخر خلافة عربية....
- السريانية الآرامية مكوّن قومي وليس دينياً في سوريا.
- رسالة إلى السفير الأمريكي بدمشق
- خطاب الرئيس الأمريكي السيد باراك حسين أوباما
- مابعد تونس...استثناءات
- أنا لستُ منتمياً.....
- سهوتُ عن مُضِيِّ العمر
- ألا تخجل أيُّها الشرقُ ....كفاك تهجّرُ العصافير؟!!!!
- دليلة تصبغ ُجدائلها بالقصيدة ِ
- إشكالية الوجود المسيحي في الشرق.....بقلم اسحق قومي
- سعاد.....


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسحق قومي - تعقيباً على ما جاء في مقالة للسيد ميشيل كيلو وما ردَّ عليه سيادة المطران لوقا الخوري